أحمد شفيق في آخر حديث قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة :

إذا أبعدتني المحكمة عن سباق الرئاسة سأدافع عن حقي إلي يوم القيامة أول قراراتي استكمال الهوية المصرية لأبناء سيناء وإعادة النوبيين لأراضيهم أول مشروعاتي منطقة صناعية من بورسعيد للسويس وأخري

الفريق شفيق فى حواره مع رئيس ومديرو تحرير » الأخبار« في الساعات الأخيرة قبل بدء فترة الصمت الانتخابي لجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة منتصف الليلة.. وفي اللحظات الأخيرة قبل صدور حكم المحكمة الدستورية العليا اليوم بشأن قانون العزل وقانوني مجلسي الشعب والشوري اختص الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي »الأخبار« بآخر حديث صحفي قبل الانتخابات بدأه بالتأكيد علي أن »الأخبار« هي العمود الفقري للمصريين جميعا ولكل مصري محب لبلده ولكل مجتهد. وعلي مدي ساعتين فتح الفريق شفيق قلبه وعقله وأجاب علي أسئلتنا بكل صراحة مؤكدا أنه إذا ابعدته المحكمة الدستورية اليوم عن سباق الرئاسة سيدافع عن حقه إلي يوم القيامة ولن يرضي بأي حكم جائر لكن إذا أجريت الانتخابات بعد غد وقدر له الله الفوز سيكون أول قراراته استكمال الهوية المصرية لأبناء سيناء وإعادة النوبيين إلي أراضيهم و أول مشروعاته منطقة صناعية من بورسعيد للسويس حول القناة وأخري بجوار بحيرة ناصر. وحول تصوراته لما سيكون عليه شكل مؤسسة الرئاسة قال أتصور أن يكون هناك 3 نواب للرئيس يمثلون عناصر الأمة.. مسلم ومسيحي وامرأة وأفضل تشكيل حكومة وحدة وطنية وليست ائتلافية.. وحدد شروطا لتولي المناصب هي الرجولة والمسئولية وطهارة اليد وحسن السمعة والكفاءة مؤكدا انه لن يتردد في تغيير أي شخص لا يثبت جدارته أو فقد أحد عناصر اختياره لأن جرأته في الاقصاء لن تقل عن جرأته في الاختيار. وأعرب شفيق عن اعتقاده ان الدولة »شاخت« في افكارها.. وأكد ان مكان الشباب محجوز في كل مؤسسات الدولة. وأكد انه لن يصدر قرارا بالعفو الصحي عن مبارك.. وتوقع ان تحدث اضطرابات اذا فاز الإخوان بالرئاسة لكنه لا يتوقع ان يصل الأمر الي حدوث انقلاب عسكري. وشدد شفيق علي ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون لائقا صحيا.. وقال صحتي زي البمب.. ولست مجنونا حتي أترشح لحكم مصر وأنا تعبان! وتعهد شفيق بتحقيق كل الضمانات الاجتماعية التي ترفع من مستوي المعيشة وتحسين المرتبات والمعاشات والعلاج . وقال انه يتمني عدم حل البرلمان.. مؤكدا انه لن يصدر قرار »الحل« اذا اصبح رئيسا. وانهي شفيق الحوار بدعوة كل المصريين للادلاء بأصواتهم حتي تأتي نتيجة الانتخابات معبرة عن الاغبية فعلا.. وليست اغلبية من صوتوا فقط.
ما هو اول قرار ستتخذه بعد فوزك في الانتخابات الرئاسية ؟
بصرف النظر عن أي شيئ أو ظروف عندما أتولي أي مسئولية جديدة ، أعتمد علي ما يسمي في علم الإدارة ب" النجاح القصير السريع " لأننا في مصر إعتدنا علي مقاومة التغيير ، لماذا ؟ لأنه عادة يقترن بأي تغيير أشخاص يخرجون ليرددوا نغمة " هما دول هيعملوا إيه" ؟ .. ولكي نوقف هذه النغمة المضادة التي تعثر الحركة ولا تشجعها من الافضل أن نقتطع جزءاً من المشروع الرئيسي الذي سيأخذ عدة سنوات ونسرع به الخطي جداً وعلي المستوي الذي نريده وفي فترة وجيزة للغاية .. بعد ذلك لابد من دعوة المواطنين ليروا ماتحقق وبعدها سيقولون أن هناك شيئاً مختلفاً وتدريجياً ستقل المعارضة وسينتظر جميع المعترضين وعامة الشعب لمشاهدة المزيد .
من هذا المنطلق عقب إختياري كرئيس للوزراء إتخذت قراراً كنت مستاء منه عندما كنت وزيراً للطيران وهو قرار تقسيم المحافظات لأنه في نظري حتي لو كان سليما كروح إلا أن مضمونه كان " فسدان " لأنه يدخل مساحات من الاراضي في كردون المباني ألخ وكان وراءه أغراض !! .
وجامعة النيل أيضا كانت " غيظاني " ليس كمبدأ .. لأنني بالطبع أريد أن يتعلم الطلاب بمستوي جيد ولابد أن يستمر ذلك ، ولكن ما هي علاقة ملكية الدولة للأراضي والمباني والمنشأت بكفاءة عملية تدار داخل المبني .. كيف نعطي كل هذه الثروة بملاليم لجمعية من 10 أشخاص دفعوا كل واحد فيهم مبلغ 1000 جنية ويقولون أنهم عملين مؤسسة لا تهدف الي الربح .. هذا كلام "خداعي" و" ضحك علي الدقون " .
فالموضوع كان في ذهني قبل ان أتولي رئاسة الوزراء وعندما تم تعييني رئيسا للوزراء إتصلت بالامانة العامة لمجلس الوزراء وطلبت إعداد قرار بإلغاء جامعة النيل وإعادتها للدولة وقرار بإلغاء تقسيم المحافظات ، وعلي هذا الاساس لم أوقع قرارا في مجلس الوزراء إلا بعد تنفيذ هذه القرارات .. في جعبتي عدة قرارات لابد أن تسبق غيرها لكي تدل علي المصداقية :
أولا : إستكمال الهوية المصرية لأبناء سيناء والصحراء الغربية فوراً .. وحكاية أنه محظور عليهم شراء الأرض أو التحاق أبنائهم في بعض الاجهزة في الدولة ألخ وبعد ذلك نطلب منهم أن يكونوا كاملي الوطنية والاهلية والاخلاص .. طيب إزاي .. هو إحنا منعرفهمش إلا في الحرب فقط لأنهم كانوا يقومون بمساندة القوات المسلحة في كل الاتجاهات .. أحيانا نتخذ خطوات وقرارات ولو أردنا التراجع فيها أو مراجعتها نكون " خوافين.. وكل مسئول يترك إتخاذ هذا القرار للمسئول الذي سيأتي بعده فأصبح ذلك "آفة مصرية " نعاني منها .
ثانيا : بالنسبة لأهل النوبة .. منذ 60 عاما وهم مهجرون منذ بناء السد العالي بعيداً عن أراضيهم وعندما أسأل المسئولين يقولون لي أنهم حصلوا علي أراض وشقق ألخ .. طيب مايأخذوا وإيه المشكلة ؟ لقد إلتقيت بعدد من أهل النوبة في منزلي ووقف احدهم وأكد أنهم لن يكونوا إلا مصريين مهما دعاهم أحد لغير ذلك ومهما يحاول أحد التقليل من وطنيتهم وتكرار سيناريو جنوب السودان علي الاراضي المصرية ولهذا سأتخذ قراراً بعودتهم فوراً الي أراضيهم .. يحسب لأهل النوبة وطنيتهم في إصرارهم علي العودة الي أراضيهم مرة أخري ، و لابد من تمكينهم من أراضيهم وحقوقهم والمعيشة وهذه أكبر مصداقية للنظام القادم .
ثالثا : المرور .. لابد من إصدار التعليمات التي تعيد المرور الي الشكل المنطقي في " لا وقت " .. عندما قلت أنني سأحل مشكلة المرور في 24 ساعة .. ربط الناس هذا بالأمن في الشارع فما علاقة هذا بالامن .. كنت أتحدث عن المرور والالتزام في الشارع المصري ويمكن أن يعود في 12 ساعة او 6 ساعات وسيتم ذلك عندما نفعل القوانين الخاصة بالمرور والتي لا تنفذ .. فعندما تسير سيارة عكس الاتجاه يتم إيقاف الرخصة والسيارة لمدة عام ففي اليوم التالي لن نجد أي سيارة تسير عكس الاتجاه وسيلتزم الجميع بالقانون إذن سبب مشكلة المرور هو عدم تفعيل القوانين والجدية في الالتزام بها ومتابعة المخالفات في ذلك .. هناك قوانين لا تكلفنا إلا تفعيلها وأن نخلص في ذلك.
أول مشروعاتي
لدي أيضا مشروعين رئيسيين وثالث يكملهم .. لابد أن يعرف العالم فوراً أن الرئيس القادم جاد فيهما ..
وأولهما المنطقة الاقتصادية الخاصة وليس فقط في بورسعيد والسويس ولكن عندما نأخذ حوالي 50 كيلو مترا داخل سيناء و20 كيلو متر في الأرض الخضراء في الناحية المقابلة .. الجو سليم والأرض مستوية والأيدي العاملة رخيصة والشمس موجودة طوال النهار وهذا أعظم مجري مائي في التاريخ يربط بين الشرق والغرب ... فإلي متي سننتظر .. هل سننتظر حتي تكون هناك دبي ثانية وثالثة ورابعة مع كل الحب والتقدير لدبي وما تم فيها .
لدينا إمكانيات تفوق الخيال في تلك المنطقة ولكن ينقصنا إتخاذ القرار فوراً .. والارض تنادي .. ومن اليوم الثاني لابد أن تتوجه لجان الي هذه المنطقة وتعلن عن إقامة أكبر منطقة صناعية في التاريخ .. أو منطقة إقتصادية حرة أو خاصة بالشكل الذي نريده .. والعالم كله ينتقل الآن من "الأرض الأم " الي الأرض "الأرخص "التي يستطيع التسوق فيها.. وأمامنا جميعا مثال في الصين وبعدها ماليزيا وبعدها أندونيسيا .
كيف يمكن تصور جميع الاقتصاديات العالمية تعبر علي مصر للتوجه الي هذه الدول ويقيمون مصانعهم وشركاتهم .. مع وجود قناة السويس التي لو إقيمت هذه المصانع علي حافة قناة السويس لأحدثت طفرات كبيرة في الاقتصاد المصري .. نحن لدينا ميزات ليست موجودة في أي دولة بالعالم .. وهناك ما لايقل عن 80 مركب تمر علي مصر من قناة السويس يوميا.
وقال شفيق أن أي قافلة أو سفن تقف في البحيرات المرة .. هذا في حد ذاته مزار .. عندما كنت أجلس بجوار هذه البحيرات كنت أقول أننا لو لدينا ناس بتفهم ومجتهدين تبقي القناة أحسن مسطح مائي في العالم " للترفيه المائي " فلدينا الشمس والمياة والجو العام وينزل السائح في هذه المنطقة للتمتع بالمياة والشمس ويلحق بالقوافل والسفن بالسويس أو الغردقة بعد ذلك .. هذه المنطقة تنطق أنا هنا . هناك أيضا منطقة بحيرة ناصر وما حولها فهذه المنطقة يقيمها العالم بأنها السلة الحقيقية لغذاء الشعب المصري كله ولو أحسن إستخدام البحيرة بالأرض البكر الموجودة حولها والصيد والتصنيع السمكي والزراعي فستصبح هذه المنطقة مهمة جداً لمصر في السنوات القادمة .
من اليوم الثاني لتحملي المسئولية سأتوجه للعالم واعلن عن جميع هذه المناطق لأننا نحتاج الي إعادة المصداقية للاقتصاد المصري .. الذي يعاني من إنهيار كامل والجميع يعلم ذلك وإذا لم تتدفق علينا الأموال والاستثمارات في أسرع وقت فلن نستطيع أن نكمل المشوار .. الفلوس جاهزة والتدفقات والاستثمارات الاجنبية ستعود عقب إعادة الهدوء الي البلاد وإستقرار الاوضاع .. بالنسبة للدول العربية من مصلحتها أن تسعي وتبادر كل دولة لأن يكون لها أولوية في إعادة بناء مصر وهذا سيكون نقطة إغراء لدعم مصر والاموال موجودة وكل شئ موجود ولكن الجميع يحجم لأنه خائف من المستقبل .. لذلك فالجميع ينتظر حتي المصريون خبأوا فلوسهم تحت البلاطة . هناك مشروع ثالث هو إقامة منطقة صناعية علي الطريق الذي يربط بين البحر الاحمر والوادي وهي منطقة نموذجية جداً .. وكذلك المشروع التاريخي لمصر وهو ممر التنمية فبعد أن جاء د. فاروق الباز وقدم عرضاً للمشروع وتم البدء في العمل فيه .. وعاد فتعثر مرة أخري .. لابد من حسم الامر بالنسبة لهذا المشروع فالبعض يهاجمه ويؤكد أنه "خدعة " الموضوع يحتاج الي دراسة والتعمق فيه لحسمه سواء بالتنفيذ او عدم تنفيذه ولابد من دراسته بتأن. هذا ملخص للقرارات الخمسة المهمة التي سأتخذها في بداية تحملي المسئولية وهي إقامة المنطقتين الصناعيتين وأهالي النوبة وأهالي سيناء والمرور .. لقد درست جميع الخطوات المتعلقة بهذه القرارات جيداً ومستعد لتنفيذها فوراً.
وأكد شفيق أنه لابد من فرض الالتزام في كل شئ لأن مصر " اللي مضيعها من أعلي قمتها إلي أسفلها هو فقدان الالتزام " ..لأول مرة الشعب نفسه ينادي من داخله بالالتزام وهذا مهم جدا .. مصر قادرة علي إحداث إنقلاب في الاتجاه المعاكس عن الاتجاه الذي تسير فيه بأسرع ما يمكن وسيكون من الاعمدة الفقرية للموضوع هو إستعادة عاجلة للمصداقية في الدولة المصرية ولابد أن يكون هناك أركان نظام قوي وأن يلاحظ العالم أن هناك حكومة ، ولابد من نقل هذا الشعور للخارج في إطار كامل من الديمقراطية حتي لا نحارب بعد ذلك .
من هم معاونوك؟
هل وضعت يدك علي هؤلاء الاشخاص أو رجال الدولة الذين سيساندونك لتنفيذ كل تحدثت عنه ؟
مصر تفتقد لل system أو "النظام أوالمنهج او الخطة " وعندما نتحدث عن البدء في إقامة هذا النظام او المنهج فهذا يحتاج الي ما يقل عن 10 سنوات ، وهذا النظام أو المنهج يعني أنه عندما يكون هناك مسئول وينفذ بعض المشروعات أو إتخذ عدد من القرارات مثلا وعندما يترك منصبه لا يأتي المسئول الذي يعقبه ويلغي كل هذه المشروعات او القرارات ولكن لابد من الانتهاء منها ، والنظام يعني ضرورة وجود أصوليات لكل شئ وليس الموضوع بأهواء شخصية . والدول في مراحل غياب هذا النظام لا تنتظر فلابد أن تلجأ الي نظام علي شكل مصغر حتي يقوم النظام العام في بناء نظام أكبر ، مشيرا الي أن حسن الاختيار هو المنهج للفترة القادمة.. ولابد أن تكون هناك معايير عامة للإختيار هي السمعة أو الخلفية والنشاط ألخ .. ويمكن أن تتغير كل هذه العناصر خلال 6 شهور.. قد يفشل أو بدأ في مد يده .. فيتم تغييره فوراً والمبدأ الاساسي في الاختيار سيكون " الرجولة "وتحمل المسئولية وحسن الإدارة والسمعة وعينه مليانة .. ونحن نحتاج الآن الي أشخاص مديرين .. فهناك مثلا رجل تجاري يدير مشروعا صناعيا والذي يدير شركات الطيران العالمية ليس طيارا . عندما تكون لدينا جرأة في الاختيار لابد أن تكون لدينا جرأة في الاستغناء .فأي مسئول سيتضح مستوي ادائه خلال 6 أشهر والبوصلة الخاصة به سوف تظهر سواء كان الاختيار جيدا أم خطأ وفيه منه رجا ولا لأ ؟.
.. المهندس عاطف عبد الحميد مثال لما أقول بعدما تولي رئاسة شركة مصر للطيران دخلت الشركة أثناء توليه المسئولية الي اكبر "تحالف طيران في العالم وهو شركة »star airlines alliance« وكذلك شركة " رولزرويس " التي أقامت شراكة مع شركة مصر للطيران وهي أكبر شركة محركات طيران في العالم تتيح لاي طيران في المنطقة أن يقوم بصيانة طائراته في مصر للطيران وهذا شئ مهول وليس بسيطا. كما قامت شركة " لوفتهانزا " بتوقيع نفس العقد مع مصر للطيران علي كل المحركات وهذا نهضة خطيرة جداً .
المصالحة الوطنية
عندما نقول المصالحة الوطنية فهي ضرورة فعلاً مع كل أطراف النزاع القائم حالياً.. مفيش كلام المنهج الاخواني والمنهج الليبرالي متباعدان تماماً هل سنظل مختلفين ومتخانقين.. مش معقول.. في مؤتمر صحفي منذ أيام قلت بعدما سألني أحد الصحفيين: هل تتبني حالياً مبدأ الهجوم علي الاخوان؟ قلت له: نعم.. لأنه كان من الضروري أن أوضح للناس أن لي وجهاً آخر أستخدمه مع المتعاملين معي بطريقة لا أخلاقية.. أهاجم لأني رأيت الشرطة تلقي القبض علي بعض الناس متلبسين بأنهم يدّعون أن أحمد شفيق بيوزع أموال »002 جنيه« مقابل كل صوت وتم تصوير ذلك بالفيديو والصور الفوتوغرابية في حلوان وفي الدرب الأحمر والوايلي.. وأهاجم لأن الناس لازم تعرف انني لو قصدت أخرج ما لدي فلدي الكثير وليس معني ذلك انني سأسكت ولكن ما أقوم به حالياً من مرحلة هجوم هو تكتيك في العملية الانتخابية، وهذا كان متعمداً.. سأسكت هنا وأهاجم في منطقة أخري.. يجب أن أظهر للناخب بعض ما أراه حول الانتخابات وهذا لم يكن من الممكن أن يظهر في الجولة الأولي للانتخابات لكنه كان لازماً في جولة الإعادة.
وإذا ما عدنا للمصالحة قلت للناس: يا جماعة الدول المتحضرة المرشحين بيقطعوا بعضهم البعض في أي انتخابات وعلي أي مستوي.. وفي فرنسا فاز رولاند علي ساركوزي بفارق 1٪ ومع ذلك انتظمت الأمور.. تم اختيار أحد المرشحين والتزم الجميع خاصة إذا تم حلف اليمين لأننا في تلك اللحظة نصبح كلنا نبحر بمركب واحد من الشاطئ.. أي عطب أو ثقب في هذه السفينة ستغرق بنا جميعاً.
يجب أن يكون لدينا جرعة حضارية، متي نختلف ومتي نتفق ولازم نتفق ويا رب نتفق ويا رب ما نحبش بعض بس نتفق.. خلاص المركب أصبح واحداً وربان واحد يتكلم.. ولو تنازع الناس اللي علي ظهر المركب وحدث به ثقب سيغرق ولن ينحو أحد.
رئيس وزراء إخواني
يقال انك لو نجحت ربما تفكر في اختيار رئيس وزراء اخواني؟
ليس هناك قيد ولكن لو افترضنا انني عينت رئيس وزراء اخواني اليوم هل من الممكن أن الجماهير تتقبل هذا الوضع أو هذا الاختيار فيصبح الأمر غير واقعي؟!
هنا أقول ان التعامل يجب أن يكون مطلقاً مع الأمور.. إلا لو مثلاً حدث خلاف بين الحكومة ومجلس الشعب وكانت الحكومة علي حق.. التوازنات يجب أن تكون يوماً بيوم لكن أنا لم أتحدث أو أحدد أي شخص لتولي الحكومة لكنني أعلنت في إحدي الفضائيات انه لو كان اخوانياً فليكن اخوانياً والحقيقة أنا قلت إسلامي والدليل انني كنت مرشح واحد سلفي معتدل جداً ليكون نائباً للرئيس والفكرة في الحقيقة ذابت مع الأحداث.. ولكن ليس هناك قيد علي شيء طالما هناك مصلحة لمصر.
أحد عناصر القدرة أن تكون طليق اليد.. عندما تستشعر أنك أخطأت تعود وترجع.
هل تفضلها حكومة ائتلافية أم حكومة تكنوقراط أم حكومة من السياسيين تمثل قوي سياسية بالإضافة لتكنوقراط في الوزارات المتخصصة أم حكومة كلها سياسيون؟!
الوزارات في الزمن الماضي كانت كلها سياسية.. ولذلك كان خريج الحقوق أكثر واحد له نصيب في مناصب الوزراء وكان ساعتها الوزارة فيها الوزير سياسي ووكيل أول الوزارة تكنوقراط 001٪ وكان هو الذي يقوم بتسيير أمور الوزارة.. الوزير يضع السياسة العامة ووكيل الوزارة ينفذها.. هل نحن فجأة سنصبح كذلك.. لا أعتقد أن هناك شيئاً يمكن أن يتم فجأة.. أنا أري أن وزارة الدفاع لازم يمسكها تكنوقراط كذلك وزارة الطيران مثلاً يمسكها واحد من داخلها لأن من يأتي من خارجها لن يفهم ما يدور فيها ويمكن أن يغرق في دهاليزها خاصة إذا لم يكن هناك إخلاص من جانب العاملين لأي وزير سياسي وقد يفشل.
الوزارة التي أراها لا يجب أن تكون ائتلافية مسمي الائتلافية لا مجال له لأننا ليس لدينا الأحزاب التي تقوم بهذا العمل فلا يجب ولا يجوز أن يكون الائتلاف 9 من 01 تسعة في ناحية وواحد في الجانب الآخر.. هذا طريق غير مأمون.
يمكن أن نطلق علي الوزارة مثلاً وزارة وحدة وطنية.. يجب أن يكون الاختيار مثالياً بأن نأتي بمن نثق أنه سيقوم بقفزة في وزارته.. ناس من داخل البرلمان وناس من خارجه.. كل من يتصف بصفة الوطنية ونستطيع أن نقول إنه يحدث التغيير فليدخل الوزارة.
هل سيتم ذلك بالاتفاق مع القوي السياسية؟
لا طبعاً.. أعتقد أنه قرار رئيس الجمهورية ولكن من في هذا الزمان يستطيع أن يعمل دون أن يكون هناك تفاهم مع من حوله.. لابد أن يكون هناك تشاور مع كل الأطراف.
هل أنت مستقر علي رئيس الوزراء ونواب الرئيس؟
حتي هذه اللحظة لم يتحدد ذلك لأنه شغلتني خلال الفترة السابقة أمور كثيرة قبل 3 شهور كان من الممكن أن أفكر في هذا الأمر ولكن العملية الانتخابية شغلتني وأجلت التفكير فيها لبعض الوقت. موضوع نواب الرئيس ليس المهم فيه الاسم ولكن الأهم هو أن نحدد فيهم عناصر الدولة المرأة والمسيحي والمسلم.. لابد السيدة تمثل ولابد المسيحي يمثل.
نواب الرئيس
هل حددت عدد نواب الرئيس؟
لا.. لم أحدد العدد ولكني كنت أتخيلهم اثنان أو ثلاثة ولكن هناك شيء يجب أن يفهم.. انني مثلاً لو اخترت سيدة كنائبة لرئيس الجمهورية ليس ذلك معناه أنها ستستأثر بأمور المرأة فقط.. بالعكس لن تتكلم في أمور المرأة وكذلك المسيحي لا يتكلم في أمور المسيحيين ولكن يجب أن نعتاد جميعاً أننا في قارب واحد ووطن واحد بكل التنوع الذي يحتويه وسيتم توزيع العمل مع النواب.. لكل واحد منهم الملف الخاص به ويتم توزيع العمل بينهم ولكن ليس بشكل محوري بحيث يصبح ذلك تخصصاً لكل نائب ولكن بصورة عمومية فأنا مثلاً لا أستدعي مدرساً ليتولي مسئولية التعليم وهكذا فدور النواب أكبر شمولية وأوسع استراتيجياً. أنا فقط أقول إن اختيار سيدة لا يعني تولي أمور المرأة فقط ولا الرجل ليتولي أمور الرجال فقط.
الرئيس والقوات المسلحة
البلد مليئة بالشائعات ويتردد أنك مرشح المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. وعلي النقيض يتردد أيضاً أنك لو جئت رئيساً للجمهورية سيكون تدخلك في القوات المسلحة أكثر من غيرك.. بمعني أنك ستجري تغييرات لتجديد دماء القوات المسلحة؟
التناقض نفسه في الكلام يؤكد أنه ليست هناك ثوابت.. هناك من يقول الشيء وعكسه. الإنسان يجب أن تكون قراراته كبيرة.. رئيس الجمهورية هو القائد الأعلي للقوات المسلحة وقيادته العليا لا تعني أنه يدير القوات المسلحة.. قيادته الأعلي فقط من أجل ألا تخوض البلاد حرباً إلا إذا أعلنها الرئيس.. لن نخوض حرباً إلا إذا جاء أكبر رأس في الدولة.. القائد الأعلي الذي انتخبه الناس ليقول سنخوض الحرب.. ليس هناك تدخل من هذا القائد من أمور القوات المسلحة مطلقاً. الدليل علي ذلك مثلاً أن القائد العام عندما يذهب لرئيس الجمهورية لاعتماد قرارات بالترقية أو خلافه فإنه ليس عرفاً أن يكون هناك تعديل ولكن قد تكون هناك أمور شكلية.
أي إنسان لديه قدر معقول من الكياسة وحسن التصرف سيؤدي هذا الدور علي أكمل وجه دون التدخل في أمور القوات المسلحة.. والقوات المسلحة كما هو معروف لها قائد عام.. وهذا هو دوره.
السياريوهات المحتملة
لدينا سيناريوهان الآن علي الساحة السياسية.. الأول أن تتم الانتخابات يومي السبت والأحد القادمين، وهناك من يروج لفكرة أن مصر سوف تشتعل بأكملها وأن جماعة الاخوان سترفض النتائج وتدعي التزوير أو أن قوي ثورية أخري ستعتبر نفسها هزمت في هذه المعركة.. من المجموعات في الميدان وستحدث قلاقل في الميدان، كيف يمكنك أن تتصدي لهذا الأمر إذا استمر الوضع كذلك بعد أدائك اليمين؟.. كذلك إذا تم تأجيل الانتخابات.. وكل السيناريوهات مفتوحة.. اما الحكم بعدم دستورية قانون العزل أو رفضه من حيث الشكل انتظاراً أن تكون هناك قضية أخري ترفع بالطريق السليم قانوناً ويتم الفصل في دستوريته من عدمه وتؤجل الانتخابات لما بعد إعداد الدستور والانتخابات البرلمانية؟
يجب أن يعي الناس أن ما حدث في 52 يناير غير الموقف الذي يمكن أن يحدث الآن.. في 52 يناير كان هناك مليون واحد نزلوا الميدان.. لكن كان هناك أكثر من 08 مليون في المنازل وافقوا علي ما يدور لذلك كانت الثورة ثورة جمد علي أثرها مجلس الشعب وتم حل الوزارة بمعني شامل لكلمة الثورة.
لكن النهارده الشعب استقر و15٪ اختاروا فلان أيا من كان.. تلك هي الإرادة الشعبية.. من يرفض الآن علي العين والرأس لكن لا تفرض رفضك علي الناس، اعلن رفضك لكن لا تفرض رأيك علي الصناديق التي أتت بإرادة شعبية بمن انتخب.
اعمل المظاهرة في إطار القوانين التي تحدد المظاهرة ستكون بأي أسلوب وبأي شكل والإخطار عنها كيف يتم ومتي ووقتها ومدتها ومحظور فيها أن تعطل الطريق العام أو المواصلات ومحظور أن تلقي الحجارة لتحطم المحلات أو وسائل النقل العام أو الممتلكات الخاصة أو العامة.. المظاهرة يجب أن تكون حضارية، اعمل ما تشاء لك ويحلو لك ولكن في الإطار القانوني. عندما قلت ان ما حدث في العباسية تجربة أخذوها عليّ مع ان هذه التجربة كانت تجربة حضارية جداً.. ظل المتظاهرون يقفون أكثر من أسبوع يسبون ويلقون بالحجارة وعندما تحركوا لاقتحام وزارة الدفاع الجهاز الأمني سواء كان من جنود الشرطة أو قوات الجيش كان لابد أن يمنعهم.. تحرك الجيش بحضارية وتم فض الاعتصام في عملية نموذجية لم يصب فيها أي إنسان.. من هنا كان كلامي.. الدولة استخدمت صلاحياتها في فض الاعتصام بطريقة سلمية لا عنف فيها ودون ضحايا أو مصابين.
لو ثبت أن الاخوان وراء الأحداث وأنهم المحرضون فيها.. هل يمكن أن تدخل في صدام معهم؟
أنا أقول أليست جماعة الاخوان مواطنين مصريين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.. هل الاخواني له مواصفة خاصة.. المخطئ يجب أن يحاسب.
حل البرلمان
هل ستكون سعيداً لو صدر قرار بحل البرلمان؟
أنا في داخلي وإن كان الأمر بيد المحكمة لا أحبذ أن يتم حل البرلمان.. أنا أتمني ألا يتم حل البرلمان ولو كان في صلاحية رئيس الدولة حل البرلمان لا أنوي تفعيل هذه الصلاحية.
وماذا لو تم تأجيل الانتخابات.. وفتح باب الترشيح مرة أخري بعد 4 شهور؟
لو أبعدت بحكم المحكمة فأنا أري أن ذلك سيكون حكماً جائراً عليّ وسوف أدافع عن حقي إلي يوم القيامة والقرار الجائر الذي ينتقي واحداً أو اثنين ويؤكد أنهما محظوران غير قانوني وهناك من المحظورين ما يجب أن يشملهم القانون غيري.. وهذا الموضوع سوف أخوض فيه إلي أبعد مدي لاستعادة حقي.
سأعيد للشباب ثورتهم
كيف ستعيد كما قلت للشباب ثورتهم؟
الثوار عندما قاموا بالثورة نادوا بأشياء عادلة أولها العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وأعتقد أن العيش هو الاقتصاد وعلي التوازي يجب أن يأخذ الشباب دورهم في كل عناصر الدولة وفي كل أجهزة، ليس هناك خوف من أن يكون نصف المسئولين من الشباب مع وجود الخبرة.. من الكبار والشيوخ.. الشباب سيكتسب الخبرة منهم وهذه خطوة في رأيي إيجابية لأننا هنا نحصل علي طاقة من هذا الشباب واندفاعه وحماسه والتجربة هي التي تفرز من أخطأ ومن أدي واجبه ودوره.. وهذا هو المطلوب ويتم دعم الصالح وإبعاد من لا يصلح.
الدولة مع الأسف شاخت خلال الفترات السابقة في الفكر والركود أصاب الدولة حتي ولو كانت الأجيال تتغير لكن هناك مظلة في الركود تحتاج إلي أن نجدد الدماء في شرايين الدولة.
كيف يمكن إحداث نقلة سريعة في حياة البسطاء حتي لا يتعرض الوطن لثورة جياع خاصة لو عرفنا أن الثورة التي قام بها الشباب ومنهم من تعلم في الجامعة وفي الخارج كانت من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وهي مطلب البسطاء؟
كما قلت ان تطوير الاقتصاد خطواتي فيه ثابتة جداً.. ثقتي كاملة في أن أستعيد الاستثمارات كما ينبغي، وثقتي في أن النظام الذي سوف أضعه سوف يمكنني من أن أضع من الضوابط ما يمكننا من أن نصبح باختيار الأنظمة والأفراد المناسبين للمؤسسات والأجهزة ما يجعلنا متفائلين ولست متخوفاً ولكن يجب أن نبدأ فوراً.
أعد بكل الضمانات الاجتماعية وتحسين المرتبات ومراعاة كاملة لسكان العشوائيات والعلاج ومستوي التعليم والتأمينات.. حتي أصحاب التاكسي الأبيض الذين لهم مشكلة وغبنوا في هذا المشروع.. الحقيقة عندما تقع يدي علي مشاكل واضحة المعالم فأنا أتصدي لها بكل حزم.
ضحية مبارك
هل كنت ضحية لحسني مبارك الرئيس السابق باختياره لك في وقت صعب كرئيس للوزراء.. هل تعتقد كما يقول المثل أنه حرق كل أوراقك تماما كما حدث مع زكريا محيي الدين عندما اختاره الرئيس عبدالناصر في خطاب التنحي؟
الحقيقة لا مطلقا.. قبل ما يختارني الرئيس السابق حسني مبارك كرئيس للوزراء كان هناك من رشحوني رئيسا للوزراء قبل ذلك بسنوات وأنا وزير للطيران المدني وعندما اخترت رئيسا للوزراء ظن البعض أنني خسرت كثيرا بهذا الاختيار وان الرئيس السابق بالمعني الدارج حرقني بهذا الاختيار.. ولكن الواقع انني بعد خروجي من الوزارة اقتربت من قلوب كثيرين جدا وحتي الفترة التي قضيتها في الوزار قربتني جدا من الناس لقد كان هناك أكثر من 4 آلاف شخص بينهم الكثيرون من الشباب حضروا إلي بيتي عقب خروجي من الوزارة لتأييدي.. خلال الشهر الذي قضيته في الوزارة اكتسبت صداقات عديدة وكثيرة.. فترتي في الوزارة قربتني من الناس خصوصا انني في وزارة الطيران المدني كان تقديري يأتي من الناس التي تتعامل مع المطارات ولكن احتكاكي الحقيقي بالناس لم يأت إلا في الفترة التي قضيتها رئيسا للوزراء.. صحيح كان لها مضارها ومحاسنها لكن أنا الوحيد الذي استطيع ان اقدر هل استفدت منها أم لا؟
العفو الصحي
لو أصبحت رئيسا للجمهورية هل يمكن ان تعفو عن الرئيس السابق نظرا لظروفه الصحية أم سترجع في ذلك لمجلس الشعب؟
بصراحة قد يكون الرئيس السابق واقعا داخل الإطار الذي يسمح بسريان قانون العفو الصحي نتيجة للمرض والسن ولكن مؤكدا درجة الحساسية في هذا الموضوع لا تتيح أي تفعيل أو أي استخدام للصلاحيات التي يجب أن يطبق بها القانون.. وإذا طبق سيساء فهمه.
حزب الكنبة
ماذا تقول للناخبين.. من يقاطع ومن يطلق عليهم حزب الكنبة؟
من يقاطع لا استطيع أن اتكلم معه ومن هم يمثلون حزب الكنبة اقول لهم انزلوا بقوة وشاركوا لسبب ان الناس استاءت للنسبة الضخمة التي حصل عليها الاسلاميون في مجلسي الشعب والشوري ولو كان حزب الكنبة نزل بكامله كانت النسبة تعادلت علي الأقل. أقول للشعب المصري أنزل للانتخابات حتي يصبح التمثيل عادلا ومن أجل أن تصبح النسبة عادلة.
هل عندما تصبح رئيسا ستطلب من الجماعة تقنين أوضاعها القانونية؟
هذا الموضوع سيخضع لآراء القانونيين لأن القانونيين يمكن أن يقولوا لا مجال لأية استثناءات.. ونقول هذا الشكل ليس موجودا في الدولة إلا في هذا الإطار إذا الكل يدخل تحت بند الجمعيات أو غيره أو يقولون لا هناك بند آخر يمكن تطبيقه يطلق عليه كذا ولذلك لا استطيع ان اقول فيه شيئا القانونيون هم أصحاب الرأي فيه.
لو وصل الإخوان إلي سدة الحكم فماذا ستكون صورة مصر في رأيك؟
في الحقيقة لن تكون الصورة النموذجية بحال من الأحوال.
قد يحدث اضطرابات؟
اعتقد آه.
قد يحدث انقلاب عسكري؟
لا أتوقع.
هل قمت بتحليل نتائج انتخابات المرحلة الأولي لتستعد للمرحلة الثانية.. وما هي النتائج؟
لو حللتها فسوف احتفظ بالنتيجة لنفسي.
هل أنت مستعد صحياً ونفسياً لحكم مصر؟
اعتقد أنني مستعد تماماً لذلك.. والحمد لله صحتي زي »البمب«.. وأنا مش مجنون علشان اترشح وصحتي »تعبانة«.. وأمارس الرياضة بصفة يومية.. ولابد أن يكون الرئيس لائقاً صحياً.