سأل الملك رمسيس الثاني روكا الحرامي عن أحوال أحفاده مع بدء العام الدراسي الجديد . أجاب روكا : كله مبسوط سيادتك . والفلوس المستخبية ظهرت مع العالم اللمامة اللي بيدعوا الفقر وقايمين نايمين يقولوا مافيش . أولياء الأمور هجموا علي الفجالة زي الغيلان . وما حدش يقدر يقول حاجة المدارس غالية . لو فتح باكو ح يشتري اساتيك وأقلام رصاص ورزمة تيكت ومش أقل من عشر كشاكيل . وح يفضل معاه فلوس يشرب كباية عرقسوس متلج يطرّي علي قلبه قبل ما يرجع للعيال ! - يرجع ماشي يا معلم ! - سأله الملك : والوزير الجديد ؟ أجاب روكا : حنبلي سيادتك وراسه ناشفة وعاوز كل حاجة تمشي ميري . شايل عصايته تحت باطه وداير يطرقع بيها وفاكر انه لما يضرب المربوط يخاف السايب . إفرض سيادتك إن سايب ولاّ اتنين ولاّ حتي عشرة خافوا من لسوعة العصاية بتاعته . وايه يعني ؟ ده ربنا مبارك في السايبين ومفيش أكتر منهم . عددهم بالآلافات سيادتك. بين كل سايب وسايب إتنين سايبين . قال الشيخ : تلاتة يا معلم ! قال الملك : التقارير التي تلقيتها قبل بداية العام الدراسي تشير إلي ان الفصول مازالت تعاني من ارتفاع الكثافة . ارتبك روكا واقترب من الشيخ ثم همس في أذنه: التعليم ماله بالكنافة يامولانا ؟ قال الشيخ : جلالته بيسأل عن الكثافة . يعني عدد التلاميذ في الفصل يا سيد المعلمين . توجه روكا بحديثه إلي الملك : مش كله سيادتك : الفصول بتاعة العيال الفلاحين بتبقي زايطة وهايصة وزحمة زي السوق . كل عيل قاعد ع الدكة فوق زميله وشايل علي كتافه اتنين مدلدلين رجليهم في عبه . ومابيشبعوش ضحك وصهللة وتنكيت وسندوتشات جبنة قريش وبيحدفوا بعض بمصاصة القصب . خمس ست حصص يوماتي علي ده الحال.. ولما العيل يتعب من القرفصة فوق عضم كتاف زميله ينزل ويخطف رجله لحد الحوش ويشد حبل الجرس. وتسمع كلمة »هيه« تهز المدرسة .. وكل حي منهم يرجع لداره قبل الناظر والمدرسين ما يخلّصوا مشاويرهم ويروحوا المدرسة . الولاد هناك بيحبوا المدرسة أد عينيهم يا عم رمسيس . بيروحوها يوماتي مع ان مافيش تعليم . بيقولوا انها أحسن من القهوة والسرمحة والمشي البطال . ومابياخدوش دروس خصوصية . أصل القرشين اللي بيفضلوا من بيع المحصول يادوبك يكفوا أجرة المجموعة .. وبالعافية . واضاف روكا يقول للملك : انما فصول البندر مافيهاش كنافة . قاطعه الشيخ : قصدك كثافة يا معلم ! قال روكا : يادوبك سبع تمن تلاميذ في كل فصل . التلميذ بيروح المدرسة مرة او اتنين كل جمعة عشان يغيَّر جو ويسلم علي صحابه ويشرب قهوته وبعد ما ياخد قعدته يقول اشوف وشكم بخير . من حلاوة أخلاقه بيسيب المدرس نايم عشان ما يقِّلش راحته .. أصله بيشوفه يوماتي في البيت وبيسهروا مع بعض في الدرس الخصوصي لحد الفجر ما يشقشق . ومافيش أحلي من التعليم البيتي . قال الشيخ : والمسقعة البيتي!