يثبت الشعب المصرى أنه قادر على النجاح فى أى امتحان. .. يثبت كل يوم أنه شعب معلم فعلا. .. يتعرض لأزمات كثيرة.. لكنه يصر على الخروج من أزماته. .. يثبت أن قدراته فائقة لشعوب كثيرة. .. يصر على حريته رغم المتاعب.. وحتى إن طالت تلك المتاعب. .. دخلَ امتحانات كثيرة.. إلا أنه كان يحقق نجاحًا منقطع النظير. .. تخيل العالم أنه استسلم لأنظمة استبدادية فاسدة.. فإذا بالمارد داخل الشعب يخرج -بعد صبر طويل وبعد أن يمنح الفرصة للحاكمين- ويطيح بالاستبداد. .. وتخيل الحكام أنهم سيطروا على الشعب. .. وتخيل الحكام أنهم ينطقون باسم الشعب. .. وتخيل الحكام أنهم يعملون من أجل الشعب. .. وتحمل الشعب كل ذلك.. إلى أن وصل للفصل فى الادعاء ليطيح بهؤلاء المدعين المستغلين المستبدين الفاسدين. .. فخرج فى 25 يناير ضد الاستبداد والفساد.. وسعى نظام مبارك إلى توريث حكم البلاد لابنه.. وكأن مصر قد تحولت إلى عزبة خاصة لمبارك وعائلته وحزبه الوطنى الفاسد ورجال أعماله الذى أفسدوا البلاد. .. وتسامح الشعب مع الإخوان ومنحهم الفرصة للحكم بعد أن استطاعوا سرقة الثورة.. إلا أن الإخوان لم ينتبهوا لما جرى من تغيير فى الشعب بالحفاظ على حقوقه.. وصار الإخوان على طريقة نظام مبارك من أن مصر أصبحت عزبة خاصة بهم سيتصرفون فيها كما يشاؤون.. ويريدونها تابعة لتنظيمهم الخاص وتنظيمهم الدولى بمساعدة من لا يريد الخير لهذا الشعب العظيم. .. لكن هذا الشعب كشف مبكرًا حيَل الإخوان وفشلهم وتجارتهم بالدين فى محاولتهم استغلال الفقراء والبسطاء باسم الدين- والإسلام منهم برىء. .. وكشف الشعب انحطاطهم فى محاولتهم تقسيم البلاد. .. وكان سباقًا نحو مؤسسات الدولة التى حاول الإخوان إخضاعها لتنظيمهم.. لكن عظمة هذا الشعب أوقفت تحولات الإخوان وفضحتهم وجعلت المؤسسات وعلى رأسها الجيش والشرطة فى الانحياز إلى الشعب فى ثورة 30 يونيو التى جاءت استكمالا لثورة 25 يناير. .. فكان الشعب هو صاحب السبق فى إسقاط الإخوان. .. ورغم تعرضه لمحن كثيرة من حكم الإخوان.. من تزوير وإفساد وشراء ذمم «كما كان يحدث فى زمن مبارك».. وأيضًا دستور طائفى يسعى لتقسيم الشعب.. وإثارة الفتن فى البلاد.. إلا أنه قرر التخلص من حكم الجماعة.. وقد نجح. .. فالشعب أسقط دستور الإخوان الطائفى. .. ويصر على دستوره الذى خرج من أجله فى 25 يناير.. ولم يحصل عليه رغم الاستفتاءات وتشكيل جمعية تأسيسية فاسدة من أتباع الجماعة ومنافقيها وموالسيها. .. والشعب هو الذى تصدى لإرهاب الجماعة وحلفائها من الإرهابيين القدامى. .. وتحمل الكثير من تلك العمليات الإرهابية. .. وهو الذى تعامل مع الجماعة وإرهابها قبل تصدى الحكومة.. وقبل إعلانها جماعة إرهابية. .. فالشعب يريد حريته. .. والشعب يريد ديمقراطيته. .. والشعب تحمل الكثير فى الفترة الانتقالية التى طالت كثيرًا وحاول البعض الاستئثار بالسلطة. .. لكن السلطة للشعب. .. وهو ما لم يفهمه الكثير. .. وها هو الشعب يخرج مرة أخرى للدفاع عن دستوره. .. ويخرج من أجل المرحلة التأمنية فى خريطة الطريق. .. ويخرج من أجل رئيس منتخب من الشعب وللشعب المصرى وليس لجماعة أو طائفة أو عشيرة. .. ويخرج من أجل برلمان يمثَّل فيه جميع القوى. .. ويخرج من أجل بناء الدولة. .. إنه شعب عظيم.