مع تصاعد الاحداث في منطقة الخليج العربي وتزايد احتمالات نذر الحرب تتجه الانظار الي ممرات المياه ومضايق البحار والمحيطات باعتبارها الحاكمة للمرور وعبور السفن الحربية والتجارية كما حدث عند مضيق باب المندب وممر قناة السويس في السابق. واليوم يتصدر' مضيق هرمز' عند باب بحر العرب اهتمامات المراقبين واصحاب القرار واطراف الجوار للمضيق الذي اصبح مكتظا بالسفن والقطع الحربية من بوارج وفرقاطات وسفن طوربيد واخري حاملة للصواريخ وغواصات تقليدية وأخري نووية وحاملات طائرات يقدر عددها باكثر من300 قطعة هذا بالإضافة الي السفن التجارية وحاملات النفط(40% من بترول العالم المعد للتصدير يعبر الممر) حتي ضاق المضيق بعابريه حتي اصبح في ذاته مسرحا عائما للاحداث والتهديدات وكأنها شخوص وأدوات لعرض تراجيدي جديد يشهده الخليج بعنوان' الأزمة الأمريكيةالإيرانية'.. وما يساهم في التصعيد عندما لوح مؤخرا أحد العسكريين في ايران باغلاق المضيق اذا تعرضت بلاده لاي عدوان ورغم نفي الرئيس الايراني احمدي نجاد نية بلاده اغلاق الممر معتبرا ان ذلك امر لاتفكر فيه بلاده الا ان احتمالات المواجهة تتصاعد و نحاول التعرف علي مايحدث من مد وجذرعلي سطح مياه' مضيق هرمز' ومدي ارتباطه بمحددات استراتيجية لدول مطله عليه واخري تتحكم فيه ومن اعماقه باجهزة التحكم عن بعد... واذا كانت دول الخليج وايران والعراق تتقاسم الاهمية الإقليمية للمضيق فان اهميته تتزايد بالنسبة لدولة الامارات حيث يطل ميناء الفجيرة الاماراتي علي الساحل الشرقي للخليج العربي كما كان هذا الميناء مركزا لتجمع السفن المتجهة الي الخليج خلال حرب احتلال العراق هذا بالاضافة الي اهميته الاستراتيجية بالنسبة لايران التي تطل علي الساحل الغربي للمضيق. ويكتسب' هرمز' أهميته نتيجة للتصعيد واصرار كل طرف علي موقفه سواء ايران التي تصرعلي السير في برنامجها النووي وحقها في امتلاك الطاقة من خلاله او بين الولاياتالمتحدة والدول الغربية وايضا باعتباره عنق الزجاجة عند مدخل الخليج واليه حيث تعبر مياهه حوالي30 ناقلة نفط يوميا بمعدل ناقلة نفط كل6 دقائق. وبالرغم من اهميته القصوي لايران فقد صرح مسئول بارز في قوات الحرس الثوري' الياسيج' في ايران مؤخرا- بان بلاده قد تعطل المرور في المضيق في حال تعرض مصالح إيران للخطر واستخدام العنف ضدها بسبب الخلاف حول برنامجها النووي. وقال نائب قائد' الياسيج' ماجد مير احمدي انه في ظل سيطرة إيران علي مضيق هرمز الذي يمثل بوابه المرور لأكثر من40% من صادرات البترول في العالم فان الاغلاق سيشكل خيارا قويا. الا ان الرئيس الايراني احمدي نجاد اكد بشكل قاطع نفيه لهذا الاتجاه باغلاق المضيق واستبعد ان تتجه بلاده لهذا الخيار. حول مدي احتمالات لجوء ايران الي هذا الخيار وهل تستطيع ذلك وماهي الآثار التي ستترتب علي توقف الملاحة بالممر أشار خبراء بان لامصلحة لايران في إغلاق المضيق حيث يسبب إغلاقه ضررا لها بالدرجة الأولي فهي تهتم بسلامة الممر وسلامة السفن العابرة خلاله وهذا الاهتمام الإيراني ينبع من انها لاتحتاج الي شرطي من خارج المنطقة لكي يقوم بتنظيم العبور بالممر أي انها وجيرانها المطلين علي الممر قادرون علي حماية وتأمين سلامة المضيق. الخبراء أشاروا الي ان الإضرار التي تصيب سوق الطاقة العالمية لاحدود لها فهناك اضرار مباشرة علي الدول الخليجية باعتباره المنفذ الوحيد للدول العربية المطلة علي الخليج العربي كما ان الصادرات البترولية الايرانية تبلغ حوالي2 مليون برميل يوميا أي ان الاغلاق سيصيب الاقتصاد الايراني بضرر بليغ اذا حدث, واضرار اخري في الدائرة العالمية وعلي سبيل المثال اليابان والتي تعتمد علي70% من احتياجاتها من الطاقة التي تأتي من المنطقة ومعظمها تمر عبر مضيق هرمز ومن بينها الغاز المسال من قطر والنفط الخام من ابو ظبي اضافة الي تعرض اسواق النفط الي تدني المعروض النفطي وبالتالي خفض المطروح في الاسواق العالمية وهذا سيؤدي الي تفاقم الزيادة في اسعار النفط والطاقة الي معدلات مذهلة. والمعروف ان مضيق هرمز عرضه21 ميلا(35 كيلومتر تقريبا) ويقع مابين ساحل ميناء بندر عباس الايراني وسواحل سلطنة عمان ويفصل ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج مكران وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخري وتطل عليه من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان التي تشرف علي حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.. ويعتقد الدكتور السيد عليوة استاذ العلوم السياسية جامعة حلوان من المهم التعرف علي طبيعه واتجاهات رد الفعل الايراني اذا لجأت البنتاجون الي السيناريو الرابع( اللون الازرق) بما فيه من شن ضربة جوية بحرية ارضية مركبه, فان رد الفعل الايراني سيمتد الي كل المصالح والاهداف الامريكيه في الشرق الاوسط بل قد يمتد الي عمليات تخريبيه داخل الولاياتالمتحده ذاتها وفي هذه المرحله قد تتحول بحار المنطقه الي مياه خطره ببث مئات الالغام فيها, قد تسد مضيق هرمز وتدمر حاملات الطائرات وتوقف تدفق نحو18 مليون برميل نفط يوميا الي الدول الصناعية. http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=repo2.htm&DID=9369