غدًا.. المصريون بالداخل يدلون بأصواتهم في جولة الإعادة بال19 دائرة الملغاة    جامعة قناة السويس تستكمل استعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الأول    المستشار طاهر الخولى يكتب: الإرهاب.. حرب طويلة المدى    2026.. عام الأحلام الكبيرة    2025 عام الإنجازات | فى جميع الميادين والمجالات مصر فى 2025.. نجاحات ُمبهرة وفرص واعدة    شركة مياه الشرب بالقاهرة: عودة الخدمة للزيتون قبل موعدها ب 4 ساعات    مجلس القيادة اليمني يطلب من تحالف دعم الشرعية حماية المدنيين في حضرموت والمهرة    الدفاع الروسية: إسقاط 77 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مهاجمة أهداف تابعة ل حزب الله في لبنان    التشكيل الرسمي لمباراة المغرب ضد مالي    الهلال يتخطى الخليج ويواصل مطاردة صدارة الدوري السعودي    وزير الرياضة: روح العزيمة والإصرار سر فوز منتخب مصر علي جنوب أفريقيا    السيطرة علي حريق نشب في سيارة ب "زراعي" البحيرة    لميس الحديدى ووزير التعليم    محكمة جنايات الإرهاب بوادي النطرون تحاكم غدا تكفيرى أسس جماعة إرهابية    جريمة فى الأعماق    تعرف على المتسابقين فى الحلقة الثالثة عشر من دولة التلاوة.. فيديو    بدءًا من 2 يناير وحتى 27 يونيو 2026 |انطلاق 36 قافلة طبية علاجية مجانية بمراكز ومدن الجيزة    التنمية المحلية تعتذر للزميلة هبة صبيح    جمارك السلوم تمنع تهريب أدوية بشرية أجنبية الصنع    وزارة «العمل» تنظم الحد الأقصى لتواجد العاملين يوميًا بمنشآت القطاع الخاص    المشير طنطاوي قال "أزمة وهتعدي".. نبيل نعيم يُفجر مفاجأة بشأن تهديدات أمريكا لمصر في 2012    المتحف القومي للحضارة يطلق فعاليات «روح ومحبة»    علي ناصر محمد: اتفاق السعودية والإمارات وإيران مفتاح حل الأزمة اليمنية    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    علي ناصر محمد: مشروع الوحدة في مؤتمر القاهرة 2011 نموذج لاستقرار اليمن والرخاء    وكيل الطب العلاجي يتابع أعمال التطوير بالسنبلاوين العام ويؤكد على سرعة الاستجابة للمرضى    خلال 3 أيام.. التفتيش على 1135 منشأة يعمل بها أكثر من 11 ألف عامل    ما هي حساسية الشتاء؟ وطرق علاجها والوقاية منها بالمنزل    مزاد علني لبيع محال تجارية ووحدات إدارية بحدائق أكتوبر    مؤتمر جوارديولا: انتصرنا في 7 مباريات متتالية لكننا لسنا في وضع جيد    بالصور.. كواليس مسلسل «تحت الحصار» بطولة منة شلبي | رمضان 2026    غرامة كبيرة| مخالفة القيادة بدون رخصة.. إحذر قانون المرور الجديد    أحدث تصوير ل مترو الخط الرابع يكشف آخر مستجدات الموقف التنفيذي للمشروع (صور)    وزير التعليم العالي يفتتح استوديو جامعة بورسعيد بتكلفة 21 مليون جنيه.. صور    أمم إفريقيا – التشكيل.. مشنجاما يقود هجوم حزر القمر وداكا أساسي مع زامبيا    رئيس جامعة كفر الشيخ يفتتح المؤتمر السنوي السادس لقسم القلب بكلية الطب    وزارة العدل الأمريكية تكشف عن أكثر من مليون وثيقة مرتبطة بقضية جيفري إبستين وتأجيل الإفراج الكامل يثير جدلاً    رسميا.. أحمد سامي مديرا فنيا لمودرن سبورت    وزارة الداخلية: ضبط عنصر جنائي بالجيزة تخصص في تزوير الشهادات الجامعية وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عميدة طب بنات الأزهر في حفل تخرج الوافدين: كونوا نبراسًا للرحمة ببلادكم    إصابة مواطنين إثر انقلاب سيارة ربع نقل على صحراوى جنوب الأقصر    وزير النقل الألماني: خفض ضريبة الطيران لا يعني بالضرورة تذاكر أرخص    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    كوريا الشمالية تعلن خطة لتوسيع إنتاج الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية في 2026    اتحاد السلاح يستعين بخبير بولندي لتبادل الخبرات الفنية في سلاح السيف    الصورة الأولى للفنان محمود حميدة بعد مغادرته المستشفى    رئيس وزراء السودان: اللقاءات مع الجانبين المصري والتركي كانت مثمرة    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    باكستر: جنوب إفريقيا فرصتها أكبر في الفوز على مصر.. ونجحت في إيقاف صلاح بهذه الطريقة    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    مدير دار نشر: معرض القاهرة للكتاب لا يزال ظاهرة ثقافية عالمية    الكومي: صلاح أنقذ مصر أمام زيمبابوي.. وهدفنا صدارة المجموعة    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرعاية العربية المكثفة‏..‏ مخرج لبنان من مشارف فتنة داخلية

باتت الرعاية العربية للبنان هى الضمانة لاستقرار البلد والمخرج الوحيد والسريع الآن لمنع حدوث فتنة داخلية جديدة سنة شيعة على خلفية ترجيح صدور قرار ظنى من المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتورطين فى جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى يتهم عناصر من حزب الله بالتورط فى الجريمة ورفض الحزب اتهام اى من كوادرة بذالك وتاكيد الفريق الاخر انه لا رجعة عن المضى الى نهاية الشوط ورد حزب الله باعتبار الاتهام عدوانا على المقاومة والحزب وتأكيدة سندافع عن أنفسنا
فبعد تأجيل زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لبيروت مطلع الشهر المقبل‏,‏ فقد تم الاعلان عن التأجيل الي أجل غير مسمي بالتزامن مع الإعلان عن قيام كل من الرئيس السوري بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل السعودية‏,‏ وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة‏,‏ بزيارة لبنان يومي الجمعة والسبت المقبلين‏,
‏ علي ترجيح عقد لقاءات رباعية وثنائية مع كل من الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري‏,‏ وعدد من القيادات والزعامات السياسية والروحية بما في ذلك لقاء متوقع بين كل من الرئيس السوري وأمير قطر والسيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله‏.‏
البعد العربي كمخرج للأزمة‏..‏ والمحكمة
وقالت مصادر مطلعة ل الأهرام المسائي إن تلك الزيارات خصوصا زيارة الرئيس السوري‏,‏ تؤكد المظلة العربية للبنان والرعاية العربية لاستقراره والتمسك باتفاق الدوحة‏2008‏ وتجديد الثقة به وأهمية التزام الأطراف اللبنانية بمقتضياته‏,‏ كما تعبر عن تطلع اللبنانيين الي هذه المظلة وتلك الرعاية في هذه الظروف من أجل تفادي فتنة جديدة‏,‏ معربة عن ثقتها في أنها ستسهم في درء الفتنة من خلال اللقاءات الثنائية والمتعددة الأطراف كون كل الفرقاء يلتقون عند أهمية هذه المظلة العربية التي جنبت البلد فتنة في‏2008‏ واستمرارها‏,‏ كما أن الأطراف العربية هذه تقف علي مسافة واحدة من كل الأطراف وتحظي بثقتها‏,‏ ومنفتحة علي كل مكونات لبنان‏.‏
وحول آفاق التحرك العربي كمخرج لأزمة عنوانها المحكمة الدولية‏,‏ قالت‏:‏ إن المحكمة الدولية قرار دولي يحظي بإجماع لبناني‏..‏ ولا يجب أن ننسي أن تسمية المحكمة هي محكمة ذات بعد دولي‏,‏ وأنها تعمل وفق القانون اللبناني‏,‏ مشددة علي أن الحديث عن محتوي القرار الظني سابق لأوانه ولم يصدر القرار بعد ولا أحد يعلم فحواه بما في ذلك السيد سعد الحريري‏.‏
وأضافت‏:‏ أن فريق‏14‏ آذار‏(‏ الأكثرية‏)‏ أعلن غير مرة أنه لن يتعامل مع اتهامات توجه لأي طرف‏(‏ في القرار الظني‏)‏ ما لم تكن هناك أدلة قوية مقنعة‏,‏ مشددة علي أنه لا تراجع عن المحكمة‏,‏ من المستحيل أن نقول للمحكمة الآن وبعد انشائها وعملها طيلة‏4‏ سنوات‏..‏ شكرا‏..‏ شرفت‏..‏ مع السلامة‏..‏ انت سبب في إشعال فتنة بعدما كنت وسيلة لكشف الحقيقة‏,‏ لافتة الي أن ذلك يعني أن لبنان دولة وحكومة سيفقد ثقة المجتمع الدولي‏.‏
وتوضح ان اطراف الرعاية العربية للبنان يدعمون الوفاق الوطني علي أساس قرارات الاجماع الوطني واتفاق الدوحة‏,‏ وسوريا أكدت أن موضوع المحكمة شأن لبناني داخلي وأنها تحترم سيادة واستقلال لبنان‏..‏ ومن ثم فإن الأطراف العربية حسب اعتقادها ستعمل علي تهدئة الوضع‏,‏ وضرورة استمرار عمل المحكمة‏,‏ بانتظار إعلان القرار الظني رسميا وعدم استباق الأمور‏,‏ وضرورة احترام القرارات‏,‏ وعمل جميع الأطراف علي وأد الفتنة باعتبار المحكمة موضوع قانون وليس قضية رسمية‏,‏ وطمأنة جميع الأطراف والتشديد عليها أيضا بعدم تسييس المحكمة وعملها‏.‏
وتشير المصادر الي نقطتين
الأولي‏:‏ أن القرار الظني هو ظني وليس قرار اتهام ستبدأ بعد صدوره عملية قانونية أخري‏,‏ فهو ليس حكما ولا حتي اتهاما‏.‏
الثانية‏:‏ أن البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري أكد بكل الكلمات الواضحة دعم المقاومة‏(‏ حزب الله‏)‏ وشرعيتها‏..‏ وهذا اجماع وطني أيضا‏,‏ ومن ثم فإنه حتي في حالة شمل القرار الظني أسماء عناصر غير منضبطة من حزب الله فإن ذلك لا يعني الحزب‏,‏ بل أفراد تنتمي إليه‏.‏
سعد الحريري‏..‏ وحزب الله
وتؤكد المصادر أن الحريري يكن كل الاحترام لكل من المقاومة وحزب الله وسماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام للحزب‏.‏
وتشير في هذا الصدد الي قول الحريري بكل وضوح‏:‏ إن حزب الله جزء كبير من لبنان ويتمتع بالشعبية ويمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين ولايمكننا تجاهل هذه المجموعة التي لعبت دورا كبيرا وأساسيا في تحرير أراض لبنانية من إسرائيل‏.‏
وكان الحريري صرح أيضا بأنه لا علاقة لحزب الله بالتورط في الاغتيالات السياسية في لبنان ولا دخل له فيها‏..‏ ونحن لا يمكننا بناء جدار عازل بيننا وبين حزب الله ونقول إن هؤلاء ليسوا لبنانيين‏,‏ كما رفض الحريري في تصريحاته تجريد حزب الله من السلاح وتساءل‏:‏ ما هي الضمانة التي يمكننا الحصول عليها بأن إسرائيل لن تهاجمنا اذا تخلي الحزب عن سلاحه‏.‏
أجواء ما قبل الزيارات العربية
قبل الزيارات العربية المتوقعة‏,‏ لاتزال الأجواء في لبنان مشحونة‏,‏ ففيما تتمسك قوي‏14‏ آذار بموقفها من المحكمة حدد حزب الله علي لسان السيد حسن نصرالله مواقفه في مطالب محددة‏:‏
‏1‏ اذا كانت قوي‏14‏ آذار اتهمت سوريا باغتيال الحريري‏,‏ وطالبت بعقابها الي حد دعوة واشنطن الي أن تفعل بسوريا ما فعلته في العراق عام‏2003,‏ وشنت حملات تحريض مذهبي وكراهية ضد سوريا ثم ثبت لهم براءتها‏,‏ فما الذي يضمن أن يكون اتهام عناصر من الحزب اتهاما فاسدا أيضا؟
‏2‏ ضرورة مراجعة قوي‏14‏ آذار لمواقفها السياسية اذا كانوا أهل حق وعدل‏..‏ ورجال الدولة هم من يراجعون مواقفهم بكل شجاعة وثقة‏.‏
‏3‏ ان يذهب السيد سعد الحريري الي الجهات المعنية كرجل موقف وأهل للمسئولية ويقول لهم‏:‏ البلد لا تحتمل لعبا‏.‏
‏4‏ ان اتهام عناصر من الحزب سيكون بمثابة عدوان علي المقاومة‏..‏ والحزب يعرف كيف سيدافع عن نفسه‏.‏
‏5‏ هناك مشروع أمريكي صهيوني يستهدف الحزب والمقاومة ولبنان والمنطقة عبر المحكمة الدولية‏(‏ كأداة‏)‏ وهناك أطراف الداخل متورطة في هذا المشروع‏.‏
‏6‏ علي كل طرف أن يتحمل مسئولية الموقف الذي سيتخذه‏.‏
وتعكس هذه العناصر خصوصا اعتبار اتهام كوادر من الحزب عدوانا‏,‏ سيتم الرد عليه بوصفه كذلك‏;‏ وتحميل مسئولية تداعيات ذلك لمن سيسير في هذا الاتجاه وتمسك الفريق الآخر بالمحكمة‏,‏ مصدر المخاوف لدي اللبنانيين من اندلاع فتنة داخلية جديدة‏,‏ ومن ثم يعولون علي الرعاية العربية وتدخل الأطراف العربية لوأد الفتنة وتلمس مخارج للأزمة لاسيما من جانب السعودية‏..‏ وسوريا‏.‏
وقد أثارت ردود فعل تيارات‏14‏ آذار علي موقف حزب الله الحزب مجددا ويتهم النائب نوار الساحلي من كتلة الوفاء للمقاومة‏(‏ حزب الله‏)‏ بمجلس النواب منتقدي موقف الحزب بأنهم أعمتهم المراهنة علي الخارج وعادوا الي ممارسة اسقاطاتهم بعد أن فقدوا الكثير من فعاليتهم وأي دور حقيقي لهم‏..‏ لذا ركبوا الموجة الجديدة‏(‏ المحكمة‏)‏ بالاعتماد علي مخططات وتآمر الخارج‏,‏ مشددا علي أن اتهامهم للمقاومة‏(‏ بقتل الحريري‏)‏ لن يأتيهم بأي نتيجة سوي أن يسجلوا علي أنفسهم عارا جديدا بانضوائهم في مشروع فتنة لحسابات خارجية‏.‏
الجيش اللبناني‏..‏ وأجواء الأزمة
كان كشف مخابرات الجيش اللبناني عن شبكة تجسس في شركة الاتصالات الخاصة‏(‏ ألفا‏)‏ للهاتف المحمول في خضم التسريبات حول فحوي القرار الظني للمحكمة أحد الأسباب الرئيسية لحدة السجال بين الفرقاء كون المتهمين بالعمالة لإسرائيل يعملون في مواقع التحكم والرصد بالشبكة‏,‏ الأمر الذي دعا أحد خبراء الاتصالات لوصف الوضع بأن غرفة عمليات الاتصالات بلبنان أصبحت موجودة في تل أبيب‏.‏ وألقي كشف هذه الشبكة بدورها ظلالا علي نزاهة التحقيقات في قضية اغتيال رفيق الحريري ومن ثم القرار الظني‏,‏ كون الاتصالات هي أحد الأسس المحورية التي اعتمدت عليها لجنة التحقيق ومن ثم سيعتمد عليها القرار الظني‏,‏ وطالما الاتصالات مخترقة اسرائيليا علي هذا النحو حسب المعارضة فإن أي أدلة أو استنتاجات أو التحقيقات ومن ثم المحكمة بات مشكوكا في نزاهتها ومصداقيتها‏.‏
خلال الفترة الماضية نشرت الصحف اللبنانية وبثت القنوات التليفزيونية معلومات حول التحقيقات مع العملاء نسبتها الي مصادر أمنية صبت في دعم شكوك ومواقف قوي‏8‏ آذار‏(‏ المعارضة‏)‏ في المحكمة‏,‏ وكالت المعارضة المديح للجيش وأجهزته‏.‏
لكن كان لافتا للانتباه أنه في ضوء تصاعد السجال بين فريقي‏14‏ و‏8‏ آذار وبعد نحو‏20‏ يوما من نشر هذه المعلومات ان أصدرت قيادة الجيش بيانا أكدت فيه أن كل ما ينشر في وسائل الاعلام اللبنانية منسوبا الي مصادر عسكرية أو أمنية لا يعبر عن الحقيقة؟ الأمر الذي اعتبره المراقبون سحبا لمصداقية كل ما نشر وما أسست عليه المعارضة بعض مواقفها‏,‏ ومحاولة من الجيش لإبعاد نفسه عن هذا السجال بوصفه مؤسسة تحظي باحترام وتقدير الشعب اللبناني وكل الفرقاء‏,‏ بعدما ساهمت المعلومات المنسوبة الي مصادر أمنية في توتير الأجواء‏.‏
سوريا وإيران‏..‏ ولبنان
من اللافت للنظر أيضا أن فريق‏(14‏ آذار‏)‏ الذي كال الاتهامات لسوريا خلال السنوات الخمس الماضية هو نفسه الفريق الذي يتطلع الي سوريا اليوم لكي تلعب دورا في التهدئة في ضوء علاقة سوريا بحزب الله ودعمها المقاومة‏!‏؟‏!‏
ومن ثم ينتظر هذا الفريق علي أحر من الجمر الزيارة المرتقبة للرئيس السوري ومعه العاهل السعودي وأمير قطر من أجل بذل المساعي لوأد الفتنة الداخلية‏,‏ واقناع حزب الله بالتريث والهدوء والتعامل بدون انفعال مع قضية المحكمة‏.‏
وتربط مصادر في قوي‏14‏ آذار بين الدور المتوقع من سوريا وتأجيل زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد لبيروت‏,‏ مشيرة الي أن هناك خلافات في وجهات النظر بين دمشق وطهران حول أساليب معالجة بعض الأوضاع الاقليمية حيث تتجه سوريا في تقدير المصادر الي التهدئة وعدم تصعيد التوتر في المنطقة‏.‏
وتري المصادر أن هذه الخلافات تتجلي في موقفي البلدين من التطورات في العراق حيث تري سوريا حسب المصادر ضرورة تأكيد الهوية العربية للعراق ووجود حكومة منفتحة علي الدول العربية‏,‏ وأن في ذلك مصلحة عربية ومصلحة ايران‏,‏ ومن ثم تدعم سوريا والسعودية ائتلاف إياد علاوي‏(‏ الشيعي‏)‏ ومعه تكتلات سنية لرئاسة حكومة العراق الجديدة‏,‏ بينما تدعم ايران تشكيل حليفها زعيم حزب الدعوة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لتشكيل ورئاسة الحكومة الجديدة‏.‏
وتلفت في هذا الصدد الي رعاية سوريا قبل أيام لقاء علاوي مع الزعيم الشيعي مقتدي الصدر في دمشق‏,‏ ثم دعوة الزعيم الشيعي الآخر عمار الحكيم الذي زار دمشق وبيروت في وقت سابق للمالكي بالانسحاب لصالح علاوي‏..‏ الأمر الذي أثار عدم ارتياح طهران‏.‏
وتقول المصادر إن حزب الله نفسه لعب دورا من أجل اقناع ايران بتخفيف حدة قبضتها علي العراق لعدم اثارة نزاع مذهبي شيعي سني انطلاقا من العراق‏,‏ كون آثار ذلك ستنعكس علي الحزب في لبنان مشيرة الي أن لقاءات قيادات من الحزب في بيروت مع قيادات شيعة عراقية في الأسابيع الماضية من بينهم الصدر والحكيم وعلاوي والمالكي الذين زاروا بيروت الأسبوع الماضي‏,‏ وتقول المصادر إن ما يجري في لبنان الآن ربما يكون صدي ما يحصل في العراق‏.‏
وعلي ضوء ذلك‏,‏ تري أنه ربما انعكس ذلك أيضا علي علاقة سوريا بالحزب كرسالة لإيران من أجل تسهيل تشكيل علاوي للحكومة ونفي الصبغة الشيعية عنها وموالاتها لايران في حالة تشكيل المالكي لها‏..‏ ومن المعروف أن المالكي دخل في العامين الأخيرين في صدام علني حاد مع كل من سوريا والسعودية‏,‏ واتهمهما بتهديد الأمن والاستقرار في العراق‏,‏ بل انه اتهم سوريا بأنها وراء تفجيرات شهدتها بغداد‏,‏ ومن ثم فالانفراج في العراق قد يستتبعه انفراج في لبنان‏.‏
وتري المصادر أن التباين في وجهات النظر بين سوريا وحزب الله حول معالجة قضايا داخلية في لبنان بينها موضوع المحكمة تجلي في إعادة فتح السيد حسن نصرالله في مؤتمره الصحفي الأخير ملف مصرع عدد كبير من العمال السوريين في لبنان خلال عامي‏2005‏ و‏2006‏ ومطالبته بالتحقيق في هذه الجرائم واعتراف الحكومة بالمسئولية القانونية والاخلاقية‏,‏ وتعويضها أسر الضحايا‏,‏ معتبرة ذلك نوعا من الاحراج لسوريا التي لم تفتح هذا الملف مع الحكومة اللبنانية سواء اعلاميا أو سياسيا خلال زيارات الحريري الأربع لدمشق منذ توليه رئاسة الحكومة في ديسمبر الماضي‏,‏ وكأن السيد حسن حسب المصادر يريد أن يضع القيادة السورية في حرج أمام شعبها‏,‏ تعبيرا عن عدم ارتياحه من الموقف السوري‏,‏ وكأنه كان يريد موقفا داعما للحزب بشكل أكثر قوة ووضوحا خلال هذه الأزمة‏,‏ ويعبر بذلك عن عدم رضاه‏.‏
ويذكر في هذا الصدد أن منسق عام قوي‏14‏ آذار فارس سعيد كان اعتبر تصعيد حزب الله علي خلفية التسريبات حول القرار الظني هو تعبير عن الانزعاج من المصالحة اللبنانية السورية التي تمت حسب قوله علي دفتر شروط عربي برعاية سعودية وليس علي أساس شروط ايران وحزب الله‏.‏
الي ذلك لا تستبعد المصادر أن تعمل سوريا علي المدي المتوسط والبعيد الي استعادتها سياستها الرامية الي احتضان مسيحيي لبنان معربة عن اعتقادها أن مسيحيي لبنان جاهزون لعلاقة طبيعية ومميزة مع سوريا علي أساس من دولة الي دولة والاحترام المتبادل والثقة واحترام سيادة لبنان واستقلاله في اطار الدولة اللبنانية
الاستنابات القضائية السورية
أثارت كل هذه التطورات التساؤلات حول مصير الاستنابات‏(‏ الاستدعاءات‏)‏ القضائية السورية لعدد من المسئولين والوزراء والنواب والاعلاميين اللبنانيين للإدلاء بأقوالهم أمام جهات التحقيق القضائية في سوريا في القضية التي اقامها اللواء جميل السيد مدير الأمن العام السابق أمام القضاء السوري ضد شخصيات لبنانية يتهمها بالادلاء بشهادات زور أمام لجنة التحقيق الدولية وادت الي اعتقاله‏4‏ سنوات الي أن أفرجت عنه المحكمة الدولية في ابريل‏2009‏ لعدم كفاية الأدلة‏,‏ وبعدما تأكدت حسب قرارها الافراج عنه وزملائه الأربعة من أن اعتقالهم استند الي شهادات زور‏,‏ وبعدما اعترف رئيس المحكمة القاضي الايطالي انطونيو كاسيزي بأن هؤلاء الشهود الزور تم الدفع بهم من كل حدب وصوب‏..‏ وأتوا من داخل السجون‏!!‏
ففي ظل التحسن الكبير في العلاقات اللبنانية السورية وتصريحات رئيس الحكومة سعد الحريري بأن العلاقات جيدة وفي مصلحة لبنان باتت قضية الاستنابات القضائية‏,‏ من منغصات المرحلة الماضية في العلاقات‏.‏
ينتظر لبنان الحضور العربي ولا خيار أمام الفرقاء سوي الحوار أو الفتنة التي تعد تسهيلا لعدوان اسرائيلي جديد‏..‏ وقد بدأ الرئيس ميشال سليمان عقد سلسلة من اللقاءات مع كل الزعامات والقيادات السياسية والروحية‏,‏ من أجل درء الفتنة‏,‏ لكن يبدو أن ذلك ليس كافيا‏..‏ فلبنان لايزال يحتاج الي المظلة العربية‏..‏ وثبت كذلك أنه لا يستطيع أن يعيش بدون سوريا علي الحلوة‏..‏ والمرة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.