دبلوماسية الحضور والتأثير.. كيف أعادت مصر صياغة معادلة الاستقرار العربي في 2025؟    كأس أمم أفريقيا| حسام حسن يعلن تشكيل منتخب مصر ضد جنوب أفريقيا    شقيقه هشم رأسها.. ننفرد بنشر صورة المتهمة بقتل طليقها بشبرا الخيمة    الزراعة: خطط إرشادية لرفع إنتاجية المحاصيل.. والإرشاد زود إنتاجية القمح ل20 أردبا    عميدة طب بنات الأزهر في حفل تخرج الوافدين: كونوا نبراسًا للرحمة ببلادكم    جيش الاحتلال الإسرائيلى يشن غارات عنيفة على قرى ومحافظات جنوب لبنان    مجموعة الفراعنة.. أنجولا وزيمبابوي يتعادلان 1 - 1 فى الشوط الأول    الجيش الأوكراني: أسقطنا 73 مسيرة روسية استهدفت مناطق متفرقة في البلاد    ننشر حصاد وزارة الإسكان خلال أسبوع| فيديو جراف    الفضة تقفز ل 119 جنيها للجرام محليا.. وتلامس أعلى مستوى تاريخي عالميا عند 75 دولارًا للأوقية    مراسل القاهرة الإخبارية: تفجير مسجد الإمام سبب ذعر المصلين أثناء صلاة الجمعة    وكيل الصحة بالإسماعيلية تفاجئ مستشفى الحميات    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي ومفتي الجمهورية ومحافظين السابقين وقائد الجيش الثاني الميداني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد العباسي    السياحة تنظم قافلة ترويجية كبرى في السوق الصيني ببكين وشنغهاي    كوريا الشمالية تعلن خطة لتوسيع إنتاج الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية في 2026    رئيس وزراء السودان: اللقاءات مع الجانبين المصري والتركي كانت مثمرة    تركيا: اعتقال مشتبه به ينتمي ل "داعش" كان يخطط لشن هجوم في رأس السنة الجديدة    النقل تناشد المواطنين المشاركة لمنع ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    بمشاركة 60 ألف متسابق.. وزير الرياضة يطلق إشارة البدء لماراثون زايد الخيري    اتحاد السلاح يستعين بخبير بولندي لتبادل الخبرات الفنية فى سلاح السيف    غداً.. فصل التيار عن 9 مناطق بمركز بيلا في كفر الشيخ    حبس موظف 4 أيام بتهمة تصنيع الأسلحة والذخائر داخل منزله بقنا    اختل توازنه.. كواليس مصرع طفل سوداني سقط من علو بالطالبية    ضبط 5 طن دقيق مجهول المصدر وتحرير 214 محضر تمويني بالمنوفية    ضبط قضايا إتجار غير مشروع فى العملات الأجنبية بقيمة تتجاوز 3 ملايين جنيه    إطلاق غرفة عمليات لمتابعة مشاركة المرأة في جولة الإعادة بالدوائر ال19 الملغاة    تحسن صحة محمود حميدة وخروجه من المستشفى.. ويستعد لطرح فيلمه الجديد "الملحد" الأربعاء المقبل    بعد 25 عاما.. إنعام محمد علي تكشف أسرار اختصار مسلسل أم كلثوم في 4 سهرات    بعد مغادرته المستشفى، تفاصيل الحالة الصحية للفنان محمود حميدة    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    «تكنولوجيا وقيادة وإدارة».. «الري» تؤسس جيلا جديدا لإدارة منظومة المياه    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    أسباب انتشار مشاكل الجهاز التنفسي العلوي والسفلي بين الأطفال في الشتاء    الرعاية الصحية تعلن قيد جمعية الخدمات الاجتماعية للعاملين بالهيئة رسميا بوزارة التضامن    القاهرة الإخبارية: غارات مفاجئة على لبنان.. إسرائيل تبرر وتصعيد بلا إنذار    افتتاح 3 مساجد بعد الإحلال والتجديد بسوهاج    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    هيئة الدواء: هذه الأخطاء الشائعة في استخدام الأدوية تهدد صحتك    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    زامبيا وجزر القمر في مهمة الأهداف المشتركة ب أمم أفريقيا 2025    مدير دار نشر: معرض القاهرة للكتاب لا يزال ظاهرة ثقافية عالمية    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    رخصة القيادة فى وقت قياسى.. كيف غير التحول الرقمي شكل وحدات المرور؟    تحذير رسمي من وزارة الزراعة بشأن اللحوم المتداولة على مواقع التواصل    غارات وقصف ونسف متواصل يستهدف مناطق واسعة بقطاع غزة    مخالفات مرورية تسحب فيها الرخصة من السائق فى قانون المرور الجديد    مباراة مصر وجنوب أفريقيا تتصدر جدول مباريات الجمعة 26 ديسمبر 2025 في كأس أمم أفريقيا    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    معركة العمق الدفاعي تشغل حسام حسن قبل مواجهة جنوب إفريقيا    كأس الأمم الأفريقية.. زيمبابوي وأنجولا اليوم من أجل التعويض    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرعاية العربية المكثفة‏..‏ مخرج لبنان من مشارف فتنة داخلية

باتت الرعاية العربية للبنان هى الضمانة لاستقرار البلد والمخرج الوحيد والسريع الآن لمنع حدوث فتنة داخلية جديدة سنة شيعة على خلفية ترجيح صدور قرار ظنى من المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتورطين فى جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى يتهم عناصر من حزب الله بالتورط فى الجريمة ورفض الحزب اتهام اى من كوادرة بذالك وتاكيد الفريق الاخر انه لا رجعة عن المضى الى نهاية الشوط ورد حزب الله باعتبار الاتهام عدوانا على المقاومة والحزب وتأكيدة سندافع عن أنفسنا
فبعد تأجيل زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لبيروت مطلع الشهر المقبل‏,‏ فقد تم الاعلان عن التأجيل الي أجل غير مسمي بالتزامن مع الإعلان عن قيام كل من الرئيس السوري بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل السعودية‏,‏ وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة‏,‏ بزيارة لبنان يومي الجمعة والسبت المقبلين‏,
‏ علي ترجيح عقد لقاءات رباعية وثنائية مع كل من الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري‏,‏ وعدد من القيادات والزعامات السياسية والروحية بما في ذلك لقاء متوقع بين كل من الرئيس السوري وأمير قطر والسيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله‏.‏
البعد العربي كمخرج للأزمة‏..‏ والمحكمة
وقالت مصادر مطلعة ل الأهرام المسائي إن تلك الزيارات خصوصا زيارة الرئيس السوري‏,‏ تؤكد المظلة العربية للبنان والرعاية العربية لاستقراره والتمسك باتفاق الدوحة‏2008‏ وتجديد الثقة به وأهمية التزام الأطراف اللبنانية بمقتضياته‏,‏ كما تعبر عن تطلع اللبنانيين الي هذه المظلة وتلك الرعاية في هذه الظروف من أجل تفادي فتنة جديدة‏,‏ معربة عن ثقتها في أنها ستسهم في درء الفتنة من خلال اللقاءات الثنائية والمتعددة الأطراف كون كل الفرقاء يلتقون عند أهمية هذه المظلة العربية التي جنبت البلد فتنة في‏2008‏ واستمرارها‏,‏ كما أن الأطراف العربية هذه تقف علي مسافة واحدة من كل الأطراف وتحظي بثقتها‏,‏ ومنفتحة علي كل مكونات لبنان‏.‏
وحول آفاق التحرك العربي كمخرج لأزمة عنوانها المحكمة الدولية‏,‏ قالت‏:‏ إن المحكمة الدولية قرار دولي يحظي بإجماع لبناني‏..‏ ولا يجب أن ننسي أن تسمية المحكمة هي محكمة ذات بعد دولي‏,‏ وأنها تعمل وفق القانون اللبناني‏,‏ مشددة علي أن الحديث عن محتوي القرار الظني سابق لأوانه ولم يصدر القرار بعد ولا أحد يعلم فحواه بما في ذلك السيد سعد الحريري‏.‏
وأضافت‏:‏ أن فريق‏14‏ آذار‏(‏ الأكثرية‏)‏ أعلن غير مرة أنه لن يتعامل مع اتهامات توجه لأي طرف‏(‏ في القرار الظني‏)‏ ما لم تكن هناك أدلة قوية مقنعة‏,‏ مشددة علي أنه لا تراجع عن المحكمة‏,‏ من المستحيل أن نقول للمحكمة الآن وبعد انشائها وعملها طيلة‏4‏ سنوات‏..‏ شكرا‏..‏ شرفت‏..‏ مع السلامة‏..‏ انت سبب في إشعال فتنة بعدما كنت وسيلة لكشف الحقيقة‏,‏ لافتة الي أن ذلك يعني أن لبنان دولة وحكومة سيفقد ثقة المجتمع الدولي‏.‏
وتوضح ان اطراف الرعاية العربية للبنان يدعمون الوفاق الوطني علي أساس قرارات الاجماع الوطني واتفاق الدوحة‏,‏ وسوريا أكدت أن موضوع المحكمة شأن لبناني داخلي وأنها تحترم سيادة واستقلال لبنان‏..‏ ومن ثم فإن الأطراف العربية حسب اعتقادها ستعمل علي تهدئة الوضع‏,‏ وضرورة استمرار عمل المحكمة‏,‏ بانتظار إعلان القرار الظني رسميا وعدم استباق الأمور‏,‏ وضرورة احترام القرارات‏,‏ وعمل جميع الأطراف علي وأد الفتنة باعتبار المحكمة موضوع قانون وليس قضية رسمية‏,‏ وطمأنة جميع الأطراف والتشديد عليها أيضا بعدم تسييس المحكمة وعملها‏.‏
وتشير المصادر الي نقطتين
الأولي‏:‏ أن القرار الظني هو ظني وليس قرار اتهام ستبدأ بعد صدوره عملية قانونية أخري‏,‏ فهو ليس حكما ولا حتي اتهاما‏.‏
الثانية‏:‏ أن البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري أكد بكل الكلمات الواضحة دعم المقاومة‏(‏ حزب الله‏)‏ وشرعيتها‏..‏ وهذا اجماع وطني أيضا‏,‏ ومن ثم فإنه حتي في حالة شمل القرار الظني أسماء عناصر غير منضبطة من حزب الله فإن ذلك لا يعني الحزب‏,‏ بل أفراد تنتمي إليه‏.‏
سعد الحريري‏..‏ وحزب الله
وتؤكد المصادر أن الحريري يكن كل الاحترام لكل من المقاومة وحزب الله وسماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام للحزب‏.‏
وتشير في هذا الصدد الي قول الحريري بكل وضوح‏:‏ إن حزب الله جزء كبير من لبنان ويتمتع بالشعبية ويمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين ولايمكننا تجاهل هذه المجموعة التي لعبت دورا كبيرا وأساسيا في تحرير أراض لبنانية من إسرائيل‏.‏
وكان الحريري صرح أيضا بأنه لا علاقة لحزب الله بالتورط في الاغتيالات السياسية في لبنان ولا دخل له فيها‏..‏ ونحن لا يمكننا بناء جدار عازل بيننا وبين حزب الله ونقول إن هؤلاء ليسوا لبنانيين‏,‏ كما رفض الحريري في تصريحاته تجريد حزب الله من السلاح وتساءل‏:‏ ما هي الضمانة التي يمكننا الحصول عليها بأن إسرائيل لن تهاجمنا اذا تخلي الحزب عن سلاحه‏.‏
أجواء ما قبل الزيارات العربية
قبل الزيارات العربية المتوقعة‏,‏ لاتزال الأجواء في لبنان مشحونة‏,‏ ففيما تتمسك قوي‏14‏ آذار بموقفها من المحكمة حدد حزب الله علي لسان السيد حسن نصرالله مواقفه في مطالب محددة‏:‏
‏1‏ اذا كانت قوي‏14‏ آذار اتهمت سوريا باغتيال الحريري‏,‏ وطالبت بعقابها الي حد دعوة واشنطن الي أن تفعل بسوريا ما فعلته في العراق عام‏2003,‏ وشنت حملات تحريض مذهبي وكراهية ضد سوريا ثم ثبت لهم براءتها‏,‏ فما الذي يضمن أن يكون اتهام عناصر من الحزب اتهاما فاسدا أيضا؟
‏2‏ ضرورة مراجعة قوي‏14‏ آذار لمواقفها السياسية اذا كانوا أهل حق وعدل‏..‏ ورجال الدولة هم من يراجعون مواقفهم بكل شجاعة وثقة‏.‏
‏3‏ ان يذهب السيد سعد الحريري الي الجهات المعنية كرجل موقف وأهل للمسئولية ويقول لهم‏:‏ البلد لا تحتمل لعبا‏.‏
‏4‏ ان اتهام عناصر من الحزب سيكون بمثابة عدوان علي المقاومة‏..‏ والحزب يعرف كيف سيدافع عن نفسه‏.‏
‏5‏ هناك مشروع أمريكي صهيوني يستهدف الحزب والمقاومة ولبنان والمنطقة عبر المحكمة الدولية‏(‏ كأداة‏)‏ وهناك أطراف الداخل متورطة في هذا المشروع‏.‏
‏6‏ علي كل طرف أن يتحمل مسئولية الموقف الذي سيتخذه‏.‏
وتعكس هذه العناصر خصوصا اعتبار اتهام كوادر من الحزب عدوانا‏,‏ سيتم الرد عليه بوصفه كذلك‏;‏ وتحميل مسئولية تداعيات ذلك لمن سيسير في هذا الاتجاه وتمسك الفريق الآخر بالمحكمة‏,‏ مصدر المخاوف لدي اللبنانيين من اندلاع فتنة داخلية جديدة‏,‏ ومن ثم يعولون علي الرعاية العربية وتدخل الأطراف العربية لوأد الفتنة وتلمس مخارج للأزمة لاسيما من جانب السعودية‏..‏ وسوريا‏.‏
وقد أثارت ردود فعل تيارات‏14‏ آذار علي موقف حزب الله الحزب مجددا ويتهم النائب نوار الساحلي من كتلة الوفاء للمقاومة‏(‏ حزب الله‏)‏ بمجلس النواب منتقدي موقف الحزب بأنهم أعمتهم المراهنة علي الخارج وعادوا الي ممارسة اسقاطاتهم بعد أن فقدوا الكثير من فعاليتهم وأي دور حقيقي لهم‏..‏ لذا ركبوا الموجة الجديدة‏(‏ المحكمة‏)‏ بالاعتماد علي مخططات وتآمر الخارج‏,‏ مشددا علي أن اتهامهم للمقاومة‏(‏ بقتل الحريري‏)‏ لن يأتيهم بأي نتيجة سوي أن يسجلوا علي أنفسهم عارا جديدا بانضوائهم في مشروع فتنة لحسابات خارجية‏.‏
الجيش اللبناني‏..‏ وأجواء الأزمة
كان كشف مخابرات الجيش اللبناني عن شبكة تجسس في شركة الاتصالات الخاصة‏(‏ ألفا‏)‏ للهاتف المحمول في خضم التسريبات حول فحوي القرار الظني للمحكمة أحد الأسباب الرئيسية لحدة السجال بين الفرقاء كون المتهمين بالعمالة لإسرائيل يعملون في مواقع التحكم والرصد بالشبكة‏,‏ الأمر الذي دعا أحد خبراء الاتصالات لوصف الوضع بأن غرفة عمليات الاتصالات بلبنان أصبحت موجودة في تل أبيب‏.‏ وألقي كشف هذه الشبكة بدورها ظلالا علي نزاهة التحقيقات في قضية اغتيال رفيق الحريري ومن ثم القرار الظني‏,‏ كون الاتصالات هي أحد الأسس المحورية التي اعتمدت عليها لجنة التحقيق ومن ثم سيعتمد عليها القرار الظني‏,‏ وطالما الاتصالات مخترقة اسرائيليا علي هذا النحو حسب المعارضة فإن أي أدلة أو استنتاجات أو التحقيقات ومن ثم المحكمة بات مشكوكا في نزاهتها ومصداقيتها‏.‏
خلال الفترة الماضية نشرت الصحف اللبنانية وبثت القنوات التليفزيونية معلومات حول التحقيقات مع العملاء نسبتها الي مصادر أمنية صبت في دعم شكوك ومواقف قوي‏8‏ آذار‏(‏ المعارضة‏)‏ في المحكمة‏,‏ وكالت المعارضة المديح للجيش وأجهزته‏.‏
لكن كان لافتا للانتباه أنه في ضوء تصاعد السجال بين فريقي‏14‏ و‏8‏ آذار وبعد نحو‏20‏ يوما من نشر هذه المعلومات ان أصدرت قيادة الجيش بيانا أكدت فيه أن كل ما ينشر في وسائل الاعلام اللبنانية منسوبا الي مصادر عسكرية أو أمنية لا يعبر عن الحقيقة؟ الأمر الذي اعتبره المراقبون سحبا لمصداقية كل ما نشر وما أسست عليه المعارضة بعض مواقفها‏,‏ ومحاولة من الجيش لإبعاد نفسه عن هذا السجال بوصفه مؤسسة تحظي باحترام وتقدير الشعب اللبناني وكل الفرقاء‏,‏ بعدما ساهمت المعلومات المنسوبة الي مصادر أمنية في توتير الأجواء‏.‏
سوريا وإيران‏..‏ ولبنان
من اللافت للنظر أيضا أن فريق‏(14‏ آذار‏)‏ الذي كال الاتهامات لسوريا خلال السنوات الخمس الماضية هو نفسه الفريق الذي يتطلع الي سوريا اليوم لكي تلعب دورا في التهدئة في ضوء علاقة سوريا بحزب الله ودعمها المقاومة‏!‏؟‏!‏
ومن ثم ينتظر هذا الفريق علي أحر من الجمر الزيارة المرتقبة للرئيس السوري ومعه العاهل السعودي وأمير قطر من أجل بذل المساعي لوأد الفتنة الداخلية‏,‏ واقناع حزب الله بالتريث والهدوء والتعامل بدون انفعال مع قضية المحكمة‏.‏
وتربط مصادر في قوي‏14‏ آذار بين الدور المتوقع من سوريا وتأجيل زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد لبيروت‏,‏ مشيرة الي أن هناك خلافات في وجهات النظر بين دمشق وطهران حول أساليب معالجة بعض الأوضاع الاقليمية حيث تتجه سوريا في تقدير المصادر الي التهدئة وعدم تصعيد التوتر في المنطقة‏.‏
وتري المصادر أن هذه الخلافات تتجلي في موقفي البلدين من التطورات في العراق حيث تري سوريا حسب المصادر ضرورة تأكيد الهوية العربية للعراق ووجود حكومة منفتحة علي الدول العربية‏,‏ وأن في ذلك مصلحة عربية ومصلحة ايران‏,‏ ومن ثم تدعم سوريا والسعودية ائتلاف إياد علاوي‏(‏ الشيعي‏)‏ ومعه تكتلات سنية لرئاسة حكومة العراق الجديدة‏,‏ بينما تدعم ايران تشكيل حليفها زعيم حزب الدعوة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لتشكيل ورئاسة الحكومة الجديدة‏.‏
وتلفت في هذا الصدد الي رعاية سوريا قبل أيام لقاء علاوي مع الزعيم الشيعي مقتدي الصدر في دمشق‏,‏ ثم دعوة الزعيم الشيعي الآخر عمار الحكيم الذي زار دمشق وبيروت في وقت سابق للمالكي بالانسحاب لصالح علاوي‏..‏ الأمر الذي أثار عدم ارتياح طهران‏.‏
وتقول المصادر إن حزب الله نفسه لعب دورا من أجل اقناع ايران بتخفيف حدة قبضتها علي العراق لعدم اثارة نزاع مذهبي شيعي سني انطلاقا من العراق‏,‏ كون آثار ذلك ستنعكس علي الحزب في لبنان مشيرة الي أن لقاءات قيادات من الحزب في بيروت مع قيادات شيعة عراقية في الأسابيع الماضية من بينهم الصدر والحكيم وعلاوي والمالكي الذين زاروا بيروت الأسبوع الماضي‏,‏ وتقول المصادر إن ما يجري في لبنان الآن ربما يكون صدي ما يحصل في العراق‏.‏
وعلي ضوء ذلك‏,‏ تري أنه ربما انعكس ذلك أيضا علي علاقة سوريا بالحزب كرسالة لإيران من أجل تسهيل تشكيل علاوي للحكومة ونفي الصبغة الشيعية عنها وموالاتها لايران في حالة تشكيل المالكي لها‏..‏ ومن المعروف أن المالكي دخل في العامين الأخيرين في صدام علني حاد مع كل من سوريا والسعودية‏,‏ واتهمهما بتهديد الأمن والاستقرار في العراق‏,‏ بل انه اتهم سوريا بأنها وراء تفجيرات شهدتها بغداد‏,‏ ومن ثم فالانفراج في العراق قد يستتبعه انفراج في لبنان‏.‏
وتري المصادر أن التباين في وجهات النظر بين سوريا وحزب الله حول معالجة قضايا داخلية في لبنان بينها موضوع المحكمة تجلي في إعادة فتح السيد حسن نصرالله في مؤتمره الصحفي الأخير ملف مصرع عدد كبير من العمال السوريين في لبنان خلال عامي‏2005‏ و‏2006‏ ومطالبته بالتحقيق في هذه الجرائم واعتراف الحكومة بالمسئولية القانونية والاخلاقية‏,‏ وتعويضها أسر الضحايا‏,‏ معتبرة ذلك نوعا من الاحراج لسوريا التي لم تفتح هذا الملف مع الحكومة اللبنانية سواء اعلاميا أو سياسيا خلال زيارات الحريري الأربع لدمشق منذ توليه رئاسة الحكومة في ديسمبر الماضي‏,‏ وكأن السيد حسن حسب المصادر يريد أن يضع القيادة السورية في حرج أمام شعبها‏,‏ تعبيرا عن عدم ارتياحه من الموقف السوري‏,‏ وكأنه كان يريد موقفا داعما للحزب بشكل أكثر قوة ووضوحا خلال هذه الأزمة‏,‏ ويعبر بذلك عن عدم رضاه‏.‏
ويذكر في هذا الصدد أن منسق عام قوي‏14‏ آذار فارس سعيد كان اعتبر تصعيد حزب الله علي خلفية التسريبات حول القرار الظني هو تعبير عن الانزعاج من المصالحة اللبنانية السورية التي تمت حسب قوله علي دفتر شروط عربي برعاية سعودية وليس علي أساس شروط ايران وحزب الله‏.‏
الي ذلك لا تستبعد المصادر أن تعمل سوريا علي المدي المتوسط والبعيد الي استعادتها سياستها الرامية الي احتضان مسيحيي لبنان معربة عن اعتقادها أن مسيحيي لبنان جاهزون لعلاقة طبيعية ومميزة مع سوريا علي أساس من دولة الي دولة والاحترام المتبادل والثقة واحترام سيادة لبنان واستقلاله في اطار الدولة اللبنانية
الاستنابات القضائية السورية
أثارت كل هذه التطورات التساؤلات حول مصير الاستنابات‏(‏ الاستدعاءات‏)‏ القضائية السورية لعدد من المسئولين والوزراء والنواب والاعلاميين اللبنانيين للإدلاء بأقوالهم أمام جهات التحقيق القضائية في سوريا في القضية التي اقامها اللواء جميل السيد مدير الأمن العام السابق أمام القضاء السوري ضد شخصيات لبنانية يتهمها بالادلاء بشهادات زور أمام لجنة التحقيق الدولية وادت الي اعتقاله‏4‏ سنوات الي أن أفرجت عنه المحكمة الدولية في ابريل‏2009‏ لعدم كفاية الأدلة‏,‏ وبعدما تأكدت حسب قرارها الافراج عنه وزملائه الأربعة من أن اعتقالهم استند الي شهادات زور‏,‏ وبعدما اعترف رئيس المحكمة القاضي الايطالي انطونيو كاسيزي بأن هؤلاء الشهود الزور تم الدفع بهم من كل حدب وصوب‏..‏ وأتوا من داخل السجون‏!!‏
ففي ظل التحسن الكبير في العلاقات اللبنانية السورية وتصريحات رئيس الحكومة سعد الحريري بأن العلاقات جيدة وفي مصلحة لبنان باتت قضية الاستنابات القضائية‏,‏ من منغصات المرحلة الماضية في العلاقات‏.‏
ينتظر لبنان الحضور العربي ولا خيار أمام الفرقاء سوي الحوار أو الفتنة التي تعد تسهيلا لعدوان اسرائيلي جديد‏..‏ وقد بدأ الرئيس ميشال سليمان عقد سلسلة من اللقاءات مع كل الزعامات والقيادات السياسية والروحية‏,‏ من أجل درء الفتنة‏,‏ لكن يبدو أن ذلك ليس كافيا‏..‏ فلبنان لايزال يحتاج الي المظلة العربية‏..‏ وثبت كذلك أنه لا يستطيع أن يعيش بدون سوريا علي الحلوة‏..‏ والمرة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.