يعد فيلم «الفريق أ» The A-Team من تلك النوعية من أفلام الأكشن العنيفة التي تحقق نجاحاً تجارياً لمجرد أنها أعمال صاخبة يتم صنعها بحرفية عالية وبحبكة بسيطة ومضمونة تعتمد علي قيام مجموعة من الأبطال بتجسيد شخصيات فريق من المغامرين المقامرين الذين يقومون بمهام انتحارية صعبة بجرأة شديدة، وفي قاعات السينما توفر الشاشة الضخمة وسماعات الصوت المجسم الجو الملائم ليعيش المتفرج أجواء مثيرة من الأكشن والانفجارات والمطاردات وطلقات الرصاص التي تكاد لا تتوقف طوال مشاهد الفيلم. المتعة في مشاهدة هذه النوعية من الأفلام تتوقف علي نوعية المتفرج الذي تخاطبه وهو علي الأغلب لن يهتم بأي حبكة درامية تحمل قدرًا كبيرًا من التفاصيل التي تشغله عن حالة الأكشن العنيفة والضجيج المصاحب لها، أضف إلي ذلك أن الأبطال بخفة ظلهم والكاريزما التي تجمع بينهم وغرورهم الشديد بأنفسهم وغرابة أطوارهم كل تلك عوامل جذابة لمشاهد تقليدي يبحث عن سينما سطحية. الفيلم مأخوذ عن مسلسل تليفزيوني قريب من أعمال السيت كوم الحالية تم تقديمه في أربعة مواسم بين عامي 1983 و1987 وهو يدور عن فريق من جنود وضباط القوات الخاصة السابقين يتصدون لمهام خطيرة، ومثل هذا النوع من الأكشن يعتمد علي المبالغة في مشاهد القتل والتدمير وهذه الحالة التي تجعل الأبطال غير قابلين للموت أو حتي الإصابة المميتة رغم هول المهام التي يقومون بها، والتي يصعب تصديق أنها في كل مرة تنتهي والأبطال أحياء. الأكشن في المسلسل والفيلم بالتبعية أقرب لأكشن ألعاب الفيديو السطحي الذي يخلو من الأساس الواقعي أو المنطق، وفي أحد تلك المشاهد يسقط الأبطال من طائرة وهم داخل دبابة، ورغم هذا الوضع السييء كانوا قادرين علي استخدام الدبابة وهي تهوي، وقادرين علي التصويب بدقة، وإطلاق الصواريخ علي بعض الأهداف علي الأرض وفي السماء. لم ينج فيلم المخرج «جو كارناهان» من السقوط في فخ السطحية نفسها في نسخته السينمائية للمسلسل رغم كل هذا الزخم الذي أحاط الفيلم بداية من البذخ الإنتاجي (ميزانية الفيلم حوالي 110 ملايين دولار) ورغم كل الإبهار البصري في مشاهد الأكشن، والأهم من ذلك مجموعة من الأبطال يقودهم «ليام نيسون» و«جيسيكا بيل» والممثل الشاب «برادلي كوبر»، إذا نحن أمام فيلم هوليوودي نموذجي تم حشد كل عوامل النجاح له رغم أنه في مضمونه ليس أكثر من «كلام فارغ» بإمكانيات هوليوودية، فيلم من أفلام الصيف السطحية التي يتم صنعها لأغراض تجارية بحتة. «ليام نيسون» ممثل جيد ونجم لبعض أفلام الأكشن الشهيرة كان آخرها فيلم «اختطاف» Taken ، يقوم بدور قائد الفرقة «أ» الكولونيل جون سميث الذي يكلفه الجيش ومجموعة من رفاقه بالقبض علي مجموعة من الإرهابيين الذين سرقوا لوحات أصلية تستخدم في طباعة الدولارات الأمريكية، وتحدث خيانة تدخل علي إثرها المجموعة السجن بتهمة التآمر لتبدأ خطة الهروب والبحث عن الخائن الذي تسبب في الإيقاع بهم في الوقت الذي تطاردهم فيه قوات الجيش الأمريكي لإعادتهم إلي السجن مرة أخري. بالطبع وجود أسماء كبيرة ومهمة كأبطال للفيلم لا يعني أنه فيلم مهم، بل هو جزء من بذخ الإنتاج وجزء من رغبة النجوم المعروفين بأدوارهم المهمة في الوجود في أفلام تخاطب نوعية معينة من الجمهور من الشباب. لا شك أن كل ذلك لا يعني أن هناك لحظات من التسلية والمرح التي يقدمها الفيلم، وهي تزداد كلما ترك المتفرج عقله خارج السينما، ولم يشغل باله بما هو منطقي أو مقبول علي أرض الواقع، ففي السينما أحيانا يتم اقتباس الواقع ظاهرياً ولكن دون مجهود كبير في تبريره وتحصينه بدراما منطقية، وهذا ما فشل الفيلم في تحقيقه فعلياً في النهاية.