تفاصيل قطع المياه لمدة 6 ساعات في المنطقة المحصورة بين الهرم وفيصل بالجيزة    بالتزامن مع إقالة مسؤول أمريكي بارز، عراقجي يثير الجدل بشأن "المخزون النووي الإيراني"    بعثة منتخب مصر للناشئين تؤدي مناسك العمرة عقب مواجهة السعودية    نجم الزمالك السابق يعلق على أداء فيريرا مع الزمالك    بالصور| آسر ياسين وتارا عماد ومايان السيد.. أبطال "وتر واحد" يدعمون ويجز في العلمين الجديدة    وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي وفيفي عبده تنعاها    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    المستشار القانوني للزمالك يتحدث عن.. التظلم على سحب أرض أكتوبر.. وأنباء التحقيق مع إدارة النادي    بهدف رويز.. باريس سان جيرمان ينجو من فخ أنجيه في الدوري الفرنسي    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    العملاق مدحت صالح يبدأ حفله بمهرجان القلعة بأغنية "زى ما هى حبها"    ابنة سيد مكاوي عن شيرين عبدالوهاب: فقدت تعاطفي بسبب عدم مسؤوليتها    5 تصريحات جريئة ل محمد عطية: كشف تعرضه للضرب من حبيبة سابقة ويتمنى عقوبة «مؤلمة» للمتحرشين    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    في لحظات.. شقة تتحول إلى ساحة من اللهب والدخان    مراسل من دير البلح: المنطقة باتت مستباحة بالكامل تحت نيران الاحتلال    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    قطع المياه عن بعض المناطق بأكتوبر الجديدة لمدة 6 ساعات    خطة عاجلة لتحديث مرافق المنطقة الصناعية بأبو رواش وتطوير بنيتها التحتية    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    تنسيق الشهادات المعادلة 2025، قواعد قبول طلاب الثانوية السعودية بالجامعات المصرية    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    خيرى حسن ينضم إلى برنامج صباح الخير يا مصر بفقرة أسبوعية على شاشة ماسبيرو    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    نجاح عملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم ليفي بمستشفى القصاصين فى الإسماعيلية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    القضاء على بؤرة إجرامية خطرة بأشمون خلال تبادل النار مع قوات الشرطة    ضبط 1954 مخالفة ورفع كفاءة طريق «أم جعفر – الحلافي» ورصف شارع الجيش بكفر الشيخ    أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. الدفاع الروسية: سيطرنا على 9 بلدات فى أوكرانيا خلال أسبوع .. وزيرة خارجية سلوفينيا: المجاعة مرحلة جديدة من الجحيم فى غزة.. إسرائيل عطلت 60 محطة تحلية مياه فى غزة    نتيجة تنسيق رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي الأزهر الشريف 2025 خلال ساعات.. «رابط مباشر»    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حماد: تقدمت بمشروع لشق قناة ملاحية لربط الأحمر بالخليج العربي
نشر في صوت البلد يوم 16 - 03 - 2011

في الوقت الذي تهدد فيه إيران بغلق مضيق هرمز أمام العالم إذا تعرضت لتهديدات من قبل العالم إلا ونجد باحثًا في الشئون الإيرانية يخرج لنا بفكرة جديدة تمنع الخطر الإيراني من إغلاق مضيق هرمز بإنشاء قناة جديدة بطول 1200 كم تمتد من ميناء الخفجي شرق السعودية علي الخليج العربي وتشق السعودية حتي منطقة العلا ثم تنحرف بشكل قوس حتي تصل إلي ميناء ضبة علي البحر الأحمر، ومن المقرر أن تقوم السعودية بتمويل وإنشاء هذه القناة.
ومن هنا كان ل"صوت البلد" لقاء مع مدحت حماد أستاذ اللغات الشرقية بجامعة عين شمس وأستاذ الإيرانيات جامعة طنطا؛ لمعرفة هل علميا وجولوجيا يمكن إقامة هذه القناة في الوقت الحالي الذي تتجه فيه معظم الدول العربية لإقامة علاقات جيدة مع إيران مما سيؤدي إلي انقسام جديد بشأن المشروع المقترح، وهل هذه القناة ستخلق تنافسا مع مصر والسعودية وانشقاقا عربيا جديدا.. وإلي نص الحوار.
- تقدمت بمشروع لشق قناة ملاحية لربط البحر الأحمر والخليج العربي وذلك لتخفيف الضغط الإيراني علي مضيق هرمز.. من أين واتتك الفكرة؟ ولماذا عملت علي تنفيذها؟
الفكرة جاءتني من كثرة التفكير بالمشكلة الواقعة من تهديد إيران بغلق مضيق هرمز ومن منطلق تخصصي بالشئون الإيرانية وبالتالي شئون منطقة الخليج وبالتالي فكرت في التعامل المادي الملموس مع هذه التهديدات لأنني علي قناعه بأنه لا يجب علينا أن نكتفي بالتنديد والشجب وإعلان غضبنا فقط من إعلان إيران بغلق مضيق هرمز خاصة إذا كان الحل في صالح دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وهي الدول التي تشكل أول نطاق لتهديد إيران لغلق المضيق، وأدركت بعد عامين من التفكير بأن الحل في الجغرافيا فليس بالضرورة أن ندخل في حرب أو نقوم بصفقة مع إيران بل الحل موجود في الطبيعة، وقمت بدراسة عناصر الجغرافيا الطبيعية بالاستعانة بمختصين في هذه الأمور خاصة المنطقة الموجود عليها المشكلة ومع الوقت، ولدت الفكرة بتغير مسار السفن بحيث ألا تمر بمضيق هرمز بحيث تمر السفن من البحر الأحمر إلي الخليج مباشرة بتغير طريق المرور، فكانت الفكرة عبارة عن وجود قناة بمساحة 1200 كم.
وعملت علي تنفيذ هذه الفكرة من منطلق أنني رجل عربي ومن منطلق التخصص في قضايا الخليج، وبالدراسة تم اكتشاف أن المملكة العربية السعودية ومنطقة شبه الجزيرة العربية كانت بفترة من الفترات أراضي زراعية وبها مياه عذبة كثيرة جدا إذن التربة تصلح لحفر القناة وعلي امتداد عرض المملكة العربية السعودية من الخليج العربي إلي البحر الأحمر لا توجد هناك أي مشكلة فيما يخص الجغرافيا الطبيعية لحفر هذه القناة، وبعد فترة وجدت مشكلة كبيرة وهي جبال الحجاز وهذه الجبال في بعض المناطق ترتفع عن سطح البحر إلي 2500 متر ووجدنا الحل بوجود ممر جبلي في منطقة منخفضة جدا تقترب من سطح الأرض والماء وكانت النتيجة بالفعل أن هذه المنطقة هي الثغرة الجبلية، وبالرجوع للخريطة وجدت أن أنسب طريق تمر عبره خط سير القناة هي من ميناء الخفجي علي الخليج العربي حتي ميناء ضبع علي البحر الأحمر مرورا بالممر الجبلي عند منطقة العلا إلي ضبع بالقرب من مدخل خليج العقبة علي شط السعودية وهذه هي طريقة تنفيذ الفكرة وخط السير المقترح لإنشاء القناة.
ففكرة القناة تتلخص في "قناة تمتد من ميناء الخفجي شرق السعودية علي الخليج العربي وتشق السعودية حتي منطقة العلا ثم تنحرف بشكل قوس حتي تصل إلي ميناء ضبة علي البحر الأحمر.
- هل تري أن التهديدات الإيرانية علي الملاحة الدولية جدية.. بمعني أن إيران نفسها ستتأثر بإغلاق الملاحة؟
أكيد إيران ستتأثر بإغلاق الملاحة، ولكن هناك فارق من إغلاق الملاحة ومن أن تعاني إيران تهديدا وجوديا.. وفي سياق متصل فإن إيران تستطيع أن تغلق مضيق هرمز مثلما حدث أثناء الحرب الإيرانية العراقية عندما حدث حرب السفن بين العراق وبين إيران، وكانت النتيجة أن مضيق هرمز أقفل بشكل جزئي أمام الملاحة وحدث ارتفاع وقتها في أسعار النفط فإيران جادة في إغلاق مضيق هرمز وعندما تجد أنها تعاني من تهديد مؤكد من خلال حرب عسكرية شاملة أو جزئية من الولايات المتحدة وحلفائها؛ ففي هذه اللحظة أنا أعتقد بأن النتيجة هي أمام حرب وجود فبالتالي كل شيء في الحرب متاح فإغلاق المضيق سيكون أمام العرب والعالم؛ لمنع الغاز والنفط العربي القادم من كل منطقة الخليج والمنقول عبر الناقلات إلي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية فهي تعاقب أوروبا وترد علي الحرب.
- ولكن النتيجة الطبيعية لكل هذا مع وجود قناة ملاحية جديدة هي ضرب إيران؟
ففي هذه اللحظة لا تهدد إيران لغلق مضيق هرمز؛ فمعني إيجاد بديل لمضيق هرمز سيضمن عدم ضرب إيران لأننا لدينا الآن مشكلة مؤكدة وموجودة بمضيق هرمز ولا نبحث عن حل لها لتمكين الغرب من ضرب إيران، بل بالعكس فنحن في هذه اللحظة ننزع ورقة التهديد من إيران ونتيجة لذلك ستتغير لهجة الخطاب السياسي الإيراني وبالمقابل سنتمكن من الوصول إلي حل بشأن القضايا الموجودة بين إيران والعالم وبهذه اللحظة إيران ممكن تتراجع عن برنامجها النووي العسكري وتقدم ضمانة مؤكدة مكتوبة إنها لم تفكر في عمل برنامج نووي عسكري.
- وهل تعتبر أن المشروع السياسي الإيراني، مشروع توسعي بالأساس ويهدد الدول العربية بشكل مباشر؟
المشروع السياسي الإيراني في نظري هو ليس مشروعًا توسعيًا بمفهوم أنه يسعي إلي احتلال دول أخري ولكن خطورة المشروع السياسي الإيراني تكمن في الأيديولوجية المرتبطة به وهذه الأيديولوجية تقوم علي مبدأ ولاية الفقيه وتصدير الثورة الإيرانية وأن تكون إيران نموذجا لدول العالم خصوصا الدول الإسلامية. هذا الفكر العقائدي الإيراني هو الذي يوصف بأنه فكر تمددي أو توسعي فإيران حتي الآن لم تعلن أن لها حقوقا تاريخية في أراضي المنطقة العربية ومجلس التعاون الخليجي. هذا أيضا بخلاف مشكلة الجزر بينها وبين الإمارات فلم يحدث أن قالت إيران إن الكويت جزء من العراق فالمشروع الإيراني يحمل مخاطر خلال طبيعته العقائدية.
- قلت في تصريحات سابقة إن القناة المقترحة ستؤدي إلي انقلاب كبير في سير الملاحة البحرية العالمية.. فكيف هذا؟ وهل ذلك سيؤثر علي مصر التي تقع بها قناة السويس؟
لأن خط سير الملاحة الحالي التي تسلكه السفن خاصة السفن حاملات النفط تمر حول شبه الجزيرة العربية علي امتداد 8200 كم أي الرحلة ستستمر أكثر من 33 يومًا، ولكن القناة المقترح إنشاؤها طولها 1200 كم وستوفر الوقت حوالي 24 يومًا وتوفير في مدة زمن الرحلة وكل هذا سيخفف المخاطر نتيجة لطول الرحلة وتخفيض في التأمين ومدة الرحلة والتكلفة في النقل، وهذه القناة ستقلل مخاطر القرصنة البحرية الموجودة عند باب المندب عند القرن الأفريقي لأن السفن التجارية لا تكون في حاجة إلي أن تصل إلي مضيق باب المندب أو منطقة القرن الأفريقي وبالتالي ستخفف نتيجة القرصنة البحرية، ومن جهة أخري هذه القناة لا تؤثر علي قناة السويس بل بالعكس ربما تشكل إضافة لقناة السويس بسبب أن هذه القناة هي بديل لطريق الملاحة الذي يمر حول شبه الجزيرة العربية وليس بديلا لقناة السويس. فهذه القناة ستصبح نقطة في خط السير فالسفن ستخرج من قناة السويس وتسير إلي يومين فقط في منطقة البحر الأحمر ثم تشق طريقها في هذه القناة إلي أن تصل للخليج. إذن فلا خطر علي قناة السويس بل بالعكس فالمكاسب التي ممكن أن تتحقق لمصر من هذه القناة كثيرة فبدل من مرور السفينة 33 يومًا إلي أن تصل غلي الخليج العربي ثم 33 يومًا أخري إلي أن ترجع إلي قناة السويس ستأخذ 16 يومًا فقط أو 14 يومًا. إذن فمعدل مرور السفن في قناة السويس سيزيد وبالتالي معدل الداخل المحقق لمصر من زيادة السفن التي تمر بها سترتفع فهذه القناة ستشكل إضافة إلي الدخل القومي المصري نتيجة إلي صغر الزمن.
- لكن القناة المقترحة ستمر بالمملكة العربية السعودية.. فهل سيخلق ذلك تنافسًا مع مصر وانشقاقا عربيا جديد؟
لن يخلق تنافسًا مع مصر بل بالعكس فهذه القناة ستخلق نوعًا جديدًا من التكامل بين مصر والسعودية لأن الدولتين سيجدان أن مصلحتهما في تأمين هذا الخط الملاحي الجديد؛ فخط السير الجديد ستتحكم فيه مصر عن طريق قناة السويس وستتحكم فيه السعودية عن طريق قناة الحجاز أي القناة الجديدة وبالتالي سترتفع القيمة أو الأهمية الدولية للدولتان.
- ولماذا انصب اهتمامك علي التهديدات الإيرانية دون نظيرتها الإسرائيلية.. ودعني أعطي لك مثالا ألم يهدد قادة إسرائيليون بضرب السد العالي في مصر.. فلماذا مثلا لم تعد دراسة عن تهديدات إسرائيل بضرب السد العالي ؟
أنا لم أتعمد أن أصب اهتمامي علي تهديدات إيران وترك تهديدات إسرائيل، ثانيا أنا لست متخصصًا في الشئون الإسرائيلية بالشكل الذي أنا عليه في الشئون الإيرانية ومنطقة الخليج؛ وبالتالي فأنا أطلق اهتمامي بتهديدات إيران من حيث أنه مجال عملي، وبالتالي فأنا لم أتعمد أن أذهب إلي تهديدات إسرائيل بضرب السد العالي لأن الرئيس مبارك عندما أكد أن 67 لم تتقرر مرة ثانية في تاريخ مصر ومن وقتها لم نسمع صوتا أن إسرائيل أو لليبرمان يكرر مقولة ضرب السد العالي، ومن ناحية أخري الدول الخليجية تسمع التهديد من إيران ولا تستطيع أن تفعل شيئًا لأنها تعرف قدرها وقدر إيران فالتوازن بين إيران وبين دول مجلس التعاون الخليجي يميل لصالح إيران من ناحية السكان والقدرات، وهذه القضية عربية وقضية أمن قومي عربي ومن يستطع أن يقدم حلا فليتقدم وهذا الحل لا ينعكس علي تهديدات إسرائيل للمنطقة وهناك عملية سلمية أخري تسير بها القضية الفلسطينية وهناك تفاوض منتظر بين سوريا وإسرائيل لحل المشاكل الخاصة بينهم وهذه المشكلات العديدة لها سبلها وطرقها للحل أما التهديدات الإيرانية لم يحدث أن خرج أحد وقدم آلية للتعامل معها.
- بعيدًا عن الجانب السياسي للمسألة.. علميا وجيولوجيا هل يمكن إقامة تلك القناة؟
القناة ستحتاج إلي استثمارات ضخمة لحفرها 1200 كم بعمق 70 قدمًا فهذا عمل ضخم، وفي الوقت ذاته حتي لو تكلف حفر هذه القناة 300 مليار دولار تستطيع السعودية أن تنفق مثل هذا المبلغ علي مدار 10 سنوات بمعدل كل سنة 30 مليار دولار فلن تتأثر السعودية بالإنفاق 30 مليار دولار سنويا لمدة عشر سنوات قادمة من أجل هذه القناة، ولن تعاني من أزمة لأن الدخل النفطي للسعودية صباح كل يوم من النفط والثروات الأخري لا يساوي 30 مليارًا، غير أن هذه القناة تحقق أمنًا قوميًا ومصالح للسعودية، ومن الناحية الجغرافية لم تكن هناك عقبة جغرافيا وأظن ان العقل البشري لا يمكن أن يكون هناك أمامه أي عقبه ما دام قد اتخذ القرار وفي يوم من الأيام كان خط برليف عقبة أمام العبور ولكن تمت إزالته بالماء. فالعقل البشري يستطيع أن يتغلب علي الصخور، وما حدث مؤخرا من إنقاذ 32 إنسان في شيلي كانوا علي عمق 600 متر تحت سطح الأرض في المنجم، والنجاح المذهل الذي حققته شيلي في إدخال أنبوب علي عمق 600 متر لانتشال 32 إنسان أول مرة في التاريخ؛ فالعقل البشري لا يمكن أن تقف أمامه أي عقابات إذا ما قرر تنفيذ مهمة أو شيء معين.
- ألا تري أن تكلفة إنشائها تساوي بلايين الدولارات؛ مما يصعب علي الدول العربية حاليا الإسهام فيها في ظل الأزمة المالية العالمية التي طالت قطاعات مهمة من الخليج؟
السعودية قادرة بمفردها علي إنشاء المشروع، وبالمقابل العائد من القناة سيعطي تكلفتها وستصبح السعودية ممر بحري عالمي وسيحقق لها دخولًا هائلة كما أن قناة السويس تحقق دخلًا كبيرًا لمصر وستكون أحد مصادر إدخال العملة الصعبة للسعودية.
- وهل عرضت مشروعك علي جهة عربية أو مصرية.. وماذا كان ردها؟
لم أعرض المشروع علي أي جهة ما عدا سفير المملكة العربية السعودية فقد ذهبت إليه منذ عامين وطلبت منه أن يسمح لي بالذهاب إلي السعودية لطرح مشروعي علي المختصين، ولكن قبل عرضي بالرفض لأسباب كثيرة وقتها لأني لم أوافق علي عرض مشروعي إلا أمام المختصين.
والآن شكلت فريق من الخبراء المختصين والعسكريين والقانونيين والجيولوجيين وأصبح الآن معي 7 مختصين في 6 مجالات وقريبا جدا سننطلق في دراسات متعمقة.
- الجامعة العربية تتبني حاليا سياسة الحوار مع إيران، وهناك اختلافات حولها.. لكن علاقات بعض الدول العربية بإيران جيدة مما سيؤدي إلي انقسام جديد بشأن مشروعك المقترح.. فما تعليقك؟
ليس من حق أي دولة عربية أن تعترض علي إنشاء هذه القناة لأن هذه القناة لم تمر إلا في الأراضي العربية السعودية وبالتالي المملكة العربية السعودية ستكون سيدة قرارها؛ ولتذهب الدول الأخري التي ستعارضها عبر مضيق هرمز ولتحمل نفسها أعباء الدوران حول الجزيرة العربية علي امتداد 9000 كم فتجاريا واقتصاديا لا يوجد إلا طريق واحد وآمن علي طول 1200 كم وطريق آخر صعب جدا.
- ألا تعتقد بأن هذا المشروع قد يغضب قادة إيران ويسرع من المواجهة في الشرق الأوسط؟
هذا المشروع قد أتفق معك علي أنه سيغضب قادة إيران وسيشكل قلقًا في قادة إيران ولكن أنا أدرك أن العالم غير جاهز لضرب إيران وغير مستعد لتحمل نتائج حرب مع إيران، ومن جهة أخري نحن نحتاج عامين لدراسة هذا المشروع دراسة تفصيلية وللاستعداد وتستغرق فترة حفر هذه القناة من 9 إلي 12 عامًا وفي النهاية لم تغضب إيران من المشروع بل ربما ستدعمه بقوه لأنها ستري في هذا الأمر مصلحة لها لأن 90% من تجارة إيران صادرات وواردات تمر عبر البحر ونصف هذه التجارة تمر عبر الخليج والبحر الأحمر وقناة السويس فبدلا من سفر السفن عبر 8200 كم تمر عبر 1200 كم ويتحقق لإيران بذلك وفرة في الوقت والجهد والمال، ولن ترتكب إيران من الحماقة بمنع هذا المشروع.
- كثير من الخبراء عارضوا فكرة مشروعك باعتبارها صعبة التحقيق.. فما تعليقك؟
لم يتم المعارضة علي المشروع بصورة مباشرة ولكن تحدثوا عن صعوبات ممكن أن تعوق تنفيذ المشروع، ومنهم من أكد أن الولايات المتحدة هي من تعطل هذا المشروع، ومن تحدث بهذا الرأي أكد أن هذه القناة ستضاعف من أهمية المملكة العربية السعودية، وتجعلها أكثر جرأة في التعامل مع العالم، وحتي الآن لم نشهد أن السعودية قد اصطدمت مع الغرب بل هناك قواعد أمريكية بالسعودية وهي محطة مهمة للقوي الدولية في منطقة الشرق الأوسط ومن منطلق المصلحة فالسعودية الدولة العربية الوحيدة في مجموعة ال25 وهذا أمر خطير أي أن السعودية تشارك بإدارة العالم من الناحية الاقتصادية ومجموعة الدول ال20 هي مجلس اقتصادي لإدارة شئون العالم الاقتصادية فلا يمكن أن نجد أن السعودية إذا اتخذت قرارا بإنشاء هذه القناة أن يقف العالم أمامها، بل وربما يجد العالم أن دعم السعودية وقتها ستكون له فوائد كثيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.