«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سقوط الحكومة اللبنانية..وسليمان يكلف الحريري بمواصلة مهام رئاسة الوزراء
نشر في الشعب يوم 13 - 01 - 2011

قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن رئيس لبنان ميشال سليمان كلف اليوم الخميس رئيس الوزراء سعد الحريري بمواصلة مهام المنصب إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.

وذكر بيان صادر عن المديرية العامة للرئاسة اللبنانية "عطفا على أحكام البند(1) من المادة 69 من الدستور المتعلقة بالحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة، لا سيما أحكام الفقرة (ب) من البند المذكور. ونظرا لأن الحكومة فقدت أكثر من ثلث أعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها، أعرب فخامته (أي الرئيس اللبناني) عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء وطلب فخامته من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة".

وجاء الإعلان بعد يوم واحد من استقالة وزراء حزب الله وحلفائهم من حكومة الحكومة اللبنانية برئاسة الحريري بسبب الخلاف حول المحكمة الدولية التي تدعمها الأمم المتحدة للتحقيق في مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005.

ووصل الحريري إلى العاصمة الفرنسية باريس في وقت متأخر من ليل الأربعاء قادما من واشنطن بعد محادثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ويلتقي الحريري مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس حوالى الساعة السادسة والربع مساء، بتوقيت جرينتش.

وكان ساركوزي قد ناقش الأربعاء هاتفيا الوضع في لبنان مع الرئيس السوري بشار الأسد وبعث برسالة تأييد إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان.

وعلى الرغم من أن لبنان يواجه أزمة سياسية بعد أن أسقط حزب الله وحلفاؤه الحكومة فقد قلل محللون من احتمال نشوب صراع مسلح بين حزب الله الذي تدعمه سوريا وإيران وأنصار رئيس الوزراء السني سعد الحريري الذي تدعمه السعودية والولايات المتحدة.

وأسقط حزب الله حكومة الحريري بعد أن فشلت السعودية وسوريا في إقناع الزعماء اللبنانيين باحتواء التوترات حين تصدر المحكمة قرارات الاتهام قريبا.

ولم تفصح السعودية أو سوريا عن مقترحاتهما. وذكر سياسي مقرب من الحريري أنها انطوت على تعهد حزب الله بعدم اللجوء للعنف إذا تم توجيه الاتهام لأعضائه بينما يضمن الحريري ألا يتم استغلال أي اتهام لإلحاق ضرر سياسي بحزب الله.

وقد غادر الحريري بعد اللقاء واشنطن متوجها الى باريس حيث يفترض ان يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الخميس، بحسب ما افاد مكتبه الاعلامي.

واعلن عشرة وزراء ينتمون الى قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه) في بيان صدر فى الخامسة من بعد ظهر أمس الأربعاء انهم "يتقدمون باستقالتهم من الحكومة آملين من رئيس الجمهورية الاسراع في اتخاذ الاجراءات المطلوبة لقيام حكومة جديدة".

وشكر البيان الذي تلاه وزير الطاقة جبران باسيل امام الصحفيين والى جانبه زملائه التسعة من مقر الزعيم المسيحي ميشيل عون في الرابية شمال شرق بيروت، الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد على على "الجهود التي بذلاها لمساعدة لبنان على تخطي الازمة الناتجة عن عمل المحكمة الدولية".

وعبر الوزراء المستقيلون عن اسفهم "لتفويت الفرص التي اتيحت لانجاح هذه الجهود وتجنيب لبنان اي مس باستقراره وحمايته من الفتنة التي تحضر له".

واتهموا "الفريق الاخر" بعدم التجاوب مع هذه الجهود و"بالرضوخ للضغوطات الخارجية لا سيما الامريكية".

والوزراء العشرة هم خمسة شيعة (اثنان من حزب الله وثلاثة من حركة امل) وخمسة مسيحيون ينتمون الى التيار الوطني الحر برئاسة عون (ثلاثة) وواحد الى تيار المردة المسيحي بزعامة النائب سليمان فرنجية وواحد الى حزب الطاشناق الارمني.

وفي وقت لاحق اعلن وزير الدولة عدنان السيد حسين الشيعي المحسوب على رئيس الجمهورية التوافقي ميشال سليمان استقالته من الحكومة.

واشار في بيان الى ان استقالته تأتي انسجاما مع موقعه "كوزير توافقي في هذه الحكومة".

وتتألف الحكومة من ثلاثين وزيرا، وتعتبر مستقيلة حكما في حال استقالة الثلث زائد واحد اي 11 وزيرا.

وكان وزراء قوى 8 آذار طالبوا مساء الثلاثاء رئيس الحكومة بالدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء "خلال ساعات" من اجل "اتخاذ موقف من المحكمة والقرار الظني وما يتسبب به من انقسامات واشكالات في الوطن".

ولم يوجه رئيس الحكومة سعد الحريري اي دعوة الى مجلس الوزراء. وقال النائب احمد فتفت من تيار المستقبل الذي يرأسه الحريري لوكالة "فرانس برس" ان الحريري "لن يدعو الى اي جلسة تحت الضغط"، وان "احدا لا يمكنه ان يملي عليه جدول اعمال مجلس الوزراء".

وقال وزير البيئة محمد رحال المنتمي الى تيار المستقبل ان "الهدف من الاستقالة هو شل الدولة في سبيل الغاء المحكمة الدولية".

وبدأت الازمة بعد كشف حزب الله في الصيف الماضي عن توجه الى اتهامه في جريمة اغتيال رفيق الحريري التي وقعت في فبراير 2005. وبدأ على الاثر حملة على المحكمة الخاصة بلبنان التي يتهمها بالتسييس وبانها "أداة إسرائيلية وأمريكية لاستهدافه".

وفيما طالب حزب الله بوقف التعاون مع المحكمة، أعلن فريق رئيس الحكومة تمسكه بالمحكمة ورفضه اي تسوية على حسابها. وتسببت الازمة بشلل حكومي ومؤسساتي.

ويتبادل الفريقان مسئولية فشل المساعي السعودية السورية من اجل احتواء التوتر الناجم عن احتمال صدور القرار الظني الذي اعلنت المحكمة منذ التاسع من ديسمبر ان تسليمه الى قاضي الاجراءات التمهيدية "بات قريبا جدا، جدا".

ويتوقع ان يصدر رئيس الجمهورية مرسوما يكلف بموجبه الحكومة المستقيلة بتصريف الاعمال، وان يجري استشارات نيابية من اجل تكليف شخصية سنية تشكيل حكومة جديدة.

ويتمتع سعد الحريري بالاكثرية النيابية، ما يجعل تكليف شخصية اخرى بتشكيل الحكومة امرا مستبعدا، الا اذا رفض المهمة.

ويجمع المراقبون على صعوبة تشكيل حكومة جديدة في المرحلة المقبلة في ظل استمرار الانقسام السياسي على حاله، ويحذرون من تداعيات سلبية للازمة على الارض.

وفي ردود الفعل، حذر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي احمد داود اوغلو في انقرة من مخاطر استقالة وزراء حزب الله وحلفائه قائلا ان "لبنان يمكن ان يواجه المشاكل التي واجهها سابقا وذلك سيؤثر على دول المنطقة".

وابدى داود اوغلو من جهته امله في عدم انسحاب حزب الله من الحكومة اللبنانية، الا انه اكد ان تركيا ستبذل في حال حصل ذلك "كل ما في وسعها" لايجاد حل سلمي للازمة.

وفي الدوحة، افاد مسئول امريكي ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الموجودة حاليا في قطر، تجري اتصالات في كل الاتجاهات للتوصل الى "اجماع دولي" حول المحكمة الخاصة بلبنان.

وشهد لبنان ازمة حكومية بين نوفمبر 2006 حتى مايو 2007، بعد انسحاب خمسة وزراء شيعة وسادس مسيحي من الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة آنذاك على خلفية خلاف حول اقرار نظام المحكمة الدولية.

وتطورت الازمة الى معارك في الشارع بين انصار فريقي حزب الله وسعد الحريري تسببت بمقتل اكثر من مئة شخص واستدعت عقد مؤتمر حوار وطني في الدوحة تم خلاله التوصل الى تسوية.

قلق مصرى
وفى مصر، صرح السفير حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية التقى على هامش أعمال المنتدى الوزاري السابع لمنتدى المستقبل بالدوحة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية.

وقال المتحدث، إن اللقاء تطرق بشكل أساسي إلى تطورات الأوضاع اللبنانية، في ضوء المستجدات التي شهدها لبنان بشكل سريع على مدى اليومين الماضيين، والأثر المحتمل لتلك التطورات على الاستقرار والأمن في لبنان، والمنطقة بشكل عام.

وأضاف المتحدث، أن أبو الغيط أشار، خلال اللقاء، إلى إبداء ما تستشعره مصر من قلق إزاء تطورات الأزمة الحكومية الحالية، موضحا أن مصر ناشدت جميع الفرقاء في لبنان السعي إلى حل تلك الأزمة، من خلال الأطر الدستورية، والابتعاد عن التصعيد والتحريض السياسي والإعلامي على أساس احترام اتفاق الطائف، والتعهدات الدولية للبنان.

ولفت المتحدث إلى أن أبو الغيط وكلينتون ثمنا جهود رئيس وزراء لبنان سعد الحريري ومواقفه البناءة خلال الفترة الماضية، والتي هدفت إلى تجنيب لبنان تداعيات أي تأزم محتمل في الوضع اللبناني الداخلي.

وذكر المتحدث أن الوزيرين اتفقا على مواصلة التشاور في هذا الموضوع المهم، بهدف دعم ومساعدة اللبنانيين على الحفاظ على استقرار بلدهم، لما لذلك من أثر مباشر على الوضع الإقليمي، وقال إن الوزيرين تناولا في لقائهما كذلك عددا من الموضوعات الإقليمية والثنائية الأخرى.

رئيس حكومة مستقيلة
"سعد الحريري لن يدخل عند أوباما إلا رئيس حكومة مستقيلة"، كان هذا ما أعلنته مصادر المعارضة قبل اللقاء بين رئيس الحكومة اللبنانية والرئيس الامريكي باراك أوباما، وما أقدمت عليه فعلاً عند الساعة الخامسة عصر امس أي قبل دقائق من موعد الحريري، أوباما وهو موعد، كما قال نائب حزب البعث قاسم هاشم "تحدّد مكافأة للحريري على المواقف التي اتخذها".

ومع استقالة وزراء المعارضة تستفحل الازمة السياسية حول هوية رئيس الحكومة الجديد مع تمسك (14 آذار) بالرئيس سعد الحريري وتوجّه الكتل النيابية المعارضة في الاستشارات النيابية الملزمة الى تسمية الرئيس عمر كرامي خلفاً للحريري، أما من يرجّح مجيء كرامي فهي كتلة رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي يتجه لارضاء دمشق في ما تطلبه.

وجاءت استقالة وزراء المعارضة عقب تبلّغها رسمياً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خطاب رئيس الحكومة الحريري بعدم موافقته على عقد جلسة لمجلس الوزراء عصر امس انطلاقاً من رفضه ان يحدّد له أحد متى ينعقد مجلس الوزراء، وماذا يتضمن جدول الاعمال.

وبحسب المعلومات فإن الحريري رفض عقد جلسة للاسباب التالية: رفضه تحديد موعد مفاجئ للجلسة من قبل المعارضة او اي طرف لا يجيز له الدستور الدعوة الى انعقاد مجلس الوزراء، رفضه الشروط التي وضعتها المعارضة وهي بمثابة جدول اعمال لمجلس الوزراء وتتضمن بت ملف شهود الزور وسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية ووقف تمويل المحكمة ووقف القرار الظني.

وإزاء رفض رئيس الحكومة، اتخذ وزراء المعارضة وعددهم عشرة قرارا مفصليا في الاجتماع الذي انعقد في مقر رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشيل عون في الرابية وقدموا استقالة جماعية بعدما رأوا أن تبرير الحريري لرفض عقد الجلسة إنما هو تضييع للوقت، وتلا البيان باسم الوزراء وزير الطاقة جبران باسيل بحضور وزراء حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والطاشناق والمردة.

وجاء في البيان "إن وزراء المعارضة اللبنانية يتوجهون بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسيادة الدكتور بشار الاسد على الجهود التي بذلاها لمساعدة لبنان على تخطي الازمة الناتجة عن عمل المحكمة الدولية، وتجنيب لبنان اي مس باستقراره وحمايته من الفتنة التي تحضر له. وفي ظل النتائج التي وصلت إليها الأمور لمعالجة الأزمة والضغوط الخارجية الأمريكية، ورغم التجاوب الذي أبديناه والذي جوبه بالامتناع من الفريق نفسه المعطل للحكومة، ومنع الحكومة من ممارسة دورها الفعلي، وعرقلة شؤون الناس، وبعد قيامنا بمحاولة أخيرة بالطلب لعقد جلسة للحكومة، وجوبهنا برفض الفريق الآخر، فقررنا فسح المجال أمام قيام حكومة تستطيع القيام بواجباتها وتأميناً للعدالة الحقيقية، يتقدم الوزراء الحاضرون باستقالتهم من هذه الحكومة".

وأوضح باسيل "ان المعارضة مُنعت من ممارسة حقها الدستوري بالتصويت، ونحن عندما عجزنا عن ممارسة حقنا وقيامنا بعملنا نفتح الان المجال لغيرنا".

وبعد وقت قصير على استقالة الوزراء العشرة انضم الوزير الشيعي المحسوب شكلاً على رئيس الجمهورية عدنان السيّد حسين باستقالته ليصبح عدد المستقيلين 11 وزيراً ما يعني فعلياً تطيير حكومة الحريري.

في المقابل، أكد وزراء (14 آذار) أن "لا مجال للمساومة على موضوع المحكمة، وحرصاً منا على البلد نعلن اننا منفتحون على حوارات من دون ان تكون على حساب العدالة'، وقال الوزير بطرس حرب 'نحن بانتظار عودة الرئيس الحريري لعقد اجتماع موسع لقوى 14 آذار لاعلان موقفنا بشكل رسمي، مع حرصنا على البلد والاستقرار وان تبقى الحياة الديمقراطية في سلام".

وتعهد الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء اللبناني الاربعاء بالعمل من اجل "استقرار" لبنان بعد انهيار الحكومة اعتبرت واشنطن ان سببها "خوف" حزب الله.

وقال مكتب الحريري الأربعاء إنه غادر واشنطن متوجها إلى باريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال مسؤول في مكتب الحريري في بيروت إنه سيجتمع بساركوزي اليوم الخميس.

فى غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من أنَّه "إذا تحوّلت التهديدات باستقالة وزراء المعارضة في الحكومة اللبنانية إلى واقع، فحينها سيقع الانقسام، الأمر الذي قد يقود إلى نزاع سيشكّل خطراً كبيراً قد يؤدي إلى أن يواجه لبنان مشاكل مماثلة لتلك التي شهدها سابقاً وهذا سيؤثر بالتالي على باقي بلدان المنطقة".

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو في أنقرة، تمنى الفيصل "ألا تحصل هذه الاستقالات".

من جهته، أعرب داوود أوغلو عن استعداده "لمساعدة الحكومة اللبنانية على الاستمرار"، مضيفاً "إنَّ الجهود الأساسية في هذه اللحظة تنصب على منع تصاعد حدة التوتر وتوفير ظروف النجاح للمبادرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية وسورية".

وعلى الخط الفرنسي، أكّد الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أنَّ "فرنسا تذكّر بتمسكها باستقرار لبنان ودعمها للمؤسسات اللبنانية وحكومة الوحدة الوطنية التي شكلها سعد الحريري بعد الانتخابات التشريعية في حزيران 2009".

واشار فاليرو الى أنَّ "فرنسا تحث اللبنانيين على البحث معاً عن حل للأزمة التي تجتازها بلادهم ضمن احترام المؤسسات، وتدعوهم إلى تفضيل روحية الحوار والمسئولية". كما شدّد مجدداً على تمسّك بلاده ب"عمل واستقلالية المحكمة الخاصة بلبنان".

وداخلياً، شدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي على أهمية "الدور الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الدكتور بشار الأسد"، مشيرا الى تأكده من إرادتهما الصادقة للوصول الى تسوية للأزمة القائمة. لكن يبدو ان لعبة الدول الكبرى كانت أكبر.

وقد نقل نائب القوات اللبنانية انطوان زهرا عن الرئيس بري قوله "أهم شيء أن تأخذ اللعبة السياسية مداها أما الاستقرار فهو خط أحمر".

وفي سياق المواقف، قام رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بزيارة مفاجئة الى بكركي والتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بحضور الوزير وائل ابو فاعور وقال "بالأمس يبدو دخلت القوى الظلامية على الخط وعطلت المبادرة، لكن من خلال المبادرة كان هناك اختراق كبير في ما يتعلق بتعطيل المفاعيل السلبية للقرار الاتهامي".

وتابع "هناك اشكال في سوء الاتصال اذا صح التعبير"، ولفت إلى أن "كان مطلوباً من المعارضة بعض المطالب ومن الرئيس الحريري بعض المطالب، وكان هناك خلل تقني وليس سياسياً، هو من يقدّم قبل الآخر، ولو كنت آنذاك مطلعاً، لاقترحت أن يتم ذلك في سلة واحدة، برعاية سعودية سورية في الرياض، واليوم نستطيع أن نقيم هذه السلة برعاية لبنانية".

الى ذلك، اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه "مع الرئيس الحريري لا جلسة تحت الضغط ستحصل ولا اي شيء". ورداً على سؤال عن استقالة الوزراء قال "لن نأسف على استقالتهم من الحكومة، لأنه رأينا في آخر 4 أو 5 أشهر كيف أصبح الوضع في الحكومة، ورأينا أحد الوزراء يريد أن يشارك بتحرك ضد الحكومة".

ولفت الى "أن المطلوب من رئيس الحكومة اليوم هو أن يبقى رئيس حكومة، ولا أحد يحاول أن يلعب بموضوع رئيس الحكومة لا للمناورة ولا للتكتيك ولا للمزايدة ولا أي أمر آخر".

وقال "البعض يحاول أن يقوم بلعبة عددية اليوم وكلها من خارج الطائفة السنية، ليحاولوا أن يحصلوا على 64 صوتاً ونصف ليطرحوا رئيس حكومة غير الحريري، ومجرد قيامهم بالتفكير بالموضوع يسبب سوءاً كبيراً، ومن يقوم بهذا يكون يتسبب بفتنة في البلد".

حيادية المحكمة
ويبدو أن الشكوك المتصاعدة حول حيادية المحكمة الدولية تزيد الطين بلة ، فقد كشفت المجموعة الدولية للأزمات ومقرها بروكسل في تقريرها الصادر يوم 2 ديسمبر الماضي بعنوان "المحاكمة بالنار" أن الآمال تبددت في أن تصبح تلك المحكمة سابقة مهمة للعدالة الدولية في سائر أنحاء المنطقة بعدما غرقت في أوحال معارك شد الحبال وعض الأصابع المحلية والإقليمية على حد سواء.

وأضاف التقرير أنه رغم إقدام المحكمة على إطلاق أربعة ضباط أمن كبار مقربين من سوريا كانوا موقوفين في لبنان بتهمة تدبير اغتيال رفيق الحريري فإن صدقيتها بقيت موضع شك كبير مع تأكيد سعد الحريري في 6 سبتمبر الماضي أن اتهامه لدمشق بالاغتيال كان اتهاما سياسيا.

وتابع التقرير أن ما تردد في مجلة "دير شبيجيل" الألمانية قبل نحو عام عن تغيير هوية الجاني ولصق التهمة بأفراد ينتمون إلى حزب الله زاد الشكوك في صدقية المحكمة.

وفي السياق ذاته ، نقلت قناة "الجزيرة" عن المتخصص اللبناني في علم الجريمة الدكتور عمر نشابة القول إن الإشارة إلى أن الاغتيال قام به عناصر غير منضبطة في حزب الله يعتبر بدعة ، متسائلا : كيف يمكن لعضو غير منضبط أن ينقل آلاف الكيلوجرامات من المواد المتفجرة لاستخدامها في الاغتيال؟.

وأضاف نشابة وهو متابع محترف لعمل المحكمة عبر صفحة العدل في جريدة "الأخبار" أن تأجيل إصدار القرار الاتهامي سببه افتقار المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار إلى أدلة يسند به اتهامه عناصر حزب الله بارتكاب الجريمة.

غضب أمريكى
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إن الأزمة التي فجرها حزب الله بانسحابه من الحكومة في بيروت "تظهر فقط خوفه".

واستقبل الرئيس الأمريكي الأربعاء رئيس الوزراء في الوقت الذي أعلنت فيه المعارضة الانسحاب من الحكومة اللبنانية، وهو ما يمثل سقوطا للحكومة التي يقودها الحريري.

وأنهى رئيس الوزراء اللبناني زيارته للولايات المتحدة بعد الاجتماع وتوجه إلى باريس، حيث من المنتظر أن يجتمع مع الرئيس نيكولا ساركوزي.

وقال بيان للبيت الأبيض إن أوباما اعتبر "جهود الائتلاف الذي يترأسه حزب الله للتسبب في إسقاط الحكومة اللبنانية تظهر خوفه وتصميمه على عرقلة قدرة الحكومة على القيام بمهامها وتعزيز تطلعات جميع اللبنانيين".

وشدد أوباما خلال اللقاء على أهمية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "كوسيلة لوضع حد لعهد الإفلات من العقاب في حوادث لاغتيالات السياسة بلبنان".

وأعرب أوباما عن دعمه لجهود الحريري "في هذه الظروف الصعبة"، وأكد مع رئيس الوزراء اللبناني على التزامهما بتحقيق الاستقرار وسيادة دولة القانون في لبنان خلال "هذه الفترة المعقدة من التقلبات في الحكومة".

واتفق الحريري وأوباما على ضرورة تجنب جميع الأطراف لإطلاق التهديدات أو اتخاذ إجراءات يمكنها التسبب في زعزعة الاستقرار، بحسب ما جاء في البيان.

مناقشة مصير المعونة العسكرية
وقال محللون سياسيون إن الفوضى السياسية في لبنان لن تسبب قطعا فوريا للمعونات الأمريكية للقوات المسلحة اللبنانية لكنها ستؤدي على الأرجح إلى زيادة تدقيق الكونجرس الأمريكي في كيفية استخدام هذه الأموال.

وقدمت الولايات المتحدة مساعدات للجيش اللبناني تجاوزت قيمتها 650 مليون دولار منذ عام 2006، من أجل دفع نفقات أمور مثل صيانة المروحيات وشراء أسلحة وذخائر وأجهزة للرؤية الليلية وصواريخ مضادة للدبابات.

وكان قرار زيادة المساعدات الاقتصادية والأمنية بعد العدوان الصهيونى على لبنان فى العام 2006، يعبر في جانب منه عن رغبة الولايات المتحدة في مساعدة لبنان على مراقبة أفضل لحدوده والحيلولة دون إعادة تسليح حزب الله.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، للصحفيين الأربعاء إن حكومة أوباما لا تنوي قطع المعونات إلى لبنان وعبر مسئولون أمريكيون عن تأييدهم القوي للحريري وانتقدوا حزب الله لقراره إسقاط الحكومة.

وقال كراولي "إننا نقدم المساندة لمؤسسات مثل القوات المسلحة اللبنانية تعمل وفق السلطات الدستورية للدولة اللبنانية. ونحن نعتقد أن هذه المؤسسات ضرورية للبنان ذي سيادة مستقل".

وأضاف قوله "ما حدث اليوم بتحريض من حزب الله كان عملا يبعث على الأسف لكن حكومة جديدة ستقوم من خلال الإجراءات الدستورية ولا داعي في هذه المرحلة لإعادة النظر في معوناتنا إلى لبنان".

غير أن أحد المعاونين في الكونجرس الأمريكي قال إنه تثور منذ وقت طويل شكوك بين المشرعين الجمهوريين بشأن المساعدات وأن حالة عدم اليقين السياسي في لبنان لن تؤدي إلا إلى زيادة الشكوك.

وقال المعاون "الكثير من الأعضاء (الجمهوريين) تساورهم مخاوف بشان النفوذ المتزايد لحزب الله وهل المساعدات التي نقدمها للحكومة في هذا الوقت أو في المستقبل يمكن أن تكون شيئا يفيد حزب الله". وأضاف قوله "بعد أحداث اليوم تزداد هذه الأسئلة حدة".

محاولة لتخريب العدالة!
من جانبها، قالت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن انسحاب وزراء المعارضة من الحكومة الائتلافية في لبنان الأربعاء "محاولة سافرة لتخريب سير العدالة" وتعهدت باستمرار عمل المحكمة الخاصة التي تدعمها الأمم المتحدة بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وأضافت في مؤتمر صحفي في الدوحة حيث تحضر اجتماعا لزعماء المنطقة "نعتبر ما حدث محاولة مفضوحة من جانب تلك القوى داخل لبنان وخارجه لتخريب (سير) العدالة وتقويض استقرار وتقدم لبنان".

وأكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الأربعاء أنه لن يكون هناك اتفاق دوحة 2 لحل الأزمة في لبنان بعد استقالة وزراء حزب الله وحلفائه من الحكومة اللبنانية.

وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "لا يوجد دوحة 2 ولا نفكر بالدوحة 2".

وكانت قطر رعت في 2008 اتفاق الدوحة الذي وضع حدا لأزمة سياسية حادة تصاعدت وقتها في لبنان وأسفر الاتفاق عن انتخاب رئيس جمهورية جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية انهارت بعد استقالة 11 وزيرا من حزب الله والقوى المتحالفة معه إضافة لوزير شيعي مقرب من رئيس الجمهورية.
وقال الشيخ حمد "نفكر بالطائف وبالدوحة 1 وبكيفية تفعيلهما وجعلهما يعملان بشكل منظم". وكان اتفاق الطائف قد وضع عام 1989 حدا للحرب الأهلية اللبنانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.