جامعة الإسكندرية تؤكد دعم الطلاب ذوي الهمم تنفيذاً للمبادرة الرئاسية «تمكين»    التمثيل العمالي بإيطاليا ينظم الملتقى الثاني لحماية حقوق العمال المصريين    أسعار الفراخ في البورصة اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر    لإهدار المال العام.. وزير الزراعة يحيل ملف جمعية منتجي الأرز للنيابة العامة    انطلاق منتدى دبي للمستقبل بمشاركة 2500 خبير دولي    بسبب هجوم لفظي على إسرائيل.. واشنطن تلغي زيارة قائد الجيش اللبناني    طارق العشري: عودة فتوح من أهم مكاسب دورة الإمارات.. وإمام إضافة قوية لمصر في أمم إفريقيا    العراق والإمارات في مواجهة تكسير العظام بملحق تصفيات كأس العالم    توروب ينتظر عودة اللاعبين الدوليين للأهلي    حبس عاطل بتهمة الشروع في قتل زوجته بالقطامية    مصرع 3 معلمين أسفل إطارات سيارة نقل في كفر الشيخ    اليوم، "بنات الباشا" في عرضه العالمي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي    محافظ أسوان يتفقد مستشفى الرمد لمتابعة جودة الخدمات الطبية    مصر تُطلق أول اجتماع لوزراء صحة دول «الثماني النامية» D-8    هيئة الرعاية الصحية تعلن نجاح أول عملية استئصال جذري للكلى بالمنظار    بروكسل تحذر من أعباء تمويل أوكرانيا حال فشل اتفاق الأصول الروسية المجمدة    الصغرى بالقاهرة 17 درجة.. تعرف على حالة الطقس اليوم    كامل الوزير: طريق «مصر - تشاد» محور استراتيجى لتعزيز التواصل بين شمال ووسط أفريقيا    محافظ أسيوط: إطلاق مسابقة لمحات من الهند بمشاركة 1300 طالب وطالبة    منال عوض تترأس الاجتماع ال 69 لمجلس إدارة جهاز شئون البيئة    انتخابات مجلس النواب.. الهيئة الوطنية تعلن اليوم نتيجة المرحلة الأولى.. البنداري يوضح حالات إلغاء المرحلة الأولى بالكامل.. ويؤكد: تلقينا 88 طعنا في 70 دائرة انتخابية    باكستان: القوات الأمنية تقتل 15 إرهابيا تدعمهم الهند    وزير الصحة: دفع 39 مليون أفريقى نحو الفقر بسبب الزيادة الكارثية فى إنفاق الجيب    دراسة جديدة: جين واحد مسؤول عن بعض الأمراض النفسية    اليوم.. نظر محاكمة 3 متهمين بقضية خلية النزهة    اليوم.. الحكم في دعوى نفقة طليقة إبراهيم سعيد    جامعة عين شمس تطلق النسخة ال12 من معرض الزيوت العطرية 2025    بث مباشر.. "البوابة نيوز" تنقل قداس ذكرى تجليس البابا تواضروس الثاني    غموض في منشور مصطفى حجاج يثير قلق جمهوره    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : استقيموا يرحمكم الله !?    عندما يتحدث في أمر الأمة من لم يجفّ الحليب عن شفتيه ..بقلم/ حمزة الشوابكة    رئيس منطقة بني سويف عن أزمة ناشئي بيراميدز: قيد اللاعبين مسؤولية الأندية وليس لي علاقة    وزير التموين يتوجه إلى بيروت للمشاركة في مؤتمر "بيروت وان"    ترامب لا يستبعد عملا عسكريا ضد فنزويلا رغم بوادر انفتاح دبلوماسي    اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى اسواق محافظة المنيا.    استئناف عاطل على حكم سجنه بالمؤبد لسرقته شقة جواهرجي في عابدين اليوم    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 فى المنيا    أمريكا تمنح حاملي تذاكر مونديال 2026 أولوية في مواعيد التأشيرات    ترامب: العالم كان يسخر من أمريكا في عهد بايدن لكن الاحترام عاد الآن    ما بين لعبة "التحالف "ونظرية "العار"، قراءة في المشهد الانتخابي الساخن بدائرة شرق بأسيوط    الدكتورة رانيا المشاط: الذكاء الاصطناعي سيساهم في خلق وظائف جديدة    حازم الشناوي: بدأت من الإذاعة المدرسية ووالدي أول من اكتشف صوتي    مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة    فاروق جعفر: أتمنى أن يستعين حلمي طولان باللاعبين صغار السن في كأس العرب    تعرف على المنتخبات المتوّجة بلقب كأس العالم منذ انطلاقه عام 1930    السيطرة على حريق داخل مستودع بوتاجاز في أبيس بالإسكندرية دون إصابات    وزارة الداخلية: فيديو شخص مع فرد الشرطة مفبرك وسبق تداوله في 2022    قتلوه في ذكرى ميلاده ال20: تصفية الطالب مصطفى النجار و"الداخلية"تزعم " أنه عنصر شديد الخطورة"    عاجل – حماس: تكليف القوة الدولية بنزع سلاح المقاومة يفقدها الحياد ويحوّلها لطرف في الصراع    اتجاه لإعادة مسرحية الانتخابات لمضاعفة الغلة .. السيسي يُكذّب الداخلية ويؤكد على التزوير والرشاوى ؟!    شاهين يصنع الحلم.. والنبوي يخلده.. قراءة جديدة في "المهاجر"    شاهد.. برومو جديد ل ميد تيرم قبل عرضه على ON    اليوم عيد ميلاد الثلاثي أحمد زكى وحلمى ومنى زكى.. قصة صورة جمعتهم معاً    التأهل والثأر.. ألمانيا إلى كأس العالم بسداسية في مرمى سلوفاكيا    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة يعبد وتداهم عددًا من المنازل    الصحة ل ستوديو إكسترا: تنظيم المسئولية الطبية يخلق بيئة آمنة للفريق الصحي    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعادلات السياسية تتغير في لبنان

يعكس المشهد السياسي في لبنان آلام مخاض بانتظار ولادة معادلات سياسية جديدة‏,‏ فالتناغم في المواقف بين رئيس الجمهورية
ميشال سليمان وحزب الله من ناحية والتفاهم بين الزهيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري من ناحية أخري يفرضان نفسيهما علي قوي‏14‏ آذار‏(‏ الأكثرية‏),‏ ولجهة التعامل مع الأزمة السياسية الحالية التي تتخذ من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وجريمة اغتيال رفيق الحريري ومحاكمة شهود الزور عنوانا لها‏.‏ وبين تلقي رئيس الحكومة سعد الحريري وزيارة الرئيس السابق زعيم الكتائب أمين الجميل السفارة الإيرانية في بيروت‏,‏ والتناقض المتصاعد والملحوظ بين تصريحات الحريري وفريقه السياسي حول شهود الزور‏,‏ ومساعي تشكيل ثلث معطل أو تكتل وسطي بين فريقي‏14‏ و‏8‏ آذار بين هنا وذاك جاء هجوم رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري علي قوي‏14‏ آذار ويصفها بأنها هيكل كرتوني‏.‏
وفيما بات الارتباط بين ملفي العراق ولبنان إقليميا رباطا مقدسا‏,‏ تعكس مواقف الأكثرية حيرة أطراف إقليمية بين الاستمرار في دعم التفاهم السعودي السوري والتعامل ب واقعية سياسية وبين عدم القبول بخسارة جديدة‏(‏ لمصلحة إيران‏)‏ في لبنان بعد العراق‏.‏
وفي الوقت نفسه لا تأخذ المعارضة ولا حتي شخصيات سياسية في‏14‏ آذار التحذيرات الأمريكية المبطنة للمعارضة ومن يدعم مواقفها‏(‏ بما في ذلك رئيس الجمهورية‏)‏ لجهة عدم المساس بالمحكمة علي محمل الجد‏,‏ فالولايات المتحدة مشغولة بأفغانستان والعراق وجنوب السودان وعملية السلام‏,‏ وما هذه اللهجة التحذيرية إلا لكسب الوقت وتحسين شروط تسوية داخلية في لبنان تنضج علي نار المستجدات والمعطيات الدولية والإقليمية والداخلية‏.‏
معطيات دولية‏:‏
جاءت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية سفير واشنطن السابق في بيروت جيفري فلتمان للبنان علي نحو غير مخطط وكذلك الاتصال الهاتفي الذي أجرته الوزيرة هيلاري كلينتون بالرئيس ميشال سليمان‏,‏ تعبيرا عن قلق أمريكي من الأجواء التي أحاطت بزيارة الرئيس الإيراني للبنان أكثر من نتائج الزيارة ذاتها‏,‏ بما قد يصيب في تغيير المعادلة السياسية في لبنان والمنطقة‏.‏
فحسب المصادر فإن فلتمان أراد أن يعدل الأمور بحض الزعيم الدرزي وليد جنبلاط علي العودة إلي قوي‏14‏ آذار‏,‏ وفشل بطبيعة الحال‏,‏ ويبعث برسالة إلي قوي الأكثرية بالتماسك أمام التطورات علي الأرض سواء في المنطقة أو العراق أو لبنان نفسه حتي تتبدي الأمور‏,‏ وعدم تقديم أي تنازل للمعارضة في موضوع المحكمة‏,‏ وزادت كلينتون علي فلتمان باتصالها الهاتفي الذي حذرت فيه في ما يشبه التهديد من أن الولايات المتحدة لن تتسامح في أي مساس بالمحكمة‏.‏
يدرك الساسة اللبنانيون أن الولايات المتحدة المشغولة بأفغانستان والعراق وانفصال جنوب السودان لا تضع لبنان الآن علي قمة أولوياتها‏,‏ وأن كلام فلتمان وكلينتون ليس أكثر من وسيلة لكسب الوقت أو تحسين شروط التسوية‏,‏ كما تدرك الأطراف الإقليمية ذلك وربما لن تذهب بعيدا في التصعيد ضد إيران وسوريا‏.‏
علي ضوء ذلك يتحرك سياسيون لبنانيون وعلي رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري‏(‏ في المعارضة‏)‏ باتجاه عواصم عالمية‏,‏ وفي المقدمة باريس‏,‏ فبعد لقاء الرئيس سليمان مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في سويسرا علي هامش قمة الفرانكفونية أمس السبت يتوجه بري إلي باريس بعد غد الثلاثاء لمباحثات مع ساركوزي‏,‏ والهدف هو مساعدة فرنسا لاقناع الإدارة الأمريكية بأن الظروف في لبنان وأوضاعه لم تعد كما كانت عليه عام‏2005‏ ولدفع واشنطن نحو الواقعية السياسية؟‏!‏
معطيات إقليمية‏:‏
المشهد الإقليمي حاليا من أكثر المشاهد التي توضح الارتباط التاريخي للأوضاع في لبنان عموما والأزمة السياسية الحالية خصوصا بالأوضاع في المنطقة لاسيما علي صعيد الأوضاع في العراق وعملية السلام‏(‏ الصداع العربي الإسرائيلي‏).‏
فبالنسبة للعراق فإن الارتباط يتوثق يوما بعد يوم‏,‏ وعنوان الارتباط هو النفوذ أو المشروع الإيراني في المنطقة اتساعا أو حصارا‏,‏ فبعد نجاح إيران في اجهاض نتائج الانتخابات النيابية العراقية في شهر مارس الماضي‏,‏ وفرض استمرار نوري المالكي رئيسا للحكومة‏,‏ بات هذا النجاح عامل ضغط علي الأوضاع في لبنان زاد من وطأته زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أخيرا للبنان وما أحاط بها من أجواء وصفقات‏,‏ فالنجاح الإيراني في العراق خسارة للولايات المتحدة والسعودية‏,‏ وبدا أن الولايات المتحدة وأطراف إقليمية لن تقبل بخسارة جديدة في لبنان فجاء التشديد علي المحكمة الدولية وعدم المساس بها‏.‏
وجاءت جولة المالكي الأخيرة في المنطقة التي شملت‏(‏ إيران والأردن وسوريا ومصر وتركيا‏)‏ كلقاء في منتصف الطريق في ملف العراق‏,‏ وكرسالة ضغط من أطراف إقليمية أخري علي السعودية بأن سياستها تجاه سوريا أفضت إلي خسارة في العراق وربما خسارة في لبنان ما يستدعي من وجهة نظر هذه الأطراف التشدد في موضوع المحكمة‏,‏ وبالتوازي جاء الاتفاق علي تسيير رحلات جوية بين القاهرة وطهران من جانب شركات طيران خاصة‏,‏ وتصريحات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لصحيفة النهار اللبنانية الايجابية تجاه المسلمين الشيعة وان من خارج المؤسسة الرسمية‏,‏ وبدت التصريحات رسالة إلي رجال الدين السنة في لبنان اعتبرتها الأوساط السياسية نصيحة لهم بعدم التورط في اشعال فتنة‏,‏ وتلقفها القيادات الشيعية لطرح مبادرة للتعاون لدرء الفتنة‏.‏
وفي الوقت نفسه جدد الرئيس الإيراني أحمد نجاد دعوته لسعد الحريري لزيارة طهران‏,‏ وزار الرئيس السابق زعيم حزب الكتائب أمين الجميل بعد مغادرة نجاد السفارة الإيرانية‏!‏ وبدا مرتاحا لنتائج زيارة نجاد‏,‏ وهناك أنباء عن قيامه قريبا بزيارة إلي إيران‏,‏ الأمر الذي يثير التساؤلات عما إذا كان الجميل سينتقل إلي المنطقة الوسط بين فريقي‏14‏ و‏8‏ آذار علي غرار جنبلاط‏.‏
وفيما يبدو أنه موسم حصاد إقليمي للسياسة الإيرانية جاء الاتصاليين الهاتفيين من نجاد لخادم الحرمين الشريفين عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل زيارة لبنان وبعدها وخلال جولة المالكي بما يخدم فكرة الواقعية السياسية والتفاهم حتي بدا الأمر في الأسواط السياسية وكأن إيران تدخل كطرف ثالث رسميا في التفاهم السعودي السوري بشأن الاستقرار في لبنان‏,‏ ورافق ذلك نقل صحف قريبة إلي حزب الله عن القيادة السورية قولها للمسئولين اللبنانيين من قوي‏14‏ آذار إن المساس بحزب الله‏(‏ عبر القرار الظني‏)‏ خط أحمر‏.‏
في هذه الأثناء بدت تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري‏(‏ اللاعب السياسي رقم واحد في لبنان‏)‏ من دمشق بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام والتي شدد فيها علي الدور السعودي في استقرار لبنان وكأنه رسالة طمأنة لهذا الدور وأهميته وضرورة استمراره ولخص المسئولين السعوديين علي عدم الانسحاب‏.‏
وعلي صعيد العلاقات السورية اللبنانية فإن اللقاءات علي مستوي القمة حاليا فهي تجمع الرئيس الأسد مع كل من رئيس الدولة ومجلس النواب‏,‏ فيما تتجه العلاقة بين سوريا وقوي‏14‏ آذار بزعامة الحرير إلي التدهور والمشهد يقول إن سوريا امتلكت الفعل‏,‏ وبقي ل‏14‏ آذار رد الفعل‏,‏ وتتصرف سوريا ب ثقة وبقي ل‏14‏ آذار الهجوم المضاد‏.‏
فالتصعيد من جانب رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري عبر تصريحاته التي وصف فيها قوي‏14‏ آذار بأنها هيكل كرتوني‏,‏ ورد فعل هذه القوي العنيف عليه ليس إلا مجرد انعكاس للمعطيات الأولية والإقليمية والداخلية أيضا‏.‏
معطيات داخلية‏:‏
التحركات علي الساحة الداخلية تنبئ بأن هناك مسعي لتشكيل كتلة وسط بين فريقي الأكثرية والمعارضة في مجلس الوزراء للحيلولة دون أن يصل الأمر عند مناقشته ملف شهود الزور في جلساته إلي التصويت حتي لا يحسم التصويت الأحد لصالح أي من الفريقين وتتعقد الأزمة‏,‏ وإمكانات حلها‏,‏ ولجهة بقاء باب الحوار مفتوحا حول هذا الملف بانتظار ظروف إقليمية أو داخلية تدفع بنحو التوافق‏.‏
ولعل التلويح بهذه الواقفة‏(‏ التكتل‏)‏ كان وراء التوافق علي تأجيل المجلس في جلسة الأربعاء الماضي للمرة الثانية مناقشة الملف إلي وقت آخر بناء علي اقتراح من رئيس الجمهورية ميشال سليمان‏,‏ بعدما تبين لكلا الفريقين أي منهما لا يستطيع حسم الأمر وحده‏.‏
مفعول هذه الورقة يمتد إلي جلسة هيئة‏(‏ طاولة‏)‏ الجوار الوطني المزمع عقدها في الرابع من الشهر المقبل برئاسة سليمان‏,‏ والتي من المنتظر أن تنتهي من دون قرار في الملف ليس فقط لأنه ليس مطروحا علي جدول أعمالها‏,‏ بل لأن محاولات إدراجه من بوابة البند المطروح وهو بحث الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان تحت مظلة الأمن القومي بحجة أن ملف شهد الزور يمس هذا الأمن فشلت كذلك‏.‏ بل أن دعوة الرئيس الأسبق زعيم حزب الكتائب أمين الجميل في التاسع من أكتوبر للرئيس سليمان سرعة عقد جلسة هيئة الحوار قبل موعدها يوم التاسع عشر من نفس الشهر ثم الرد عليها بتأجيل انعقاد الجلسة إلي الشهر المقبل‏!‏
فالورقة التي تم التلويح بها قبل أن تكون مسعي‏(‏ مثل هذا التكتل‏)‏ هي ورقة ما يمكن تسميته ب الثلث المعطل‏!‏؟‏..‏ وهي توافق تيار المردة‏(‏ الماروني‏)‏ بزعامة سليمان فرنجيه والحزب الاشتراكي التقدمي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مع رئيس الجمهورية‏,‏ علي أن يشكل وزراؤهم في مجلس الوزراء حائل أمام التشنج والانفعال وعامل لصالح التهدئة والحوار الهادئ ومانع أمام التصويت‏,‏ لاسيما بعدما هدد رئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل نبيه بري بسحب وزراء تكتله النيابي‏(‏ التنمية والتحرير‏)‏ من جلسات الحكومة في حالة عدم الحسم‏.‏
فوزراء الأطراف الثلاثة في الحكومة‏(30‏ وزيرا‏)‏ يبلغ عشرة وزراء‏,‏ فلرئيس الجمهورية ستة وزراء‏(‏ حصته في الحكومة‏)‏ هم‏:‏ وزراء الدفاع إلياس المر‏,‏ والداخلية زياد بارود‏,‏ والإعلام طارق متري‏,‏ ووزراء الدولة عدنان القصار‏,‏ ومني عفيش‏,‏ وعدنان حسين‏.‏ ولجنبلاط ثلاثة هم‏:‏ وزراء الأشغال غازي العريضي والمهجرين أكرم شهيب‏,‏ والدولة وائل أبوفاعوز‏,‏ ولفرنجية وزير الدولة يوسف سعادة‏.‏
هناك سبب آخر لتبريد الملف‏(‏ بعض الوقت‏)‏ وفرض أجواء التهدئة خصوصا في قوي‏14‏ آذار هو ما يعتبره المراقبون تناغما بين القصر الجمهوري في بعبدا وحزب الله في الضاحية الجنوبية‏.‏ من ناحية‏,‏ وتفاهما بين جنبلاط ورئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل من ناحية أخري‏,‏ هذا التناغم وذاك التفاهم الذي عبر عن مواقف تقترب من مواقف حزب الله والمعارضة من المحكمة الدولية وملف شهور الزور وضرورة فتح المحكمة تحقيقا في فرضية إتهام إسرائيل باغتيال رفيق الحريري‏,‏ بوصفها أحد الجهات المستفيدة من غيابه إن لم تكن المستفيد الأول من هذا الغياب‏.‏
فإلي جانب تهديد بري بسجب وزرائه من جلسات مجلس الوزراء‏,‏ واعتبار جنبلاط لبنان ليس في حاجة المحكمة الدولية إذا كانت ستؤدي إلي إسالة الدماء في لبنان‏,‏ وقوله‏:‏ نلنا المحكمة وليتها لم تكن ودعوة فرنجية إلي تسوية‏(‏ هكذا صراحة‏)‏ بقوله‏:‏ إن منطقة الشرق الأوسط منطقة‏..‏ إلي جانب ذلك جاء تأييد عدنان حسين وزير رئيس الجمهورية‏,‏ في الحكومة موقف حزب الله والمعارضة بإحالة ملف شهور الوزر إلي المجلس العدلي أعلي سلطة قضائية وإن كانت بعض القانونيين يعتبرونه قضاء استثنائيا موقفا لافتا وبمثابة لرسالة‏.‏
وبمؤازارة ذلك دخل الجيش علي الخط وجاء بينان قيادته الذي حذر فيه الجيش من الفتنة والتورط فيه‏,‏ وشدد علي مواجهتها من موقع مسئولياته الوطنية‏.‏
أما علي صعيد الشارع السني فقد أبدي عدم تجاوب مع تصريحات سياسية‏,‏ اعتبرت الطائفة السنية مهددة ومستهدفة‏,‏ ولو حتي بأن الطائفة سترد علي أي مساس بها أو بزعيمها سعد الحريري‏,‏ كما لم يبد كذلك أي تجاوب مع الشحن المعنوي من جانب بعض خطباء المساجد الذين خصصوا خطبة الجمعة في الأسابيع الأخيرة لتناول التطورات في البلد بشأن المحكمة وتأكيد التمسك بها بوصفها أداة لتحقيق العدالة‏.‏
وقد فسر السيد كمال شانيلا رئيس المؤتمر الشعبي عدم التجاوب هنا بأن الشارع السني في لبنان معتدل وليس مذهبيا في تناوله للقضايا الوطنية‏,‏ وهو ما جعله تاريخيا حامل لواء الوطنية العروبة ومن ثم يرفض الشارع السني التحريض المذهبي‏,‏ ومن ثم لم تشهد مدن لبنان أي تظاهرات أو أعمال تعبر عن تجاوب مع هذا النداء أو تتضامن علي ما يسمي ب زعيم الطائفة‏,‏ مشيرا إلي أن سنه لبنان لم يكونوا تاريخيا بسبب مواقفهم طائفة بالمعني الضيق للكلمة‏,‏ مؤكدا أنه ليس هناك زعيما للطائفة السنية‏.‏
ويعتبر شاتيلا الأزمة الحالية حول المحكمة وغيرها من الأزمات التي محورها استهداف المقاومة وإحداث فتنة سنية شيعية هي أحد أوجه محاولات المحور الأمريكي الإسرائيلي إعادة الاعتبار لبعض القوي المسيحية التي خسرت في الحرب الأهلية‏(1975‏ 1990)‏ وفي تداعياتها والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إسرائيل وإنخرطت في مشروعها بالمنطقة من أجل إحياء مشروعها‏(‏ المارونية السياسية‏)‏ الانعزالي المعادي للعروبة في لبنان‏.‏
ويري شاتيلا أن المخطط يستهدف اندلاع فتنة إسلامية في لبنان بين السنة والشيعة وحربا بين الطائفتين تتيح استعادة هذه القوي المسيحية مجدها الذي فقدته في الحرب الأهلية‏..‏ أي إعادة لبنان إلي مرحلة ما قبل إتفاق الطائف‏,‏ معربا عن دهشته من إنخراط أطراف إقليمية عربية في هذا المشروع‏.‏
علي مستوي الشارع السني أيضا يعد لافتا عقد نواب مدينة طرابلس‏(‏ قلعة الطائفية السنية في لبنان‏)‏ في البرلمان اجتماعا شددوا فيه علي أن التهدئة والاحتكام للعقل هي أخلاق أهل طرابلس وإيمانهم بما يحول دون حدوث فتنة‏.‏
أي مسار سيسلكه‏14‏ آذار؟‏:‏
أي مسار سيسلكه فريق‏14‏ آذار إذن في ضوء هذه المعطيات؟‏..‏ الإجابة هي أن هناك أمرين‏,‏ الأول‏:‏ تصريحات لسعد الحريري‏,‏ تلك التي أعلن فيها بملء الفم أن هناك شهود زور في التحقيقات الدولية الخاصة باغتيال والدي‏..‏ شهود الزور سيسوا الاغتيال وضللوا التحقيقات‏..‏ شهود الزور أساءوا لسوريا ولبنان وللعلاقات ولعائلة الحريري‏..‏ ارتكبنا الأخطاء في الماضي‏(‏ اعتراف‏)‏ باتهم سوريا باغتيال والدي‏..‏ ومن ثم فإن تلك التصريحات موقف سعد الحريري من قضية شهود الزور تحاول المعارضة أن تسحبه علي المحكمة الدولية أيضا‏.‏
والأمر الثاني هو إنكار فريق الحريري السياسي‏(14‏ آذار وتيار المستقبل‏)‏ وجود شهود زورا أساسا‏,‏ ورفض إحالة الملف إلي القضاء بانتظار صدور القرار الظني من المحكمة لمعرفة ما إذا كان القرار إستند إلي إفادات شهور زور أم لا؟ يثبت بتوافر أساس للإدعاء علي شهود زور‏.‏
المأزق إذن هو في هذا التناقض بين تصريحات‏(‏ موقف‏)‏ الحريري وبين تصريحات‏(‏ موقف‏)‏ فريق السياسي‏,‏ والذي يتجلي في مشهدين مدهشين الأول‏:‏ هو إعلان الحريري أنه متمسك بكل كلمة قالها في تصريحاته ولن يتراجع عنها‏,‏ والثاني‏:‏ هو تبني وسائل الإعلام التابعة لقوي‏14‏ آذار وتيار المستقبل تصريحات فريقه السياسي؟‏!,‏ في ازدواجية تتكرر بين خطاب الحريري السياسي وبين الخطاب السياسي لفريقه والذي يتجلي بدوره في ملف آخر ملف العلاقة مع سوريا‏,‏ بينما يتحدث الحريري عن أوثق العلاقات مع سوريا يتحدث فريقه السياسي عن عودة الوصاية السورية علي لبنان‏!‏ ؟ ووفرت تصريحات عطري فرصة لتصعيد الهجوم علي سوريا‏.‏
وربما حاول الرئيس الأسبق زعيم حزب الكتائب أمين الجميل تغطية موقف الطرفين وإزالة أي لبس أو تناقض بإعلانه أنه لا ننكر وجود شهود زور إنما الملف بيد المحكمة الدولية‏,‏ لكن هذا التصريح لا يصمد أمام إعلان رئيس المحكمة القاضي الدولي‏(‏ الإيطالي‏)‏ أنطونيو كاسيزي الذي كان سبق الحريري بإعلان وجود شهود زور أتوا بهم من كل حدب وصوب وحتي من السجون حسب قوله لكنه اعتبر المحكمة غير ذات اختصاص بمحاكمتهم راميا الكرة في ملعب القضاء اللبناني‏.‏
علي ضوء المعطيات الداخلية سواء علي صعيد الأكثرية وتيار المستقبل من ناحية أو علي صعيد المعارضة من الناحية الأخري‏,‏ فقد باتت التهدئة والتوافق التسوية شرا من وجهة نظر فريق وخيرا من وجهة نظر فريق آخو‏,‏ أو التصعيد مرهون بهوا فريق المصالح الدولية والإقليمية علي المدي القصير‏.‏
والرهانات في هذا الصدد عند غالبية المواطنين تجتمع علي رجلين هما سعد الحريري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله‏,‏ فالرأي العام يلتقي عندهما لجهة تحقيق اختراق وفتح باب لخروج من الأزمة السياسية الراهنة في حالة عقد لقاء تفاهم بينهما وإلا فإن بابا آخر للتوتر قد يفتح وقد أشاع لقاء الحريري مساء الثلاثاء الماضي مع السيد حسين خليل المعاون السياسي لنصر الله أجواء تفاؤل وسط تصريحات تهديدية من جانب رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب لقوي‏14‏ آذار توعد فيها بأن الجبل وأشار إلي جبل الشوف حيث غالبية درزية سيتخذ إجراءات قاسية ضد كل من سيستخدم المحكمة الدولية وسيلة لضرب المقاومة في لبنان‏!‏ فلقاء الحريري مع خلال كان اعلانا بعودة التواصل بينه وحزب الله وتعزيزا للتطلعات وفرص عقد لقاء بين الحريري ونصر الله‏.‏
والمثير في هذا الصدد علي خلفية ازدواجية الخطاب السياسي في فريق‏14‏ آذار أنه وسط أجواء التفاؤل هذه أعلن أنطوان اندراوس نائب رئيس تيار المستقبل أنه لن تكون هناك مساومة في أي لقاء بين الحريري ونصر الله‏.‏
في نفس الوقت‏,‏ تنفي مصادر نيابية في تيار المستقبل وجود خلافات داخله حول سبل التعامل مع ملف شهود الزور والمحكمة الدولية‏,‏ وشددت علي وحدة الموقف وكذب الشائعات التي تروج حول وجود خلافات‏.‏
وكانت زعمت تسريبات اعلامية أن هناك وجهات نظر متباينة داخل قوي‏14‏ آذار وتيار المستقبل حول التعامل مع التطورات الأخيرة‏,‏ حيث هناك فريقان الأول يجتمع حول وجهة نظر سعد الحريري بأنه لن يعارض المضي في فتح ملف شهود الزور واحالته للقضاء‏,‏ والطلب من المحكمة الدولية التعامل بجدية مع فرضية تورط إسرائيل في اغتيال الشهيد رفيق الحريري لقطع الطريق علي التشكيك في نزاهتها ومصداقيتها ورفض اتهامها ب التسييس في حالة بات هناك اجماع داخلي علي ذلك‏,‏ ولن يمنع بأي صورة من الصور استمرار طرح هذا الموضوع للنقاش في المؤسسات الوطنية سواء مجلس الوزراء أو طاولة الحوار الوطني أو حتي مجلس النواب‏.‏
وتشير المعلومات المتداولة في الوسط السياسي إلي أن الحريري فاتح عددا من وزراء الأكثرية وتيار المستقبل ونوابهما ووزرائهما في الحكومة في هذا الأمر‏,‏ ما دفع بطرح آخر أو وجهة نظر أخري من جانب الفريق المقابل برفض وجهة النظر هذه كونها تؤدي تلقائيا إلي تمرير خطط المعارضة لإلغاء المحكمة الدولية‏,‏ واجهاض شعار‏14‏ آذار والمستقبل الذي دفعاه في هذا الشأن وهو وضع حد للافلات من العقاب‏.‏ وتسهيل ما اسماه هذا الفريق مكافأة المعتدي وعودة سياسة الاغتيالات والاجهاز علي التطلعات لكشف الحقيقة‏,‏ ولو في قضية اغتيال واحدة وتحقيق العدالة‏,‏ وطالب هذا الفريق الحريري باستمرار تبني النهج الحالي بتأجيل ملف شهود الزور إلي ما بعد صدور القرار الظني لمعرفة ما إذا كان القرار اعتمد علي افادات ما يسمي بشهود الزور أم لا؟ وزعمت المعلومات المتداولة بكثافة في الساحة السياسية حاليا أيضا أن النقاش بين وجهتي النظر تطور إلي طرح سؤال من الفريق الثاني عما سيقوله قادة الأكثرية وتيار المستقبل لجهودهما في هذه الحالة‏,‏ وفي حالة توجيه الاتهام إليهما بالتراجع‏,‏ ورد الفريق الأول بأنه مقتنع بأن استقرار البلد ومنع الفتنة للحفاظ علي لبنان ووحدته وسلامته مسئولية جسيمة يجب تحملها في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة بالنسبة لمستقبل لبنان مهما بلغت التضحيات وربما كانت تلك المعلومات وراء تصريحات رئيس الوزراء السوري ووصفه‏14‏ آذار بأنها هيكل كرتوني‏.‏ ووفقا لهذه المعلومات فإن مستشاري الحريري باتوا علي قناعة بأن نهج شراء الوقت بات علي مشارف استنفاذ أغراضه وأنه من الضروري التفكير في نهج آخر قبل أن تخرج الأمور من دائرة السياسة لا سيما بعدما تحقق كثير مما كان مطلوب تحقيقه من خلالها في الفترة الماضية ومنه اعتراف سوريا بسيادة لبنان وتبادل العلاقات الدبلوماسية‏,‏ لكن الفريق الآخر يعتبر التجاوب مع احالة ملف شهود الزور للقضاء من دون ضمانات هو بمثابة ضربة لقوي‏14‏ آذار وفتح لأبواب الانقسام داخلها‏,‏ وربما سيؤثر ذلك سلبيا ليس فقط علي المستقبل السياسي لسعد الحريري نفسه أو لتيار المستقبل أيضا وإنما علي الطائفة السنية أيضا وبدلا من الحديث عن فتنة سنية شيعية سيكون الحديث عن فتنة داخل الطائفة السنية ذاتها‏.‏
في خضم هذا الحوار الداخلي‏,‏ أكد سعد الحريري لمستشاريه ونوابه ووزرائه أنه متمسك بكل حرف صدر عنه في حديقه لصحيفة الشرق الأوسط السعودية‏,‏ ولن يتراجع ولو عن كلمة واحدة مما جاء علي لسانه في الحديث الذي فتح باب الجدل داخل قوي‏14‏ آذار وتمني فريق منها لو لم يكن الحريري قد قال ما قال فيه‏,‏ كما استخدمته المعارضة حجة لدعم موقفها‏.‏
وكان الحريري قال في حديثه‏:‏ نعم هناك شهود زور في التحقيقات الدولية الخاصة بجريمة اغتيال والدي‏,‏ هؤلاء سيسوا الاغتيال وضللوا التحقيقات وأساءلوا لسوريا وللبنان وللعلاقات بين البلدين ولعائلة الحريري‏,‏ ولم يمانع الحريري في حديثه من محاسبتهم بل أشار إلي أن اثنين منهم موجودان في السجون اللبنانية‏.‏ إلي ذلك أكدت مصادر تيار المستقبل أن موقف التيار وقوي‏14‏ أذار موحد ومتماسك وأن ما يتم تداوله في الساحة العربية والإعلامية هي فبركات‏8‏ آذار والمعارضة‏.‏
الخلاصة‏:‏
يبقي قرار الحرب في لبنان‏(‏ أو الفتنة‏)‏ المذهبية أيا كانت العناوين أو المداخل سواء حادث أتوبيس‏(‏ شرارة اندلاع الحرب الأهلية عام‏1975)‏ أو قرارا ظنيا من محكمة دولية قرارا دوليا يتواءم مع مصالح أطراف داخلية بالأساس وفي ظروف إقليمية مساعدة أو معادلة إقليمية تستدعيها‏,‏ فلبنان ساحة للصراعات الإقليمية والدولية‏,‏ وهي ساحة تسويات أيضا‏,‏ فالصراعات في لبنان تبدأ بقرار خارجي وتنتهي بتسوية داخلية وتندلع من جديد إما بسبب عدم تطبيق التسوية أو بسبب تغيير في المعادلات السياسية لا تعد مقبولة من جانب هذا الطرف أو ذاك‏.‏
فحسب المراقبين فإن تراجع احتمالات توجيه أمريكا أو إسرائيل ضربة عسكرية لإيران يدفع نحو التصعيد في لبنان‏,‏ وعلي غرار استغلال غباء صدام حسين عام‏1990‏ ودفعه لغزو الكويت لتدمير العراق واخراجه من المعادلة‏,‏ فإن المدخل لتغيير المعادلة الآن هو ضرب إيران بقطع أحد أذرعتها الرئيسية علي المتوسط وفي‏,‏ المنطقة حزب الله عبر إثارة فتنة مذهبية في لبنان تستدعي تدخلا أجنبيا يضغط سوريا للقبول بتسوية مع إسرائيل في الجولان ويهيئ الأجواء لتوطين الفلسطينيين في لبنان‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.