فوزى مخىمر التغيير سنة الحياة، حقيقة لايختلف عليها اثنان، وهي مؤشرات ايجابية للدفع بدماء جديدة في كل المواقع، وطبيعي أن يتضرر البعض نتيجة هذا تغيير، ويستفيد البعض الآخر، خصوصا في مجتمعاتنا العربية، لاننا لازلنا نركز علي الولاء للفرد دون المؤسسة أو المصلحة العامة، ومن هنا تسود ظاهرة التودد والتقرب الي من يتولي المنصب، بل ينقلب البعض ويتغير بنسبة 100٪ من مجامل ومنافق الي متقرب ومنافق ايضا. وهذه ليست سنة الحياة ولكنها ثقافة شعوب، تتجاهل القيم الدينية والاخلاقية والمهنية والانسانية، وتتملق وتنافق وتزيح برقع الحياة من علي وجهها، ولاتدري ماذا كانت تفعل بالامس مع من تواري عنه المنصب. الاربعاء جرت حركة تغييرات صحفية لرؤساء تحرير الصحف والاصدارات في المؤسسات الصحفية القومية، بإجراء جديد اتبع لاول مرة، لكنه لم يعجب شريحة من الصحفيين، خاصة رؤساء التحرير، ولهذا جيشوا رجالهم وشبابهم للكتابة أو الايعاز بأن التغيير سيدفع بالصحف الي الانهيار، وانه في حالة التغيير سنقف ضده ولن نسمح للقادم بتولي المهمة، وفي المقابل خرجت شريحة اكبر تطالب بالاسراع في احداث التغيير. نعم، وللامانة هناك رؤساء تحرير ساهموا بأفكارهم ورؤاهم في تطوير وتحديث صحفهم، ومنهم الزميل العزيز ياسر رزق رئيس تحرير الاخبار السابق، الذي تولي رئاسة التحرير يناير 2011م، مع بشائر الانواء والعواصف التي هبت علي مصر، ومضي بالسفينة باقتدار وسط الانواء والعواصف 20شهرا، وشهدت الجريدة طفرة غير مسبوقة . جاءت قرارات مجلس الشوري بانتخاب واختيار الزميل محمد حسن البنا مدير تحرير الاخبار لمنصب رئاسة التحرير، وبالمناسبة هو لا يمس بصلة قرابة أو نسب للقيادي الاخواني الأشهر الراحل حسن البنا، وليس اخوانيا ولكنه يعرف الله حق المعرفة في تعاملاته مع الزملاء، وفي كتاباته، ملتزم الي أقصي الحدود في عمله لايجامل الا الجادين. عرفته عن قرب صيف عام 1974م، خلال تدريبنا في صحيفة صوت الجامعة التي كانت تصدر عن كلية الاعلام جامعة القاهرة باشراف استاذ الصحافة جلال الدين الحمامصي، والتحق بصحيفة الاخبار وهو طالب، تتلمذ علي أيدي الكثير من الاساتذة بالاخبار. خلال أيام الترقب لاعلان نتائج انتخابات رؤساء التحرير من قبل مجلس الشوري، سرت شائعات وهمهمات، تشيع باحتمال حدوث مواجهات بين الزملاء بوجود رئيس تحرير جديد، والاشاعة بانحدار مستوي الاخبار الصحفي والاعلاني، الا ان ماجري لحظة اعلان فوز الزميل محمد حسن البنا برئاسة تحرير الاخبار، تقاطر الزملاء اليه يباركون اختياره، واستقبلوه استقبال الفاتحين، واكتظ مكتبه بالجميع علي مدار اليوم والليلة واليوم التالي، الذين ينتظمون في الحضور والذين يتواجدون بشكل متقطع. وبروح عاليه بادر الزميل ياسر رزق بتقديم التهاني الي الزميل البنا متمنيا له التوفيق، مبديا استعداده لتواصل التعاون معه من أجل استمرار نجاح الاخبار. لقد وضع الاستقبال الحافل لرئيس التحرير الجديد حدا للتخوفات والشائعات المغرضة التي اطلقها البعض، والتي شككت في علاقات الزملاء بالاخبار وانتمائهم وحبهم لمؤسستهم الصحفية. الزميل محمد حسن البنا من القيادات الصحفية المتمرسة الماهرة، أمضي نحو35 عاما بالاخبار في كل المواقع، وقام بالتدريس لطلاب الصحافة في العديد من كليات وأقسام الاعلام بالجامعات المصرية، وهو علي وشك الحصول علي درجة الدكتوراه في ادارة المؤسسات الصحفية، بعدما نال الماجستير من أكاديمية السادات للعلوم الادارية في ادارة المؤسسات الصحفية. أعتقد ان المشكلة التي قد يعاني منها الزميل البنا في تعاملاته مع الزملاء هي الالتزام، فهو يتميز بالتزامه الشديد وانضباطه في المواعيد، وهو مايعتبره البعض تشددا.