كلما جلست مع نفسي.. أسألها ماذا جنينا من ثورة يناير التي راح ضحيتها 835 شهيدا وأصيب فيها أكثر من 1500 مواطن؟! ترد علي بأننا تحررنا من الظلم والاستبداد.. تحررنا من الديكتاتورية الفاشية.. أصبح الشعب يملك قراره بحق.. باختصار أسقطنا النظام الفاسد!! أحاول أن أوضح لنفسي أن هذا ليس يكفي!؟.. وأن الثورة المضادة تتحرك.. وأن الفلول أو أذناب النظام السابق مازالت في مواقعها.. تتحرك بنفاق واضح.. هي في الظاهر مع الثورة.. وفي الخفاء مع أسيادهم. لكن نفسي ترد بإباء وشيم.. نظرتك قاصرة.. تمعن فيما يحدث حولك.. ستجد النظام وفلوله في السجن.. واسأل مزرعة طرة التي تحتضن الآن العشرات منهم.. انظر حولك في المزرعة الم تر د. فتحي سرور الذي عاش علي منصة البرلمان اكثر من 02 سنة وقبلها كان ايضا احد أقطابه ووزرائه.. انظر الي الفيلسوف صفوت الشريف رجل النظام الأول والمرجع الأساسي لفترة حكم الظلم والطغيان. انظر حولك الم تجد في سجن المزرعة أيضا جمال مبارك الذي كان وصمة في نظام الحكم.. لأنه ابتدع لمصر نظاما سياسيا عجيبا يتأهل من خلاله الابن ليرث أباه في الحكم.. انظر الي أعوان جمال الذين هيأوا له أنه الاجدر والأحق برئاسة مصر.. فمن في علمه.. ومن في كياسته.. ومن في علاقاته مع أمريكا!.. أين الذين زينوا له الورود ونزعوا منها الشوك.. ليكون طريقه الي سدة الحكم مفروشا بالرمال البيضاء والسيراميك والرخام من عند ابوالعينين.. والسجادة الحمراء من عند فريد خميس.. والحكمة السياسية من اساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية الذين أنشأوا مراكز البحث العلمي السياسي والاستراتيجي من أجل أفكاره وخططه في حكم مصر وشعبه الكادح! أين إذن علي الدين هلال وعالية المهدي ومحمد كمال ومصطفي علوي. وتزيد النفس في إقناعي بما حدث لأركان النظام أحمد نظيف وحبيب العادلي ورشيد وغالي والمغربي وجرانة ومحمد ابراهيم سليمان وعدد من رجال الأعمال الذين حكموا مصر فعليا بفضل سوزان وجمال وعلاء مبارك.. وهل نسيت ما حدث لأحمد عز أمين التنظيم للحزب الاوحد الذي حكم مصر فوق الثلاثين عاما.. الحزب الفاسد الذي قضت بحله المحكمة الادارية العليا بحكم نهائي بات.. وكان حزبا فرعونيا لا يقبل برأي آخر.. وأفسد المحليات وأفسد النقابات وأفسد الجمعيات.. وتسبب في افساد الحياة السياسية للشعب المصري.. ولانه حزب رجال اعمال.. اهتم بالاسياد وترك الشعب المطحون يكتوي بنار الأسعار ولهيب التجار.. وأضاع هيبة الدولة.. ودورها في حماية المواطن.. حتي أنه وضع علي رأس جهاز حماية المستهلك احد أركانه من رجال الاعمال.. هكذا كانت تدار الدولة.. أليس اسقاطها انجازا؟! نعم هو انجاز.. أعترف بذلك.. لكني أري.. أن الطريق طويل والسيارة تسير ببطء شديد.. لا المجلس العسكري مستعجل.. ولا الحكومة الجديدة مستعجلة.. لكننا مستعجلون حصاد أفضل ثورات العالم.. والتي قادها شباب من مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية.. والمشكلات التي قمنا بالثورة من أجلها مازالت في طور الدراسة.. البطالة كما هي بل تزداد سوءا.. الاسعار زادت عما كانت قبل الثورة.. اسكان الشباب.. ياهنا مين يعيش.. البيئة مازالت ملوثة.. الشعب الفقير يزداد فقرا.. المصالح الضرورية متوقفة.. السياحة تعمل بطاقة 51٪.. الديون تتراكم علي مصر.. اذابة الفوارق بين المرتبات لم تتم.. الأموال المهربة لم نتأكد بعد من اعادتها لمصر.. كل يوم نسمع عن حبس فلان 51 يوما علي ذمة التحقيق.. ولم تحدث حتي الآن أية محاكمات علنية تشفي غليل الشعب المضحوك عليه منذ 03 سنة.. التحقيقات سرية إلا من تسريبات يجتهد بها الصحفيون.. والنائب العام مزنوق وتم دعمه بعدد غير كاف من المحققين.. ووزير العدل يخرج الي الناس بقانون لوقف الاعتصامات الفئوية.. ولكن الشعب في قنا يرفض محافظا لم يره ولم يقيم عمله وقطعوا الطريق.. والحكومة والمجلس العسكري طبعا سيقبلون.. وكذلك أبناء المنيا يرفضون المحافظ المنقول اليهم من الدقهلية.. والطلبة في الكليات والجامعات يرفضون الاساتذة والعمداء ورؤساء الجامعات.. يعني كل واحد عايز حد علي مزاجه.. هل يمكن ان تستقيم أمور شعب بهذا الشكل..؟ لقد أثلج صدري ما قرأته عن بحث الغاء المجلس الأعلي للصحافة الذي هو من أذناب النظام السابق ومازال المجلس يضم بين جنباته من حوارييه الكثير.. ولم يتغير شيء.. بل خسر الاعلام المصري نفسه.. وخسرت الصحافة القومية عذريتها. تعليق من وائل عباس ايماء لمقال (حنانيك شعب مصر العظيم) أرجو أن تسمح لي بالتعليق علي المقال المذكور في النقاط التالية: تضمن المقال بعضا من الجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس السابق في فساد سياسي فساد مالي تجاوزات أمنية ضد المواطنين انتشار الامراض القاتلة كالسرطان والفشل الكبدي والكلوي وغيرها من الجرائم انتهاء باصدار الاوامر بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي وفتح ابواب السجون علي مصراعيها وسحب قوات الشرطة من الشوارع لتركيع الشعب المصري وتركه تحت رحمة المساجين والبلطجية. وهذه الجرائم لا يمكن التجاوز عنها ولابد من محاسبة المسئول عنها حتي يمكن طي هذه الصفحة والتفرغ لبناء مصر الجديدة. قال الله في القرآن الكريم (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) سورة البقرة الآية »971«، ومحاكمة النظام القديم ستكون بمثابة تحذير لكل من يتولي أي منصب في النظام الجديد وعدم محاكمة هذا النظام ستعطي اشارات خاطئة لحدوث تجاوزات وضمان عدم المحاسبة باعتبار ان الشعب المصري طيب وعفا الله عما سلف. توقيع: مصري مهموم باقامة مصر الجديدة علي أسس ديمقراطية سليمة. ومن عماد.. لا يجوز التشبيه بين فتح مكة وما حدث من القبض علي الرئيس المخلوع.