فى مشهد مؤثر، احتشد أهالى ضحايا الشيعة الخمسة الذين قُتلوا مساء الأحد الماضى بزاوية أبو مسلّم على أيدى سلفيين من المنطقة، وسيطر الحزن على المشهد أمام مشرحة زينهم من قبل النساء اللاتى حرصن على تغطية وجوههن، كما ظهر الغضب على ملامح الأخ الأكبر لحسن شحاتة. وتأخر خروج الجثامين من المشرحة حتى الساعة الخامسة والنصف من مساء أول من أمس الإثنين، وقام الأهالى بالصلاة على الضحايا وخرجوا من مسجد السيدة نفيسة وسط صراخ السيدات، وقام بعض أهالى الضحايا بالدخول فى مشادات مع المصورين والصحفيين بسبب خوفهم من الظهور، حيث قالوا إنهم مستهدفون وإن ما حدث من عمليات قتل قد تتكرر معهم فى إذا ما ظهرت وجوههم وظلوا يرددون «حسبى الله ونعم الوكيل». وكان من أبرز المشاركين فى الجنازة المحامى خالد على الذى قال ل«الدستور الأصلي» إن ما يحدث سيزيد الاحتقان ونحن نرفض عمليات القتل، فهل من المعقول أن يحدث ذلك فى مصر؟ وهل يرضى السنة أن يتم إيذاؤهم من شيعة لو كانوا أضعف منهم؟ وأضاف أنه لا بد من التصدى لمثل هذه الوقائع، لأنها تفتح نهرا من الدماء، حيث إن الحادثة تعبر عن التعصب الدينى غير المبرر، فالوطن للجميع، وإذا اعتمدنا الدم وسيلة للحل فإن الدائرة ستدور على الجميع. على أشار إلى أن ما حدث مؤشر مرعب، وقد يبث الخوف فى قلوب المسيحيين، فمن يرتكب مثل هذا الجرم يفعل أى شىء آخر وقد يصل الأمر إلى قتل المختلف معهم سياسيا، لذلك علينا أن نرسخ مفهوم الوطن للجميع والتعايش السلمى لأنه الحل الوحيد، مشيرا إلى أن هذه الحادثة إرهاب لا يقبله مسلم عاقل.
وفى سياق منفصل، طالب المرشح السابق للرئاسة الشارع بالحشد فى 30 يونيو ضد ما يحدث من انتهاكات فى عهد مرسى، مؤكدا أن الثورة ستنتصر وستفشل كل التدخلات الأجنبية لدعم الرئيس الإخوانى، وقال بتأثر شديد «لم أكن أتخيل أن يحدث فى مصر حادثة بشعة ومؤلم مثل هذا المشهد، دون أن يتمكن أحد من الدخول لحماية الضعيف، فالدم حرام. على أكد أن المذبحة كانت نتيجة طبيعية لخطاب الكراهية الإرهابى، لكن للأسف الشديد النائب العام مجرد متفرج لتلك الأحداث ولا يشغله إلا حبس أحمد دومة ونوارة نجم والنشطاء السياسيين، لأنه نائب خاص يرفع شعار «يا نار كونى بردا وسلاما على الجماعة وأنصارهم».
بينما علّق الشاب الشيعى عمر عبد الله إبراهيم بأنه تلقى اتصالات من القتلى تناشده بأن يتصرف ويطلب النجدة، لأنهم مهددون بالقتل ومحاصرون، مشيرا إلى أنه ذهب ومعه مجموعة من الشيعة ونعلم أننا سنموت، لكن الأمن كان قد طوّق المنطقة ولم يسمح لنا بالدخول.
إبراهيم أضاف ل«الدستور الأصلي» إحنا مسلمين ونفتخر بأننا شيعة، ولو اعتبرنا أحدٌ كفرة فلا يجوز قتل أى إنسان، مؤكدا أنهم سيقومون بتدويل القضية وتصعيدها للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، ولا بد من القصاص من الجناة وكل من شارك فى هذه الجريمة.