لكل مدينة عريقة شارع متخصص في بيع التحف والانتيكات وفي زمن جميل كانت القاهرة تتباهي بشوارع معينة تجتذب عشاق التحف الأصيلة لعل أبرزها شارع هدي شعراوي بوسط البلد الذي يضم العديد من محلات الانتيكات منذ الثلاثينيات القرن العشرين تربط بين اصحابها صلة قرابة او نسب. في الاربعينيات من القرن الماضي ازدهرت سوق التحف والانتيكات في مصر حتي أصبحت ثاني سوق في العالم للتحف بعد فرنسا ، أما الان وتعاني من ركود شديد لذلك اتجهت معظمها الي بيع التحف المقلدة . وكانت ل«روزاليوسف» جولة لرصد حال سوق الانتيكات والتحف في «باريس مصر» امتلكت عائلة زينهم نصيب الاسد من محلات التحف والانتيكات في الشارع والذي يتجاوز عددها 25 الي ان ينتهي وجوده عند وكالة أنباء الشرق الأوسط فهم من اكبر تجار التحف والانتيكات في شارع هدي الشعراوي مع عائلة " حسن وعلي " اما الباقي فهم افراد يسعون الي تحقيق مكانة في ذلك الشارع المشهور بتجارة التحف الا انه في الوقت الحالي يعاني من ركود بسبب تغير الاذواق التي تسعي الي شراء الاثاث الجديد " المودرن " واعتماد سوقها علي توافد الاجانب والعرب لشراء بعض المقتنيات القديمة في البداية يقول محسن أحمد زينهم ان هذه المهنة توارثها من ابيه الحاج" احمد زينهم " الذي احترفها منذ الاربعينيات من القرن الماضي وتربع علي عرشها حيث تعلم من والده اسرار المهنة وكيفية التفريق بين التقليد والاصلي وغيرها من الامور التي تخص ابناء المهنة ، وكان قديما الاقبال كبيراً علي سوق الانتيكات خاصة الطبقة الارستقراطية حيث كانت شغوفة بالانتيكات القديمة التي ترتبط بعصر قديم وتزداد قيمتها يوما بعد يوم لمن يمتلكها ومع اختفاء تلك الطبقة اصبحت المهنة في ركود . ويضيف أن الشارع يقبل عليه زبون جديد من المقبلين علي الزواج لشراء البايوهات وللوحات الفنية والنجف وغيرها بالاضافة الي حرص رجال الاعمال علي شراء المقنتيات القديمة كاستثمار بغض النظر عن معرفتهم لقيمتها. ويضيف قذافي أحمد زينهم ان تجارة التحف والانتيكات في ركود منذ عامين بسبب الأزمة الأقتصادية وقلة المقتنيات مما يمكن أن يقضي تماما علي المهنة وخاصة مع تطبيق قرار محافظ القاهرة اغلاق جميع المحلات في الساعة الثامنة مع بداية العام الجديد وهذا ما اثار القلق بين التجار لأن الصالات تبدأ العمل منذ الساعة السادسة ليبدأ الناس في مشاهدة ما يرغبون في اقتنائه. ويرجع سامي العسال ارتباط شارع هدي شعراوي بمحلات التحف الي تواجد الشقق والقصور القديمة مما اتاح الفرصة للحصول علي مقتنياتها ذات القيمة العالية، كما يبيع ورثة العائلات العريقة الباشوات مقتنياتهم واستبدالها بالاثاث الجديد. ويرجع سبب غلاء أسعار الانتيكات الفرنسية القديمة لتميزها بالشغل اليدوي الدقيق ومنها التحف والنجف من طرز لويس الخامس والسادس عشر" لوي كانز" و" لوي سيز" الذي يتميز بكثرة الزخارف والتفاصيل والانحناءات وبدقة الصناعة وتبدأ أسعار هذا النوع من ثلاثة آلاف جنيه للنجف الصغير.