عيار 21 الآن بعد الانخفاض.. سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 18 أبريل 2024    مبارة صعبة لليفربول ضد اتلانتا بإياب دور ربع النهائى للدوري الاوروبي .. موعد اللقاء والقنوات الناقلة    بسبب منهج المثلية | بلاغ للنائب العام ضد مدرسة بالتجمع    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024.. 5 أيام متصلة مدفوعة الأجر    أحلام العصر .. جاجوار لاندروفر توقع اتفاقية تعاون مع شيري الصينية    شعبة الأجهزة الكهربائية: الأسعار انخفضت 10% خلال يومين وتراجع جديد الشهر المقبل (فيديو)    د.حماد عبدالله يكتب: "بداية نهاية العوار الدستورى"    سعر السكر والزيت والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الخميس 18 ابريل 2024    الجزائر تقدّم 15 مليون دولار بشكل استثنائي لدعم الأونروا    الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران    بينهم 3 أطفال.. ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على رفح إلى 5 شهداء    الحكومة الأمريكية ترفع الرسوم على واردات الصلب الصيني بنسبة 200%    رئيس حزب الوفد ناعيا مواهب الشوربجي: مثالا للوطنية والوفدية الخالصة    الهزيمة بهذه الطريقة تؤلمني، أول تعليق من جوارديولا بعد الخسارة أمام ريال مدريد    استعدادا لمواجهة مازيمبي| بعثة الأهلي تصل فندق الإقامة بمدينة لوبومباشي بالكونغو    مفاجأة.. مارسيل كولر يدرس الرحيل عن الأهلي    إعلامي يكشف بشرى سارة لجماهير الأهلي    بابا فاسيليو يكشف عن تجاربه السابقة مع الأندية المصرية    الأرصاد: الحرارة تتجاوز ال46 درجة الأيام المقبلة ووارد تعرض مصر إلى منخفض المطير الإماراتي (فيديو)    بعد 24 ساعة قاسية، حالة الطقس اليوم الخميس 18-04-2024 في مصر    مطار القاهرة يهيب وسائل الإعلام بتحري الدقة حول ما ينشر عن الرحلات الجوية    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق منزل في العياط    أوبو تكشف عن هاتفي A1s وA1i    برج القوس.. حظك اليوم الخميس 18 أبريل 2024: مساعدة صديق    مدير أعمال شيرين سيف النصر يكشف أسرار الفترة الأخيرة من حياتها قبل وفاتها.. فيديو    فستان لافت| نسرين طافش تستعرض أناقتها في أحدث ظهور    أحمد التايب: مصر تنشد نصرة القضية الفلسطينينة وتحقيق التنمية المستدامة رغم كل التحديات الإقليمية    إطلاق الإعلان التشويقي الأول لفيلم TRANSFORMERS ONE في الفضاء    علي جمعة: الرحمة ليست للمسلمين بل للعالمين.. وهذه حقيقة الدين    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    «معلومات الوزراء»: 1.38 تريليون دولار قيمة سوق التكنولوجيا الحيوية عالميًا عام 2023    «الأرصاد» تعلن حالة الطقس ال 6 أيام المقبلة بداية من الخميس 18 أبريل 2024    بحجه تأديبه.. التحقيق مع بائع لاتهامه بقتل ابنه ضربًا في أوسيم    لقد تشاجرت معه.. ميدو يحذر النادي الأهلي من رئيس مازيمبي    طاقم حكام مباراة الإسماعيلي وزد في الدوري المصري    موعد بدء التوقيت الصيفي 2024 في مصر (اضبط ساعتك)    الجامعة البريطانية في مصر تعقد المؤتمر السابع للإعلام    فلسطين.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة صوريف شمال الخليل    حظك اليوم برج الميزان الخميس 18-4-2024.. «كن مبدعا»    طارق الشناوي: اللغة العامية لم تجرح «الحشاشين».. وأحمد عيد كسب الرهان    طارق الشناوي: لست ضد أغاني المهرجانات لكنني أعترض على الإسفاف    ارسنال ومانشستر سيتى آخر ضحايا الدورى الإنجليزى فى أبطال أوروبا    تراجع سعر كارتونة البيض (الأبيض والأحمر والبلدى) واستقرار الفراخ بالأسواق الخميس 18 ابريل 2024    أسباب نهي الرسول عن النوم وحيدا.. وقت انتشار الشياطين والفزع    مصرع طفل غرقًا بنهر النيل في المنيا    رئيس جامعة المنوفية يتابع المرضى من الأشقاء الفلسطينيين بالمستشفيات الجامعية    لماذا فشل جيش الاحتلال في صد هجوم "عرب العرامشة"؟    نشرة منتصف الليل| خفض سعر الرغيف الحر وتوجيه عاجل للحكومة بشأن الكلاب الضالة    المتحدث الإعلامي للإخوان : الجماعة تجدد الدعوة إلى وقف الحرب في السودان    زوجي بيضربني وبيعايرني باللقمة.. ماذا أفعل؟.. أمين الفتوى يرد    "ضربها طلقتين في بيت أبوها".. قصة مقتل ممرضة على يد زوجها لطلبها الطلاق بعد الزفاف    ماذا قال "القومي للمرأة" في رصده وتحليله لدراما رمضان 2024؟    إطلاق النسخة الأولى من المهرجان الثقافي السنوي للجامعة الأمريكية بالقاهرة    صحة فاقوس: مقاومة يرقات الذباب واستمرار العلاج الاقتصادي بالشرقية    حسام موافي يحذر: نقص سكر الدم خطر على هذا العضو    عدد أيام إجازة شم النسيم 2024 .. «5 بالعطلة الأسبوعية»    بعد تحذيرات الأرصاد.. «الصحة» توجه 7 نصائح للتعامل مع التقلبات الجوية    أبرز أدعية شفاء المريض.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إجهاض الثورة بقطع الطرق والأرزاق
نشر في الوفد يوم 10 - 06 - 2011


أعد الملف‮:‬نادية صبحي-سناء حشيش
وسط زحام شديد تستطيع بسهولة رصد ثلاثة مشاهد رئيسية سلبية ترسم لوحة الوطن الآن‮.. الأول‮: اضرابات واعتصامات واحتجاجات في كل مكان وفي كل وقت تصل لحد قطع الطرق وتعطيل المصالح والتهديد بتمديد وتصعيد الغضب‮.. حتي تتحقق المطالب‮.. الآن وفوراً‮ وبالطريقة التي يراها اصحابها
الثاني‮: "‬توهان‮" يعيشه كثيرون علي أرض مصر من المهمشين والغلابة الذين يهيمون علي وجههم تحت‮ "‬حر الشمس‮" المحرقة يبحثون عن لقمة عيش‮ "‬عزيزة المنال‮" بعيدون كثيراً‮ عن ضجيج السياسة واختلاف الايديولوجيات وصراع القائمة‮.. والنسبية بعيدون عن اضواء الفضائيات واصحاب‮ "‬الكرافتات‮" والاطروحات والنظريات علي خلفية اضاءة خافتة وصوت مؤثر لاغاني الثورة‮.. وبلادي بلادي انا بحبك يا بلادي‮!‬
المشهد الثالث‮: البلطجة والانفلات الأمني واحساس الناس الدائم بالخوف والشرطة التي لم تعرف‮.. هل عادت أم اختفت أم‮ "‬موجودة‮" بشكل جديد باهت‮ غير‮ "‬محسوس"؟‮.. المهم اننا خائفون في شوارعنا وبيوتنا واعمالنا‮!‬
من منا بيحب مصر‮ "‬بجد‮" من منا‮ "‬أصحاب الثورة‮" فعلاً؟‮! من منا علي حق ومن منا‮ "‬يضيع الحق؟‮!‬
لم يعتصموا أو يقطعوا طريقاً‮.. وليس لديهم‮ »‬أيديولوجيات‮«.. ولن تراهم في برامج التوك شو‮!!‬
‮تايهين‮.. وسط الثورة
عم جابر‮ »‬الأرزقي‮« جاء من إهناسيا لإطعام أبنائه الستة لأن‮ »‬الثورة قامت من الجوع‮«!‬
محمد‮ »‬عامل‮«: طول ما الرغيف ب»شلن‮« بلدنا هتفضل بخير‮!‬
فاطمة بكت في السوق من الغلاء وقالت‮: الصبر‮.. حلو‮.. وبكرة اللحمة ترخص‮!‬
محمد أرسل لبلدياته في‮ »‬أخميم‮«: تعالي بسرعة فيه لقمة عيش في مصر‮.. وبلدياته رد‮: »‬الغربة مرة‮.. وحضن أمي بالدنيا‮«!‬
سيد بائع‮ »‬المثلجات‮«: لما شفت زويل‮.. والباز‮.. »‬فرحت‮« وقلت لازم أشتغل بشهادتي والبكالوريوس‮ »‬ماراحش بلاش‮«!‬
وطفل شارع يقول لزميله‮: الحكومة هتدخلنا المدرسة دي أحسن من أبونا وأمنا‮!‬
تحقيق نادية صبحي‮:‬
حالي هوه‮.. حالي‮..‬
لا الحزن راح‮.. ولا الجوع‮..‬
لكن مازلت قادر أحلم
عيني علي مصر‮.. ومصر‮.. عينها علي
اسأل والسؤال‮ »‬قاتلني‮«..‬
إمتي هتاخديني في حضنك‮.. بجد؟‮!‬
هم مواطنون من الدرجة الأولي هم البلد أهل الحكاية‮.. مصراوية بحق وحقيق‮.. تلمح التوهان في نظراتهم‮.. في الشوارع والأسواق في حلقات النقاش بكل مقهي وحارة‮.. وبيت‮.. بداخلهم‮ »‬فرحة‮« بزمن فاسد‮ غابر‮.. مضي‮.. وفراعين سقطوا في بئر العار‮.. في لحظة شبه مستحيلة لأنهم أساطير تهاوت‮..‬
قبل‮.. وبعد‮.. كل كلامنا أصبح يمين ويسار كلمتين‮.. وما بين الحروف الستة أوجاع وأحلام البسطاء ممن لا يجدون الطريق متسعاً‮ لخطواتهم‮.. ولا‮ »‬ميكرفونات‮« تتحمل قوة أصواتهم ليسوا صفوة‮.. ولا نخبة‮.. ولا ضيوفاً‮ في برامج‮ »‬التوك شو‮« ولا وجوهاً‮ في كليبات أغنيات الثورة‮.. إنما هم من يمنحون لمصر‮ »‬طعمها الخاص جداً‮« وملامحها المحفورة في أعماق كل من أحبها‮.‬
هؤلاء‮.. يرسمون الآن لوحة الوطن التي تتشكل من جديد‮.. لديهم خوف‮.. وأمل‮.. دهشة وارتياح‮.. فرحة وتوجس‮.. وما بين زمن مضي‮.. ومستقبل تتعلق به أحلامهم‮.. المعلقة بين السماء والأرض‮.. ملايين مثل محمود‮ »‬الفواعلي‮« الذي لا يكف عن الدعاء بسعة الرزق وقد التصقت‮ »‬عدة الشغل‮« بالأسفلت الساخن علي الطريق،‮ وحسين وحلم‮ »‬العودة‮« لبلدته سوهاج والسهر مع‮ »‬العيال وامهم في ضي القمر‮«‬،‮ وسعيد الذي يحمل دائماً‮ »‬رغيف العيش‮« كترمومتر لتغير الأحوال ولا يمل من طوابير الأنابيب لأنه شايف بكرة أحلي،‮ وليلي تمسح دموعها في السوق وتؤكد أن الصبر مفتاح الفرج،‮ وبكرة هنشتري اللحمة والفراخ‮.. ونذوق خير بلدنا‮!‬
شهور مضت علي طي صفحة وفتح صفحة جديدة في تاريخ‮ »‬أم الدنيا‮«‬،‮ ليصبح الكلام‮ »‬مجرد الكلام‮« كنز والهمسات أفكار من المصريين من يجد نفسه في قلب الصورة ومنهم مازال يسأل ليه أنا دايماً‮ بعيد؟‮!‬
والثورة قامت في البلد‮.. ولسة مش حاسس بعيد؟‮!‬
‮»‬مصر بخير‮« أول جملة نطق بها عم جابر عبدالله،‮ الذي أطلت النظر لوجهه الذي حفر عليه الزمن ملامح عجوز مصري أصيل شقيان في عزة طليق اللسان بأبسط الحروف،‮ قال الثورة قامت من الجوع‮.. علشان اللي زيي يلاقي يأكل عياله السبعة‮.. كان الرجل يعاون شاباً‮ في تعليق أحد الإعلانات الخشبية في شارع التحرير بالدقي،‮ وكانت الشمس عدواً‮ له لا يرحم،‮ لكنه كان يزيح حرارتها بسكب زجاجة مياه فوق رأسه فيتنفس كأنه عاد للحياة بعد موت قصير‮.‬
قال العجوز الذي جاء من‮ »‬إهناسيا‮«: مش قادر علي العيشة‮.. والدنيا‮ غالية يا اولاد،‮ وبلدنا‮ غلبانة قوي أكثر مننا لكن الحمد لله مصر بخير وكأن الرجل صاحب أيديولوجية في الحياة كل شيء محتاج صبر‮.. إحنا كنا فين وبقينا فين؟ لكن المفروض يهتموا بالغلابة ويوفروا اللقمة،‮ أنا كل يوم أحلم إن ربنا يساعدني ع المعايش والرغيف يفضل بشلن واللحمة تبقي في إيد الجميع وضحك الرجل فكشف عن أسنان نصفها سقط ونصفها يقاتل من أجل البقاء،‮ وهنا تدخل محمود الشاب ذو ال‮»‬19‮ عاماً‮«: أنا وغيري من الشباب عارفين إن الطريق طويل لكني علي الأقل نعرف نعيش يوفروا لنا بدل وقف حال لأننا بنشتغل يوم و10‮ لأ وأنا شخصياً‮ مسئول عن أمي وإخوتي وكل حاجة بتغلي طيب ليه مافيش رقابة،‮ والتجار الجشعين مش خايفين ليه؟
عندما تحدثت مع الستات في سوق الخضار وجدت ربات البيوت ولا كأنهم عضوات مؤسسات في جمعيات نسائية،‮ فكل أم لديها شكوي من ارتفاع الأسعار،‮ الطماطم بثلاثة جنيهات وكيس السكر ب6‮ جنيهات ومافيش أرز في التموين،‮ ولهذا تساءلت فاطمة التي تركت في بيتها‮ 4‮ أولاد في انتظار وجبة‮ غذاء‮.. امتي اللحمة هترخص؟‮! المفروض التجار اللي كانوا محتكرين السوق‮ غاروا‮.. طيب ليه الحاجة مارخصتش والمفروض وزير التموين راجل‮ »‬ثورجي‮« يعني حاسس بالغلابة وبيتكلم عن العدالة الاجتماعية طيب يللا بقي كفاية علينا كدة؟‮!‬
المسألة محتاجة شوية صبر‮.. هكذا قال محمد يوسف،‮ عامل،‮ أردف قائلاً‮: إحنا صبرنا‮ 30‮ سنة وأكثر حتي لو هنستني كمان‮ 10‮ سنين مصر هتبق يحاجة تانية،‮ لكن أهم حاجة هيبة الدولة ترجع والشرطة قلبها يجمد لأن الانفلات الأمني خطر حقيقي علي الثورة ومكاسبها والبلطجية لابد من التصدي لهم بيد من حديد،‮ وتدخل محمد عبدالرحمن في الحوار قائلاً‮: لابد من التصدي لمن يقطعون الطرق للتعبير عن أي مشكلة والذين يتركوا أعمالهم ويتظاهرون وكله‮ »‬دلوقتي‮« بيهدد وعاوز كل حاجة حلاً‮ وإلا‮.. لابد أن تتغير الأخلاق للأفضل ويشعر كل مصري بأن الهم واحد‮.‬
وإذا كانت المظاهرات والاحتجاجات أصبحت الآن الطريق الأقرب للتعبير عن طلبات كل فئة كان هناك مصريون معدومي الدخل ليس لهم راتب ليطالبوا بحد أدني للأجور ولا يطالبون بتسويات أو‮ غيره،‮ فالقضية بالنسبة لآلاف معظمهم نساء وأطفال وشيوخ تتعلق ب»قوت يوم بيوم‮« قد يهجرون الأهل والقرية ويأتون إلي القاهرة بحثاً‮ عنه‮.‬
علي طريق الواحات،‮ لمحت أكثر من شاب أو بالأحري،‮ هم‮ »‬صبية‮« تتراوح أعمارهم بين‮ 15‮ و18‮ سنة جاءوا للبحث عن عمل في المشاريع الجديدة منهم محمد حسان من‮ »‬الأحايوي‮« وهي بلدة صغيرة تابعة لأخميم بسوهاج،‮ قال‮: »‬الغربة وحشة‮« لكن الجوع‮ »‬موت‮« وأهالينا‮ غاليين علينا لكن لو ما اشتغلناش ما يلاقوش اللقمة‮.. والحمد لله‮.. وجدنا عمل هنا في مشروع جديد‮.. بناخد‮ 40‮ جنيهاً‮ في اليوم‮.. ناكل ب15‮ يادوب عيش وجبنة أو طعمية وفول وننام في الشغل أو في سوق الخضار،‮ علشان نوفر السكن ونحوش ونرسل لأهالينا‮.‬
‮ بتسافر إمتي؟
‮- في الأعياد‮.. وأحياناً‮ نعيد هنا لتوفير حق المواصلات‮.‬
‮ سألت حسن زميل محمد‮: شايف الدنيا ماشية ازاي؟
‮- الحمد لله‮.. كل شيء هيتصلح ونفسي أرجع البلد وأنام في حضن أمي وإخوتي وألاقي شغل في بلدنا‮.‬
أما أهم ما أحبه سعيد زميلهم بعد الثورة فهو معاملة‮ »‬الجيش‮«‬،‮ علي حد تعبيره،‮ قال‮: كانت الشرطة بتضربنا علي قفانا وترمي هدومنا في الأرض لكن الجيش بيحترمنا ويضرب لنا سلام وكلامهم حلو‮.‬
‮ .. والشرطة عاملة إيه؟‮!‬
‮- اتغيرت خالص‮.. واحنا نتمني يقضوا ع البلطجية والحرامية مش علي الشباب المكافح اللي زينا؟‮!‬
قطع حديثنا صوت سيارة ميكروباص تقف لينزل منها‮ »‬محروس‮« حاملاً‮ علي ظهره شنطة أغلبها ممزق يحمل بها بعض من ثياب قديمة،‮ وعدة الشغل جاء من أخميم بعد أن أرسل إليه أصحابه محمد وسعيد وحسن إنه فيه شغل في مصر تعالي‮.‬
جاء محروس واحتضنه أصحابه كأنما يشتمون فيه رائحة أهلهم في البلد‮.. ليبدأ الشاب رحلة كفاح في أم الدنيا‮.. احتضن الصبية بعضهم وأحلامهم‮.. نسوا شقا اليوم اللي فات‮.. وتسلحوا بحلم الرجوع ليعينهم علي عمل اليوم وغداً‮.. فيما رفض‮ »‬بلدياته‮« مصطفي المجيء وأرسل له قائلاً‮: »‬حضن أمي بالدنيا‮« وبكرة نشتغل في الصعيد‮!‬
وقف حال
في حديقة ضيقة تقسم الطريق جلست مجموعة من السائقين أشعلوا النار لعمل الشاي أحدهم كان يملأ الماء من حنفية الحديقة ليشرب الجميع وعلي جانبي الطريق ارتصت سيارات نقل كبيرة الحجم محملة بكميات هائلة من الأسمنت فاعتقدت أنهم يأخذون فترة راحة علي طريق السفر،‮ وما إن تحدثت مع أحدهم حتي انفجرت ثورة من نوع آخر،‮ ارتسمت الحدة علي ملامحهم الجميع‮ غاضب سألتهم‮: إيه الحكاية؟‮!‬
‮- ثلاثة أيام عالقون علي الطريق معانا بضاعة‮!‬
‮ ولماذا لم تسلموها؟
‮- الشركات‮ »‬مش راضية‮« مافيش فلوس‮.‬
‮ ولماذا لا تعودوا للمصنع؟
‮- في أسوان المسئولين قالوا ماترجعوش إن شالله تقعدوا شهر،‮ إحنا مش لاقيين أكل ولا شرب وبننام في الشارع كل واحد يحمل‮ »‬عتلات‮« لتحمي أنفسنا ليلاً‮ خايفين من البلطجية والحرامية يطلعوا علينا‮.. قال أحدهم الشرطة فين صحيح كانت الأول تسيئ معاملتنا لكنها كانت رحمة‮.. نريد الأمن كنا ندفع مخالفات وإتاوات لبعض الفاسدين منهم‮.. لكن من المفروض إن الحا تغير والشرطة عرفت طريقها صح،‮ حماية الناس وليس إرهابهم،‮ وقال آخر‮: منذ أن قامت الثورة ونحن نتعشم أن تتحسن الأحوال وفيه حكومة‮ »‬تسيير أعمال‮« المفوض تشوف مشاكلنا‮ »‬السوق نايمة‮« مافيش بُنا ولا تسليم بضاعة‮.. إحنا ذنبنا إيه؟‮!‬
الأمر لا يخصنا نحن فقط،‮ فهذه مشكلة أغلب سائقي الشاحنات من إسكندرية لأسوان ستجدون هذا المشهد متكرراً‮ بضائع علي السيارات لا تجد من يتسلمها ولا من يستردها وبين الأمرين نحن تائهون وعالقون وحالنا واقف‮!‬
لم يعد المناسب أن تسير علي الطريق الدائري بالسرعات المقررة،‮ فالمسافة علي طول الطريق أصبحت ملحمة إنسانية‮.. بانوراما لا نريد أن نسميها فوضي بقدر ما هي‮ »‬تفاصيل مؤلمة‮« من واقع حياة المصريين‮. فتلمح في لهفة شاباً‮ يقطع الطريق السريع حكاية لها معني عميق‮.. إصرار علي العيش حتي ولو بعبور متكرر للموت‮.. أكياس سوائل باردة عرقسوس‮.. تمر هندي أو أكوام ساخنة من الشاي،‮ يعرضونها علي راكبي السيارات مقابل‮ 50‮ قرشاً‮!! رأيت أحدهم يقبل يده‮ »‬وش وضهر‮« ويحمل الله ربما لأنه أفلت من الموت دهساً‮ علي الطريق السريع أو ربما لأ الخمسين قرشاً‮ هي‮ غذاء اليوم‮!‬
بوعي شديد قال مصطفي،‮ بائع العرقسوس،‮ الشباب اللي زيي كتير واحنا كنا في الثورة وكل أملنا نشتغل إن شالله في الصحرا نزرع ونبني بيوت أنا معايا دبلوم يعني متعلم‮.. نفسي أفيد البلد بجد‮!‬
ومثله سيد الذي جلس تحت شمسية وأمامه ثلاجة يبيع بها المياه المعدنية وعلب‮ »‬الكانز‮« للمارة ولكن علي طريق المحور‮.. قال الشاب بكلمات بسيطة‮: أنا قدمت في الوظايف بتاعة وزارة المالية بعد الثورة معايا بكالوريوس خدمة اجتماعية نفسي أعيش بجد وأتجوز واخلف عيال كتير،‮ لكن الأهم اطمن علي مستقبلي،‮ لما شفت الدكتور زويل والقضاة المحترمين والباز ولواءات الجيش عرفت إن مصر كان فيها خير كتير‮.. كانوا فين؟‮! بتوع الحزب الوطني كانوا‮ »‬واكلين البلد‮« واحنا عايشين في فقر‮.. أمي كانت بتقول لو مبارك مشي مش هنلاقي حد يابني‮.. لكن لما شافت الناس دي في التليفزيون فرحت وقالتلي والنبي يابني البلد بخير،‮ وبكرة تشتغل وتتجوز وتلاقي شقة انت والشباب اللي زيك وأيقنت بأن ممكن أشتغل بالبكالوريوس‮.‬
كانت مفاجأة عندما أخبرني‮ »‬مسعود‮« عامل النظافة البسيط،‮ إنه ذهب لميدان التحرير وأقنع زملاءه بالانضمام للثورة‮..‬
‮ لماذا؟
‮- لحماية الشباب اللي زيي؟ كانت قضيتنا واحدة ما أنا متعلم ومعايا شهادة والفقر اللي اتسبب فيه نظام مبارك خلاني أنا وغيري نرمي الشهادات ونشتغل في الزبالة علشان نعيش‮.‬
وقال زميله‮: إننا نستيقظ من الخامسة فجراً‮ لنبدأ عملنا وننهيه قبل الشمس ما تحمي،‮ وبعد الضهر نتلم علي أي لقمة نشتري العيش أبوشلن بعد طابور طويل‮.. وممكن كل أسبوع نشتري بطيخة ونحلي‮.‬
قال الشاب‮: نفسي الثورة تخليني‮ »‬محترم‮« اشتغل شغلة نظيفة بشهادتي وأقدر أعالج أمي من الفشل الكلوي‮.. وزير الصحة السابق ربنا يسامحه مرمطنا في المستشفيات وكله بالقرش واحنا ناس‮ غلابة وكان هيلغي العلاج علي نفقة الدولة‮.. واحنا أساساً‮ مش لاقيين‮.‬
ممنوع‮!‬
رغم أن الثورة تعني الحرية‮.. إلا أن أي عسكري مرور مازال ممنوعاً‮ من الكلام إما بأمر مباشر أو أمر ذاتي‮.. رغم أن أي رجل شرطة الآن لديه جزء كبير من حكاية مصر،‮ فهو مدان في الثورة وقبل الثورة،‮ أما بعد الثورة فهو مازال مُداناً،‮ ويلاحقه الاتهام بالتقصير في حماية أبناء بلده،‮ ورغم حرارة الشمس التي تلهب جسده النحيل إلا أنه مُصر علي أداء دوره ربما هو بحاجة أكثر من أي مواطن لإثبات وجوده‮.. حتي لو اقتصر الأمر علي تحريك يده في إشارة مرور‮.. فهو يحاول قهر حالة التوهان التي أصابت الكثيرين من زملائه،‮ إنه في أمس الحاجة لتفعيل شعار ما بعد الثورة‮ »‬الشرطة والشعب إيد واحدة‮« في يد البلطجية والخارجية عن القانون كل من يريد هذا البلد بسوء‮!‬
ولاد مصر‮.. مش ولاد شوارع‮!‬
لا أعرف حتي الآن سر هذا التواصل بين كل أولاد الشوارع شكلهم واحد‮.. تحركاتهم واحدة‮.. حتي طريقتهم في الهروب من كاميرات الصحفيين وغيرهم واحدة‮.‬
والأهم‮ »‬حالة التوهان‮« الذي يعيشه هؤلاء منذ شهور‮.. وبالتحديد منذ أن اندلعت ثورة‮ 25‮ يناير جميعهم أمسك بيده علم مصر حتي لو كان مرسوماً‮ علي علبة منديل أو دبوس أو صورة لشهداء الثورة‮.‬
‮ هل يحبون مصر حقاً؟
‮- طبعاً‮.. مش بلدنا
‮ بتحب فيها إيه بالضبط؟
‮- ابتسم‮ »‬الولد‮« الذي بالكاد تحدث كلمات قليلة‮: أحسن من أهلنا‮.‬
‮ فين أبوك‮.. وامك؟
‮- ما اعرفش حاجة عنهم‮!‬
‮ سمعت عن الثورة‮.. يا‮.. اسمك إيه؟
‮- مش مهم‮! طبعاً‮ مش بتاعة التحرير،‮ بيقولوا هيدوروا علي أهالينا ويرجعونا واحنا مش عاوزين‮.. فجأة لكمته زميلته‮ »‬في الشارع‮« ما تتكلمش معاها هتروح القسم‮.. إحنا بنبيع مناديل الثورة وعلم مصر‮.. ولا حرام؟‮!‬
إحنا عاوزين ناكل لو ما بعناش ننضرب وممكن نموت من الجوع،‮ إحنا مالناش أهل يصرفوا علينا‮.. وبعد أن اطمأنت وجهت كلامها لزميلها بعد أن وضعت علب المناديل فوق الرصيف الملتهب‮.‬
‮.. العيال اللي كانوا‮ »‬بيدهنوا‮« الرصيف بعد الثورة كان شكلهم حلو قوي‮.. وقالوا لنا هنبقي حلوين وندخل مدارس‮.. والحكومة الجديدة هتصرف علينا وتأكلنا‮.. علشان هي أحسن من أبونا وامنا‮.‬
بعد قطع السكك الحديدية بالعياط والنوم علي‮ »‬أسفلت ماسبيرو‮« والتهديد بقطع المجال الجوي
أين‮.. الاستقرار؟‮!‬
قطع الطرق‮.. يهدد مصالح البلاد‮.. وأعمال البلطجة والعنف مازالت‮ »‬مسيطرة‮« علي الشارع المصري
تحقيق سناء حشيش‮:‬
حالة من الفوضي نعيشها الآن تسببها موجة احتجاجات واعتصامات ومطالبات قد تكون مشروعة لكن يتم التعبير عنها‮ »‬كثيراً‮« بأشكال‮ غير مشروعة‮.. وتضر بالصالح العام‮.. احتجاجات تصل لقطع الطرق واحتجاز الركاب في القطارات وعربات المترو والنوم علي الأسفلت بل والتهديد بقطع المجال الجوي وتعطيل حركة الطيران‮.‬
لا أحد ينكر أن حق المطالبة ب»الحق‮« لكن هناك طرقاً‮ ووسائل مشروعة للتعبير عن المطالب و»المظالم‮«‬،‮ لكن كثيراً‮ ما تتسبب طرق الاحتجاج بكوارث لعل أبرزها تعطيل المصالح وإيقاف عجلة الإنتاج وافتعال حالة من الارتباك والفوضي لعل أقلها‮ »‬فوضي المرور‮« الذي يحول البلد في لحظة ل»سجن كبير‮«.‬
الآن هوجة من الفوضي وترويع المواطنين،‮ واللجوء لأسلوب‮ »‬لي الذراع‮« للحصول علي مطالب بشتي الطرق مشروعة أو‮ غير مشروعة كقطع الطرق وتعطيل المواصلات،‮ كما حدث في العياط وقيام الأهالي بقطع طرق السكك الحديدية بين القاهرة وأسوان وطريق القاهرة أسوان الزراعي،‮ وأشعلوا النيران في الفلنكات الخشبية والحشائش والأشجار علي جانبي الطريق،‮ ما أدي إلي توقف حركة السيارات والنقل تماماً،‮ ونذكر أن هذه المهزلة تتكرر مراراً،‮ كما حدث مثل ذلك في محافظة قنا،‮ وذلك احتجاجاً‮ علي تعيين المحافظ،‮ وكان رد الحكومة الطبطبة والتوسل للناس لإنهاء الاعتصام والنتيجة الخسائر بالملايين وتعطيل أعمال الناس والتعدي علي الحق العام،‮ والتدمير والتخريب وذلك لأنهم لا يجدون من يتصدوا إلي هذه الفوضي ولم تكن هذه الفوضي في العياط ومثلها قنا فحسب،‮ بل شهدت البلاد أمس الأول موجة من الفوضي والاحتجاجات،‮ فقد أصابت حالة من الشلل منطقة فيصل،‮ بسبب إضراب فئات من سائقي الميكروباص منذ السادسة صباحاً‮ علي زيادة قيمة المخالفات التي تم تحريرها ضدهم،‮ واعتبر الأهالي أن هذا الإضراب مخالف للقانون،‮ ويؤدي إلي شلل في قطاع الإنتاج وتوقف العمل‮.‬
كما سادت حالة من الفوضي مرفق مترو الأنفاق لمدة ساعة بعد أن قطع المعتصمون الطريق أمام القطارات‮.‬
فيما هدد ضباط المراقبة الجوية إغلاق المجال الجوي لمدة ساعتين،‮ لتحقيق مطالب خاصة بهم،‮ وقد صرح المهندس إبراهيم مناع،‮ وزير الطيران،‮ بأن إضراب الطيارين ضد مصلحة الدولة،‮ وأن هناك قراراً‮ يمنع الإضراب في المرافق العامة،‮ ولا يحق لهم تنظيم مثل هذا الإضراب‮.‬
وفي الشرقية،‮ قطع المئات من أهالي بلبيس طريق القاهرة الزقازيق الصحراوي احتجاجاً‮ علي رفع رسوم توصيل الغاز للمنازل‮.‬
وفي شمال سيناء قطع أفراد من قبائل الشيخ زويد طريق العريش رفح،‮ احتجاجاً‮ علي الانفلات الأمني وخطف السيارات‮.‬
وفي الدقهلية،‮ قام أهالي قرية ميت زنقر التابعة لمركز طلخا بقطع الطريق الدولي المنصورة جمصة،‮ احتجاجاً‮ علي تأخر الخلطة الأسفلتية لإقامة مطب صناعي أمام القرية‮.‬
فقد أصبحت الفوضي منهجاً‮ وأسلوباً‮ للتعبير عن الاستياء والغضب،‮ الأمر الذي تسبب لتهديد أمن المواطن وسلامة المجتمع وضياع هيبة الدولة وسقوط دولة القانون‮.‬
ومسلسل الفوضي والانفلات الأمني الذي ساد البلاد بعد ثورة يناير لا تنتهي،‮ تعيش علي مدار اليوم مظاهر مروعة،‮ يومياً‮ تحدث اعتداءات علي أرواح المصريين وممتلكاتهم بواسطة البلطجية‮.‬
فقد مضي علي ثورة يناير أكثر من أربعة أشهر،‮ ومازال الشعب يعاني عدم الاستقرار وعدم الأمن والأمان،‮ ومازالت أعمال البلطجة والعنف وترويع المواطنين مستمرة يومياً‮ يعيش الشارع المصري حالة فوضي‮ غير مسبوقة‮.. من عمليات سرقة بالإكراه وحوادث اختطاف وبلطجة واغتصاب وتحرش،‮ وأحداث شغب لترويع الآمنين،‮ واقتحام أقسام ومستشفيات وكنائس‮.. فضلاً‮ عن ظهور تيارات جديدة،‮ ومتطرفين من الأقباط والإسلاميين والاعتصامات والاحتجاجات،‮ والاشتباكات الدامية وأعمال البلطجة،‮ وشبح الفتنة الطائفية الذي كاد يحرق الوطن والمواطنين كل هذا والشرطة لا وجود لها بالقدر الذي يناسب الحالة التي نعيشها،‮ فإلي متي ستظل الحكومة صامتة،‮ وعاجزة عن مواجهة محاولات البلطجة والعنف والشغب وترويع المواطنين وإشاعة الفوضي‮.. وإلي أين ستذهب مصر ولماذا البطء في‮ غياب الأمن وتطبيقه علي الجميع ومن المتسبب والمستفيد من إشاعة الفوضي والبلطجة في المجتمع وما هو الحل؟‮! وقد شهدت الأيام القليلة الماضية،‮ حلقات من الفوضي والانفلات الأمني‮.‬
حيث تم الاعتداء علي مراسلة قناة‮ »‬سي تي في‮« في ميدان التحرير يوم جمعة العمل،‮ حيث تعرض لها بلطجية وتحرشوا بها،‮ واعتدوا عليها بالضرب‮.‬
وفي يوم الجمعة نفسه،‮ تجمهر أكثر من‮ 250‮ شخصاً‮ في محاولة لاقتحام قسم الأزبكية بوسط القاهرة والتعدي علي المأمور،‮ بعد حدوث مشاجرة بينه وأحد السائقين بسبب قيامه بصفعه علي وجهه،‮ مما أدي إلي تجمع المواطنين وتدخلهم،‮ وأسفر ذلك في النهاية عن مصرع السائق وحرق مدرعة أمن مركزي وإصابة عشر مواطنين‮.‬
واعتداء بلطجي علي عاملة في محل ملابس بالإسكندرية،‮ وأصابها بجرح في البطن،‮ حيث قام مسجل خطر بطعنها بمطواة في بطنها لرفضها إعطاءه إيراد المحل التي تعمل به‮.‬
والعصابة المكونة من ثلاثة بلطجية قامت بترويع المواطنين وتهديدهم بالأسلحة النارية والبيضاء لسرقتهم أسفل كوبري إيتاي البارود في البحيرة،‮ وبعد القبض عليهم كان بحوزتهم فرد خرطوش وسيفين وسنجة وسيارة مسروقة‮.‬
وفي محافظة القليوبية،‮ شهدت مدن قليوب وطوخ وشبرا الخيمة أحداثاً‮ دامية،‮ واشتباكات بين البلطجية والمواطنين،‮ وأسفرت عن مقتل خفير وطالب وإصابة حلاق،‮ حيث حاول مجموعة من البلطجية سرقوا مخازن يحرسها الخفير،‮ وأطلقوا الرصاص عليه‮.‬
وفي مدينة طوخ،‮ طعن بلطجية طالباً‮ اختلفوا معه علي أولوية المرور في الشارع،‮ فنشبت بينهم مشاجرة قام علي أثرها أحدهم بطعن الطالب بمطواة،‮ ولقي مصرعه‮.‬
وفي شبرا الخيمة،‮ طلب بلطجية من حلاق دفع إتاوة فرفض،‮ قاموا بطعنه بمطواة‮.‬
وفي محافظة الشرقية،‮ تم القبض علي‮ 61‮ بلطجياً‮ وخارجين علي القانون وبحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء لترويع المواطنين‮.‬
وحادثة اختطاف لفتاة كانت تسير مع خطيبها علي الطريق الدائري عند كوبري بهتيم،‮ قام أربعة من البلطجية بتهديدها بالأسلحة البيضاء،‮ وقاموا بالاعتداء عليها وتناوبوا اغتصابها،‮ وقاموا بسرقة خطيبها‮.‬
وفي الشهر الماضي،‮ كانت أحداث البلطجة التي شهدها شارع عبدالعزيز في العتبة،‮ حيث قام عدد من البلطجية بإغلاق الشارع ومهاجمة التجار والمحال واستخدم البلطجية الأسلحة النارية والسيوف في مهاجمة المحال‮.‬
وسبق ذلك أحداث إمبابة،‮ والتي اختلطت فيها الفتنة الطائفية بالأعمال الإجرامية،‮ وراح ضحيتها‮ 14‮ قتيلاً‮ وأكثر من مائتي مصاب من المواطنين مسلمين ومسيحيين‮.‬
أيضاً‮ الاشتباكات الدامية التي شهدتها منطقة ماسبيرو،‮ حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والأقباط والمعتصمين أمام مبني ماسبيرو،‮ وبين بعض السلفيين والبلطجية،‮ الذين هاجموا المعتصمين،‮ وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية وإلقاء زجاجات المولوتوف عليهم،‮ وأسفرت عن إصابة‮ 102‮ شخص واحتراق‮ 11‮ سيارة‮.‬
تلك الأحداث مزرية رأيناها وسمعناها في الفترة القريبة الماضية من مسلسل الفوضي والانفلات الأمني،‮ الذي تشهده البلاد بعد الثورة‮.‬
فكيف تنتهي هذه الفوضي والعبث بهيبة الدولة،‮ خاصة ونحن نمر بمرحلة حرجة من تردي حالة الاقتصاد في مصر،‮ أمام هذه الثورة المضادة،‮ التي تشتعل يوماً‮ بعد الآخر،‮ وتجلب الدمار والخراب للبلاد‮.‬
أحمد عودة‮:‬
الأشغال الشاقة المؤقتة والسجن‮ 5‮ سنوات والغرامة كل من عرض بالخطر وسائل النقل العامة البرية والجوية‮!‬
أحمد عودة المحامي بالنقض وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد‮: مع تعطش الشعب للحرية،‮ واعلان الرأي طوال‮ 30‮ عاماً‮ فان الامر يجب الا يتجاوز الي الفوضي فهي خطر علي المجتمع،‮ فاذا كان البعض انتهز فرصة الفراغ‮ الأمني التي تعاني منها البلاد الآن،‮ وفرصة اطلاق الحريات بانطلاق المظاهرات والاحتجاجات،‮ سواء في القاهرة وغيرها من مدن الجمهورية،‮ ولم يقتصر الأمر علي المطالبة بزيادة الأجور،‮ او الانصاف باي صورة،‮ بل تمادي الي فرض شروط ومطالب قد لا يسمح لها الوقت او الظروف في الوقت الحاضر،‮ ويقصد بها فرض الارادة علي الحكومة الانتقالية والتي تعاني بشيء من الضعف في ردع الفوضي والبلطجة وقد شجع هذا الضعف الايدي المرتعشة الي العصيان ومخالفة القوانين واللوائح وتعطيل المرافق العامة دون مراعاة لما قد يترتب من اضرار او خسائر اقتصادية فادحة‮.‬
ويوضح ان تعطيل المرافق العامة جريمة نص عليها قانون العقوبات والاعتداء علي المال وإتلاف اموال الدولة جريمة يعاقب عليها القانون ويجب ان تضرب الدولة بيد من حديد لكل من يتسبب في انتشار الفوضي وترويع المواطنين‮.‬
ويوضح ان حسب قانون العقوبات‮ يعاقب كل من قام بتعطيل المواصلات بالحبس من شهر الي خمس سنوات والغرامة،‮ وإلزامه بالتعويضات واصلاح ما قام بإتلافه حسب المادة‮ 163‮ وما بعدها من قانون العقوبات ويعاقب كل من ارتكب عملاً‮ من اعمال الهياج او الفتنة او قام بالاستيلاء علي المرافق بالاشغال الشاقة‮.‬
الدكتورة كريمة الحفناوي‮:‬
لماذا لا يتم تطبيق قانون الطوارئ علي مثيري الفوضي‮!‬
الدكتورة كريمة الحفناوي الناشطة السياسية منذ بداية الثورة حتي الآن‮: الشارع المصري في حالة ترويع دائم،‮ ومسئولية عدم الاستقرار في البلاد نحمله علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومجلس الوزراء،‮ فالسلطة السياسية والتنفيذية في البلد منذ‮ 11‮ فبراير وحتي الآن،‮ لم تتمكن من اعادة الاستقرار للشارع المصري،‮ ولم تستطع القضاء علي الفوضي في اسرع وقت،‮ وان استمر ذلك قد نصل الي مستقبل مجهول ليس في صالح البلد،‮ ومن المفترض ان تعود الشرطة بشكل مكثف لأمن البلد وحمايتها من البلطجة والشغب والترويع ومن يتخاذل يتم محاسبته‮.‬
وتضيف أن هناك مقولتان احداهما لمبارك قال قبل التنحي‮: "‬يا أنا يا الفوضي‮" والأخري للعادلي‮: "‬خللي الجيش ينفعك‮" فالفوضي وعدم الاستقرار وعدم الامان في البلد امر مقصود لإلهاء المواطن،‮ فهناك اياد خارجية من مصلحتها عودة النظام الفاسد للبلاد كاسرائيل وامريكا،‮ ودول الخليج ايضا،‮ يهمها الا يحاسب مبارك حتي لا ينالوا نفس المصير‮.‬
فالتباطؤ في محاكمة الفاسدين،‮ خلق الثورة المضادة ومن مصلحة فلول النظام اشاعة الفوضي وعدم الاستقرار ونتساءل‮: لماذا لا يتم تنفيذ قانون الطوارئ علي البلطجية؟ ولماذا لا يطبق القانون علي كل مجرم بشكل سريع؟
فيجب عدم الانتظار أكثر من ذلك في معاقبة المجرمين والفاسدين حتي لا تشتعل البلد،‮ وتتحول الي‮ غابة بلاعمل ولا أمن ولا تحقق اهداف الثورة‮.‬
المستشار محمد إبراهيم خليل‮:‬
تطبيق قانون منع التجمهر ضرورة قومية واستمرار الاحتجاجات‮ "‬مفيد‮" لأذناب النظام‮!‬
المستشار محمد ابراهيم خليل نائب رئيس محكمة النقض الاسبق‮: ثورة‮ 25‮ يناير قضت علي فساد كان يستشري علي مدي‮ 30‮ عاما من نهب اموال،‮ وانتهاك لكرامة الانسان وحرياته،‮ فالذين اضيروا من الثورة من سقوط هذا النظام الفاسد هم الذين يشيعون الفوضي وعدم الاستقرار فلا يكفي ان يكون رؤوس النظام في السجون لابد من سرعة محاكمتهم واسترداد أموالهم من الخارج فالمضارون من الثورة‮ يقومون باستخدام اموالهم في تمويل البلطجية وشراء الاسلحة لترويع المواطنين واجهاض الثورة‮.‬
ويضيف ان زعماء هؤلاء البلطجية تعرفهم الشرطة جيداً‮ وعلي رجال الامن ان يقوموا بالارشاد عنهم فرجال المباحث والاقسام والمراكز لديهم صورهم فضلاً‮ عن رجال البحث الجنائي وعليهم ان يكرسوا جهودهم وتحرياتهم للقبض علي هؤلاء البلطجية الذين يعبثون بأمن الوطن والمواطن‮.‬
ولابد من تطبيق قانون منع التجمهر والتظاهر،‮ لان استمرار الاحتجاجات والاعتصامات يفيد اذناب النظام فالبلد الآن في حاجة لادارة عجلة الانتاج ولا يكون الا بعودة الاستقرار والأمن للبلد‮
لواء دكتور أحمد عبد الحليم‮:‬
استمرار الفوضي يجلب الدمار لمصر ويجهض الثورة
لواء دكتور أحمد عبد الحليم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية‮: لابد للشعب المصري أن يكف عن الاحتجاجات والاعتصامات التي بدورها تعمل علي وقف عجلة الانتاج وعدم الاستقرار في البلاد،‮ وعلي المواطن ان ينتبه الي أن استمرار الفوضي سيجلب الدمار علي مصر،‮ ويجهض الثورة العظيمة التي قام بها الشعب المصري في‮ 25‮ يناير،‮ فهناك اياد خارجية تعمل علي اشاعة الفوضي وعدم استقرار البلد بعد الثورة،‮ وذلك لأن مصالحهم كانت مع النظام السابق،‮ ومن مصلحتها ان يعود‮.‬
ولابد أن تستعيد الشرطة قوتها وتفعيل دورها،‮ وتنفيذ القانون علي كل من يمارس اعمال البلطجة او إفشال اهداف الثورة،‮ وعلي الاعلام المصري توجيه الناس لمساعدة ضباط الشرطة في القبض علي البلطجية،‮ ويجب الاستفادة من تجربة اللجان الشعبية التي كانت عقب الثورة فقد عملوا علي حماية الشعب بشكل مذهل،‮ وسيطروا علي البلطجية،‮ فعليهم الآن ان يساعدوا الشرطة في العودة للشارع واسترداد الثقة بنفسها،‮ واعادة الاعتبار لجهاز الشرطة،‮ وفي نفس الوقت احترام الشرطة للقانون والمواطن‮.‬
اللواء عادل العبودي‮:‬
مواجهة العبث بأمن الوطن بأحكام سريعة ورادعة
اللواء عادل العبودي نائب وزير الداخلية الأسبق‮: البلطجة موجودة في كل زمان ومكان،‮ والنظام السابق أعطي لهم الفرصة للتواجد فكان رجال الداخلية في‮ العهد البائد يستخدمون في الانتخابات لصالح الحزب الوطني‮.‬
والبلطجية الآن خلفهم من يقوم بتمويلهم واستئجارهم لاثارة الفوضي والرعب بين الناس،‮ ويعملون لصالح فلول النظام فالشرطة الوحيدة التي تستطيع ان تعيد الامن والامان للشارع المصري،‮ فلو الشرطة تأخرت اكثر من ذلك،‮ سيحدث ما لا يحمد عقباه،‮ ولابد ان يقوم الاعلام المصري بتوعية المواطن،‮ بان يتعاون مع ضابط الشرطة وعدم الاساءة اليه فضلاً‮ عن تكثيف الحملات لضبط البلطجية فأماكنهم معروفة لدي رجال الشرطة،‮ وتشديد العقوبة عليهم،‮ وان تكون الحملات مكونة من عدد من الضباط ويرافقهم واحد من الشرطة العسكرية فالشعب يحترم الجيش في الوقت الحالي علي ان تكون الاحكام سريعة وبقوة القانون،‮ وعدم التهاون في من يعبث بأمن مصر،‮ فلابد من الضرب بيد من حديد في الفترة الحالية حتي يعود الامن للشارع المصري‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.