يقدم فيلم «الخاسرون» «The Losers» نوعية خاصة من الأكشن، وهو الأكشن الخالي من الحبكة القصصية المليئة بالتفاصيل، هو فيلم أكشن للأكشن وليس لأي سبب درامي آخر، شخصيات الفيلم خالية تقريباً من المشاعر تتحرك بصورة استعراضية وتلقي بالنكات في كل وقت. تتوقف وجهة نظر المتفرج أو درجة حبه لهذا اللون من الأكشن علي مدي تقبله أو نفوره من هذا النوع من السينما من عدمه، الفيلم يقدم الأكشن بصورته السطحية الاستعراضية المليئة بالضجيج، ويقدم الكوميديا بشكلها السلبي الذي يعتمد علي الاستظراف اللفظي فقط، وهناك بالفعل عشاق للاستظراف لا يعنيهم إذا كان ما يقدم علي الشاشة من مزاح أو ضحك له علاقة بأصول الدراما أو الكوميديا، وكثيراً ما تحتوي أفلام الأكشن علي مثل تلك النوعية التي لا يمكن تصنيفها علي أنها كوميديا، فهي أقرب إلي مزاح تعويضي يملأ فراغات السيناريو من الأحداث الدرامية الجذابة. الفيلم من إخراج «سيلفين وايت» وكتب له السيناريو «بيتر بيرج» و«جيمس فاندربيلت» عن شخصيات لمؤلف قصص الكوميكس «أندي ديجل». تبدو روح الكوميكس الأمريكي بارزة بقوة في كادرات ومشاهد فيلم «الخاسرون» «The Losers» التي ينتمي لنوعية الأكشن، بداية من الأفيش الذي يجمع الأبطال معاً بزاوية تصوير غير تقليدية ملتقطة بعين شخص سقط علي الأرض ويلتف الجميع من حوله، ومروراً بحركات الأكشن المبالغ فيها وكم الرصاص الذي يتطاير في كل مكان، والسيارات الضخمة والطائرات التي تنفجر وتتناثر كأنها لعب أطفال تتحطم أمام الأبطال الذين يتقافزون من حولها دون أذي جدي يصيب أي منهم، حتي من يصاب منهم يتحامل علي نفسه ليقف ويكمل دوره في المعركة بصورة أو بأخري، وهذا النوع من المعارك يدور بقوة وسط كم لا بأس به من اللقطات البطيئة لزوم استعراض فنون الجرافيك والخدع التي قدمها صناع الفيلم بوفرة وبكثافة. الفيلم علي مستوي الشكل مسل ولكنه يخلو من المتعة والخصوصية التي تتمتع بها بعض أفلام هذه النوعية، يمزج الفيلم بين لغة وصورة الكوميكس وشكل وملامح فيلم الأكشن، ويحاول الفيلم من خلال هذا المزج أن يقدم للمشاهد قدراً كبيراً من مشاهد الحركة بلغة بصرية مبالغ فيها، معتمداً علي أن قانون فيلم الأكشن وقانون قصص الكوميكس يبرر له هذه المبالغات، وهذا القدر من الايفيهات التي يطلقها الممثلون طوال الوقت وهم يطلقون الرصاص علي أعدائهم طوال الوقت، والمزاح قائم مهما كان الظرف عصيباً والموقف غير ملائم علي الإطلاق للمزاح والتنكيت. يحكي الفيلم بصورة أساسية حكاية انتقام فريق من أفراد العمليات الخاصة من ضابط مختبرات أمريكي مارق يجندهم في عملية للتخلص من إرهابي في بوليفيا ثم يحاول التخلص منهم بتدمير الطائرة التي كان يفترض عودتهم بها بعد انتهاء العملية. يتشابه الفيلم في قصته كثيراً مع عدد من الأفلام التي عرضت مؤخراً مثل فيلم «فريق أ» أو «The A-Team» الذي يحتوي علي نفس تيمة مجموعة الأفراد أصحاب المهارات العسكرية الخاصة الذين يتعرضون للخيانة من داخل مؤسسة المخابرات وتبدأ رحلتهم للانتقام ومحاولة استعادة حياتهم الطبيعية واثبات براءتهم، إنه فيلم تشعر أن هوليوود أنتجته ثلاث أو أربع مرات علي الأقل في العام الأخير. القصة شديدة السذاجة والسطحية وتدور عن تعرض هذا الفريق للخيانة بسبب قيام ضابط المخابرات السابق ماكس بعملية مزدوجة للحصول علي سلاح فتاك وحديث، وهو مجموعة من القنابل الإلكترونية شديدة التدمير بدون تأثيرات جانبية أو تلوث، وهو يشتري هذه القنابل بأموال خاصة بجهاز المخابرات الأمريكي ويسعي في الوقت نفسه إلي الحصول علي المال والقنابل معاً، بالإضافة إلي التخلص من فريق العمليات الخاصة حتي يأمن مطاردتهم له أو إفشال خطته.