و تستمر وصلات السطحية والاستهانة بعقول المصريين علي مختلف المحطات الفضائية... فمن الإعلانات المطولة عن سلع مثل المفروشات والأدوات المنزلية التي تباع من خلال الاتصال بأرقام تعرض لشركات تسويق مختلفة تقدم - ومن واقع تجربة شخصية - منتجات غاية في الرداءة، حيث تفاجأ عند هبوط مندوب تلك الشركة علي منزلك باختلاف تلك السلعة عن المعلن عنها في الجودة أو في الكمية، فإما أن تكون جنتل وطيب وتتقبل المقلب بصدر رحب وتضطر لشرائها من المندوب الذي يذكرك دائما بأنه قادم إليك من آخر الدنيا أو ترفضها واللي يحصل يحصل.. مرورا بإعلان عجيب عن شاي للتخسيس.. فحتي تضفي أهمية وإبهارًا علي ذلك المسحوق يقول لك الإعلان إنه شاي صيني باسم دكتور لينك ولا يذكر لنا أي معلومة موثقة عن هذا اللينك - أراهن بعمري إنه بالكتير حلاق صحة تحت أحد الكباري في الصين!! و لم يتكرموا ويوضحوا أي وضع علمي لهذا العقار وهل هو حاصل علي شهادة ال FDA الأمريكية أو شهادة أوروبية أو ترخيص من وزارة الصحة المصرية أو الصومالية... أهو شاي صيني والسلام... وحتي تتأكد يسمعونك موسيقي تصويرية بتقول تن تنتنتن تن ( موسيقي صيني ) وادفع يا مصري يا غلبان. و الإخوة بتوع وزارة الصحة واضح إنهم واخدين منومات قوية ونايمين في العسل تاركين البسطاء من الشعب المصري فريسة لهؤلاء... عبورا بإعلان آخر عن علاج للعقم.. إعلان قمة في الفكاهة.. فلقد لخص العباقرة علاج كل الأمراض المؤدية إلي العقم في عقار في علبة واحدة، وحتي تكون مسبوكة خصصوا للرجل علبة زرقاء وللمرأة علبة وردية - تخيل لو الرجل وزوجته اتلخبطوا وكل واحد أخد من علبة الآخر إيه اللي هايحصل ساعتها؟!! بلاش دماغك تروح لبعيد.. مش هايحصل حاجة طبعا! ويأتي الفصل الأخير للمسرحية.. فبعد شهرين يتصل الطبيب وهو ينظر إلي شاشة كمبيوتر أمامه بالزوج الذي تناول هو وزوجته العقار قائلا له: مبروك يا بشمهندس.. المدام حامل!! ولا أدري كيف علم الطبيب أن زوجة البشمهندس حامل، فلم يظهر في الإعلان أنه كشف علي المدام أو أنها كانت علي الأقل أمامه!!! هل ما كان يقرأه علي الشاشة وهو يحادث الرجل كان رسالة إلكترونية من الزوجة تخبره فيها أنها بدأت تتوحم؟! جايز.... مرورا ببرامج تفسير أضغاث الأحلام والتي تنتج بعد عشاء ثقيل من الفول والطعمية... وصولا إلي أحد برامج المسابقات.. وهذا البرنامج يعمل علي ترسيخ أفكار ومفاهيم عظيمة لدي الناس.. كيف؟ في هذا البرنامج يقوم المتسابق باختيار صناديق يقف عليها أشخاص وفي كل صندوق يختاره يظهر رقم لمبلغ يتم استبعاده من قائمة المبالغ التي من الممكن أن يفوز بها المتسابق حتي يبقي له رقم واحد يفوز به.. تقدم هذا البرنامج ممثلة لبنانية.. و البرنامج ينضح بالتمثيل واصطناع مشاعر التعاطف مع المتسابق والتي تتضارب وتنعكس في لحظات من الفرحة الشديدة المصحوبة بالتنطيط والتهبيل المبالغ فيه والذي ينقلب في ثوانً إلي حزن شديد وكآبة مصطنعة بشكل سخيف عند خسارة المتسابق رقماً كبيرًا أو ورود عرض ضئيل من شخص يجلس في الغرفة المجاورة للاستديو ويتصل بالتليفون تسميه المذيعة بالبنك ثم ينقلب إلي فرحة وهكذا دواليك... أو دواليب مش فارقة!! و في النهاية يحصل الضحية.. - أقصد المتسابق - علي نصف مبلغ تافه في الغالب... هذا البرنامج أعتقد لو شاهده طفل فسيرسخ في تفكيره أن المكسب والثواب بالحظ والفهلوة والخبط عشوائي وليس أبدا للأذكي أو من يملك معلومات أكثر.. و في النهاية أتوقع أنه لو استمر في مشاهدة البرنامج سيكون بذيل أما لو تركه فسيكون ب نو ذيل..