كان من الممكن أن تبقي رئيسا "سابقا" محاطا بالحب والاحترام السيد / محمد حسني مبارك الرئيس المصري المطرود من شعب عريق السلام والتحية لمن يعمل لصالح مصر ليس من الممكن أن ادعوك كما كنت و كان كل الشعب المصري يدعوك بالسيد الرئيس ، فحتي لقب "الرئيس السابق" لم يعد ممكنا أن نناديك به بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، فقد اضعت فرصا عديده كان من الممكن أن تمنحك ليس لقبا فقط تزين به اسمك ، بل مكانة في قلب هذا الوطن الذي يصبر شعبه علي تحمل كل مساويء الحاكم ولمدد طويلة ، يبعث خلالها رسائل متعددة وإشارات لا تحتمل اللبس بضيقه وتزمره ، وعندما ييأس من استجابة حاكمة تجده شعبا آخر بعد استنفاذ كل الطرق السلمية، ولعل تجربة سلفك السابق تنهض شاهدا علي صلابة وقوة وقدرة هذا الشعب علي الفعل ، وقد كنا نظنك قد فهمت الدرس الذي شهدته وعايشته يوم حادث المنصة الشهير في اكتوبر 1981. لم يبخل أحد عليك بالنصيحة ، بل أبدوا حرصهم علي ان يكون لك مكانا في التاريخ إن أصلحت من أمرك لكنك للأسف رددت مستهزءا (بالتاريخ والجغرافيا) معا كما جاء في ردك علي الكاتب المحترم المرحوم د. محمد السيد السعيد في ندوة بمعرض الكتاب ، واستمرت روح الاستهزاء بالشعب ورغباته وآماله تلازمك حتي ايام مضت ، عندما ابلغك الشعب بتزوير إرادته في الانتخابات الأخيرة، وأصررت أنت علي انها إنتخابات ديموقراطية ونزيهة(!!) وصاحبتك نشوة الانتصار بالتزوير للدرجة التي سخرت فيها من محاولة وطنية لتشكيل برلمان بديل مخطبا نواب برلمانك وأركان نظامك بالقول الساخر وإن جئت للحق هو قول فاجر : دعوهم يتسلون (!) . هل من إحتقار واستهزاء للشعب من رئيس مكث في الحكم مستأثرا واسرته وأعوانه ومنافقية بكل خيرات هذا الشعب أكثر من ذلك ؟!! . لم يمنحك غرورك وكبرياؤك حتي للاستماع لمؤشرات الغضب مع بداية ثورة 25 يناير وتستقيل بكرامة، وإنما اصررت وتمسكت بالسلطة في تحد واضح لإرادة الشعب. ثم جاءت ضربتك الأرضية الأخيرة ضد الشعب بعد نجاح ثورته ضدك، ضربة ارضية استخدمت فيها البغال والحمير والجمال يقودها أعضا ء حزبك البائس المسمي زورا وبهتانا بالحزب الوطني ، وهي ادوات تناسب مستوي تفكيركم فليس هناك فرق هذه البهائم ، ومن قادوها ، أو من خططوا لها تحت قيادتكم وأركان نظامكم، والتي شهدها العالم وادرك المستوي الذي هبط به نظام حكمك فسارع إلي مناصرة الشعب المصري ، مقدرا له احتماله لثلاثين سنة من حكمك، فاضحا ثرواتكم الفاحشة التي حققتها اسرتك من وراء بقائك في السلطة طوال المدة السابقة، وأنت الذي شكوت قبل توليك المنصب من عوز سررت به إلي أحياء يرزقون، وكانت كل أحلامك مبلغ تدفعه كمقدم لوحدتين سكنتين لنجليك فقط،(!)، الذان صارا من أغني أغنياء العالم. لا أظن أنك ترغب في إنتقام أكثر من ذلك لوطن احتملك وأسرتك، وأركان نظامك علي مدي ثلاثين سنة مضت، كفي ما احدثته ضربتك الأرضية من خراب للوطن ، ارحل حقنا لدماء لايرغب الشعب في رؤية المزيد منها إن بقي لديك شيء من الإنسانية أو التقدير لهذا الوطن. مواطن صبري الباجا