اليوم وبعد مضي 252 يوماً علي ثورة 52 يناير الشبابية والشعبية تأكد للجميع أنها ساهمت بقوة في تغيير وجه مصر والمنطقة العربية وقادت الربيع العربي إلي آفاق بلا حدود علي جميع المستويات فلقد حطمت هذه الثورة أصنام الفساد والحرية والفقر والبطالة والكسب الحرام وغسل الاموال.. إلخ وفتحت الطريق لمرحلة مهمة تخرج فيها مصر إلي العالم أجمع لتقود مسيرة التغيير في المنطقة وتزيح كابوس التأخر والقهر الذي خيم علي هذه المنطقة قرابة الثلث قرن. وأيا كان الامر فإن هذه الثورة ازالت الحواجز بين المسئولين وأفراد المجتمع حيث كان الاعتماد علي تقارير لا ترتبط بالواقع مما أدي إلي انتشار الفساد والواسطة والمحسوبية وضياع فرص الكفاءات حيث كان الاحتكام إلي معايير المجاملة والعلاقات الشخصية وبهذا زاد الكبت وانتشرت اللا مبالاة بسبب اغتراب المواطن المصري في بلده. وظهرت فجوة بين الشارع والحكومات وازدادت حتي وصلت الامور إلي ذروتها فانهار النظام بين عشية وضحاها وباسرع من البرق.. واصبح الشارع يعيش حالات من الفوضي وتراكمت الازمات وضاع الانضباط بسبب غياب الشرطة وظهور مخططات خارجية للنيل من مصر.. لهذا جاءت الحكومات المتتالية للثورة ضعيفة بسبب نقص الخبرة وعدم وجود أجندات واضحة تتفق ومتطلبات المرحلة. وللأسف صاحبت هذه الثورة مطالب فئوية ومظاهرات واحتجاجات ادت الي تدمير العديد من المكتسبات والمنشآت وتعطيل المرور والانتاج والدراسة في المدارس والجامعات. وانهيار السياحة وتراجع الاستثمارات والصادرات ومعدلات النمو.. وتواكب مع ذلك توقف المشروعات وزيادة معدلات البطالة والفوضي وموجات الاحتجاج في جميع المحافظات مما يشير إلي أننا علي حافة الهاوية وتنوعت الشعارات والمسميات للجميع والمليونيات وتحولت الي وباء بات يهدد الثورة وبحث المستفيدون منها عن مستجدات ومطالب اطاحت بكل الآمال وتوالت أوراق الضغط لإرهاب المسئولين في الحكومة والمجلس العسكري ووصل الامر الي التعدي علي وزارتي الدفاع والشرطة والمنشآت الحيوية مما يؤكد تخاريف وخطايا المليونيات. الواضح ان هناك أيادي خارجية تحرك اصحاب المليونيات والمظاهرات والمتباكين علي الثورة، وكأن هناك خريطة لها لنشر الفوضي والبلطجة والعنف والاستمرار في ذلك يزيد من العشوائية والفراغ والخوف تحت مسمي الفوضي وحرية الرأي والتعبير والاعتصام والاضراب. علما بأن لكل شيء سقفاً وخطوطاً حمراء لا يجب تجاوزها.. مطلوب من الائتلافات والكتل والاحزاب والقوي السياسية الالتقاء علي قلب رجل واحد لانقاذ مصر قبل ان يفوت الاوان ووقف المظاهرت والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية لصالح الجميع.. فمطالب الثورة في طريقها إلي التحقق وعلي الجميع الحفاظ علي الوزارات والهيئات والمرافق لانها بلدنا جميعا.. مصر تعيش في حالة محزنة ويجب الخروج منها الي البناء والتنمية والانتاج.. فلن يعيد مصر إلي مكانتها الا ابناؤها المخلصون بعيداً عن المنح والمساعدات في الظلام. آن الأوان ليجتمع اصحاب المليونيات تحت اسم مصر قولا وعملاً فنحن علي ابواب مرحلة جديدة وانتخابات برلمانية ورئاسية تتطلع اليها عيون الدنيا كلها وعلينا أن نكون علي مستوي المسئولية.. أعتقد اننا جميعاً علي الدرب سائرون.