السلام عليكم.. أنا عندي 19 سنة، مشكلتي إني بقيت باكره أبويا ومابقيتش باطيق أشوفه خالص، والسبب هو إنه دايما بيفرق بيني وبين إخواتي.. يعني مثلا كان بيدي أختي كورسات من أول السنة في المعهد اللي كانت فيه، وأنا من ساعة ما بقيت في كليتي وكلية الحقوق كلية صعبة وهو مش عايز يساعدني، ولما قلت إني هاسيب الكلية حصلت مشكلة كبيرة وقال لماما نجوع طقة وناكل طقتين.. مع العلم إنه ماديا كويس بس بخيل علينا كلنا، والموضوع ده أوفر معايا جدا لدرجة إنه بيديني 10 جنيه وعايزني منها آخد كورسات وأروح مواصلات وورق وفطار، ولو نفسي كمان في حاجة أجيبها منها! ودايما بيذلني علشان المصروف ده، لدرجة إنه خلاني قلت له في وشه ربنا يذلّك زي ما بتذلّني، لأني كمان عرفت منه إن الفلوس اللي شايلها لي أنا وإخواتي لما نتجوز هايخدها علشان يدفع ديونه، مع إنه قال إن مش عليه ديون خالص وخلص كل ديونه بس طمع في فلوسنا دي.. أنا عارفة طبعا إني غلطانة إني دعيت عليه، بس أنا مش عارفة أقول له حتى إني آسفة لأني مش شايفة نفسي غلطانة، لأنه ظلمني كتير أوي.. يا ريت تساعدوني.
myheart_deadfool
ماذا أقول لكِ؟ أنا أريد أن أقول لكِ إنكِ مخطئة في كراهيتك لوالدكِ.. إن عليكِ الاعتذار له وإنكِ ملتزمة أن تحبيه وتحترميه.. أريد أن أقول لكِ هذا لكني لن أقوله لأني وقتها سأكون قد كذبت عليكِ. فمثل هذا الأب العاق الذي يحوّل وجوده في حياة أبنائه إلى نقمة لا يستحق الدفاع عنه لأنه يسيء إلى معنى الأبوة! المشكلة الآن هي أن وضعك كابنته لا يعطيكِ خيارات كثيرة, ولكي تتغير طريقته في التعامل معكِ -ومعكم جميعا- يجب أن يُتَخَذ موقف صارم قوي منكم -أبنائه- بدعم من والدتكم, حتى يحس فعلا أن وضعه كأب وهيبته قد أصبحا في خطر, مما ربما يجعل حالته تنصلح معكم ولو بالإجبار. فهل تستطيعين فعل هذا؟ أعني إقناع والدتك أولا بالفكرة ثم باقي إخوتك لتتخذوا موقفا قويا مطالبا بحقوقكم منه؟ أرجو هذا.. عموما الأمر يستحق المحاولة ولا تدعي كونه يخصك أنتِ بالنصيب الأكبر من البخل تعتقدين أن إخوتك قد يتراجعون عن مساعدتك, ففي النهاية كلكم في الهم سواء! يمكنكِ كذلك الاستعانة بكبار عائلته, جدك أو جدتك أو عَم أكبر سنا, لو أن هذا متاح وأنكِ تثقين بجدواه, ليتحدثوا معه بشأنكم ويقنعوه بأنه بهذا الشكل يهدد مستقبلكم جميعا. لكن ثمة نقطة مهمّة، أعلم أنها صعبة جدا نفسيا لكنها ضرورية، وهي أسلوب الحوار، ففي النهاية أنتم أبناؤه وهو أبوكم, فثمة أسلوب مطلوب للحوار على الأدب والهدوء والعقلانية أن يكونوا الغالبين عليه. صدقيني أنا أعلم كم أن الأمر صعب عسير لكنه ضروري, اعتبري أنكِ في مهمة عمل تتطلب اللباقة مع شخص لا تحبينه. يبدأ الحوار وديا مسالما ثم إذا احتجتم للتصعيد قوموا به خطوة خطوة حتى تصلوا لأقصى مراحله. المشكلة التي تواجه هذا الحل هي الطبيعة العنيدة لوالدك وافتقاده الإحساس بالمسئولية, وهما ينذران برد فعل احتمالي عنيف, كأن يترك المنزل أو أن يقول لكم "اضربوا رأسكم بالحائط" أو أي من تلك الردود العنيفة اللائقة بشخصية مثل تلك التي لوالدك.. لكن دعينا نفكر, ماذا ستخسرون أكثر مما خسرتم بالفعل؟ عليكِ بهذا.. ولكن استنفدي أولا محاولات الإقناع والحوار الهادئ, فإما أن تؤتي ثمارها وكفى الله المؤمنين شر القتال, أو أن لا يعد من حل سوى ذلك الذي قلت لكِ. وفقك الله يا عزيزتي.. تحياتي.