أفرزت ثورة 25 يناير الكثير من المكاسب والإيجابيات التي لم نكن نحلم أو نتصور حدوثها من سقوط نظام استمر30 عاما بشره قبل خيره كما أفرزت حالة من الحراك السياسي غير المسبوق في مسيرة الحياة السياسية في مصر بحيث أصبح الشعب المصري علي اختلاف أعماره وطبقاته وثقافاته يتحدث سياسة, بل أصبحوا جميعا خبراء في التحليل والحنكة السياسية, ولم لا ونحن نجد عشرات بل مئات من الائتلافات والجبهات والحركات والقنوات الفضائية, والصحف وكل اللي نفسه في حاجة يعملها وكل ذلك تحت مظلة الثورة, وإحنا اللي عملنا الثورة, وإحنا اللي أسقطنا النظام. وفي وسط كل ذلك ظهرت قوي أخري تتحدي هؤلاء باسم شباب مبارك وشباب الفلول وافتخر, وإحنا آسفين يا ريس إمعانا في تحدي الآخرين, وفي خضم كل ما نعيشه هذه الأيام من ترقب وخوف وأحلام لبلدنا, وأمل في مستقبل لم ترسم ملامحه بعد لنا وللأجيال الجديدة, والكل يتساءل, ولا يملك أي شيء غير الدعاء للبلد حتي تنتهي هذه الفترة الانتقالية بعد ما تأكد الجميع أن الأصعب هو ما بعد الثورة, وكيف سنبني مصر الجديدة, ونقضي علي الفتنة الطائفية ونؤسس دولة متعلمة مثقفة تؤمن بالعلم والسلام والتسامح, واحترام الآخر؟ ولكن ما يحدث هذه الأيام, وبعد الثورة وإسقاط النظام لا يبشر بخير لأن رئيس الوزراء الذي أختاره ثوار التحرير غير حاسم, ولأن الشكوك تحوم حول المجلس العسكري كل ذلك ليس المهم, وأدعي أن الأزمة الحقيقية التي نعيشها الآن أكبر من كل ذلك لأننا نحصد الآن ما زرعته الأنظمة السياسية منذ عهد الرئيس عبد الناصر, وحتي نهاية عهد مبارك من تعليم سيئ وفساد وتزييف للتاريخ وللحقيقة وإفساد للعقول. إن أول خطوة في طريق بناء بلدنا هو التطهير الكامل لكل ما يسئ أو يفسد في كل أوجه الحياة في مصر وهنا لا أدعو للانتقام لأننا كلنا بشر مخطئون ولسنا ملائكة, ولكن يجب أن يتغير كل شيء للأفضل وطبقا لمعايير حقيقية إن58 مليون مصري يحلمون بثورة لانتزاع حقهم في حياة تليق بهم, وبتاريخ بلدهم لأن المعجزة تحققت وسقط النظام, وأي معجزات أخري في طريقها للحدوث, ويجب أن نبدأ بانفسنا, ويجب أن يعلم الجميع أن البناء والإصلاح يجب أن يبدأ, وليس من الصعب أو المستحيل أن نأتي بمصريين شرفاء وحقيقيين لبناء البلد, وما أكثر الأسماء التي تتحدث عنها إنجازاتها داخل مصر أو خارجها أمثال د. محمد العريان العبقرية الاقتصادية الدوليةالتي يشهد انجازاته الاقتصادية العالم كله, د. مجدي يعقوب طبيب القلب العالمي الذي تنحني له القامات عندما يذكر اسمه, ود. محمد أبو الغار الرجل الشريف صاحب كلمة الحق وغيرهم من المصريين داخل وخارج مصر....... نحن في أشد الحاجة لبدء المشوار والبناء بعد الثورة لا نستطيع أن نتأخر يوما لأن ملايين المصريين في كل محافظات وقري ومدن مصر لن يغفروا للثورة والثوار ورئيس الوزراء والمجلس العسكري سوء أوضاعهم الحياتية أو اليومية, كما أن هناك ما يطلق عليها الأغلبية الصامتة التي تشاهد ما يحدث دون أن تشارك فيه, وهي علي وشك الانفجار فإلي متي؟ يجب أن نصارح أنفسنا بما نحن عليه وبما نريد لأن الفوضي لن تؤسس إلا للفوضي ولقد ضاعت عشرات السنين من حياتنا وحياة أجيال كثيرة, ولكل مصري ومصرية ثأر من الحكام والأنظمة السياسية الفاشلة التي أسست لدولة فقدت الكثير من قوتها, ولشعب فقد أكثر من حقوقه وكرامته ولكنه يحلم بشمس جديدة تشرق علي أرضه الغالية. المزيد من مقالات سحر عبد الرحمن