مشاهد صادمة خرجت من داخل المتحف المصري الكبير، المكان الذى يفترض أن يكون أقدس مساحة لحفظ الذاكرة المصرية ورمزًا عالميًا للحضارة. لكن الواقع فاجأ الجميع؛ فتيات يلمسن التماثيل بأحمر الشفاه بحثًا عن ترند ، زوار يتعاملون مع الآثار كخلفية لتصوير «ريلز»، وآخرون يتلون آيات من القرآن وسط قاعات العرض وكأنها ساحة مولد لا صرح ثقافى عالمى. هذا السلوك غير اللائق لم يمر مرور الكرام، فقد اشتعلت منصات التواصل الاجتماعى بالغضب، وبدأت الأسئلة تتدفق: أين الانضباط؟ أين الحماية؟ وكيف يتحول أكبر متحف فى العالم إلى مسرح للفوضى الإلكترونية؟ ◄ الحكومة ترد.. والجمهور يطالب بغرامات فورية ◄ قراءة القرآن داخل القاعات.. وتصوير «ريلز» على الآثار ◄ الحكومة ترد.. والجمهور يطالب بغرامات فورية المشاهد التى انتشرت أثارت غضب الجمهور والحكومة على حد سواء. السلوكيات الفردية من بعض الزائرين أثبتت أن عدم وجود آلية صارمة للرقابة يسمح لموجة من التجاوزات الصغيرة بأن تتحول إلى أزمة كبيرة. رئيس مجلس الوزراء وصف الحوادث بأنها «حالات فردية»، لكن الواقع يثبت أن المشكلة أعمق: غياب الثقافة والوعي، وغياب الردع القانوني، يجعل حتى أعظم صرح عالمى عرضة للفوضى. سألنا الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذى للمتحف المصرى الكبير: هل اتخذتم أى قرارات عن كيفية ردع والتعامل مع الناس الذين يضرون بمقتنيات المتحف؟ يقول الرئيس التنفيذى للمتحف المصري الكبير: ستكون هناك مدونة سلوك ستصدر قريبًا». وردا على أن البعض يرى أن مدونة السلوك لن تحقق عقاباً رادعاً، لأنهم يرون أن حضارتنا لا تُقدَّر بطرد من المتحف، رد أن هناك قانونا يتم تنظيمه! ◄ تعليمات عامة التعليمات العامة داخل المتحف المصري الكبير تقول.. لا يُسمح بدخول الحقائب كبيرة الحجم، ويُفضل استخدام الأمانات المخصصة. ممنوع إدخال الأطعمة والمشروبات، باستثناء زجاجات المياه الصغيرة. ممنوع التدخين تمامًا داخل المتحف. الالتزام بالهدوء وعدم التحدث بصوت مرتفع احترامًا للأجواء الثقافية. التصوير الشخصى مسموح بدون فلاش، لكن يُمنع البث المباشر أو التصوير التجارى دون تصريح. محاولة لمس أو العبث بأى قطعة أثرية. إحداث ضوضاء أو سلوك غير لائق داخل القاعات. عدم الالتزام بمسارات الزيارة المحددة أو محاولة دخول مناطق مغلقة. وهذه المخالفات قد تؤدى إلى الطرد أو المنع. الجمهور اعتبر هذه التعليمات ضعيفة وغير رادعة، مطالبًا بعقوبات واضحة وغرامات فورية. رباب حازم قالت: «الكلام ده ضعيف، المفروض العقوبة تكون غرامة ومنع دخول المتحف مرة أخرى، ده أكبر متحف فى العالم، ليس للمزاح!» آراء المواطنين كانت حادة جدًا، وأظهرت غضبًا من سياسة «الطيبة الزائدة» فى التعامل مع الزائرين المخالفين. مدحت النادى أشار إلى أن السلوكيات السلبية تتعدى مجرد العبث بالقطع الأثرية، لتشمل الممارسات السياسية أو الدينية والتهكم والسخرية، وحتى انتهاك خصوصية السياح. ذكية فارس قالت: «أى مخالف عقوبته إيه؟ يجب كتابة التعليمات على التذكرة مع ذكر العقوبة، والمراقبة الأمنية لازم تكون مناسبة لحجم المتحف من أول الباب حتى آخر صالة». نفين أكدت: «قطع المتحف لا تُقدَّر بثمن، احترام القواعد جزء من ثقافة أى مكان عالمى». طارق أحمد شدد على ضرورة تحديد جهة مسئولة عن تطبيق مدونة السلوك والتدخل فورًا عند المخالفة. وأشرف عوض أضاف: «المترو أغلى من المتحف، فى المترو غرامة، هنا متحف؟ لازم حزم وقوة، ده ليس قاعة أفراح!» د. أحمد غنيم الرئيس التنفيذى للمتحف قال لى إن المدونة ستصدر قريبًا، وأنه سيتم دراسة كل مخالفة حسب فداحتها؛ بعضها سيتم تحويله للداخلية، والبعض الآخر سيُكتفى بالطرد. لكنه أكد أن هناك تنظيمًا للقوانين، وأن المتحف يسعى إلى تحقيق التوازن بين الترحيب بالزائر والحفاظ على سلامة المعروضات. ومع ذلك، لم يشعر الجمهور أن هذا الكلام يُترجم إلى إجراءات عملية وفورية، فاستمر الجدل على منصات التواصل. ◄ اقرأ أيضًا | حنين الشاطر عن افتتاح المتحف الكبير: كنت سأقدم أغنية أخرى ◄ إجراءات جديدة فى محاولة لاحتواء الفوضى، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن نظام الحجز المسبق لتذاكر الدخول، اعتبارًا من 16 نوفمبر، مع اعتماد الحجز الإلكترونى حصريًا بدءًا من 1 ديسمبر، والهدف من هذه الخطوة تنظيم حركة الزائرين وضمان راحة وأمان الزوار، لكن النظام لا يعالج المشكلة الجوهرية: السلوكيات المخالفة داخل المتحف نفسها. لو نظرنا إلى المتاحف العالمية الكبرى نجدها تعتمد على الردع الصارم: مسافات فاصلة بين الزائر والقطع، كاميرات مراقبة، غرامات فورية، وعقوبات حقيقية لمن يتجاوز التعليمات. بينما يعتمد المتحف المصري الكبير حاليًا على «الوعى الذاتي للزائر»، وهو رهان صعب فى مجتمع تعرض لسنوات طويلة لعدم الالتزام بالقوانين. ◄ التعليمات العامة التعليمات التى تم نشرها تشمل عدم إدخال الحقائب الكبيرة، واستخدام الأمانات المخصصة، ومنع الأطعمة والمشروبات داخل القاعات، والالتزام بالهدوء، والتصوير الشخصى مسموح بدون فلاش، وعدم محاولة لمس القطع أو العبث بها، ومرافقة الأطفال دون 12 عامًا. لكن التطبيق الفعلي لهذه التعليمات يحتاج إلى صرامة وأمن مكثف وعقوبات حقيقية. في النهاية، الشعب يريد أن يكون المتحف أكثر من مجرد واجهة.. يريد عقوبات فورية وواضحة، غرامة مالية أو منع دخول طويل المدى، مراقبة صارمة، فرق أمنية كافية تغطى كل أرجاء المتحف، توضيح العقوبات على التذاكر والإعلانات: حتى يعرف كل زائر أنه مسئول عن أفعاله، وتوعية مستمرة، وحملات إعلامية توضح قيمة التراث واحترامه. المتحف المصري الكبير لا يحتاج إلى نصائح لطيفة فقط، بل إلى قانون واضح وحازم يحمي المقتنيات والهيبة التاريخية. إنه ليس مجرد مكان للترفيه أو التصوير، بل صرح عالمي يحمل إرث سبعة آلاف سنة. التعامل مع ترند ات السوشيال ميديا والعبث بالقطع الأثرية بلا عقاب ليس مجرد خطأ إداري، بل إهانة للتاريخ والحضارة. إذا أردنا أن يظل المتحف علامة فارقة في تاريخ مصر، فلا بد من تطبيق العقوبات بصرامة، من دون تهاون أو مجاملة. المتاحف الكبرى فى العالم لا تتهاون، ونحن أيضًا يجب ألا نتهاون.