رئيس القومي للرياضة قرر الانتقام من زاهر لأنه أحرجه أمام نظيف في أزمة عقوبات مباراة الجزائر.. وتحداه في بند الثماني سنوات حسن صقر كثرت الروايات في الأيام الماضية حول الأسباب الحقيقية لانقلاب حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة علي سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم ولجوئه إلي تقديم بلاغ للنائب العام ضد مخالفات مالية ارتكبها أعضاء اتحاد الكرة علي خلفية تقرير صادر عن الجهاز المركزي للمحاسبات، يطالب فيه مجلس إدارة اتحاد الكرة بتوضيح موقفه من عدم تحصيل 15 مليون جنيه مستحقة له لدي جهات أخري يتعامل معها. الجميع حاول الاجتهاد في أسباب توتر العلاقة بين زاهر وصقر وتطور الأمور إلي حد الزج برئيس الجبلاية أمام النيابة ليواجه اتهامات الرئيس القومي للرياضة، لكن الحقيقة أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لتوتر العلاقة بين الاثنين.. السبب الأول هو أن سمير زاهر عندما أعلن «الفيفا» عقوبة مصر علي خلفية الاعتداء علي أتوبيس الجزائريين قبل مباراة 14 نوفمبر في تصفيات كأس العالم وتوقيعه علي قرار لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي قيل إنه لم يأخذ رأي أي مسئول للتوقيع علي مثل هذا القرار، فخرج بعدها في كل وسائل الإعلام ليعلن أنه تعامل مع الأزمة بناء علي توصيات من الدولة وأنه رجع لحسن صقر قبل أن يسافر لسويسرا، وقال زاهر إن صقر عندما استطلع رأي رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف قال له إن الدولة لا علاقة لها بالأمر، وإن الأمر بين اتحادات للعبة واحدة لن تتدخل الدولة فيها.. وعندما لجأ زاهر لوزارة الخارجية ممثلة في أحمد أبوالغيط رد عليه بنفس الرد السابق، فلم يكن من زاهر إلا أن يوقع علي قرار لجنة الانضباط بالفيفا لإنهاء النزاع تماماً وحتي لا تتضاعف العقوبة علي مصر إذا ما طعن علي قرار اللجنة.. وبعد إعلان العقوبة تنصل زاهر من المسئولية تماماً وألقاها علي حسن صقر الذي تلقي بدوره توبيخا من مجلس الوزراء علي هذه العقوبة.. فقرر صقر الانتقام من زاهر وفتح الملفات القديمة عقاباً له علي وضعه في موقف محرج أمام نظيف وظهوره بمظهر المغيب عما يحدث خاصة وأن زاهر قال إنه كرئيس اتحاد كرة لا يمكنه مخاطبة السفارة المصرية لإرسال تقارير الأمن السوداني ولا تقارير الاعتداءات علي المشجعين المصريين في الخرطوم، وإن هذه مهمة الدولة ممثلة في مجلس صقر والخارجية، وإنه لا يملك إلا تقرير الاتحاد السوداني الذي نظم المباراة في الملعب ولا علاقة له بما حدث خارجه وأكد أنه قدم الملف المصري وفقاً لما هو متاح له من أوراق. السبب الثاني أن زاهر خلال الأسبوعين الماضيين أعلن أنه بصدد إلغاء بند الثماني سنوات وتحديد فترة رئاسة اتحاد الكرة بمدتين فقط، معتمداً علي أن الفيفا لا يطبق مثل هذا البند في لوائحه ولا يجبر الاتحادات المحلية علي تطبيقها.. بما يعني أنه يتحدي لائحة صقر مستنداً إلي الفيفا . المفاجأة في موضوع بند الثماني سنوات كان في اجتماع الاتحاد الدولي مارس الماضي، عندما صوت أعضاء المكتب التنفيذي علي اقتراح محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لتحديد فترة رئاسة الفيفا بمدتين فقط لثماني سنوات، وعند التصويت اختار 15 عضوا بالمكتب استمرار الوضع علي ماهو عليه وفتح مدة رئاسة الفيفا، بينما صوت 5 أعضاء من بينهم هاني أبوريدة نائب رئيس اتحاد الكرة المصري لصالح اقتراح بن همام، مما جعل بلاتر يتخذ موقفاً سلبياً تجاه مصر في أزمة مباراة الجزائر رداً علي موقف أبوريدة معه في التصويت علي اقتراح بن همام . السبب الثالث هو وشاية أبوريدة لصقر ضد زاهر للإطاحة به من طريقه لرئاسة اتحاد الكرة وإظهار سمير زاهر بمظهر الذي يتحدي قرارات وتعليمات صقر.. لكن المثير أن العلاقة بين صقر وأبوريدة توطدت تماما في الفترة الماضية من خلال تحقيق بطولة كأس العالم للشباب في القاهرة فائضاً مالياً 17 مليون جنيه جمعها نائب رئيس اتحاد من الفيفا بحجة تسبب البطولة في خسائر رهيبة لمصر فحصل أبوريدة علي دعم للبطولة يعادل أربعة أضعاف الدعم المقدم لأي بطولة مماثلة في العالم، فضلا عن دعم جميع الوزارات لها.. وما يدعم موقف أبوريدة أنه حتي الآن لم يعلن عن ميزانية البطولة وترك ال17 مليون جنيه في خزانة المجلس القومي للرياضة بدلاً من وضعها في خزانة اتحاد الكرة أو إعادتها للموازنة العامة للدولة، مما يجعل حسن صقر في موقف جيد ماليا أمام مجلس الوزراء وليظهر بمظهر جيد أمامها. الأسباب انتهت لكن الكواليس تحمل الكثير من المفاجآت أهمها أن تحركات صقر وأبوريدة للإطاحة بزاهر بدأت من تسريب أنباء تدبير الاعتداء علي أتوبيس الجزائر ووقتها لم يقلها أحمد شوبير وحده، بل قالها إبراهيم حجازي في برنامجه، وكتبها عصام عبدالمنعم في عموده بالأهرام . وكل هذه المحاولات من صقر وأبوريدة هدفها تشويه صورة زاهر أمام الرأي العام، ونهاية بالبلاغ الذي يحمل مخالفات إدارية وليست مالية تعود إلي 3 سنوات مضت، لكن الهدف منها إنهاء أي فرص لاستمرار زاهر في منصبه. الأهم في الأزمة كان يوم السبت الماضي عندما سرب عمرو وهبة ذراع أبوريدة اليمني نص العقوبة الرسمي الذي لا يوجد منه إلا نسختين: واحدة مع الجزائر والأخري مع وهبة، والغرض من تسريب العقوبة أن فيها بندًاينص علي أن في حالة تكرار ما حدث مع الجزائريين سيتم مضاعفة العقوبة، وقد يصل الأمر إلي حد الحرمان من تصفيات كأس العالم المقبلة.. والهدف الإيحاء بأن زاهر يضلل الرأي العام ولا يقول الحقيقة. الأخطر أن حازم الهواري عضو المجلس يعمل في الخفاء لإسقاط زاهر وكسب ود الجمعية العمومية بوعود الدعم المالي للإطاحة بزاهر وجمع توقيعات أعضاء الجمعية العمومية المعارضين لزاهر لسحب الثقة منه، لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكنها الإطاحة به لعلم صقر وأبوريدة أن الفيفا يمنع حل أي اتحاد كرة مهما كانت مخالفاته ويعتبره تدخلاً فيها، لذلك فالهواري يحشد الجمعية العمومية علي أمل سحب الثقة وتعيينه في المجلس المقبل برئاسة أبوريدة، لأنه لا يحق له دخول الانتخابات المقبلة.