أحمد الله سبحانه وتعالي، أن منحني من فضله وكرمه الكثير، وأسبغ عليّ من عطائه الفياض ما يجعلني دائم الشكر والامتنان لنعمته وعطائه غير المحدود في كل وقت، وكل حين، بطول رحلتي المهنية ومشوار حياتي العملية، التي بدأت في أوائل السبعينات صحفياٍ مبتدئا، يخطو خطواته الأولي في بلاط صاحبة الجلالة، في أروقة دارنا العريقة " أخبار اليوم " متدرباً في جريدة الأخبار، علي أيدي عمالقة الصحافة، في مصر والعالم العربي، في ذلك الزمان. وإذا كان لي الآن، أن أقلب صفحات الذاكرة، رجوعاً بالزمن الي الوراء، وصولاً الي لحظة إطلالتي الأولي علي مبني مؤسسة أخبار اليوم الشامخ، في شارع الصحافة، فلعلي أتوقف أمام حلم حياتي، الذي تمنيت تحقيقه في تلك اللحظة الفارقة، من مسيرة الحياة، وهو أن أكون جديراً، في يوم من الأيام بإنتسابي، ثم إنضمامي، لهذه الأسرة الرائعة، والمتوهجة في عالم الصحافة، بكل ما تضمه من نجوم لامعة، وأقلام متألقة في سماء الكلمة والموقف. ومنذ هذه اللحظة، وطوال هذه السنوات، التي مرت كلمح البصر أو أشد سرعة، كان حبي يزداد، وولائي يعظم ويكبر لهذه المؤسسة، التي هي دارنا بكل ما تحمل كلمة الدار، من معان إنسانية راقية تضم في أعطافها ترابط الأسرة الواحدة، ودفء الصداقة والزمالة، وواجب التقدير والاحترام للأساتذة الكبار، الذين لم يبخلوا علينا بالصقل والارشاد والخبرة، حتي اصبحنا مؤهلين للمنافسة الشريفة في السباق الساخن، والمشتعل دائما وأبداً، في بلاط صاحبة الجلالة، علي السبق الصحفي، واشباع نهم القراء الدائم، لمعرفة الخبايا والمعلومات وراء كل خبر، وكل موضوع، وهو ما تميزت ولا تزال تتميز به صحف ومطبوعات أخبار اليوم. أقول ذلك الآن بعد أن جرت علي صفحات الجرائد وصحف أخبار اليوم بالذات أحداث ووقائع عديدة، بطول وعرض الأيام، والأسابيع والشهور، والسنوات الماضية، منذ السبعينات وحتي اليوم، هي في مجملها، وتفاصيلها، مرآة لتاريخ مصر والمنطقة العربية، والعالم في هذه الحقبة الهامة من الزمان، والتي شهدت تقلبات كثيرة، ومتغيرات جسيمة في مصائر الشعوب والدول وكذلك الأفراد،...، وقد انتابني منها كما انتاب كل البشر، الكثير والكثير الذي أحمد الله عليه، وأشكر فضله. وأقوله الآن، بعد أن هيأ لي الله بعزته وجلاله، أن أسلم راية مؤسسة أخبار اليوم، ورئاسة مجلس إدارتها، الي زميل وصديق من أبناء المؤسسة، أعتز به، وأثق في كفاءته، وهو الصديق الصحفي محمد الهواري الذي أتمني له كل الخير والتوفيق في المهمة الثقيلة الملقاة علي عاتقه الآن. وان جاز لي أن أسجل في هذه اللحظة مشاعري الصادقة، فلا بد أن أقول إنها نفس مشاعر السعادة والحب التي غمرتني لحظة تسليمي الراية والمسئولية الي زميلي العزيز وأخي الأصغر، الصحفي ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار، في مثل هذا اليوم من عام مضي، وكانت ثقتي فيه كبيرة علي المستوي المهني والشخصي، وكان علي قدر هذه الثقة. وبقي ان أعتذر للقراء عن الخوض في شأن خاص، ولكن عذري أنه أيضاً له من العمومية بأكثر مما له من الخصوصية، حيث إنه تعبير صادق عن ايماني بأهمية تواصل الأجيال وأمانة تسليم الرايات.