عم خالد ينتظر الفرج ليفى بطلبات أبنائه الأربعة في شارع المعز العريق الذي يعد اكبر متحف مفتوح في العالم، حكايات لا تنتهي وذكريات لا تنضب، يضم العديد من المحلات التي تفوح منها رائحة التاريخ، منها محل خالد زكي بائع الانتيكات والتحف والمقتنيات القديمةالتي يقبل عليها السياح والمصريون من هواة اقتناء التحف والأثاث والاجهزة القديمة.وسط التحف المعلقة والمرصوصة، جلس خالد علي منضدته الخشبية الاثرية، ممسكا بأرجيلته، وهو ينظر الي بضاعته القديمة، في انتظار الفرج ليفي بطلبات ابنائه الأربعة، خاصة ان حركة البيع انخفضت خلال السنوات الأخيرة بسبب تراجع السياحة وبالتالي قلة عدد السياح الأجانب والعرب ،مشيرا إلي ان معظم المصريين لايقبلون علي هذه البضائع لان عندهم منها الكثير في بيوتهم او بيوت آبائهم واجدادهم، موضحا ان المصري بطبعه لا يهتم باقتناء هذه الأشياء، بل علي العكس يتخلص منها علي هيئة كراكيب ويبيعها بثمن بسيط لكنهم لا يعرفون قيمتها. يقول ان المحل مليء بأجهزة الراديو التي يرجع تاريخها الي العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي واجهزة الجرامفون -مشغل الأسطوانات القديم- بشكله الجذاب بالاضافة الي التحف النادرة، والعملات القديمة واجهزة الهواتف، مضيفا ان كل هذه الأشياء القديمة يعتبرها الخواجة تحفا، بل يوجد بالمحل اشياء قديمة منذ العصور القديمة جمعها اجداده وآباؤه، حيث كانوا يشترون هذه الأشياء من مزادات الكراكيب لبعض القصور والفلل القديمة التي يتم ازالتها. يقول خالد ان هذا الشارع الذي يوجد فيه محله والذي يبدو خاليا من المارة يبلغ عمره اكثر من قرن من الزمان، فكان مزدحما بالمشغولات النحاسية والتحف والبيع بالمزادات بين التجار، ومليئا بالزوار. والأن يعيش خالد علي الفتات، لأن المهنة تمر بركود شديد لتراجع عدد السياح معربا عن أمله في عودة السياحة الي سابق عهدها لتعود معها ايام الخير والكسب الوفير. مؤكدا انه يشعر بسعادة كبيرة مع بيع أي جهاز او تحفة لسائح اجنبي لا لتحقيق مكسب مادي فقط وانما لشعوره بأن مثل هذه الاشياء التي يحملها السائح معه الي بلده ويضعها في منزله تمثل دعاية طيبة لمصر العريقة وقال انني اعتبر نفسي سفيرا لتاريخ مصر بين أوساط السياح الأجانب