سوزي سمير بعد استخراج كارنيه مجلس الشيوخ: مرحلة جديدة من العمل لخدمة المواطن    «عبد الصادق»: جامعة القاهرة كانت ولا تزال منارة للعلم والبحث والإبداع    مدير تعليم الجيزة يقرر تشكيل لجنة توجيه مالي واداري لمتابعة مدارس 6 أكتوبر    التعليم: فصل طالب بالقليوبية عامًا دراسيًا كاملًا بعد اعتدائه على معلم.. وإحالة ولي أمره للنيابة    إطلاق البرنامج التنفيذي لمبادرة «صحح مفاهيمك» بين «الأزهر» و«أوقاف مطروح»    «فرص عمل للسيدات».. محافظ بني سويف ورئيس هيئة تنمية الصعيد يزوران مجمع الصناعي الحرفي    وزيرة التنمية المحلية تتابع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين بمدينة شرم الشيخ    عضو بالشيوخ: الإسكان والإدارة المحلية والنقل والمواصلات على رأس أولوياتي    مشاركة مصرية متميزة بمؤتمر التعاون السياحي والثقافي الصيني العربي    مصر تبدأ إجراءات تدريب قوات الأمن الفلسطينية للانتشار في غزة    أكثر من 50 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في القطاع منذ فجر اليوم    رئيس الجالية المصرية بجدة: لقاء الرئيس السيسي ونظيره الرواندي يحمل رسائل استراتيجية    «استفسر عن وضع عائلته في مصر».. مصدر يكشف كواليس مفاوضات الأهلي مع لاجي    ميدو: بيان الزمالك "مستفز".. وكان سببًا رئيسيًا في التعادل مع الجونة    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 والقنوات الناقلة    أزمة داخل لجنة الحكام.. أوسكار رويز يهدد بالرحيل بسبب القائمة الدولية    تموين كفر الشيخ يحرر 126 محضرًا للمخابز البلدية والأفرنجي خلال حملات رقابية    طالبة تعدّت على أخرى.. «الداخلية» تكشف تفاصيل فيديو مشادة أمام مدرسة بمصر القديمة    مفاجأة في أولى محاكمة مطاردة فتيات الواحات.. تصالح المجني عليهن مع المتهمين    تحرير 99 ألف مخالفة مرورية وإيجابية عينة المخدرات ل 121 سائقًا    النيابة تحذر من تداول المقاطع الجنائية المصورة خارج القنوات الرسمية    «مازالت تتوجع».. لميس الحديدي تعلق على حفل أنغام بلندن    تعاونت مع عمر الشريف وكرمت من القاهرة السينمائي.. من هي الراحلة كلوديا كاردينالي    رئيس جمهورية سنغافورة يزور المتحف القومي للحضارة المصرية (صور)    اعتماد «المعهد القومي للأورام» مركزا مرجعيا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية كأول مركز مصري والرابع على المستوى الإفريقى    عضو بالشيوخ: ملف الصحة على رأس أجندتي التشريعية في الفصل الثاني    أسعار البلح السيوى اليوم الأربعاء 24-9-2025 بأسواق مطروح.. البشاير ب40 جنيها    سعر الفراخ البيضاء بعد تراجعها.. كم سجلت أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 24-9-2025 للمستهلك؟    حسين فهمي: «القاهرة السينمائي» يدفع 100 ألف جنيه مقابل استغلال ساحة انتظار الأوبرا    مهرجان الإسكندرية السينمائي يحتفي بمئوية سعد الدين وهبة ويكرم قامات الإبداع    3 حالات طلاق تهز الوسط الفني.. التفاصيل الكاملة    بسبب «سبحة مصطفى حسني ودوخة أمير كرارة».. أسامة الغزالي حرب يوجه نداءً للأزهر    موعد تقييمات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الجديد 2025-2026 (الأسبوع الأول)    بمناسبة بدء العام الدراسى.. «الداخلية» تصطحب أبناء الشهداء إلى مدارسهم (صور )    سلوت عن طرد إيكيتيكي بعد احتفاله: تصرف غبي    ندوة موسعة بالهيئة الوطنية للصحافة لمناقشة استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير    وصول المتهم بهتك عرض طفل دمنهور إلى محكمة الجنايات    شرطة أوسلو: انفجار قنبلة يدوية أمس له صلة بجرائم العصابات    كاثيميريني: إلغاء اجتماع كان مقررا لميتسوتاكيس وأردوغان بنيويورك    إعصار راجاسا يودي بحياة 7 أشخاص في الفلبين    «واعى وغالى»    بيحبوا الجو الدافي.. 3 أبراج تفضل الخريف بطبعها    دي يونج يمدد إقامته في كامب نو حتى 2029 براتب مخفّض    في مسابقات القراءة والإبداع.. تكريم 3 طالبات أزهريات في الفيوم لحصولهن على مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية    «الداخلية»: ضبط 29 طن دقيق «مدعم وحر» في حملات تموينية على الأسواق بالمحافظات    فحص دم يتنبأ بالنوبات القلبية قبل سنوات: ليس الكوليسترول بل بروتين CRP    «الصحة» تطلق ورشة تدريبية لتطوير مهارات موظفي المجالس الطبية وتعزيز تجربة المرضى    كيف قضت اللقاحات على أمراض مميتة عبر العصور؟    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم 217 ندوة بمساجد شمال سيناء    عاجل- مدبولي يشارك في اجتماع أممي حول "اليوم التالي ودعم الاستقرار في غزة"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 24-9-2025 في محافظة قنا    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025    «أوقاف أسوان» تكرم 114 من حفظة القرآن فى ختام الأنشطة الصيفية    نقابة المهن التمثيلية تنعي مرفت زعزع: فقدنا أيقونة استعراضات مسرحية    هاني رمزي: الموهبة وحدها لا تكفي وحدها.. والانضباط يصنع نجمًا عالميًا    «احمديات»: لماذا ! يريدون تدميرها    ميلان يحجز مقعده في ثمن نهائي كأس إيطاليا بثلاثية نظيفة أمام ليتشي    الرئيس الفرنسي: خطة لوقف حرب غزة.. ولا سلام لإسرائيل في ظل النزاع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم عيسى يكتب: ماذا ينتظر المشير؟
نشر في الدستور الأصلي يوم 28 - 01 - 2012

المجلس العسكرى فشل فى إدارة البلاد لدرجة أنه لا يعرف أنه فشل!
هى مناسبة فى غاية الأهمية أن نتعلم فى ما هو قادم أن لا يتولى قيادة جيشنا أبدا رجل فوق الستين من عمره، ولا يبقى فى مقعده يوما واحدا بعد الستين، ولا يستمر فى مسؤوليته مدة تسمح له بأن يعتقد أنه مخلد فى مكانه!
نحتاج إلى أن لا يعتقد هذا القائد أن البطء والإنكار والتجاهل حكمة يجب أن نحييها فيه، أو ضبط نفس يجب أن نشكره عليه، بل تكون الاستجابة المخلصة السريعة الصادقة.
فما نراه من صمت وشلل المجلس العسكرى عن رد الفعل تجاه خروج ملايين المصريين يطالبون بتسليمه السلطة للمدنيين فورا، إنما هو رد فعل الثامنة والسبعين على طاقة شعب فى الثلاثين من عمره!
المذهل أن المجلس العسكرى فشل فى إدارة البلاد لدرجة أنه لا يعرف أنه فشل! لقد أثبت جنرالات المجلس العسكرى أنهم بالفعل جنرالات مبارك واختياره السليم الوجيه، وأنه أبقى عليهم لأنه يعرفهم جيدا فهم مثله وهم معه وهم تلاميذه، وقد مد لهم فى خدمتهم وفوق سن معاشهم فهم مخلصوه حتى لو أجبرهم الثوار على غير ما رضوا وبغير ما اتفقوا، إلا أنهم رجاله المختارون بعنايته ورعايته فى مستوى سياسته وعلى قدر مواهبه المحدودة وبكفاءته السياسية الضحلة!
ما الذى ينتظره المجلس العسكرى؟
ينتظر أن يهدأ الشارع ويعود الملايين إلى بيوتهم وأن ينحصر الوضع فى اعتصامات مئات فى الميدان ويشغل عليهم آلة الكذب والتضليل وسخافات جهل تصريحات لواءاته ورقاعة منافقيه فى الهجوم على أنبل من فى مصر، حراس الثورة وحماة الحلم.
ينتظر المجلس العسكرى أن يحتوى الإخوان المسلمون الموقفَ بخطب وبيانات وغسيل سمعة فى البرلمان يمتص الطاقة ويبرد السخونة!
ينتظر أن يختلف السلفيون مع الليبراليين فيدخلوا فى عركة عكّ جديدة من قبيل رمى تهم الكفر على الليبراليين ورمى تهم التخلف والإرهاب على السلفيين ويسعد «العسكرى» بانشغالهم عنه!
ينتظر «العسكرى» دور الإخوان فى الصفقة، فها هو ذا قد برَّ بنصيبه وفعل ما اتفق عليه وهو إجهاض الثورة وتحويلها إلى عمل إصلاحى جزئى ليس فيه إلا انتخابات حرة غير ديمقراطية تجرى بناء على نظام انتخابى معقد ومركب وملعوب فى أساسه، يأتى بأحزاب دينية سمح لها بالظهور رغم مخالفتها أبسط قواعد والتزامات الإعلان الدستورى فى طرمخة من جنرالات «العسكرى» فاضحة وفادحة لكنها محسوبة ومطلوبة، كما جرى بالضبط فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات حينما تصور أن إطلاقه الحرية للتيار الدينى للعمل فى الشارع بدعم ورعاية من الدولة كفيل بضرب نشاط وحركة وفكر اليسار والناصريين المزعجين للسادات وقتها والمعارضين لسياسته فى التحول عن منهج عبد الناصر، وقد فعلها السادات فعلا وتمكن من تصفية العمل اليسارى والقومى، ولكن الثمن كان أن تمرد عليه النمر الذى رباه فى حديقة منزله والتهمه فى اغتيال المنصة الشهير. لكن لأن الجنرالات فى المجلس العسكرى لا يعرفون تاريخهم ولا يقرؤون الكتب ولا يفهمون فى السياسة ولا يدركون خريطة الشارع ولا الواقع ولا يبتكرون بل هم من مدرسة نفِّذ واتظلم، وتمام يا افندم، ففعلوا نفس ما فعل السادات، تحالفوا مع الإخوان كى يخلصوا من العيال بتاعة التحرير وقوى الثورة الحرة!
الصفقة التى عقدها العسكر مع الإخوان أتت ربحها الأول للإخوان، فقد سيطروا على مجلس الشعب، بقى إذن أن ينفذوا جانبهم من الصفقة وهو ما بدؤوا به فعلا فى منظر مخزٍ فى التحرير، حيث تحول جهد مئات من شبابهم إلى حماية منصة الإخوان من أى تدخل أو تداخل من الثوار وغاب هذا المشهد الالتحامى المنصهر بين الجميع فى الثمانية عشر يوما فى يناير 2011، أما الآن فى يناير 2012 فالإخوان منعزلون وعازلون بين الثورة و«العسكرى»، حماة ورعاة للعسكر ضد الثورة، لم يشاركوا فى مسيرات ولا رفعوا شعارات ضد العسكر بل كانوا أشبه بمندوبى رئيس الجمهورية فى سرادق العزاء أو مناسبات تسليم الكأس والميداليات للفائزين بالبطولة، حضور بارد وبروتوكولى وممثلون لغيرهم!
لم ينجح الإخوان فى إجهاض مظاهرات 25 يناير ولا جمعة الغضب الثانية ولم يستطيعوا استنزافها ولا تحويل مسارها رغم جهودهم الحثيثة مع إعلام ماسبيرو ومندوبى المجلس العسكرى من مقدمى برامج وضيوف فى الفضائيات الخاصة، بل فشل الإخوان أمام حلفائهم تماما فى هذه النقطة، لكن بقى أنهم مضطرون إلى إتمام صفقتهم كذلك بالموافقة على استمرار «العسكرى» حتى شهر يونيو، ربما كى يستعد الإخوان لاستلام التركة فهى ثقيلة وهم مش قدها خالص دلوقتى وعايزين حد يلبسها بدلا عنهم سواء حكومة جنزورى أو مجلس عسكرى أو رئيس ييجى يشيل والإخوان يعملوا فيها كانوا بيصلوا الضهر وماكانوش هنا. إذن بنود الصفقة:
1- إجهاض الإخوان أى مشروعات لتسليم السلطة حتى يونيو.
2- الاتفاق على اسم مرشح رئاسى محل ثقة العسكر والإخوان، مهمته سماع الكلام.
3- دسّ مواد على الدستور تضمن حماية للعسكر وميزانيتهم وحصانة للمشير والفريق واللواءات من أعضاء «العسكرى» من أى مساءلة أو محاسبة.
ما نستطيع أن نؤكده طبقا لملايين المصريين فى الشوارع والميادين لحظة نداء الثورة أن هذه الصفقة المشبوهة لن تنجح، بل سيدفع الطرفان ثمنها غاليا!
تريد أن تتأكد، تأمل الميدان لتعرف وانتظر وسترى!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.