أوائل الثانوية فى الصعيد    فشل المخطط الإسرائيلى    محمد إسماعيل: هدفي كان الانتقال إلى الزمالك من أجل جماهيره    الأرصاد الجوية تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة وأمطار رعدية فى بعض المناطق    خالد جلال يستقبل عزاء شقيقه ومحمد ممدوح ومحمد الكيلانى أول الحاضرين    وزارة الصحة تنفى زيادة مساهمة المريض فى تكلفة الأدوية إلى 70% بدلا من 35%    مراسل "الستات مايعرفوش يكدبوا": العلمين تستقبل أعداد كبيرة من سياح العالم    خالد الجندى فى "لعلهم يفقهون": لا تخوفوا الناس من الدين    وزيرة التضامن: 176 سيارة إسعاف لغزة وننسق لإدخال 4 مستشفيات ميدانية    المتهم بارتكاب أفعال فاضحه لجارته بالبساتين ينفي الواقعة    تأجيل دعوى عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامي بتهمة السب والقذف    "التعليم" تنفي شائعة تغيير إجابات البابل شيت: تصحيح الثانوية العامة إلكتروني صارم    ضربتها لتقويمها..إنتحار طفلة بالفيوم بالحبة السوداء.. والأم تتهم الجدة بتعذيبها    البيت الفني للمسرح ينعى الفنان لطفي لبيب    الكونغ فو يحصد 12 ميدالية ويتوج بالكأس العام بدورة الألعاب الأفريقية للمدارس    في شهرين فقط.. تامر حسني يجني 99 مليون مشاهدة بكليب "ملكة جمال الكون"    بنتايج يعود للتدريبات الجماعية مع الزمالك    "هواوي" تطلق الإصدار 8.5 من حزمة السحابة في شمال إفريقيا لتعزيز الذكاء الاصطناعي    مقتل 3 جنود جراء إصابة صاروخ روسي موقع تدريب للجيش الأوكراني    عاجل.. تشكيل النصر الرسمي لمواجهة تولوز وديا    اجتماع موسع بشركة الصرف الصحي بالإسكندرية استعدادا لموسم الأمطار    مصر تواجه تونس في ختام الاستعدادات لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    ناجلسمان: تير شتيجن سيظل الحارس الأول للمنتخب الألماني    تايلاند وكمبوديا تؤكدان مجددا التزامهما بوقف إطلاق النار بعد اجتماع بوساطة الصين    وزارة الثقافة تعلن تسجيل مصر مبنى متحف الخزف الإسلامي في سجل التراث المعماري والعمراني العربي    مصر تفتح أبوابها للاستثمار الخليجي: تفاوض نشط وحوافز غير مسبوقة لتعزيز الشراكة الاقتصادية    رغم انتهاء المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين دون إعلان تقدم.. مؤشرات متفائلة لصندوق النقد    رئيس جامعة المنيا يحفّز الأطقم الطبية قبيل زيارة لجان اعتماد مستشفيي الكبد والرمد الجامعيين    ركود السوق يهبط بأسعار الأجهزة الكهربائية 35%.. والشعبة: لا تشترِ إلا عند الحاجة    برواتب تصل ل50 ألف جنيه.. فرص عمل في البوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    محافظ المنوفية تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 ب 469 لجنه انتخابية    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    توقعات الأبراج في شهر أغسطس 2025.. على برج الثور الاهتمام بالعائلة وللسرطان التعبير عن المشاعر    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    زياد الرحباني... الابن السري لسيد درويش    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    التحقيق مع صانعة محتوى شهرت بفنانة واتهمتها بالإتجار بالبشر    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بمجلس الشيوخ    سباحة - الجوادي يحقق ذهبية سباق 800 متر حرة ببطولة العالم    جامعة بنها الأهلية تختتم المدرسة الصيفية لجامعة نانجينج للطب الصيني    ختام موسم توريد القمح في محافظة البحيرة بزيادة 29.5% عن العام الماضي    ضبط 30 كجم مخدرات وتنفيذ 609 أحكام في دمياط وأسوان    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    النيابة العامة: الإتجار بالبشر جريمة تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الدينية    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    قائد الجيش اللبناني: لن نتهاون في إحباط أي محاولة تمس الأمن أو تجر الوطن إلى الفتنة    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    ترامب يكشف عن تأثير صور مجاعة قطاع غزة على ميلانيا    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    البورصة المصرية تطلق مؤشر جديد للأسهم منخفضة التقلبات السعرية "EGX35-LV"    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    إعلام كندي: الحكومة تدرس الاعتراف بدولة فلسطين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزب الله يضع اللبنانيين أمام خيارين‏..‏ إما إلغاء المحكمة أو لبنان‏!‏

بات مستقبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان‏(‏ بقاء أو موتا رحيما‏)‏ أو بالأحري مستقبل الاستمرار في لبنان وربما لبنان نفسه مرهونا بنتائج معركة كسر عظام جارية بين الولايات المتحدة وإيران لحصار إمتداد النفوذ الإيراني في المنطقة قد تفضي إلي اندلاع صراع داخلي أو تسوية‏.
‏ وينتظر الساسة نتائج جولة المفاوضات المقبلة بين الطرفين الشهر المقبل وما إذا كانت ستؤدي إلي اتفاق طائف جديد بتفاهم أمريكي إيراني علي غرار اتفاق الطائف‏1989‏ الذي أنهي الحرب الأهلية في لبنان بتفاهم أمريكي عربي‏(‏ سعودي سوري بالأساس‏)‏ أم ستؤدي إلي تصعيد المواجهة في لبنان حتي لا تحقق إيران مكسبا جديدا في لبنان بعد العراق‏,‏ فواشنطن غير مستعدة علي ما يبدو لخسارة جديدة في لبنان بعد العراق وأفغانستان‏.‏
ويتجلي حرص كل طرف‏(‏ أمريكا وإيران‏)‏ علي تعزيز مواقعه‏(‏ قبل المفاوضات المقبلة وعبر الحوار الدبلوماسي الجاري‏)‏ في محاولة واشنطن دفع المحكمة الدولية إلي تسريع إصدار القرار الظني الذي يتهم عناصر من حزب الله‏(‏ ذراع إيران علي المتوسط المطلوب أمريكيا قطعها‏)‏ باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري‏,‏ وتجديد الاتهام لإيران وسوريا بتسليح حزب الله فيما حذرت السعودية حسب مصادر مطلعة من مغبة ذلك في ضوء الأجواء المشحونة في لبنان‏.‏ وبالمقابل تسعي إيران إلي تعزيز مواقفها بفتح حوار مع السعودية‏,‏ وصولا إلي تنسيق ثلاثي يضمها إلي التفاهم السعودي السوري بشأن الاستقرار في لبنان يحل محل التنسيق المصري السعودي السوري علي صعيد القرار العربي‏,‏ وفي الوقت الذي يأمل فيه البعض حدوث مثل هذا التفاهم يحذر آخرون من محاولات خداع إيرانية للسعودية‏,‏ وتتزايد الانتقادات ل أصحاب القرار العربي لمنحهم إيران فرصة تاريخية‏.‏
وفيما بعثت سوريا برسائل إلي لبنان تشيد بسعد الحريري وتميز بينه وبين فريقه السياسي‏,‏ تدخل الحريري للجم هجوم من بعض أعضاء فريقه السياسي علي سوريا‏,‏ واجتمع وزراء المعارضة في الحكومة لبحث خيارات وأوراق التعامل مع الأزمة تتضمن سحب شرعية المحكمة من جانب واحد عبر مجلس النواب‏.‏
وفي الوقت الذي هدد فيه حزب الله بعدم السماح وبعدم التسامح في حالة ما أسماه إصرار البعض علي المغامرة بمستقبل الوطن واللبنانيين‏,‏ ولوحظ فيه توجيه آلته الإعلامية التحتية لقوي المقاومة الناصرية واليسارية والوطنية‏,‏ أعلنت المعارضة تمسكها بالحريري رئيسا للحكومة لتمرير تسوية أو لتخويفه من تحمل المسئولية التاريخية في حالة اندلاع صراع داخلي‏,‏ والبديل انضمام الزعيم الدرزي وليد جنبلاط للمعارضة البرلمانية‏(11‏ نائبا‏)‏ كورقة أخيرة لتنتقل قوي‏8‏ آذار من موقع المعارضة إلي موقع الأكثرية لحسم الموقف‏.‏
الوضع الدولي‏:‏
في حين واكبت الولايات المتحدة التطورات علي الساحة اللبنانية بأربعة تصريحات في‏5‏ أيام تشدد علي التمسك بالمحكمة وتحذر من المساس بها‏,‏ اتجهت حركة الأفرقاء اللبنانيين إلي قوي دولية أخري‏,‏ وفيما يتوجه سعد الحريري بعد غد الثلاثاء إلي بريطانيا الحليف الغربي الأقرب إلي الولايات المتحدة‏,‏ توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلي باريس والتقي الرئيس نيكولا ساركوزي وكبار المسئولين‏,‏ وينتظر اللبنانيون نتائج هذه الزيارة علي الأرض بعدما أوصي بري بأنها زيارة إيجابية‏.‏
ففرنسا وأن أعلنت علي لسان وزير خارجيتها برنار كوشنير أنها لن تقبل ولن تساعد في تسوية داخلية تؤدي إلي إلغاء المحكمة إلا أن إعرابها عن استعدادها لمساعدة الأفرقاء في التوصل إلي إنهاء الأزمة الحالية عكس استعدادا للحوار مع كل الأطراف حول الأزمة رحب به الأفرقاء لاسيما وأن المعارضة لا تطالب علي الأقل نظريا بالغاء المحكمة ولكن بتأكيد مصداقيتها واستعادة الثقة عبر عدم الاستمرار في تجاهل فرضية اغتيال إسرائيل الحريري‏.‏ ويري الخبراء أن دخول أطراف دولية علي الخط مهم لجهة المزيد من فهم الأوضاع علي الساحة وإدراك المسار الصحيح ولمساعدة الادارة الأمريكية في التبصر‏,‏ فوفق النظام السياسي الأمريكي فانه عندما تصدر تصريحات بشأن قضية من البيت الأبيض ووزيرة الخارجية ومساعديها المتحدثين الرسميين مباشرة فان ذلك يعني أن السياسة الأمريكية تتجه في أحد طريقين‏..‏ الأول‏:‏ حسم الأمر في هذه القضية باستخدام القوة‏,‏ والثاني‏:‏ نهج سياسة واقعية براجماتية‏,‏ وبما أن الظروف الاقليمية والدولية والداخلية سواء في أمريكا أو في حالة لبنان ولا تسمح بفرض الأمر الواقع‏,‏ فإن الطريق الثاني هو الأرجح أن تسلكه السياسة الأمريكية‏.‏
فأولويات الولايات المتحدة هي مصالحها وأمن إسرائيل‏,‏ وفي هذا الصدد فان سياستها تستهدف وضع إيران وسوريا وحزب الله تحت ضغط لإضعاف عناصر القوة المناوئة‏,‏ مقابل ورقة عملية السلام التي تعمل واشنطن علي أن تبدو العملية وكأنها تتحرك‏.‏ وتظل ممارسات حكومة إسرائيل برئاسة نيتانياهو هي نقطة الضعف في السياسة الأمريكية تجاه لبنان فسياسة حكومة إسرائيل تعكس الآن عدم حاجة لعملية السلام بالتركيز علي تأمين دولة إسرائيل من الداخل عبر قانون الجنسية الجديد لدفع فلسطينيي‏1948‏ للهجرة او البقاء شرط القسم علي يهودية الدولة وذلك بعدما امنت مصادر التهديد من الضفة عبر التنسيق الامني مع السلطة ومن غزة بالحصار‏,‏ ومن ثم تعد سياسات حكومة إسرائيل والدعم الامريكي لها اكبر خدمة استراتيجية يقدمها الطرفان للمعارضة في لبنان‏,‏ وليس هذا فقط بل ان هناك شخصيات في الطائفة السنية تخشي من ان تستغل واشنطن والآلة الإعلامية للمعارضة مواقف‏14‏ آذار وتيار المستقبل لاعطاء الرأي العام الداخلي والعربي انطباعا بان هذه المواقف من المحكمة وملف شهود الزور تأتي في سياق خدمة مصالح السياسة الامريكية وهي القضاء علي المقاومة باعتبارها اخر ورقة تهديد لاسيما لامن إسرائيل التي تضع في اجندتها في اطار هذه السياسة ايضا توطين الفلسطينيين في لبنان كمشروع قد يسهل تنفيذه في ظل استمرار الازمة اللبنانية وتصاعدها فتتحمل الطائفة السنية بذلك مسئولية تاريخية وهي المتهمة سلفا بانها تسعي للتوطين لزيادة عدد ابناء الطائفة السنية في لبنان باعتبار ان الغالبية العظمي من الفلسطينيين فيه هم من السنة‏.‏
السياسة الامريكية عودت اللبنانيين علي التوصل الي تسوية عندما تصل الامور الي مفترق طرق‏,‏ وربما لذلك اثارت الانباء حول وجود ضغوط امريكية علي المحكمة الدولية للاسراع باصدار القرار الظني تفاؤل البعض؟‏!‏ فقياسا علي السوابق يعني دفع السياسة الامريكية الامور الي حافة الهاوية انها تعد اوراقها للتسوية‏.‏
ومن هذا المنظور فان السجال العنيف بين قري‏14‏ و‏8‏ آذار خلال الايام الثلاثة الماضية حول الاعراض بسبب طلب محققين دوليين ملفات طبية لنساء من عيادة طبية يمثل قمة جبل الثلج‏.‏
الوضع الإقليمي‏:‏
التطور الابرز علي الصعيد الاقليمي بالنسبة للبنان هو مؤشرات تقارب سعودي إيراني في تناول ملف الازمة واحتمالات ولادة قريبة لتفاهم إيراني سوري سعودي في لبنان يحل محل التنسيق المصري السوري السعودي الامر الذي اشار اليه الأهرام المسائي قبل اسبوعين مع زيارة للرئيس الايراني احمدي نجاد للبنان‏.‏
فبعد الزيارة التقي سفيرا ايران غضنفر ركن ابادي والسعودية علي معوض عسيران عند مفتي الجمهورية‏(‏ سني‏)‏ محمد رشيد قباني ثم زار عسيري السفارة الايرانية ليلتقي بعدها ابادي مع السفير السوري علي عبد الكريم قبل ان يعقد الثلاثة اجتماعا ثلاثيا حصل السفراء الثلاثة علي ضوء اخضر من عواصم بلدانهم لعقده‏.‏
جاءت هذه اللقاءآت في اطار المساعي الاقليمية لانهاء الازمة ومنع تداعياتها الخطيرة وانفتاح متبادل بين الرياض وطهران بموازاة التفاهم السعودي السوري بشأن الاستقرار في لبنان‏,‏ وتجلي هذا الانفتاح في كشف ابادي عن مشاورات ايرانية سعودية بشأن لبنان ولقاءات ستعقد بين الطرفين قريبا بموازاة اتصالات ايرانية عربية لاعادة الامور الي مجراها الطبيعي في لبنان معربا عن تفاؤله بان هناك امورا ستسر اللبنانيين ورافق ذلك اعلان طهران عن قيام مسئول ايراني كبير بزيارة السعودية خلال ايام للتشاور وان هذه المشاورات ستكون لها نتائج ايجابية بالنسبة للبنان‏.‏
هذا التطور افضي الي التوقعات بولادة تفاهم ايراني سوري سعودي وانضمام ايران الي التفاهم السعودي السوري القائم حاليا بشأن لبنان وانقسم الرأي العام بين فريقين احدهما يستبشر خيرا لصالح التهدئة والاستقرار والاخر يخشي من تداعيات اللعب بلبنان عمليا ورسميا كورقة في اللعبة الاقليمية الامريكية الايرانية‏.‏
فدخول ايران علي خط التفاهم السوري السعودي قد يكون مفيدا للطرفين الايراني ولبنان فمن ناحية فان وجود ايران علي الخط واستخدام واشنطن المحكمة الدولية هو ورقة مساومة بين الطرفين في اي مفاوضات مقبلة بين واشنطن وطهران حول ملفها النووي‏,‏ فتمسك امريكا بالمحكمة والقرار الظني من وجهة نظر نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي فرزلي هو محاولة للابقاء علي هذه الورقة مطروحة علي طاولة المفاوضات السياسية مع ايران مع استبعاد واشنطن الخيار العسكري فالمشكلة بين واشنطن وطهران لم تعد البرنامج النووي الايراني وانما التخصيب وقد اقرت واشنطن بذلك فاعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون انه لامشكلة مع مفاعل بوشهر؟‏!‏
وبمعني اخر فان المحكمة والقرار الظني اصبحا حسب فرزلي اداة من ادوات السياسة الامريكية حيال ايران‏.‏
وبقدر ما يثير ارتياح البعض في لبنان استخدام واشنطن سياسة العصا والجزرة مع ايران باحتمالات ترجيح الجزرة طالما قد يؤدي ذلك الي انهاء الازمة وتحقيق الاستقرار يثير ذلك مخاوف فريق اخر من ان يكون الاستخدام الايراني للبنان عبر ورقة المحكمة والقرار الظني تحت عنوان الاستقرار محاولة خداع للسعودية لتوفير غطاء عربي في حالة اندلاع مواجهة جديدة مع اسرائيل عبر حزب الله في البنان حتي لايتكرر ما حدث في حرب صيف‏2006‏ بوصف اكبر بلدين عربيين‏(‏ مصر والسعودية‏)‏ ما اقدم عليه حزب الله في حينه بانه مغامرة ما ساهم في عدم توفير غطاء عربي كامل لحزب الله في المواجهة مع اسرائيل‏.‏
ولم يكن مستغربا في هذا الصدد استخدام وسائل اعلام قريبة الي‏14‏ اذار وثائق موقع ويكليليكي حول تورط قوات الاحتلال الامريكي وايران عبر الحرس الثوري والمنظمات التابعة لها في العراق في اعمال قتل وتعذيب مدنيين عراقيين لتشوية ايران لكن الاكثر اثارة لدهشة المراقبين هو ان هذا التشويه جاء من جانب حلفاء للولايات المتحدة في لبنان‏!‏
علي صعيد العلاقات مع سوريا‏,‏ يبرز اتجاهان‏:‏ الأول يتمسك بالتطورات الإيجابية في العلاقة علي مدي الأشهر العشرة الماضية والبناء عليها‏,‏ والثاني لايزال تسكنه المخاوف ويعبر عن ذلك بالتشكيك في استمرار التفاهم السعودي السوري‏,‏ الأمر الذي وصفه الزعيم الدرزي رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بأنه محاولات تشويش علي العلاقات السورية السعودية‏,‏ محذرا من مساع لبنانية لتخريبها؟‏!‏
وكان ملفتا ومثيرا للدهشة والاستغراب في آن واحد‏,‏ أنه في الوقت الذي أكد فيه سعد الحريري أنه سيتعامل بإيجابية مع تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد‏,‏ خرج بعض قيادات‏14‏ آذار تنتقد تصريحات الأسد وتصفها بأنها تدخل في الشئون الداخلية‏..‏ وكان الأسد شدد علي متانة العلاقات بين البلدين‏,‏ ووصف الحريري بأنه الشخص المناسب جدا لرئاسة حكومة لبنان في هذه المرحلة الصعبة وقادر علي تجاوز الوضع الحالي في لبنان‏,‏ وأكد أنه لا عودة إلي المرحلة الماضية في العلاقات‏,‏ الأمر الذي ينفي دعم سوريا محاولات انقلاب وإسقاط حكومة الحريري‏,‏ فضلا عن عدم وجود محاولات في هذا الاتجاه من أساسه‏,‏ فالأسد أكد حرصه علي الاستقرار ودور القوي الوطنية في الحفاظ علي الوحدة‏.‏
ويبدو أن هذه الانتقادات أثارت حفيظة الحريري نفسه‏,‏ فقد لوحظ حضور وزير الداخلية السابق أحد أركان‏14‏ آذار أحمد فتفت مساء اليوم نفسه في قناة المستقبل للجم هذه الانتقادات والترحيب بتصريحات الرئيس السوري‏,‏ ولاعتبار الالتفاف الداخلي والإقليمي والدولي حول الحريري فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية‏.‏
وكان الأسد استبق إعلان دعمه الحريري باستقباله في دمشق علي الترتيب كل من زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون‏,‏ ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان ورئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط ورئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي الذي رسم الصورة علي النحو التالي‏:‏ دمشق تلملم الفرقاء السياسيين في لبنان‏,‏ وواشنطن تسعي لبث الفرقة والانقسام بينهم‏.‏ وكان جنبلاط كشف عن أن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فلتمان طلب منه خلال لقائهما علي هامش زيارة الأخير بيروت عقب زيارة نجاد العودة إلي صفوف‏14‏ آذار‏.‏
الوضع الداخلي‏:‏
بين إعلان جنبلاط أن المحكمة أفلتت من يد اللبنانيين بعدما كان هدفها وضع حد لسيل الدماء في لبنان وليس إسالة المزيد من الدماء‏,‏ وذهاب كل من نبيه بري إلي فرنسا والحريري إلي بريطانيا ونتائج الزيارتين‏,‏ يسعي الرئيس ميشال سليمان إلي إبقاء القرار بين اللبنانيين‏.‏
هذا المسعي أو هذه الرغبة أو ذاك التصميم عبر عنه نبيه بري بإعلانه في ثقة أن سليمان سيطرح صيغة حل لمسألة ملف شهود الزور‏,‏ وفيما ينتظر اللبنانيون مثل هذا الحل نقلت مصادر قريبة إلي رئاسة الجمهورية أن سليمان يري أن الملف محال أصلا إلي المجلس العدلي‏(‏ أعلي سلطة قضائية‏)‏ باعتبار أنه قضية متفرعة من قضية اغتيال رفيق الحريري والتي سبق للمجلس النظر فيها‏,‏ ويعتبر أي سليمان أن رفض‏(‏ قوي‏14‏ آذار‏)‏ تحويل الملف إلي المجلس إساءة للقضاء اللبناني‏.‏
كما يتجلي الشعور بالقوة المصحوبة بالتقدم والثبات في قول أبوزينب‏:‏ في ملف شهود الزور نعمل من أجل فتح تحقيقات فعلية بعيدا عن أي تسامح‏..‏ تهيئة شعبية للتسوية التوفيق بين المحكمة والاستقرار‏:‏
وسط معادلة إما المحكمة وإما لبنان‏!!‏ ؟ والسجالات السياسية بين قوي‏14‏ و‏8‏ آذار تبرز قوة وطنية ثالثة تطرح معادلة سياسية ذات طابع قانوني مساهمة منها في إيجاد حل للأزمة‏..‏ ليس هذا فقط بل ربما لتهيئة الرأي العام اللبناني للتسوية‏,‏ فيقول منسق عام الروابط واللجان الشعبية اللبنانية معن بشور أن السجالات السياسية الدائرة تطرح مصطلحين علي نحو يبدو وكأنهما متعارضان وهما العدالة والاستقرار بل أن البعض يطرحهما في صيغ توافقية بما يؤكد تعارضها‏,‏ بينما الحقيقة هي أنه لا تعارض بينهما وإنما هما شرطان متلازمان‏.‏
ويوضح‏:‏ أن الطريق إلي الاستقرار الحقيقي يمر عبر العدالة الحقيقة تماما كما أن العدالة الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال استقرار سياسي وأمني ونفسي بعيدا عن ممارسات التجاذبات والنكايات التي تطفو علي سطح العلاقات السياسية في لبنان‏,‏ ففي غياب الاستقرار يسهل استخدام منظومة العدالة لخدمة مصالح معينة مثلما حاول التحقيق الدولي‏(‏ من خلال شهود الزور وباعتراف سعد الحريري نفسه‏)‏ أن يصوب الاتهام‏(‏ باغتيال الحريري الاب‏)‏ بإتجاه سوريا مما أصاب الاستقرار في الصميم‏.‏
المسئولية التاريخية
بات الحريري في هذه الأجواء الداخلية والاقليمية علي نحو مبالغ فيه هو المسئول الأول عن درء الفتنة‏,‏ ومن ثم بات يتحمل المسئولية التاريخية في حال اندلاع فتنة أو صراع مسلح أو فوضي‏,‏ وقد نجح حزب الله سياسيا‏,‏ وعبر آلته الاعلامية وحملاته الاستباقية في وضع الحريري في هذا الموقع ومن ثم كانت لعبة سياسية‏(‏ ذكية أو خبيثة سمها ماشئت‏)‏ اعلان فصائل المعارضة تمسكها بالحريري رئيسا للحكومة‏,‏ أو مثلما قال عمر كرامي‏:‏ حتي‏2013‏ موعد اجراء الانتخابات النيابية‏!‏؟
ويعزز رهان البعض علي تفاهيم الحريري علي الرئيسين سليمان وبري علي صيغة حل للأزمة ابلاغ الحريري لفريقه السياسي أنه لن يتراجع عن تصريحاته‏(‏ التي أججت السجال‏)‏ والتي اعترف فيها بارتكاب فريقه أخطاء في الماضي واعتذر من سوريا لاتهامها تجنيا باغتيال والده‏,‏ كما اعترف فيها بوجود شهور زور سيسوا اغتيال والده وضللوا التحقيقات ولم يمانع في محاسبتهم‏.‏
وكان الفريق السياسي للحريري حاول التخفيف من أثر هذه التصريحات لدرجة تكذيب الحريري بنفي وجود شهود زور لابطال أي مفعول أو تداعيات لها‏,‏ لكن المعارضة أمسكت بهذه الاعترافات وتصر علي أن هناك استحقاقات تترتب عليها‏,‏ لكن الحريري ربما في مواجهة فريقه السياسي شدد علي أن مانتخذه من مواقف يلتزم بها الجميع‏...‏ وهذا هو محور الجدل داخل أوساط قوي‏14‏ آذار حاليا حيث تبدو تصريحات بعض قياداتها غير ملتزمة بما أعلنه الحريري من مواقف‏.‏
ويعزز هذا الرهان أيضا مظاهر ارتباك في صفوف‏14‏ آذار مثل زيارة زعيم حزب الكتائب الرئيس الأسبق أمين الجميل للسفارة الايرانية وترحيبه بزيارة نجاد بعد مغادرته واشادة زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بخطاب الرئيس الايراني لدرجة دعوته المسئولين اللبنانيين إلي الاقتداء به بعد حملات هجوم مكثفة ضد نجاد وزيارته استمرت ثلاثة أسابيع‏,‏ ثم استئناف انتقاد الزيارة بعد فترة صمت استمرت خمسة أيام‏!‏ما آثار التساؤلات لماذاالهجوم‏..‏ ولماذا المديح‏..‏ ولماذا تم استئناف الهجوم؟ كما أثار التساؤلات حول ما إذا قادة‏14‏ آذار واعون بأن مثل هذا الارتباك يؤدي إلي خسارة تدريجية لارضيها المسيحية الاسلامية التي كانت نقلة تاريخية حقيقية في تاريخ لبنان ا المعاصر‏.‏ إلي جانب صيغة الحل الرئاسية ونتائج زيارة بري لباريس ونضج تسوية اقليمية المرتقبين هناك أوراق أخري لدي المعارضة ربما تكون الأخيرة منها طرح احالة ملف شهود الزور للقضاء للتصويت في مجلس الوزراء‏,‏ وسيكون ذلك إيذانا بايقاظ الفتنة النائمة واندلاع الصراع حيث باتت موازين القوي داخل المجلس تميل لصالح المعارضة حيث لرئيس الجمهورية الذي تقترب مواقفه في هذا الملف من موقف المعارضة ستة أصوات وزراء‏.‏
وإلي جانب ذلك هناك ورقة مجلس النواب بطلبه من مجلس الوزراء احالة اتفاقية انشاء المحكمة اليه لمناقشتها حيث كانت الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة آنذاك أقرت الاتفاق دون عرضه علي المجلس للتصديق عليه‏,‏ ومن دون توقيع رئيس الجمهورية‏,‏ والاخير قد يطلب أيضا عرض الاتفاقية عليه أو يعلن مخالفتها للدستور‏.‏
في مجلس النواب يبدو الموضوع محفوفا بالمخاطر أيضا بسبب مواقف جنبلاط حيث لكتلة اللقاء الديمقراطي‏11‏ نائبا قد يحولون المعارضة إلي أكثرية‏,‏ والأكثرية إلي معارضة في حالة تخلي جنبلاط عن موقعه الوسطي وانضمامه للمعارضة‏,‏ مايمكن قوي‏8‏ آذار من استصدار موقف باسم مجلس النواب يسحب شرعية المحكمة‏,‏ ولو من جانب واحد‏,‏ وتدخل القضية في سجال قانوني جديد قد يمتد لسنوات أخري مع الأمم المتحدة الطرف الثاني في الاتفاق‏.‏
لبنان ينتظر طرح الرئيس سليمان صيغة حل وترجمة نتائج زيارة بري لفرنسا والحريري لبريطانيا ان كان هناك ثمة نتائج واحتمالات تسوية تتوصل إليها ايران وسوريا والسعودية تكون اقليمية بحسب لبنان ورقة تستخدمها أطراف اقليمية ودولية لحسابات ومصالح خاصة‏,‏ لكن أيا من هذا لن يكشف عن مؤشراته قبل القمة المرتقبة بين الرئيس سليمان والرئيس السوري بشار الأسد في دمشق‏.‏
في كل الأحوال قدر لبنان أن ينتظر الخارج‏..‏ فالطريق إلي الجمهورية الثالثة‏(‏ جمهورية المواطنة‏)‏ والخروج من جمهورية الطوائف والميلشيات لايزال طويلا‏,‏ فالأزمات السياسية من هذا النوع وغيره في لبنان هي وسيلة الطائفة لتحسين أوضاع زعمائها في الحياة السياسية‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.