في تطورات سريعة متلاحقة خلال اليومين الماضيين بدت مؤشرات انفراج في الأزمة بين الفرقاء اللبنانيين حول المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري. والقرار الاتهامي الذي قد يصدر عن المحكمة بضلوع حزب الله في هذه العملية. فقد أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن أمله في أن يسمع اللبنانيون أخبارا مريحة خلال أيام, وأكد رئيس الوزراء سعد الحريري أنه ملتزم بالمسعي السعودي- السوري لحل هذه الأزمة وسيعمل جاهدا لدعم الاستقرار ومسيرة السلم الأهلي, بينما كشف رئيس تيار التوحيد العربي الرئيس السابق وئام وهب عن توصل المسعي السعودي السوري إلي ورقة تسوية سيتم إعلانها علي الأرجح من جانب الحريري مع بداية العام الجديد. وعبر الرئيس اللبناني- في حديث صحفي أمس- عن تفاؤله بنتائج المسعي السعودي السوري متوقعا التوصل إلي اتفاق مرض لجميع الأطراف وذلك بعدما التقي الليلة قبل الماضية مع فرانسوا راو رئيس هيئة الدفاع بالمحكمة واطلع منه علي الدور الذي ستقوم به مع صدور القرار الاتهامي المفترض- حسب التسريبات- أن يوجه الاتهام لعناصر من حزب الله بالتورط في جريمة اغتيال الحريري رفيق الحريري. كما جاءت تأكيدات سعد الحريري خلال لقاء عقده مع كتلة تيار المستقبل النيابية لاستعراض التطورات الراهنة, بينما أعربت المعارضة عن تخوفها من تدخل أمريكي في اللحظات الأخيرة لإجهاض المساعي السعودية السورية. يأتي ذلك في الوقت الذي اكتنف فيه الغموض ملامح هذه التسوية, فقد ذكر وهب أنها لا تقترب من القرار الدولي بإنشاء المحكمة الدولية أو القرار الاتهامي المفترض صدوره, ولكنها تتعلق بأفكار مطروحة علي الفرقاء للتعامل معها تتضمن تجميد عمل المحكمة والقرار- في ضوء ما كشف عنه أخيرا- وسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة, ووقف تمويل لبنان للمحكمة50 مليون دولار سنويا وعدم التجاوب مع القرار الاتهامي من جانب الأجهزة السياسية والأمنية والإدارية في الدولة.