اعلن مسؤول في حكومة جنوب السودان ان متظاهرين احرقوا مكاتب لحزب المؤتمر الوطني ، الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير، في جنوب السودان اثر اعتقال قادة جنوبيين في العاصمة الخرطوم الاثنين. وقال المسؤول انه "تم احراق المقرات العامة للحزب الوطني في رمبيك وواو".ورمبيك هي عاصمة ولاية البحيرات (جنوب) اما واو فهي عاصمة ولاية غرب بحر الغزال (جنوب غرب). واضاف ان "المتظاهرين غاضبون من اعتقال باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ومسؤولين آخرين (من الحركة) في الخرطوم". يأتي ذلك إثر اعتقال السلطات السودانية في ام درمان ، ضاحية الخرطوم ، كلا من باقان اموم وياسر عرمان وعباس جمعة لدى وصولهم الى مقر البرلمان في ام ردمان (ضاحية الخرطوم) حيث كان مقررا اجراء تجمع للمطالبة باصلاحات ديموقراطية في البلاد. كما اعتقلت الشرطة اكثر من 70 متظاهرا آخر بينهم مسؤولون في المعارضة الاسلامية كانوا في طريقهم الى البرلمان, وفرقت بالقوة الجموع التي احتشدت للتظاهر. ولم تتوصل الحركة الشعبية لتحرير السودان الى اتفاق مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير حول اجراء اصلاحات ديموقراطية قبل الانتخابات المقررة في ابريل /نيسان 2010 ولا حول القانون الذي سيتم بموجبه في يناير/كانون الثاني 2011 اجراء استفتاء حول انفصال جنوب السودان او عدمه. وتشارك الحركة الشعبية لتحرير السودان في ائتلاف حكومي مع حزب المؤتمر الوطني بموجب اتفاق السلام الموقع عام 2005 والذي أنهى اكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه. وضربت الشرطة المتظاهرين والمتفرجين الذين احتشدوا خارج البرلمان منذ الساعات الاولى من صباح الاثنين بالهراوات فيما اقتيد شخص وهو يهتف قائلا //الحرية.// واحتشد مئات من أنصار الحركة الشعبية والمعارضة في المنطقة بعد الاعتقالات وطوقتهم الشرطة.كما تجمع بعض المحتجين خارج مقر حزب الامة المعارض واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وساد مناطق أخرى من الخرطوم هدوء غير معتاد بعد أن أعلنت سلطات الولاية عطلة رسمية في اللحظة الاخيرة قالت انها لتشجيع الناس على المشاركة في اليوم الاخير للتسجيل قبل الانتخابات. وكانت الحركة الشعبية وأحزاب المعارضة قد دعت للمظاهرة خارج البرلمان للمطالبة باصلاحات ديمقراطية في تحد نادر للرئيس عمر حسن البشير. وأعلنت السلطات السودانية الاحد حظر المظاهرة. وصرح ابراهيم الغندور وهو مسؤول بارز في حزب المؤتمر الوطني بأن وزارة الداخلية أعلنت ان الاحتجاج غير قانوني لان المنظمين لم يحصلوا على اذن مسبق بتنظيمه.وقال //حزب المؤتمر الوطني ليس ضد العمل الديمقراطي بما في ذلك الاحتجاجات والتجمعات.// وصرح مسؤول في حزب الامة المعارض الاحد بأن هذا الحظر يثبت أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ليس جادا بشأن السماح للاصوات المعارضة بالمشاركة في الانتخابات المقرر ان تجري في ابريل /نيسان عام 2010 . ومن المقرر أن يجري السودان أول انتخابات تعددية خلال 24 عاما بموجب بنود اتفاق سلام عام 2005 الذي تشكل بموجبه ائتلاف حاكم من الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني. وظلت العلاقات بين الخصمين السابقين متوترة وتبادلا الاتهامات بعدم الالتزام بتطبيق الاتفاق الذي يضمن ايضا اجراء الجنوب استفتاء على الاستقلال في يناير كانون الثاني 2011 . وقتل مليونان وفر أربعة ملايين من ديارهم بين عامي 1983 و2005 حيث خاض شمال السودان وجنوبه صراعا بسبب خلافات ايديولوجية وعرقية ودينية. ويغلب على سكان السودان المسلمون بينما يغلب على سكان الجنوب المسيحيون والوثنيون.