قام الملك رمسيس الثاني بجولة في القاهرة ظهرا لتفقد أحوال أحفاده، وبعدها عاد إلي مقر إقامته بصحراء الهرم حزينا مهموما. وعندما زاره روكا الحرامي في اليوم التالي صاح جلالته قائلا في غضب: ماذا فعلتم بالبلاد أيها الأوغاد .. لقد اكتظت بالسكان وأصبح الناس كالنمل .. أنتم جهلاء .. ينقصكم بُعد النظر وتفتقدون ثقافة التخطيط للمستقبل . قال روكا للملك: إلا التخطيط يا عم رمسيس. ده احنا لامؤاخذة اللي بدعناه . مافيش مسئول في البلد ما بيخططش. عندنا ييجي عشروميت جهة بتخطط . البلد اللي عاوز يقب لفوق لازم يخطط ويقول يا عِلم.. واحنا بعون الله شغالين بالسرسوب العلمي . قاطعه الشيخ غريب: قصدك بالأسلوب العلمي يا سيد المعلمين ! قال روكا للملك: إحنا بلا فخر اللي اخترعنا هيئة تنظيم النسل. الحكومة من تلاتين سنة قالت لازم ننظم النسل، وبدأ التنظيم سيادتك. دكاترة وخبرا ومستشارين وموظفين قبضوا من الحكومة آلافات. قعدوا في مكاتب هاي لايف وركبوا عربيات سودا بستاير ولبسوا حرير في حرير. كل واحد منهم كان قافل علي نفسه الباب ومنوَّر اللمبة الحمرا وماسك في إيده قلم وطول النهار يخطط .. كان بيملا كراستين يوماتي غير الورق الفرط . اللي ما يفهمش يقول ان الهيئة كانت معمولة عشان الحكومة ترص فيها الموظفين اللي مالهومش عازة . لكن اللي فاهم كان بيقول كان الله في العون . قال الملك ساخرا: وكانت النتيجة تضاعف عدد السكان خلال 3 عقود فقط ! قال روكا: الخبرا عملوا اللي عليهم يا سيادة الملك. خططوا بما يرضي الله عشان ربنا يبارك لهم في البواكي. والتليفزيون قعد عشر سنين يقول »حسنين ومحمدين«. وبعدين الحكومة اكتشفت ان البلد اتملت عيال. وكل التخطيط ما يزيد عدد العيال بيزيد لحد الناس ما ركبوا فوق بعضهم. لا دعم نافع ولا شقق مكفية ولا شوارع سايعة الخلق. أتاري الخطط اللي عملها الدكاترة فتحت نِفس الرجالة ع الخلفة، ويوماتي مواليد بالزوفة. يكبروا والحكومة تصرف دم قلبها عشان يتعلموا ويتخرجوا من الجامعة . قال الشيخ: وينوَّروا القهاوي ! قال روكا: الحكومة عقلها طار سيادتك وقعدت تندب ع الملايين اللي انصرفت ع الخبرا، والفلوس اللي اتصرفت في إعلانات التليفزيون والجرايد. هي تندب والنسل لامؤاخذة يشتغل عشرة علي عشرة . والدكتور غالي يفتح حسه ع الرابع ويقول ح أجيب منين . قال الشيخ: خدوهم بالصوت ! قال روكا: ولما سعر الرز ضرب في العلالي الحكومة قالت بلاش بتوع الدخل المحدود يطفحوا رز. نصرف لهم مع التموين نص رز ونص مكرونة.. وبقالها شهر يا ولداه دايخة علي المكرونة ومش لاقياها. قاطعه الملك قائلا: كنا نتحدث عن خبراء تحديد النسل أيها الثرثار . قال روكا: ما أنا جاي لسيادتك في الكلام.. طلع انهم موظفين علي باب الله لا ليهم في الطور ولا في الطحين. قالولهم خططوا راحوا مخططين ، وما حدش منهم كان يعرف هو بيخطط لإيه . قال الشيخ : سرسوب علمي !