أيام قليلية وينجلى ظلم الليل الذى عسعس على أركان مصر و ينكسر القيد الذى غل يد بلادى ويبزغ فجر الصباح الذى سيتنفس به المصريين نسائم الأمل فى ربوع هذه البلاد وستشرق شمس الحرية فى سماء هذا الوطن لتبدد ذلك الليل البهيم الذى جثم على صدورالمصريين لعقود طويلة من القهر و الظلم الإستبداد وضياع الحق . نعم فلن يقبل أبناء مصر الشرفاء كل محاولات التى تجرى على قدم وساق من أجل تركيعها تلك المحاولات التى يقوم بها كل هؤلاء المرتزقة من أعداء الوطن وثورته . إننا راجعون ولن نفرط فى كرامة مصر وعزتها . نعم راجعون ولن نفرط فى حق الشهداء . راجعون ولن نفرط فى حق كل مصاب . راجعون ولن نتنازل عن محاكمة القتلة والفاسدون . عهداً علينا أننا لن نترك المنافقين والمتملقين والمنتفعين يعيثيون فساداً مرة أخرى مثلما كان من قبل . إطمئنى يا أم الشهيد ويا أم كل بطل ضحى من أجل وطنه فكل ثوار مصر أبنائك لقد حان الوقت أن تجف دموعك وتطفئ نارك . نعم راجعون من أجلك ومن أجل كل أبناء مصر ، من أجل إبهار العالم مرة أخرى بعظمة المصريين وشموخهم وبعظمة ثورتهم السلمية والتى ستظل سلمية بالرغم من كل محاولات التشكيك بها والتجنى عليها . ستظل ثورتنا سلمية ... سلمية كما كانت ولن تكن غير ذلك فسلميتها هى سر قوتها وعظمتها وشموخها . ثورة سيخرج لها كل مصرى كبير وصغير وكل رجل وإمراة وطفل وكل مسلم ومسيحى وكل صوفى وسلفى وكل إخوانى وليبرالى كل الشرفاء سيخروجن من جديد بكلمة واحدة سلمية .. سلمية .. سلمية . نعم إنها دعوة سلمية ولابد أن تكن سلمية كما كانت من قبل للحفاظ على مصر وعلى كل مقدراتها وجيشها ومنشئاتها وإنها لأمانة فى رقبة الثوار الذين طالما حافظوا وسيحافظون عليها ضد أى غادر ودخيل . إنها دعوة إلى كل مصرى مخلص وطنى شريف أياً كان إنتمائه وأياً كانت ديانته وأياً كانت مهنته : فإذا كنت من المسلمين فهناك مسلم إستشهد إسمه علاء عبد الهادى لم يقتص لحقه حتى الآن . وإذا كنت من المسيحيين فهناك مسيحى إستشهد إسمه مينا دانيال و لم يقتص لحقه حتى الآن . وإذا كنت من السلفيين فهناك سلفى إستشهد إسمه سيد بلال و لم يقتص لحقه حتى الآن . وإذا كنت من الإخوان فهناك إخوانى إسشهد إسمه مصطفى الصاوى و لم يقتص لحقه حتى الآن . وإذا كنت من الأزهرين فهناك أزهرى إسشهد إسمه عماد عفت ولم يقتص لحقه حتى الآن . وإن كنت ضابطاً فهناك ضابطاً من الشرطة إستشهد إسمه البطران و آخر من الجيش قيد الحبس إسمه أحمد شومان ولم يقتص لحقهما حتى الآن . وإذا كنت طبيباً فهناك طبيباً فقد عينيه إسمه أحمد حرارة ولم يقتص لحقه حتى الآن . وإذا كنت من الأهلوية فهناك أهلاوى إسشهد إسمه محمد مصطفى ولم يقتص لحقه حتى الآن . وإذا كنت من الزملكاوية فهناك زملكاوى إستشهد إسمه شهاب ولم يقتص لحقه حتى الآن . وإذا كنتى من النساء فهناك إمرأة إنتهكت حرمتها وتعرى جسدها وأخرى كُشف عن عذريتها ولم يقتص لحقهن حتى الآن . فلا سبيل لنجاح الثورة إلا بإستعادة حق هؤلاء الأبطال وحقك أنت أيضاً فأنت لك حق فى رقبة ذلك النظام الفاسد الذى جثا على أنفاسك وكبل حريتك وأمرض جسدك وأنهك إرادتك وسرق الغد من أبنائك و لم يراعى ديناً و لا حرمة ولا ذمة لك أو لغيرك . وليس هذا فحسب بل يريد وبكل خسة ووضاعة أن يستمر فى غيه وفساده وضلاله ويأبى أن تنخلع جذوره التى نشرت فى الأرض الفساد وأثمرت طغياناً أتى على كل مقدرات المصريين . وإن كان هذا النظام لا يظن أنه سينخلع فهو حقاً وحتماً مازال يعيش فى أحلام الوهم و غرور وحماقة القوة ، وإن كان يظن أن إعتماده على أبواق النفاق وعلى السبابين والمأجورين والمرتزقة ... فإنه كما قال الله عز وجل ( كالسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ) صدق الله العظيم . وأعتقد أن ذلك النظام لم يعلم أو لم يدرك بعد أن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة . لذا إننى أبشر ذلك النظام أنه سيحسق بإذن الله بسلمية الثورة وتحت أقدام الثوار وسيلقى به إلى مزابل التاريخ غير مأسوف عليه و بلارجعة وستظل تلك الثورة تاجاً على رؤوس المصريين ووسام شرف وفخر على صدورهم وصدور أبنائهم على مر التاريخ . فمثلما كانت حرب أكتوبر المجيدة تاجاً على رؤوسنا ووسام الشرف على صدورنا ، و أيضاً مثلما كانت هذه الحرب المجيدة مبعث الفخر والعزة لكل المصريين ستكون ثورة 25 يناير هى أيضاً مبعث الفخر والشرف والعزة وإذا كانت حرب أكتوبر المجيدة هى العبور الأول فثورة يناير العظيمة هى العبور الثانى . ستعود من جديد بإذن الله أجمل مشاهد الثورة حينما يصلى المسلمون فى الميدان ويحوطهم بكل الحب إخوانهم المسيحيون ، وسيقيم المسيحيون القداس فى أحضان إخوانهم المسلمون . وسيرفع الصليب بجوار المصحف الشريف فوق علامات النصر ، نعم ستدفق أنهار الحب من قلوب المصريين لتزيل درن الظلم والقهر وسينظف الثوار الميدان كما فعلوا من قبل ، وستمتد ألآف الأيادى للمساعدة و نشر الخير لكل المصريين . تلك هى عقيدة المصريين بإختلاف إنتمائتهم وتلك هى حقيقة الثورة وآدابها . إننا راجعون بسلميتينا من أجل غد أفضل . من أجل إقرار الحق والعدل . من أجل الكرامة والمساواة . من أجل دموع الأمهات وآهات الثكلى . من أجل دماء سفكت وتطالب بحقها . من أجل سترأعراض إنتهكت . من أجل القضاء على فساد قد إستشرى . راجعون ... راجعون ... راجعون ... من أجلك يا مصر . ( رب همة أحيت أمة ) الثورة مستمرة