في محاولة لمواجهة انتشار القمامة، والسيطرة علي انتشارها من المنبع، بدأت في بعض احياء محافظة القاهرة أمس تجربة جديدة لتشغيل مجموعة من الأكشاك لجمع وفرز القمامة وشرائها من المواطنين، ثم بيعها للمحافظة، وهو ما يوفر عامل جذب للمواطنين لعدم القاء القمامة في الشوارع، وبالتالي القضاء علي ممارسات »النباشين»، الذين يقومون بفرز القمامة في الشوارع، مما يؤدي إلي انتشارها بشكل يمثل خطرا صحيا وبيئيا. »الأخبار» رصدت التجربة علي أرض الواقع، حيث بدأ نشر الأكشاك تمهيدا للعمل بميدان ابن سندر، وشارع أسوان بمصر الجديدة، ومن المنتظر أن يتواصل توزيع الأكشاك علي عدد من الاحياء الاسبوع المقبل، وقد تم تحديد اسعار المخلفات وبلغ سعر الكيلو جرام من معلبات الكانز الي 9 جنيهات والبلاستيك 3 جنيهات والزجاج 20قرشا والكارتون والورق 80 قرشا لانقاذ السكان وبخاصة في الاحياء المزدحمة بالسكان من النباشين ويقول محمد رمضان - موظف ان هذه التجربة ستكون بمثابة طوق النجاة وستنقذنا من » الفريزة» الذين يقومون بنبش القمامة للحصول علي البلاستيك وعلب الكانز مؤكدا ان هذه التجربة الجديدة لشراء القمامة ستلقي نجاحا كبيرا رفعت فتحي - مدرس - ان الاقبال علي هذه الاكشاك سيكون كبيرا خاصة انه سيحقق دخلا لربات البيوت والاسر مضيفا ان اسعارها مناسبة وستجعل الجميع يحرص علي جمع هذه المخلفات وبيعها .. من جانبه يؤكد ابراهيم صابر رئيس حي مصر الجديدة ان هناك حملات يومية بجميع المناطق لتعريف المواطنين بأماكن تواجد الاكشاك واسعار المخلفات الصلبة واوضح ان الجمعيات الاهلية والشباب حرصوا علي الذهاب الي منازل المواطنين وتوعيتهم بأهمية هذا المشروع وكيف سيساهم بشكل كبير في تجميل المحافظة .. وتؤكد د. شرين فراج عضو مجلس النواب و صاحبة المبادرة انه بدأ التنفيذ الفعلي للمشروع في حي مصر الجديدة بإنشاء كشكين كبداية لسلسلة من الأكشاك والتي ستقوم بشراء المخلفات الصلبة من كرتون وورق وبلاستيك و خردة وزجاج وغيرها من المخلفات التي تحقق عائدا اقتصاديا وأوضحت شيرين فراج أن مصانع التدوير في مصر لا تعمل بكافة طاقتها كما أن نسب التدوير الحالية في مصر ضعيفة جدا لا تتعدي 5% مما يتسبب في إهدار موارد الدولة ومن المعروف أن مصر تنتج 22 مليون طن قمامة سنويا يتم إهدار عائدها الاقتصادي الذي يتجاوز مليارات من الجنيهات فضلا عن أن التخلص منها بالصورة الحالية سواء بالمدافن أو المقالب يتسبب في تلوث بيئي جسيم ويؤثر سلبا علي صحة المواطن.. واضافت انه تم الاتفاق بالفعل مع المصانع القائمة المختصة بالتدوير للقيام باستلام القمامة من الاكشاك واعادة تدويرها. وتشير نادية هنري عضو مجلس النواب والمسئول الاعلامي للمبادرة الي إن الهدف من المشروع هو تقديم الدعم الاقتصادي للشباب بامتلاك مشروع اقتصادي يفتح مجال عمل جديد وفِي ذات الوقت يساعد المواطنين علي الاستفادة من المخلفات، والحصول علي مكاسب مادية من بيع المخلفات المفروزة وبذلك نكون وصلنا فعليا للمشاركة الاجتماعية التي تمنحنا جميعا نظافة الشوارع والحماية البيئية.