توقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، في كندا، للقاء رئيس الوزراء مارك كارني، قبل توجهه إلى الولاياتالمتحدة لعقد محادثات مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في ولاية فلوريدا، موضحاً أنه سيبحث مع ترمب "خارطة طريق اقتصادية" تمتد إلى عام 2040، مستبعداً في ذات الوقت انضمام الصين إلى عملية السلام. وأضاف زيلينسكي، أنه يأمل التوصل إلى "إطار للسلام" وإنهاء الحرب مع روسيا، قائلاً في رسائل صوتية للصحافيين، إن "الضمانات الأمنية التي تعرضها واشنطن ضرورية لضمان السلام"، مشيراً إلى أن "نطاق تلك الضمانات متوقف على ما سيكون ترمب مستعداً لتقديمه" في محادثات فلوريدا، بحسب موقع "الشرق" الإخباري. وتابع الرئيس الأوكراني: "لدى أوكرانيا خطوطها الحمراء، لكنني متأكد من إمكانية التوصل إلى حل وسط"، مشيراً إلى أن كييف قد تحتاج إلى 800 مليار دولار للتعافي من آثار الحرب. زيلينسكي شدد على أن أوكرانيا "لا يمكنها إجراء استفتاء في ظل الظروف الأمنية الراهنة"، مجدداً التأكيد على حاجة بلاده ل"ضمانات أمنية قوية"، موضحاً أن مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأوكرانيين في روسيا بالتصويت، من شأنها أن تُفقد الانتخابات شرعيتها، لافتاً إلى حاجة بلاده للمزيد من صواريخ الدفاع الجوي، للرد على هجمات روسيا الصاروخية. وإلى جانب زيلينسكي، سيضم فريق التفاوض الأوكراني في محادثات فلوريدا، المبعوث الأوكراني رستم عمروف، ووزير الاقتصاد أوليكسي سوبيليف، ورئيس الأركان العامة أندريه هناتوف، ومستشار الرئاسة أولكسندر بيفز، والنائب الأول لوزير الخارجية سيرجي كيسليتسيا، حسبما أوردت "بلومبرغ". وبينما يتوجه زيلينسكي إلى الولاياتالمتحدة، أثارت تصريحات موسكو في وقت متأخر من الجمعة، شكوكاً حول مدى قرب التوصل إلى اتفاق نهائي، إذ وصف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، خطط كييف الأخيرة بأنها "مختلفة جذرياً" عن النقاط الرئيسية التي ناقشتها موسكو مع الولاياتالمتحدة في الأسابيع الأخيرة. هجمات روسية على كييف وفي وقت سابق، السبت، قالت رئيسة الوزراء الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، في منشور على تطبيق تليجرام، إن أكثر من 600 ألف منزل في كييف والمنطقة المحيطة بها تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، بسبب الهجمات الروسية. وأضافت: "يشن الروس حملة تقوم على بثّ الإرهاق والبرد والخوف"، فيما أفاد عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، بأن النيران اشتعلت في عدد من المباني السكنية الشاهقة، بالإضافة إلى سيارات وممتلكات أخرى. وفرضت السلطات انقطاعات طارئة للتيار الكهربائي في العاصمة الأوكرانية، متجاوزةً بذلك الانقطاعات الدورية المقررة مسبقاً، كما انقطعت إمدادات المياه أيضاً، فيما أشارت وزارة الطاقة الأوكرانية إلى أن منطقة تشيرنيهيوف في شمال أوكرانيا، شهدت أيضاً انقطاعات كهربائية. بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في منشور على تليجرام، أن غاراتها "استهدفت البنى التحتية للطاقة التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية"، بالإضافة إلى "منشآت الصناعات الدفاعية". وجاء هذا القصف قبل يوم واحد من لقاء زيلينسكي مع ترمب في فلوريدا، سعياً للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي تقترب من دخو عامها الرابع، إذ سيركّز اجتماع زيلينسكي وترمب، بالإضافة إلى الضمانات الأمنية التي ستقدمها واشنطن لكييف، في مقابل التنازل عن طموحات الانضمام للناتو، على إدارة محطة زابوروجيا النووية، والسيطرة على إقليم دونباس، والأراضي الشرقية التي تُطالب بها موسكو. وتشمل القضايا العالقة، الشروط التي ستوافق بموجبها كييف على سحب القوات القتالية من بعض أجزاء خط المواجهة، ومصير محطة زابوروجيا النووية، والتفاصيل الدقيقة للضمانات الأمنية التي ستكون الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديمها لكييف.