في أحيان كثيرة تبحث المسئوليات الصعبة عن أصحابها، صعوبة المسئولية تنبع من توليها في ظروف استثنائية وأوضاع غير طبيعية، الكاتب الصحفي الزميل محمد بركات تولي مسئولية إدارة أخبار اليوم قبل ثورة 25 يناير بأيام قليلة. الظرف الاستثنائي فرض عليه تحديات لم تكن في الحسبان، حاول قدر استطاعته أن يبحر بالسفينة في ظل الكثير من الأنواء والعواصف المالية واتهامات الفساد التي يحاكم عنها رئيس مجلس إدارة سابق ومدير عام للإعلانات. الخراب الاقتصادي الذي حل بعد الثورة أثر علي المؤسسات الصحفية والاعلامية لقلة حجم الاعلان، وارتفاع تكلفة انتاج المطبوعات، المسئولية صعبة ومخارج الأزمة شبه مسدودة، لهذا قلت لصديق العمر الكاتب الصحفي محمد الهواري وأنا أقدم له التهنئة لتوليه رئاسة مجلس ادارة »أخبار اليوم« ربنا يعينك علي المسئولية الصعبة، ويبعد عنك اهل السوء والنفاق "، لعشرة العمر الطويلة التي تتيح لي قراءة محمد الهواري الذي لا يتوقف طموحه عند حد أو مرحلة معينة، فأنا علي ثقة بأنه يدرك حجم الاستحقاقات والتحديات التي تفرض نفسها علي مؤسسة اخبار اليوم الان، ويدرك ان التحديات لا يمكن مواجهتها بفكر تقليدي، أو يمكن تجاوزها بأسلوب الادارة العتيقة، ويعلم ان الصحافة الورقية في مفترق طرق امام الصحافة التليفزيونية والصحافة الاليكترونية، ويؤمن بأن تأهيل البشر للغة العصر الصحفية أهم الان من تجميل المباني وتزيين الحجر، كل هذا يجعلني علي ثقة بأن مرحلة الهواري الطموح ستكون مرحلة تفجير للافكار المبدعة للخروج بمؤسسة اخبار اليوم من التحديات الصعبة، ومرة اخري " الله يعينه علي المسئولية بالمساندة الكاملة من ابناء الدار العريقة " . في نفس السياق وجد الزميل ياسر رزق نفسه في تحد مماثل عندما تولي رئاسة تحرير " الاخبار " قبل الثورة بأيام، الثورة اتاحت لكافة الصحف زخات من المواد الاخبارية والاعلامية التي تحتم عملية السبق والمنافسة لاختطاف القاريء، وبسرعة البرق، وبجرأة المبدع المبتكر، والمهني المغامر، كسر الزميل ياسر رزق تقليدية الصورة النمطية التي كان عليها تبويب " الاخبار "، وخرج بمضمونها من صحيفة الحزب والحكومة إلي صحيفة الشعب التي تتجاوز كل خطوط صحف المعارضة، ابداع ياسر رزق في الكلمة والفكرة والعنوان جعله اول كاتب تقام عليه دعوي قضائية من الرئيس السابق، وفي هذا شرف له وللمهنة . صديق عمري الكاتب الصحفي سيد النجار رئيس تحرير " اخبار اليوم "، جمعتنا الفكرة والمحبة واللقمة المشتركة، ومشروب الينسون في المكاتب المختلفة التي تنقل بينها، مهني يتسم بدماثة الخلق، عاشق اخبار اليوم التي يقضي بين جدرانها أكثر من 14 ساعة في اليوم، لهذا جاءته رئاسة أخبار اليوم تقديرا لمهنيته وإخلاصه ومحبته للدار التي اعطاها من وقته أكثر مما اعطاه لبيته . الثالوث " محمد الهواري - سيد النجار - ياسر رزق " جاءوا للمسئولية الصعبة في ظروف صعبة، لكن تاريخ اخبار اليوم الطويل والعريق يثبت ان صمود هذه الدار في وجه التحديات نابع من حب ابنائها وتكاتفهم علي قلب رجل واحد .