صرح الدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، أن التطوع والعمل الأهلي أصبحا اليوم مؤشرًا حاسمًا على وعي المجتمعات وقدرتها على حماية مسار التنمية من التحديات والمتغيرات، وهما جسر يصل بين المواطن وطموح وطنه، فالأمم لا تُبنى فقط بالمشروعات الكبرى، بل تُصان وتستدام بإرادة مواطنيها حين تتحول روح العطاء إلى سلوك يومي منظم وواعٍ ، جاء ذلك خلال مشاركته في التوقيع على الميثاق الأخلاقي للتطوع، خلال احتفالية كبرى نظمها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي. رأس المال الحقيقي لأي نهضة وأكد أن العمل الأهلي تجاوز مفهوم المساعدات التقليدية، ليصبح منظومة تنموية متكاملة تقوم على التخطيط وقياس الأثر، وتستهدف الاستثمار في الإنسان قبل أي شيء، باعتباره رأس المال الحقيقي لأي نهضة. وأضاف أن المجتمعات التي تنجح في تحويل التطوع إلي ثقافة عامة تمتلك قدرة اعلي علي التماسك ومواجهة الأزمات والتحديات المتغيرة. وأشار رئيس قطاع الإعلام الداخلي إلى أن التطوع يمثل مدرسة وطنية مفتوحة، تُعيد تشكيل شخصية المواطن، وتُنمّي لديه قيم الانتماء والمسؤولية، وتمنحه إحساسًا عميقًا بالشراكة في الوطن، لافتًا إلى أن الشباب المنخرط في العمل التطوعي يكتسب مهارات القيادة والعمل الجماعي و يتحول من موقع المتلقٍي إلى صانعٍ للتغيير، ومن مشاهدٍ للأحداث إلى فاعلٍ في صناعتها. العمل الأهلى ذراع تنموي مكمل لجهود الدولة وأوضح أن الدولة المصرية أدركت مبكرًا أهمية العمل الأهلي كذراع تنموي مكمل لجهود الدولة، فعملت على تهيئة بيئة تشريعية و مؤسسية محفزة ، تضمن تكامل الجهود الرسمية مع مبادرات المجتمع المدني وتشجع المبادرات الجادة القادرة على إحداث تأثير مستدام، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تتطلب عملًا أهليًا أكثر احترافية، يعتمد على المعرفة، ويواكب أولويات الدولة وخططها التنموية. دور مهم للإعلام الداخلى فى تعزيز ثقافة التطوع وشدد الدكتور أحمد يحيى على أن الإعلام الداخلي يلعب دورًا محوريًا في تعزيز ثقافة التطوع و تحويله من مجرد فكرة موسمية إلى وعي مجتمعي راسخ من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح الصامتة، والنماذج المُلهمة التي تعمل بعيدًا عن الأضواء، و"صياغة خطاب إعلامي يعيد الاعتبار لقيمة العطاء المنظم ويصحح الصور النمطية عنه.ويعيد تقديم العمل الأهلي باعتباره مسارا وطنيا منظما يسهم في بناء الإنسان وحماية المجتمع من مظاهر اللامبالاة والسلبية". واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن التطوع والعمل الأهلي ليسا رفاهية مجتمعية، بل ضرورة وطنية، وأن المستقبل لن تصنعه الجهود الحكومية وحدها، بل سيكتبه مواطنون آمنوا بأن دورهم لا ينتهي عند حدود المطالبة، بل يبدأ من لحظة المبادرة، ليصبح العطاء فعلًا وطنيًا واعيًا، لا شعارًا مؤقتًا.