بعد مرور خمسة أشهر من إطلاق مبادرة "بيع زبالتك" وقيام رؤساء الأحياء في القاهرة بافتتاح عدد من المنافذ في الشوارع والميادين رغم وجود شوارع في أحياء كثيرة تتراكم بها القمامة حول أسوار المدارس وبجانب صناديق القمامة بشكل متزايد إلا أننا نفاجأ بقيام عدد من الأشخاص بفرز الزبالة من علي الصناديق والحصول علي محتوياتها من المعلبات المعدنية والورق والبلاستيك من داخل أكياس القمامة يتم إلقاء باقي المخلفات في وسط الشارع مما يشوه الشكل العام ويسبب انتشار الأمراض والأوبئة ويعطل حركة سير المواطنين. قامت "المساء" بجولة علي منافذ شراء المواد الصلبة من المواطنين لنتعرف علي مدي نجاح المشروع وإقبال المواطنين علي فكروة فرز القمامة وبيعها لهذه المنافذ. بداية لابد من التعرف علي أنواع المخلفات التي يتم شراؤها من المواطنين وأسعارها.. كيلو "الكانز" ب 9 جنيهات والبلاستيك 3 جنيهات وثمانون قرشاً للكيلو الورق وعشرون قرشاً للزجاج وجنيه واحد للكارتون. * في ميدان كوبري القبة يوجد المنفذ رقم "1" لشراء المواد الصلبة قابلنا شاباً لا يتجاوز عمره السادسة عشرة من الواضح أنه ليس المسئول عن المنفذ. عندما سألناه أكد أنه يشتري المخلفات من المواطنين ويقوم بعملية الوزن ودفع المقابل للمواطنين وأن المسئول عن المكان موجود في المنفذ رقم "2". أكد أنهم يهتمون بشراء عبوات البلاستيك أو الكارتون الكبيرة وعبوات الكانز والكتب الدراسية والورق وأي كتب أو جرائد ونقوم بتعبئتها في شكائر وإرسالها إلي المصانع لإعادة تدويرها. في شارع أسوان بمصر الجديدة قال مينا عياد المسئول المنفذ رقم "2" إن هناك تجاوباً كبيراً بين أهالي المنطقة والمناطق المجاورة وتحول الأمر لوظيفة لدي بعض الشباب الذين يأتون بالمخلفات إلي المنفذ لبيعها والتكسب من ورائها وساعدهم هذا المشروع للهروب من غول البطالة.. مؤكداً ان المواطنين حتي الآن استجابتهم ضعيفة لفكرة فصل المخلفات وهذا لم يؤثر علي جامعي القمامة الذين يقومون بعملهم المعتاد. يضيف أحمد محمد قنديل موظف في مكتب " بيع زبالتك" ان المشروع لا يتعارض مع جامعي القمامة من البيوت بل إن بعضهم يأتي ليقوم ببيع البلاستيك والكانز لنا وهناك تزايد في عدد المتجاوبين مع الفكرة في المنطقة.. مؤكداً ان الظاهرة الملفتة للنظر هي استغلال الشباب لوجود المواد البلاسكتية والمعدنية وسط القمامة فيقومون بجمعها وبيعها لنا باعتبارها وظيفتهم.. منوهاً إلي أن عدم الاستجابة للمشروع في بعض المناطق يرجع لعدم معرفة الشباب بأماكن المشروع في منطقتهم مؤكداً استقبال شباب من عين شمس والمطرية والقبة والسلام هنا في روكسي لبيع ما يجمعونه.. ناصحاًَ المواطنين بالبحث عن أماكن المشروع في مناطقهم عن طريق شبكات الإنترنت والوصول إليها. أشار قنديل إلي أغرب ما وصل له وهي مجموعات كتب لمكتبة كاملة خاصة بالقانون احضرها محام وتم إرسالها للمصنع لتفرم ويعاد تصنيعها ومرة أخري أحضر لنا أحد المواطنين بانيو زهر كامل وحوض ومواسير وكارتون. وفي شارع عمر المختار بالمطرية وهي منطقة كلها مدارس وشركات حيث يوجد كشك مشروع "بيع زبالتك" المنفذ رقم "1" يقول فهد عيد إن موقع المكان قد يكون بعيداً عن المساكن ولكن مطلوب جداً توعية الطلاب.. صحيح أن المشروع بدأ في آخر العام الدراسي ولكننا نأمل في العام الدراسي الجديد أن يتعرف الطلاب والمدرسون عليه حيث يوجد بالمنطقة 4 مدارس متنوعة. أضاف أنه في بداية المشروع الناس لم تكن مستوعبة الفكرة ولكن الآن بدأ وعي الناس يزيد وامتنعوا عن التخلص من المخلفات الصلبة واحضروها لنا حتي لو كان المقابل بسيطاً جداً وبدأ الحماس يدب بينهم لتشجيع المشروع والعمل علي نظافة المنطقة. أشار فهد إلي أن المطرية من الأحياء التي تكثر بها صناديق القمامة ومع ذلك تحيط بها القمامة من كل جانب حيث ينتشر الأشخاص الذين يقومون بفرز القمامة من الصناديق بها ويقومون بإلقاء مالا يحتاجونه في قارعة الطريق حيث يقوم أطفال يركبون عربات كارو ويمرون بها علي صناديق القمامة ليقوموا بالفرز. أضاف أن معظم الفئات العمرية تأتي إلي هنا وأنه يستقبل حوالي 20 شخصاً يومياً والمشروع حالياً في مرحلة أولي وفي طور التطوير بعد تقييم المرحلة ولكن يبقي السؤال المهم هو هل يتسبب المشروع في تشويه الشوارع بالقمامة التي لا يتم بيعها بسبب قيام النباشين بإلقاء محتويات صناديق القامة في الشارع؟!