ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد التوترات الجيوسياسية    ارتفاع جديد في سعر الفراخ البيضاء الآن.. أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء 7-5-2024 صباحًا    تداول 67 الف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    وزير الإسكان: حملات لإيقاف وإزالة مخالفات بناء في 3 مدن جديدة    «معلومات الوزراء»: توقعات بنمو الطلب العالمي على الصلب بنسبة 1.7% عام 2024    عاجل.. البورصة تخسر 28 مليار جنيه في أول خمس دقائق من بدء تداولات اليوم    «عربية النواب» تطالب المجتمع الدولي بالتحرك لمنع كارثة جديدة في رفح الفلسطينية    بوتين يؤدي اليمين الدستورية اليوم لتولي رئاسة روسيا لفترة خامسة    جيش الاحتلال: تم إجلاء الغالبية العظمى من السكان بمنطقة العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية    باحثة سياسية: الدور المصري له أثر كبير في دعم القضية الفلسطينية    الأهلي ضد الاتحاد السكندري في الدوري اليوم.. الموعد والتشكيل المتوقع    دويدار: معلول سيجدد تعاقده مع الأهلي    سقوط الأمطار على عدة مناطق.. الأرصاد توضح حالة الطقس اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    السيطرة على حريق في مطعم بشبرا الخيمة    هتك عرضها والقي جثتها بالحديقة.. وصول أسرة الطفلة "جانيت" لمحكمة الجنايات لحضور أولي جلسات محاكمته    مدارس شمال سيناء جاهزة لاستقبال امتحانات نهاية العام لسنوات النقل    مدير حدائق الحيوان ب«الزراعة»: استقبلنا 35 ألف زائر في المحافظات احتفالا بشم النسيم    رسائل جمهور ياسمين عبد العزيز بعد ظهورها في «صاحبة السعادة»: وجعتي قلوبنا    لا تأكل هذه الأطعمة في اليوم التالي.. الصحة تقدم نصائح قبل وبعد تناول الفسيخ    مدحت شلبي يعلق علي رفض الشناوي بديلًا لمصطفى شوبير    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    رويترز: جيش الإحتلال الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح الفلسطيني    قبل انطلاقها، الخريطة الزمنية لامتحانات نهاية العام 2024 بالجيزة    التصديري للصناعات الغذائية: 53% نموًا بصادرات القطاع لفلسطين خلال الربع الأول    بث مباشر مباراة الأهلي والاتحاد السكندري بالدوري    زوج الأم كلمة السر.. دماء بمنطقة حساسة تكشف انتهاك جسد صغير بولاق الدكرور    مصرع سيدة أربعينية أسفل عجلات قطار المنيا    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء في الدوري المصري والبطولات العالمية    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    Bad Bunny وSTRAY KIDS، أفضل 10 إطلالات للنجوم بحفل الميت جالا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    هل يجوز أداء سنة الظهر القبلية أربع ركعات متصلة.. مجدي عاشور يوضح    اليوم.. مجلس النواب يناقش حساب ختامي موازنة 2022/2023    صدق أو لاتصدق.. الكبد يستعد للطعام عندما تراه العين أو يشمه الأنف    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبد العزيز:" عملت عملية علشان أقدر أحمل من العوضي"    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    شبانة: هناك أزمة قادمة بعد استفسار المصري بشأن شروط المشاركة في بطولات افريقيا    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    ياسمين عبد العزيز تكشف ل«صاحبة السعادة» سبب طلاقها من أحمد العوضي    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهلال يحتضن الصليب فى ميدان التحرير
نشر في أكتوبر يوم 22 - 01 - 2012

عندما تشاهدهما ترى وحدة مصر بدون أى رتوش أو شعارات، مناقشة رسالة دكتوراة تحولت لعلاقة صداقة ثم تطورت لرابطة إنسانية ، بين الشيخ والقمص لم يمنعها الاختلاف الدينى فى زمن يكرس الاختلاف، لتتجسد فيهما وحدة أمة تظلل على أولادها جميعا مسلمين ومسيحيين، وتتعانق فيها منارة المسجد مع الكنيسة، صداقة لم يعُقها محاولات «فرق تسد» التى كان يبذلها النظام السابق للتفرقة بين المصريين، بل زادتهما اصراراً على مواجهة النظام السابق فاشتركا فى ثورة يناير المجيدة، إنها قصة الصديقين الثائرين الشيخ علوى امين والقمص بولس عويضة.* كيف كانت بداية التعارف بينكما وهل هى بعد أم قبل الثورة؟ ** القمص بولس: قبل الثورة بكثير.. كنت أعد رسالة دكتوراة عن المواريث ولأننى كنت كثيراً ما أذهب لدار الافتاء وفضيلة الإمام ابن دار الإفتاء ولأن الكتاب المقدس لم يتحدث فى موضوع المواريث لجأت لفضيلة الإمام فى هذا الموضوع فأفادنى كثيراً فى رسالة الدكتوراة، ثم تطورت العلاقة من مصالح دراسية إلى محبة شخصية إلى علاقة أسرية ثم اتحادات انسانية بمعنى أدق تستطيع أن تقول صرنا روحا واحدة فى جسدين.
ويستكمل فضيلة الشيخ علوى الكلام بقوله أفضل ما يقال عن العلاقة احتضن المسجد الكنيسة، فقد رأيت فى القمص بولس فى بداية حياته أنه كنيسة متنقلة بكل خيرها وانفتاحها على الدنيا بأسرها فأحببته حباً لله لأن شعاره الذى اعجبنى «الله محبة» وقد كان كثيراً ما يذكر «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة».. أخذت ابحث فى هذه الكلمات الثلاث فوجدتها تقول لى احتضن رجلاً يعطيه الله الخير إن شاء الله، فما كان إلا أن تصادقنا لا أقول صداقة أخ لأخيه، ولكن تهافت الأرواح فى عالم السماء.. وكأنى أشهد تعانق محمد والمسيح.. فإذا تعانق سيدنا محمد وسيدنا المسيح فى السموات تبقى على الأرض المحبة..هناك ذكريات كثيرة بيننا، لقد حفظ آيات من القرآن على يدى لتساعده فى رسالته للدكتوراة، وإذا تحدثنا عن موضوع المواريث فقد شجعنى على تأليف كتاب فى الأحوال الشخصية عن الزواج فى الديانات الثلاث أثبت فيه أن الأصل فى الزواج واحد لأن الشرع واحد فلا يتم عقد قران إلا برجل دين يحدث هذا فى المسيحية والإسلام واليهودية.. الإنسانيات كلها واحدة وقد كانت علاقاتنا الإنسانية أقوى من أى علاقة أخرى.
قصة الثورة * ونحن نحتفل بالعيد الأول لثورة يناير كيف اشتركتما فى الثورة؟ ** يجيب الشيخ علوى ضاحكاً حسبى الله ونعم الوكيل فيه.. ويلتقط القمص بولس الحديث ضاحكاً بدوره كنت السبب فى اشتراكه فى الثورة، تقدر تقول «جبت رجله» عادة ما يتصل بى مساء كل يوم للاطمئنان على وفى إحدى المرات اتصل بى وسألنى عن مكانى فأجبته فى ميدان التحرير.. فسأل ماذا تفعل؟ رديت عليه نزلت مع الاولاد فوجدته يقول لى خليك عندك أنا سوف أحضر لك.. الحقيقة كان قلقان على جداً فجاء للاطمئنان على، وعندما حضر وشاهد البانوراما فى ميدان التحرير جلس معى، وتصادف أن استشهد شاب بين يدى فضيلة الشيخ بطلقة قناصة فأخذ على نفسه عهد أن يظل فى ميدان التحرير حتى يأخذ بثأر هذا الشاب.. ولأنه ساكن فى شارع مجلس الشعب خلف الميدان فقد كانت الحاجة الفاضلة زوجته ترسل الينا الطعام للمجموعة كلها.. كان معنا الشيخ الشهيد عماد عفت يرحمه الله، وكان معنا أيضاً أخونا الشيخ مظهر شاهين، وكان حولنا أغلب اتحاد شباب الثورة.. تبنيناهم فى الميدان.. كنا بالنسبة لهم الآباء الروحيين.. وأذكر أن الشيخ علوى والشيخ عماد كانا يصومان اثنين وخميس، وأنا أصوم أربع وجمعة ولكن لأن الصيام فى المسيحية يجب أن تأكل نباتى بعد الغروب، فقد كانا يأكلان مثلى خلال هذه الأيام مشاركة لى وبسببى أكلوا كشرى وطعمية، وكان الأكل يأتى من بيت الشيخ علوى نباتى لأنهم عارفين أنى صايم.
وبدورى كنت أذهب يوميا لكنيسة قصر الدوبارة لأحضر جركنين كبيرين من المياه – ولعل هذا هو سبب أصابتى بآلام الغضروف – علشان الكل يتوضأ بماء نظيف وأنا أصدرت وقتها فتوى – موجودة سابقاً – ولكنى أصدرتها واتبعها الكل فى الميدان وقالوا مادام القمص قالها فتجاز وهى «من منكم لم يجد ماء فيتيمم».
أيضاً فى الميدان شكلت كتيبة حراسة من 3 آلاف شاب قبطى لحماية أهلى وعشيرتى من المسلمين أثناء الصلاة، والطريف أنه لو صوت المكبر لم يصل للصفوف الخلفية كنت أكرر النداء حتى يسمع الأشخاص فى الخلف.. الميدان كان عبارة عن بانوراما وسيمفونية رائعة لو احضرت دافنشى نفسه حتى يرسمها لن يستطيع.. ال 18 يوما التى جلسناها فى الميدان كانت أروع أيام العمر كله أسقطنا فيها نظاما واتولدت فيه دولة جديدة.
ويستكمل الشيخ علوى الحديث بقوله: الميدان يعطيك بعدا اجتماعيا عظيما.. كل من فى الميدان كان بينهم مودة ورحمة كان عندما ينام أحدهم تجد الآخر يقوم ليغطيه.. مفيش واحد اعتدى على بنت أو قال كلمة خطأ.. لم أكن اتخيل أن مصر بالجمال ده.. ولادها كلهم بالحلاوة دى.. فى المقابل مناضلو الفضائيات كل واحد يطلع الآن ويقول أنا أمين عام كذا، وأنا قائد كذا، وأنا عملت كذا، وهما لم يكونوا أصلاً موجودين فى الميدان.. هم فى الفضائيات فقط.. أين كنتم؟ لم نرى احدكم فى الميدان اثناء الثورة.. أحدهما سألنى لماذا لا تظهر فى الفضائيات؟ اجبته علمنى القمص بولس ألا أتحدث عن المناقب..انكار الذات..عندما انتهت الثورة يوم تنحى مبارك التزمنا منازلنا.. وللأسف الموجة ركبها 600 ألف قائد، خلال 18 يوما لم يحدث خلالها حادثة واحدة او تحرش او لفظ سيئ كنا مصر وكنت عندما تتحدث مع شخص كان يجيبك بلدى مصر.
ويستكمل الشيخ علوى : لم تكن تستطيع أن تفرق من منا المسيحى من المسلم.. أتى إلىّ بعض الشباب عندما علموا أنى شيخ وسألونى هل الخروج على الحاكم حرام؟ كان هذا الكلام يتردد كثيراً من ناس عملوا أنفسهم الآن زعماء – فأجبتهم أنا ملازم لسيدنا الحسين وخروج الحسين ثائراً يعطينا الحق فى الثورة..لقد ثار الحسين لأجل 3 أسبابا ظلم بين، توريث حكم ، وضياع أمة، ونحن نعانى من الثلاثة فاذا نجحت ثورتنا نكون أتبعنا خطى الإمام الحسين.. الطريف أن من كانوا يحرمون الخروج على الحاكم هم أنفسهم الذين يمنعون زيارة قبر سيدنا الحسين فلماذا؟ لأنه شرعية الثورة وهم لم يشتركوا فى الثورة أصلا.. الثورة ايقظت فينا التاريخ الإسلامى كله والتاريخ المسيحى كله.. مصر كلها. * هل وجدتم صعوبة فى الاشتراك فى الثورة وأنتم ترتدون زى رجال الدين؟ ** الشيخ علوى: بالعكس الناس التفت حولنا وطلبوا رأيى فى الثورة فأجبتهم الثورة حسينية، وبعد نجاح الثورة كما قلت التزمنا بيوتنا ورفضنا الحديث فى الفضائيات أو الصحف، وقلت لهم لن أتحدث لم افعل شيئا فى الثورة غير أنى جلست فى الميدان وافتيت وشاركت مثل أى شاب صغير أنا عندى 75 سنة وكأنى شاب صغير لأن من شاهدتم ولادى، وتأثرت عندما استشهد احدهما بين يدى بالإضافة لما سمعته من أحد أطباء المستشفى الميدانى من وجود 70 شهيدا لا يعرفون أهلهم مين.. الكلام ده بيحرك جبل، ثم توقفنا لأننا نريد لمصر أن تتقدم.
ويستكمل القمص بولس قائلاً: نحن نزلنا الميدان بسبب الظلم الذى عشنا فيه.. حبيب العادلى صنع بنا ما فشل فيه اللورد كرومر المعتمد البريطانى فى مصر وقت الاحتلال.. العادلى طبق سياسة فرق تسد دمر العلاقة لمدة 15 سنة والنظام قبله ب 15 سنة أخرى 30 سنة كاملة النظام بيدمر.. كرهوا طوب الأرض فى بعض.. ده كان أحد أسباب الثورة، لأنها شىء ربانى معجزى.. أراد الله لهذا الشعب أن يتحرر من نير هذا الاحتلال الفاسد وعلى رأسه حبيب العادلى. * ولكن اعتقد ان العادلى فشل فى الفرقة بين المصريين والدليل العلاقة الوثيقة بين قدسك وفضيلة الشيخ؟ ** القمص بولس: لأنه إذا أراد الشعب الحياة لابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر والشعب المصرى يحب الحياة.
يتساءل الشيخ علوى قائلاً: من الذى استطاع أن يؤثر فيه العادلى؟ للأسف لدينا كثير من الجهل والعادلى استطاع أن يؤثر فى من يجهل دينه.. لقد قمنا بتشكيل ما يمكن أن نطلق عليه فرقة مطافى.. وهى مجموعات من المسيحيين والمسلمين تغطى مصر كلها وعندما تحدث مشكلة فى أى مكان نأخذ انفسنا ونذهب وفى 10 دقائق ينتهى الموضوع قبل ان يتطور نحن جماعة آل ياسين وحوارى عيسى عليه السلام.. لقد أخذنا الجانب الايمانى السياسى الهادى.. بمعنى العمل دون أن يلاحظنا أحد..يوم الأحد كانت هناك مقالة فى الأهرام بقلم سيدنا البابا شنودة عن «الأعواز».. العطاء.. ليس فقط من عنده يعطى من ليس له ولكن أيضاً من ليس عنده يعطى قرينه الذى ليس عنده أيضاً.. وهذا هو الأجمل، وذكر البابا فى المقاله أن المسيح شاهد سيدة تضع فى صندوق النذور درهمين وهما كل أعوازها فى الوقت الذى يضع آخر مليون، فالمسيح وقتها قال أن الدرهمين أحسن من المليون لأن هذا أعطى من فضله أما السيدة فقد أعطت من احتياجاتها.. نفس المعنى تكرر فى الحديث الشريف ربما يسبق الدرهم الألف درهم.. النبع والصفاء واحد هذا يقوله المسيح وهذا يقوله محمد.. الفاهم لهذا لا يختلف. * الآن ونحن نحتفل بمرور عام على ثورة 25 يناير كيف تنظران لهذه الثورة؟ ** الشيخ علوى: الثورة أعطت نوعا من الحرية المطلقة لكل الناس.. منحت الثقة للمواطن المصرى.. والدليل نتيجة الانتخابات الأخيرة أنا لا أنظر من نجح فلان أو علان أنا بأؤكد أن الشعب المصرى هو الذى نجح.. لأول مرة يخرج ويدلى بصوته وهو مطمئن.. وهذه هى الحرية.. ثانياً الغمامة التى كانت على عين الشعب بدأت تنجلى ويتعرف على الفاسدين.. لاحظ شيئا مهم جداً فى المرور مثلا كانت هناك رشاوى الآن انتهى هذا النوع من الرشاوى.. لا أحد سيدفع رشوة.. بدأت نهاية الفساد.. ولكن للأسف هناك من يريدها ديكتاتورية الأقلية وهذه كارثة وأولى سلبيات الثورة.. البعض لا يريد أن يصمت لا يجلدون السابقون فقط ولكن يجلدون مصر.. ثانى السلبيات البلطجة التى بدأت تظهر بصورة غير طبيعية.. النهاردة سطو مسلح على بنك فى الإسكندرية.. مصر لم تشهد ذلك من قبل.. واليوم أيضاً ونحن نجرى الحديث هناك من يقفل الطرق فى مدينة نصر.. دى مش مصر.. ده انقضاض على الثورة فى عيدها المفروض كلنا بداية ممن كان فى ميدان التحرير من بداية الثورة، ومن فى عمر مكرم الآن.. وهؤلاء الذين فى العباسية وفى مصطفى محمود.. يا ولاد مصر.. هل تقبلوا ما يحدث فى مصر الآن؟ هذه كارثة.. رئيس الوزراء لا يستطيع دخول مكتبه لمدة شهرين، لماذا؟
وليس الثوار هم الذين يمنعونه، أتحدى أن يكون واحد من الثوار له يد فى هذه الأحداث.. ولكنهم الجماعة التى تريد أن تكسب على حساب مصر.. وأنا أعتب على المجلس العسكرى لأنه لم يكشف حتى الآن عن الأسماء التى قبضت من قطر ومن أمريكا ومن سفارات أجنبية فى مصر.. فليتم الإعلان عن هذه الأسماء حتى نكشفهم.. الثورة ايجابياتها الحرية، دحض الفساد، معرفة المصرى كيف يأخذ حقه، وأيضاً الانتخابات ونزول الجماهير بهذا المستوى منحت صوتها لمحمد.. جرجس.. مش مهم المهم أن المواطن نزل.. يقولون الإخوان والسلفيين كسبوا.. «الصندوق اللى جابهم» قبل ما تتكلم وتتنطط فى ميدان التحرير.. هل شاهدت تزوير؟ مادام الصندوق هو المتكلم يبقى «تحيا مصر» أنا شخصياً لا أعرف على ماذا يعترضون؟ * هل حققت الثورة آمالها التى خرجتم لأجلها؟ ** القمص بولس: سقوط النظام وحده كان أعظم نتيجة هل كان يصدق أحد أن هذا الاحتلال للبلد يسقط؟ هذا كان احتلالا استمر 30 عاماً.. النظام سقط.. التوريث ألغى.. الفساد سجن.. والفاسدون الآن داخل السجون.
الشيخ علوى: حتى الفاسد الذى مازال خارج الأسوار خائفا، لكن المشكلة فى توقف المصانع هذه مصيبة.. توقف الأيدى العاملة مصيبتين.. عندما يتم قطع الطرق ونحن أثناء الامتحانات مما يؤثر على مستقبل الطلاب هذه كارثة.. والسبب المطالب الفئوية غير الطبيعية.
ويتناول القمص بولس أطراف الحديث بقوله فى جمعة لم الشمل التى اطلق عليها فيما بعد جمعة قندهار والتى يقولون إنها مليونية مع أن المشاركين فيها كانوا لا يتعدون 15 ألفا كان الكل يصرخ إسلامية إسلامية فوقفت بينهم وحولت الهتاف إلى «مصرية.. مصرية» قائلاً إن الثورة ألغت كلمة قبطى ومسلم وبقى فقط كلمة «مصرى» هل تصدق أن يرفع علم السعودية على أرض مصرية.. كانت كارثة لقد قلت لهم فلينزل أى علم ولا يرتفع إلا العلم المصرى «عيشوا كراماً تحت ظل العلم».
فرقة مطافى * كيف نضع روشتة لعلاج الاحتقان الطائفى الذى يظهر من وقت لآخر؟ ** الشيخ علوى : أولاً لا يوجد فى مصر احتقان طائفى ولكن هناك مشاكل عائلية بين الأخوة تحتاج إلى تدخل سريع للحركة، والروشتة نحن وضعناها وطلبنا لقاء المجلس العسكرى ورئيس الوزراء، أنا والقمص بولس بنتحرك، لقد طلب منا السيد أحمد أنيس وزير الإعلام أن نظهر على التليفزيون المصرى وكان هذا سيحدث فعلاً لولا سقوط القمص بولس وأصابته، ولكننا نخطط لكى يجتمع الشباب، من الكنيسة ومن الأزهر مع بعض، نحن نريد عمل بيت عيلة شبابى يقوده شباب مصر ونحن معهم لا نريد القيادة أو المناصب.. الشباب هما القادة. أثناء حادثة كنيسة الماريناب ذهبنا أنا والقمص وخلصنا الموضوع وكان الباقى مجرد رتوش.. وكذلك فى العتبة والجمالية. وهذه هى فرقة المطافى التى شكلناها وعلى فكرة أول من أطلق عليها هذا الاسم هو اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية السابق، فرق من الشباب الفاهم مسلم مع مسيحى وهى نفس الفرق التى كانت تعمل بالصفارة فى الميدان لحراسته أثناء الثورة.
القمص بولس: على فكرة الفصيل بتاعنا الآن على الفيس بوك وصل إلى 335 ألف شخص يشكلون اتحاد الثورة الجبهة المستقلة وانا والشيخ علوى المرشدين الروحيين له.
الشيخ علوى ولادنا بيحبونا لأننا نقدمهم نحن لا يهمنا أنفسنا.. أنا خلاص مسافر أن لم يكن اليوم فغداً ولكن الشباب هو اللى جاى.. نحن لو ذهبنا التحرير الآن سوف تنتهى المسألة، لكن ممكن نضرب مثل الشيخ عماد عفت يومها أنا كنت بأخطب الجمعة فى التليفزيون على القناة الثانية، وأنا راجع البيت لقيت الشيخ عماد كان لابس بدلة لو كنت اخذت بالى كنت أخذته معى ولم يكن ذهب هناك. * من تعتقد يقف وراء اغتياله؟ ** الشيخ علوى: 3 احتمالات مخابرات دولة أجنبية حرضت عليه لقتله لأنه مقتول من الجنب برصاصة جاءت فى رأسه والأخرى فى جنبه.. قتل متعمد.
القمص بولس: وعلى فكرة أنا والشيخ علوى كنا مقصودين أيضاً.
الشيخ علوى: الشيخ عماد كان تلميذا لفضيلة المفتى الدكتور على جمعة والذى لا يعرفه أحد أن المفتى كان مع الثورة من أول لحظة ولما كنا نسأله كان يقول استمروا فى الميدان لا تخافوا..عماد كان يذكر دائماً أن رائحة الميدان تشبه رائحة الحرم المكى وكنت أضحك عندما اسمع ذلك ولكن عندما استشهد فى الميدان قلت كان هذا الكلام دليلا على استشهاده فى الميدان شم رائحة روحه هنا ومات يوم جمعة أيضاً..وثانى الاحتمالات تنظيم مصرى مأجور علم أن عماد ذاهب ليتكلم فى أشياء لا يريد كشفها.. أما الثالث فهو ضرب القوى الإسلامية فى مصر حتى تحدث وقيعة لأن عماد كان رمز وكان أحياناً يصدر فتاوى بعدم التصويت لأعضاء الحزب الوطنى وكانت هذه قناعته أن هؤلاء فاسدون وأفسدوا مصر كلها.
قوانين ثورية * هل تعتقد أن الفلول وراء قتله؟
الشيخ علوى: ما المانع لا تستطيع تحديد القاتل حالياً ولذلك يجب إحضار صور الحادثة والتحقيق فى الأشخاص الذين كانوا بجواره وقتها.
ويقاطعه القمص بولس: الأولاد الذين حرقوا المجمع تم ضبطهم من الصور وبالتالى يمكن أن يتكرر الامر ونكتشف من قتل أخونا الشهيد الشيخ عماد.
ويضيف الشيخ علوى متسائلاً: هل حرق المجمع ثورة؟ هل ما حدث فى شارع محمد محمود ثورة؟ هل الموجودون أمام مجلس الشعب من الثورة؟
ويستكمل القمص بولس: وهل منع رئيس الوزراء من دخول مكتبه ثورة؟ الثورة قامت بسبب ظلم النظام وفساد حبيب العادلى.. مصر مؤمنة وبخير ما دام فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب وقداسة البابا شنودة على رأس القائمة.. وقتها مصر تنعم بالسلام والأمان والاطمئنان إذ إن منارة الأزهر مرتفعة تحتضن منارة الكنيسة، لأن أمان الكنيسة فى أمان الأزهر، وأمان مصر فى أمان الأزهر والكنيسة.. علينا الآن أن نفعل قوانين الثورة بقرارات ثورية لنحمى الثورة من الفساد بكل أشكاله محليات، إدارات، سياسات، وزارات، وعلينا أن نقف وراء الرجل الفاضل والاقتصادى العظيم د. الجنزورى، ووراء الرجل الفاضل اللواء محمد إبراهيم يوسف، علينا أن يوقر صغيرنا كبيرنا،ومن لا يقل خيراً فليصمت، علينا أن نفعل دور الاقتصاد المصرى ليدور ترس الإنتاج الذى صدى لينجلى فتمتلئ الخزانة، علينا أن نقف بالمرصاد للبلطجية مؤازرين الأمن فى أداء مهمته لأن الاقتصاد لا يفعل إلا بالأمن.. علينا محاربة الفساد فى كل مكان كما كنا نعمل انا والشيخ علوى، كنا ننزل للشارع فنجد شخصا راكنا صفاً ثانياً نفهمه أن هذا عيب فى حق الثورة.. عيب فى حق دماء الشهداء.. فساد المحليات يعنى تلاعب بالقرارات الثورية وتلاعب بدماء الشهداء، وعلينا أيضاً أن نحترم الفرسان النبلاء أعضاء المجلس العسكرى قد نختلف معهم لكن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وهم فى النهاية فرسان نبلاء احتمينا فيهم وهم يحتمون بنا.. وعلى المجلس تفعيل القانون فوراً فى أحداث ماسبيرو، ومحمد محمود، واحداث الشيخ ريحان وفى أحداث مجلس الوزراء وحادث مقتل الشيخ عماد عفت، نحن نطالب بتفعيل القانون واظهار الحقائق.. علينا كشف اللهو الخفى العنصر الثالث فى الأحداث الذى يقبض بالدرهم والدينار والدولار والريال، على المجلس العسكرى هؤلاء الفرسان النبلاء ان يتواصلوا مع شباب الثورة على الاقل ال30 مقعدا المخصصة للمعينين فى مجلس الشعب يكونون من الشباب لأنه خرج من الانتخابات خالى الوفاض لأنه لم يكن لديه الامكانيات ولا الخبرة السياسية والثائر الحق لزم بيته ولذلك أناشد سيادة المشير تخصيص هذه المقاعد لشباب مصر الحقيقيين الذين اسقطوا النظام يجب أن تكون هذه المقاعد للثوار الحقيقيين وليسوا أصحاب الفضائيات.. وعلينا أن نحترس من الإعلام الأصفر والفضائيات المأجورة والموجهة لهدم مصر والإعلاميين الذين يقبضون بالدرهم والدولار والدينار والريال، الصحافة الصفراء التى تهدم مصر..علينا التوقف عن تخوين بعضنا البعض، لأن هذه الثورة ربانية ليس لها رئيس، القانون السماوى سمح بها بعد أن وصلت آنات الناس للسماء من ظلم الأرض.. هناك آية فى الانجيل تقول «حينما تعم المظالم على الأرض.. ويأكل الغنى حق الفقير.. فتذكر أنه فوق العالى عالياً وفوقهما الأعلى يلاحظ» فعندما وصل الظلم لربنا ارسل ملاك من عنده فجاءت هذه الثورة وحماها لانها ثورة ربانية لا فضل لأحد فيها وهى ملك لكل المصريين فلا داعى للتخوين.
ويستكمل الشيخ علوى الحوار بقوله سألت فى إحدى المرات هل كنت تتخيل أن هذا النظام يسقط؟ فأجبت كان البرامكة أقوى ألف مرة.. وعندما سجنوا سأل ابن عباس البرمكى أباه قائلاً: يا ابتاه كنا ملوكاً وساده فما الذى اتى بنا إلى السجن؟ فأجابه يا ولدى لعلها دعوة مظلوم بليل سمعها ربنا فجازاها عليها ولم نسمعها نحن..هل لم يكن بالشعب مليون مظلوم يدعون إلى الله.. الشعب الذى ظلم هو السبب فى هذه الثورة.. ولو الثورة نجحت ودارت عجلة الإنتاج لن تكون هناك حاجة لثورة جياع يريدها البعض، نحن الآن مقبلين على ثورة جياع لو لم نعمل.
حالة الانقسام * كيف نقضى على حالة الانقسام التى يعانى منها المجتمع حالياً ما بين ليبراليين..وسلفيين واخوان.. شباب ثورة وفلول.. ميدان التحرير والعباسية؟ ** القمص بولس: حالياً نحن نقوم بتوحيد كل الصفوف لتخرج مصر واحدة، لقد اجتمع فى منزلى الشباب تحت اشراف الشيخ علوى واقترحنا أسماء الوزراء وقدمناها لمعالى الدكتور الجنزورى من خلال الشباب ولكن ليس لنا اتصال مباشر بالدكتور الجنزورى، وأود هنا أن اشكر رئيس الوزراء السابق الدكتور عصام شرف على الفترة التى قضاها وهو عمل كل ما فى وسعه من أجل مصر وخيرها ولم يتقاعس أو يتوانى ونشكر أيضاً وزير الإعلام السابق الأستاذ أسامة هيكل على قضائه على ظاهرة المرتبات بالملايين فى الإعلام.
ونحن نطالب بالتواصل مع سيادة المشير عن طريق اللواء الفاضل سامى دياب وقد كان هناك تواصل سابق معه كما نطالب بالتواصل مع الدكتور الجنزورى استكمالا لمسيرة الدكتور عصام شرف.
وأضاف الشيخ علوى: دكتور الجنزورى أعرفه من زمان معرفه شخصية زادت بعدما ترك الوزارة وكان يحضر لنا فى سيدنا الحسين حيث كان يجلس معنا فى المقام ويصلى الجمعة.. لا تظلموا الدكتور الجنزورى أكثر مما ظلم سابقاً أنا أعرف كم ظلم الرجل أيام مبارك ولو كان قد سمع كلامه لم يكن ما حدث قد وقع. * هل المشكلة أن من قام بالثورة لم يحكم؟ ** القمص بولس: الذين قاموا بالثورة لا يريدون ان يحكموا..المشكلة فى تحقيق مبادئ الثورة.
الشيخ علوى: كل ما نريده أن نعرف مصر رايحة على فين؟ ولكن لا نحن ولا أى واحد من الشباب أولادنا يريد منصبا.. كلنا بنحب مصر.. لكن الذى يركب الموجة حالياً هم أصحاب الصوت العالى، ولكن عندما يشاهدوننا تنخفض أصواتهم لأنهم يعرفون جيداً أننا نعلم كل شىء.. حتى البلطجية يوم جمعة قندهار فوجئت بشخص يقول لى هذا الشخص متفق معى على 50 جنيها والذهاب والعودة وفطار وغداء وفى الآخر اعطانى 20 جنيها فقط وقال لى أنا أحضرتك لتدافع عن الإسلام.. وسألنى هل هذا حلال ولا حرام يا مولانا؟ قلت له ده شغل بلطجة.. فرد على أنا مش لاقى آكل.. هذا هو الموجود على الساحة. * هل تعتقد أن هذا أثر فى نتيجة الانتخابات؟ ** الشيخ علوى: لا نريد أن نقول إن السلفيين أو الإخوان كانوا بيدفعوا كل الأحزاب متساوية.. أفقر الأحزاب هى الأحزاب الإسلامية، ولكن الإعلام أفاد حيث لا يشعر فعندما تقول لى وانا أزهرى حزب ليبرالى ولا حزب إسلامى.. أنا حانتخب مين.. واحد بيقول لك الدين فى خطر وسواء كنت مسيحيا أو مسلما حتنتخب مين الإعلام نفسه ضرب الأحزاب الليبرالية كلها الاعلام الدينى جعل البلد مقسمة.
ويقاطعه القمص بولس ولكن نشكر ربنا أن الأزهر مسك بزمام الأمور وأصدر وثيقة الازهر للحريات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.