: ارتفع سقف الاحلام الكبري لكل مصري ومصرية بعد ثورة 52 يناير.. وفجأة انهارت هذه الاحلام علي صخرة الواقع المر الاليم. وضاعت طموحات المستقبل يميناً ويساراً بعد تزايد موجات الفوضي والعنف.. تجاوزت الاوضاع الاقتصادية كل الخطوط المتعارف عليها عالمياً طيلة ال 62 شهراً الماضية وتاه الجميع بين شطآن خيبة الامل.. وفي نفس الاتجاه فرضت الشعارات التي خرجت من رحم هذه الثورة الشريفة طوقاً بأرقام غير متوقعة عن انهيار البنية الاساسية بسبب العنف وعجز الاحزاب الكرتونية والائتلافات عن تصحيح مسار المعارضة وفشل الحكومة وزيادة المليونيات تحت مسميات شيطانية وتوقف أكثر من 0084 منشأة صناعية. وبعد اقرار قانوني انتخاب البرلمان وتنظيم مباشرة الحقوق السياسية يتأكد للجميع اننا نمر بمرحلة مهمة لبدء الاستقرار السياسي لكن الايام القليلة القادمة ستكشف أننا علي أعتاب لحظة مخاض وحراك سياسي جديد تتحدد في ضوئه ملامح ومعالم لمستقبلنا السياسي والاقتصادي والأمني بعد حالة من الارتباك والتراجع الذي غرقنا فيه بسبب المليونيات والمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات الفئوية وغاب التفكير من الجميع عن مصلحة مصر دون الرغبة في الاعتذار عما يفعلونه عن سبق الاصرار والترصد. الواضح انه علي العقلاء وقيادات الجماعات والائتلافات والتيارات والفصائل الدعوة إلي البدء في مرحلة بناء مصر لتعويض ما فاتها.. هذا القرار قد يكون صعباً لكنه ليس مستحيلاً في إطار التأكيد علي الالتزام بأقصي درجات الافصاح والشفافية للخروج من النفق المظلم الذي وصلنا إليه في ظل غياب هيبة الدولة والحكومة والالتحام بقواعد المواطنين هنا وهناك لتوعيتهم بما قد غرقنا فيه بعد ان فقدنا بوصلة الطريق الصحيح. آن الاوان لاقرار التوافق المجتمعي كعنوان رئيسي في قاموس الثورة وتركيز الكيانات وهيئات ومؤسسات المجتمع المدني علي المصالح القومية دون المصالح الفردية وهذا يمثل خطوة جديدة لتأكيد الاصلاح السياسي والامني في ظل مبادرة مصرية 001٪ وانهاء الفوضي والعشوائية وغياب الأمن والتي اصبحت مشهداً مألوفاً في جميع انحاء البلاد.. فلقد جاء لقاء الرئيس محمد مرسي ومجموعة من رجال الاعمال الاسبوع الماضي وكذلك إقرار مجلس الوزراء لعدد من التشريعات الاقتصادية والمخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية وحزمة التيسيرات للاستثمار والمستثمرين والتصالح معهم والحد من اللجوء للتحكيم الدولي بداية مقبولة لاعادة البناء وتوديع ثقافة تدليل الفساد.. ان هذا من شأنه دعوة الجميع لبدء البناء لمصر الثورة والالتزام بثقافة الديمقراطية لتعود مصر لتشرق بنورها في المنطقة العربية والعالم اجمع.. هذه مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة.