قبل يومين أكمل أبراهيم فتحي 85 عاما، ولم يحتفل به أحد، لا مؤتمر، ولا ندوة، ولا لقاء، ولا حتي باقة ورد، رغم أن أبراهيم فتحي أحد أهم النقاد والمثقفين المصريين، وكتاباته المتنوعة وكتبه وترجماته تشكل تراثا فكريا ونقديا كبيرا في حياتنا الثقافية، وعلي كثره وأختلاف الدراسات حول أدب نجيب محفوظ، يظل كتاب أبراهيم فتحي(العالم الروائي عند نجيب محفوظ) أهم الدراسات التي تناولت روايات محفوظ، بشهادة محفوظ نفسه... وفي كتابه (القصة القصيرة والخطاب الملحمي عند نجيب محفوظ) حدد أبراهيم فتحي بدقة وجد وعمق مفهوم القصة القصيرة متجاوزا كثافة اللغة، إلي كثافة الرؤية... أبراهيم فتحي ليس فقط ناقدا أدبيا، ليس فقط مترجما..هو مناضل سياسي، ومثقف يساري موسوعي، أعتقل لسنوات طويلة (1959-1964) ثم (1966-1967)..هذا التاريخ السياسي والنضالي منح رؤيته الأدبية النقدية خصوصية ثاقبة، وذائقة خاصة، ومنهجية تربط الأدب بالواقع حين لا وظيفة،ولا مكان للأدب خارج شرطه ووعيه التاريخي.....كانت الترجمة هي أبداع أبراهيم فتحي الأول، ثم كانت مشاريعه الثقافية الهامة في الستينيات..مجلة (جاليري 68)التي أسسها ومجموعة من الكتاب، لعبت دورا في صياغة مناخ ثقافي طليعي وتقدمي.. وبنفس الأفق التقدمي أسس جمعية (كتاب الغد)...وأصدر العديد من الكتب منها(الخطاب الروائي والخطاب النقدي في مصر)و(سول بيلو..أنفصام شخصية الروائي اليهودي) و(كوميديا الحكم الشمولي)..والعديد من الكتابات النقدية والترجمات المتناثرة عبر الدوريات والمطبوعات المختلفة الجديرة بتجميعها وطباعتها.