ما احوج الاشقاء اللبنانين اليوم إلي التمسك بالحكمة والصبر والعمل معا في سبيل مصلحة لبنان ومستقبله والحفاظ علي أمنه واستقراره. وذلك في ظل أنباء فشل المبادرة السعودية السورية للوصول مع لبنان إلي حل لأزمة المحكمة الدولية بشأن مقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. والتصاعد السريع للأزمة اللبنانية ما بين الحكومة برئاسة سعد الحريري وقوي المعارضة وعلي رأسها حزب الله والذي كان من نتيجته انسحاب وزراء المعارضة من حكومة الحريري بعد أنتهاء مهلة عقد اجتماع عاجل للحكومة واعلان موقف مسبق من قرار المحكمة الدولية في مقتل الحريري. فطلب المعارضة للحكومة باتخاذ موقف من القرار الاتهامي للمحكمة يعد الغاء للمحكمة في حد ذاته لن تصمت معه العديد من التيارات السياسية اللبنانية. كما يؤدي إلي تأزم الموقف مع العالم. وانسحاب المعارضة من الحكومة يعني سقوطها ويدفع بلبنان إلي ازمة كبيرة وفراغ دستوري وسياسي سيؤدي إلي شلل الدولة وارتفاع حدة الاتهامات بين قوي الاطراف اللبنانية والدخول ببلدهم إلي دوامة تعيد إلي الاذهان سنوات العنف وعدم الاستقرار والامن ان لم يكن إلي حرب اهلية جديدة. الموقف الان يحتاج إلي تحلي القوي اللبنانية بالحكمة للتوصل إلي حل لازمتهم بانفسهم.