الأهالي: المحافظة تطالبنا بدفع إيجارات متأخرة منذ تسلم الوحدات قبل 10 سنوات رغم أن الصرف الصحي تسبب في سقوط المباني الصرف الصحي يغرق الشوارع ربما كان سوء الحظ الذي يصادفها ناتجًا عن اسمها، غير أن توشكي «مشروع مبارك القومي» تختلف حتماعن توشكي الإسكندرية، التي صارت مركزًا متكاملاً للأمراض -حسب وصف الأهالي - حيث يجتمع الصرف الصحي «الطافح «في الشوارع، مع القمامة المتناثرة في كل شبر منها، ليعيش تجار المخدرات في وضح النهار عصرا ولا أزهي. في توشكي لا توجد نقطة شرطة، ولا أي وجود أمني من أي نوع.. هناك لا صوت يعلو فوق صوت البلطجة، وخناقات تجار المخدرات علي نواصي الشوارع. فقد رفعت الدولة يدها عن منطقة توشكي بمجرد أن سلمت وحداتها السكنية - 80 بلوك - لنحو 1200 أسرة عام 2000 دون حتي أن تنتظر إدخال المرافق إلي الحي الجديد، الذي تحول مع الوقت إلي واحدة من أشهر عشوائيات المدينة. وخلال الأربع سنوات الأولي في بداية تسليم المساكن تم إعفاء الأهالي من الإيجار- ربما شعورًا بالذنب حيالهم بوضعهم في حي بلا مرافق- لتظهر مشكلات الحي الجديد واحدة تلو الأخري بمرور الوقت، حتي تحولت توشكي إلي جزيرة تسبح فوق مياه الصرف الصحي. بعد أربع سنوات فوجئ الأهالي بصدور قرار من المحافظة يلزمهم بدفع إيجار يتراوح بين 65 و100جنيه، بجانب دفع إيجارات تراكمية خلال السنوات الأربع الأولي التي تم إعفاؤهم فيها من دفع الإيجار.. لتبدأ الصدامات بين أهالي توشكي الذين يعيشون تحت خط الفقر، وبين المحافظ، حتي وصلت إلي تنظيم اعتصامات ووقفات احتجاجية والتهديد بالتصعيد. يقول أحمد حسن - أحد السكان - أنا موظف بالمعاش فإذا كانت الفوائد 110جنيهات والإيجار 65جنيهًا وأنا معاشي 300 جنيه «إزاي أعيش بعد كده». وتقول نادية - ربة منزل- إن ضباط تنفيذ الأحكام اقتحموا عليها البيت في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وتم القبض عليها من غرفة نومها هي و أبنائها وزوجها وتحرير أربع قضايا ضدهم بتهمة التهرب من دفع الإيجار، وقالت إنهم يدفعون في كل مرة يجري القبض عليهم من ألف إلي 1500جنيه.. وأضافت: إذا كنت أملك دفع هذه المبالغ باستمرار فلماذا أسكن في هذا المكان القذر، حيث مشاكل الصرف تزداد يومًا بعد آخر وعندما نقوم بالاتصال بالنجدة لإنقاذنا من الغرق في الصرف الصحي، لا حياة لمن تنادي. ويتساءل حسن (عامل) عن اسم نائب الدائرة حيث لم يظهر له أثر بالمنطقة منذ تسلم الوحدات السكنية بها.. ويقول إن عدم وجود مواصلات في توشكي قد تسبب له في إعاقة، حيث لا توجد وسيلة مواصلات في تلك المنطقة سوي السيارات النصف نقل التي تسير في طريق ضيق بجانب ترعة، وفي إحدي المرات سقطت السيارة في الترعة مما أدي إلي إصابتي بإعاقة تسببت في عجزي عن العمل، مضيفًا: من وقت لآخر يغرق أحد أطفال توشكي في الترعة. ويتحدث ساكن آخر عن تجار المخدرات الذين أصبحوا يزاولون نشاطهم في شوارع توشكي علنا علي خلفية شجارات متبادلة معارك طاحنة بسبب المنافسة كل يوم، حيث تبعد نقطة شرطةالبتروكيماويات الوحيدة عن المنطقة لمسافة ساعة. أما مركز توشكي الطبي فيصفه الأهالي بأنه يقع أمام مركز أوبئة متكامل من الأمراض ومياه الصرف الصحي والقمامة والمخدرات. ويؤكد علي شاهين طبيب المركز أن مياه الصرف الصحي تخللت جدران المساكن وأظهرت عليها بعض التشققات وأدت لسقوط بعضها.. ويقول إن الأغرب من ذلك ما صار إليه خلف مسجد عباد الرحمن الذي تحول هو الآخر إلي مقلب للقمامة يرزح تحت مياه الصرف، مشيرًا إلي صدور قرار بترميم بلوك 123 منذ أربع سنوات لم ينفذ حتي الآن. ويتساءل أحمد من الأهالي عن الأسفلت ويقول:عندما ذهبت لتوقيع عقد الشقة طالبوني بدفع 110جنيهات لعمل الأسفلت فأين هو الأسفلت؟مشيرا إلي سوء حالة الطرق منذ إنشاء المنطقة قبل 10 سنوات. ويضيف محمد السيد (محام): كيف ندفع هذه الإيجارات والمبالغ المتراكمة علينا وكثير من المساكن مشققة ويتخللها مياه الصرف ومعرضه للسقوط في أي وقت علي رءوسنا.. وإذا كان لدينا المقدرة علي دفع هذه المبالغ كل شهر فلماذا لا ننتقل إلي أماكن أخري نعيش فيها كآدميين.