كثر الحديث عن أزمة مياه النيل والخلافات بين دول المنبع ودول المصب وعلي ضوء الاعلان عن رغبة اثيوبيا في اشتراك مصر والسودان في تمويل وانشاء سد الحدود.. الذي تم الاعلان عنه تذكرت أمرين.. اولهما اعتراض اثيوبيا »الحبشة« علي انشاء خزان بحيرة تانا »منبع النيل الازرق« عندما اقترحته مصر.، والامر الثاني هو السؤال الذي وجهه لي الامبراطور هيلا سلاسي عندما زار السد العالي وشاهد المياه المتدفقة والهادرة من الفتحات العلوية لمحطة السد الكهربائية. اذا ما كان ممكنا ان تشترك مصر واثيوبيا في بناء سدود علي النيل الازرق باثيوبيا.. ولكن الثورة التي قامت ضده لم تتح للامبراطور لتحقيق حلمه في تنمية بلاده.. او الاشتراك مع مصر في تنمية حوض النهر العظيم. أما وقد اعلنت اثيوبيا عن رغبتها في مشاركة مصر والسودان علي انشاء السد المقترح علي حدودها مع السودان علي النيل الازرق.. وهو مدرج ضمن خطة وضعتها الولاياتالمتحدة عن طريق مكتب استصلاح الاراضي الامريكية في الثمانينات من القرن الماضي. وقد نشر الدكتور رشدي سعيد في كتابه عن النيل قائمة هذه السدود وعددها 33 سدا علي الانهار العديدة باثيوبيا واهمها ثلاثة سدود علي النيل الازرق لتوليد الطاقة فيجب ألا تفلت مصر هذه الفرصة.. حتي تستعيد الوفاق الذي افتقدناه بعد نحو 51 عاما من بدء المبادرة التي تجمعت فيها دول المنبع معا والتي استيقظت بدافع رغبتها في تنمية بلادها وتشجيع جهات اخري صديقة او معادية لانتهاز الفرصة. ان اشتراك مصر بالذات في انشاء السدود علي النيل الازرق يتيح لنا الاشتراك في اداراتها علي غرار المشاركة الحالية في انشاء وادارة محطتي توليد الطاقة علي مخرج المياه من بحيرة فيكتوريا مع أوغندا.. لصالح مصر وأوغندا معا. مهندس وليم كامل شنودة وكيل أول وزارة الري الاسبق ونائب رئيس الهيئة الدولية للسدود الكبري