في اجتماع الرئيس مبارك الأخير مع مجلس الوزراء بكامل تشكيله خرجت تصريحات عن الرئيس أنه طالب الحكومة بأن تكون الانتخابات المقبلة نزيهة. فهل يستطيع فعلاً النظام تحمل انتخابات نزيهة؟! .. تلك الانتخابات لو أجريت بنزاهة سيكون الحزب الوطني هو الخاسر، وربما يقضي عليه تماماً. .. فهذا الحزب المسيطر علي مقدرات الوطن خلال ما يزيد علي ثلاثين عاماً وهو ما وضع البلاد علي خريطة الدول المتخلفة، وهو ما جعل الفقراء أكثر فقراً.. والأغنياء أكثر غني.. وساعد علي انتشار الفساد. .. هذا الحزب وحكوماته المتعاقبة شجعوا علي نهب أموال البلاد وتسهيل الحصول علي أموال الدولة ونهب أراضي الدولة.. وإنتاج حيتان كبار أصبحوا المسيطرين والمحتكرين علي سياسات النظام. هل يستطيع الحزب الوطني الذي جاء إلي الحكم بالتزوير وبشهادات موثقة من القضاة الذين أشرفوا علي تلك الانتخابات أنها كانت مزورة «كل انتخابات واستفتاءات جرت في مصر كانت مزورة» علي أن يجري انتخابات نزيهة ؟! .. هل يستطيع الحزب الوطني الذي زور إرادة الناخبين في انتخابات 2000 و2005 وضم المستقلين والمنشقين عن الحزب ليحصل علي الأغلبية بالقوة وبالاحتيال لتمرير قوانين سيئة السمعة؟! .. لقد ألغي النظام الإشراف القضائي الكامل علي الانتخابات والذي كان منصوصاً عليه دستورياً، وذلك في ترقيعاته للدستور، وذلك بعدما أعلنها القضاة صراحة وبالوثائق أن الانتخابات مزورة.. فمن أين يأتي الآن ويدعو إلي انتخابات نزيهة؟! لقد طالبت أحزاب المعارضة بضمانات من أجل نزاهة الانتخابات وتقدمت بمشروع شبه مكتمل في هذا الأمر إلي النظام.. ولكن هذا المشروع تم وضعه في الأدراج.. ولم يرد الحزب الوطني علي أي من بنوده.. ولن يرد وسيستمر في سياساته في السيطرة والتزوير. .. لقد بات واضحاً أي نزاهة يسعي إليها النظام في الانتخابات.. هي نزا هة انتخابات مجلس التزوير «الشوري سابقاً» والتي طالب الرئيس بدراستها من أجل تعميمها.. والتي تم خلالها أكبر عملية تزوير في أي انتخابات جرت في مصر.. تزوير واضح.. فاضح.. لدرجة أنهم زورا لمن اختاروهم ليمثلوا أحزاب المعارضة في ذلك المجلس. إنها تلك النزاهة التي يريدونها. فالنزاهة عندهم أصبحت مرادفاً للتزوير لا فرق بينهما. إنهم يريدون بنزاهتهم المزورة تشكيل مجلس الشعب كما يريدون هم وليس كما يريد الشعب.. يريدون أن يبقوا جميعاً في مناصبهم حتي آخر نفس. يريدون أن يستمروا في نشر الفساد.. وإفساد الناس.. لكي يستمروا هم في مناصبهم ونهب البلاد. يريدون أن يستمروا في قهر الناس وإذلالهم وتعذيبهم في حياتهم واحتياجاتهم اليومية. إنه نظام مزور!