لا أهالي »مدينتي« مرتاحين.. ولا أهالي »الدويقة« أيضا.. كل منهما في هم وغم.. ولا يعرفون ماذا يفعلون بعد حكمين قضائيين حمل كلا منهما هموما فوق همومهما. ولمن لا يعرف من هم أهل مدينتي ومن هم أهل الدويقة.. اقول انه دولهمه ناس وضعوا الالاف والملايين في رسومات وماكيتات تحمل اسم رجل المقاولات الشهير طلعت مصطفي الذي اعتاد الناس علي نجاح كل مشروعاته العقارية.. أما دوكهمه.. فهم حاولوا الهرب من قسوة الدنيا عليهم وخنقها وعصرها لهم واختاروا حضن الجبل ليسكنوا فيه.. حتي لو انهار الجبل عليهم.. وقد انهار فعلا وحصدت المأساة 911 قتيلا. أهل مدينتي فوجئوا بحكم نهائي بالغاء عقد شراء المقاول -الموثوق به- لأرض المشروع من الدولة.. لانه جاء بالامر المباشر ولم يتبع القانون في ضرورة بيع الارض بالمزايدة.. كما ان ثمن الارض هو مقابل 7٪ من عدد الوحدات التي ستبنيها الشركة في الموقع.. مما اعتبرته المحكمة خطأ اداريا واهدارا للمال العام. أما أهل الدويقة فقد فوجئوا هم ايضا بحكم يبريء المسئولين الذين ضحت بهم الحكومة وقدمتهم كبش فداء لسقوط الصخرة علي الضحايا الغلابة.. ولم يكن هؤلاء الغلابة الذين راحوا في رمضان 8002 سوي ضحايا للقدر والتغيرات الجيولوجية ولم يكونوا ضحايا للاهمال والتسيب -وإلي حد كبير- للفساد. لم يكن يطمع أهل مدينتي سوي في ان يقول لهم أحد ان اموالهم في أمان.. وأن وحداتهم السكنية في الحفظ والصون.. وان العاملين في الموقع لن يفصلوا من اعمالهم والمساهمين في الشركة لن تخسف بأسهمهم الأرض - هم ينتظرون من يطمئنهم.. ولقد طمأنهم كلام الرئيس مبارك ورئيس الوزراء. ولكنهم مازالوا في انتظار حل المشكلة نهائيا.. والحق.. كل الحق معهم. ولم يكن يطمع أهل الدويقة سوي في أن يشعروا بأن دم الضحايا من اقاربهم لم يضع هدرا.. وأن القانون أو الدولة قد اقتصت لهم.. وأخذت بثأرهم وبردت نارهم. ولكنهم يرون الاسماء التي تصدرت قائمة الاتهام وهم يخرجون من القضية مثل الشعرة بين العجين. أهالي مدينتي فعلا غلابة.. حتي لو كانوا من أصحاب الملايين.. وأهالي الدويقة طبعا غلابة.. بل هم الغلب نفسه، ولا أعتقد ان احدا منهم يتمني ان يبدل مكانه مع الآخر.. فالصخرة وقعت عليهم جميعا.. ولم تترك أحدا منهم. كان الله في عون أهل مدينتي.. وأهل دويقتي.