هل الدولة تؤازر ظهور مسلسل «الجماعة» الذي كتبه «وحيد حامد» ويخرجه «محمد يسن»؟ بالتأكيد نعم وهوالمسلسل الذي سيحظي بالاهتمام الأكبر علي خريطة التليفزيون في شهر رمضان المقبل.. الدولة لديها بالتأكيد حسبتها السياسية وربما لهذا السبب فإن عدداً من النجوم وافقوا علي أن يلعبوا دور ضيوف شرف في هذا المسلسل مثل «أحمد حلمي»، «مني زكي»، «كريم عبد العزيز»، «منة شلبي».. هؤلاء يشاركون مجاملة لوحيد أومحمد يسن هذا هوالسبب الثاني بينما الأول أنهم يجاملون الدولة بهذه المشاركة المجانية.. أبطال المسلسل الأساسيين أمثال «عزت العلايلي»، «يسرا اللوزي»، «حسن الرداد»، «إياد نصار»، «عبد العزيز مخيون» لا يشكلون بالتأكيد قوة جذب لدي الجمهور خاصة أن الصراع الرمضاني تلعب فيه جاذبية النجوم دوراً مؤثراً في الاستحواذ علي اهتمام المشاهد ولهذا كان ينبغي أن يتناثر هؤلاء النجوم علي كل الحلقات.. الدولة تتوافق سياسياً مع «وحيد» وقد تري أيضاً في موهبته سلاحاً لها ولا يعني ذلك أنه بالضرورة يعمل لحسابها.. «وحيد» هو كاتب القسط الوافر من الأفلام التي واجهت التطرف الديني مثل «اللعب مع الكبار»، «الإرهاب والكباب»، «طيور الظلام» وغيرها وهو أيضاً كاتب مسلسلي «العائلة» و«أوان الورد» وكان «صفوت الشريف» وزير الإعلام الأسبق الداعم الأكبر لظهور المسلسلين أيضاً كان وراء تلك المساحة الإعلامية الضخمة التي كانت من نصيبها حيث رأت الدولة في «العائلة» صوتها في مواجهة الإرهاب عبر الشاشة الصغيرة أي أنها كانت تخاطب وقتها مطلع التسعينيات حوالي 60 مليون مشاهد فلم تكن الفضائيات قد انتشرت بعد وكان هذا يشكل قوة طاغية للتليفزيون الرسمي الأرضي ورغم ذلك فإن الشجاعة التي حظي بها المسلسل في التناول الدرامي وأيضاً في السماح الرقابي لم تستمر حتي النهاية سرعان ما تدخلت قوي دينية وتم تخفيف بعض المشاهد حتي لا يؤدي المسلسل إلي غضب في الشارع.. مسلسل «أوان الورد» كان الغرض السياسي من تقديمه نبذ التطرف الديني والغريب أن أول من انتقد المسلسل كانت هي الكنيسة الأرثوذكسية وأول الرافضين كان البابا شخصياً رغم الحرص علي التوازي الدرامي حتي إنه تم إسناد مهمة الإخراج إلي «سمير سيف» ليس فقط لأنه مخرج كبير ولكن أيضاً لأنه مسيحي الديانة وكان «وحيد» حريصاً علي التعادل الدرامي في المواقف والأدوار بين المسلمين والمسيحيين فإن كل ذلك لم يهدئ من ثورة الكنيسة ولهذا وكالعادة خضع المسلسل لتغييرات درامية حتي تهدأ ثورة الأقباط ولا أنسي كلمة البابا شنودة ساخراً وغاضباً هل هذه هي هدية المسلمين لنا في رمضان؟! مسلسل رمضان المقبل هو«الجماعة» والمقصود به جماعة الإخوان المسلمين الذي لا تزال الصحف القومية والتليفزيون القومي يصفها بالمحظورة بينما «وحيد» أطلق عليها «الجماعة» أي «الزوجة» في المفهوم الشعبي!!