السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أحبتني فتاة لمدة 4 شهور تقريبا قبل أن أتقدم لخطبتها دون أن أعلم بحبها لي، وكان رد والدها أنه لا يريد أن يشغلها عن دراستها وأنه لا يفكر في هذا الأمر إلى أن تنهي دراستها، فعرضت عليه أن تكمل دراستها عندي بعد الزواج فرفض، وكنت أنا غير مقتنع بهذا الأمر.. وعلمت أن الفتاة متقبّلة أي وضع لإتمام الزواج ولكن الأب معترض، فقمت بالذهاب مرة أخرى لوالدها وعرضت عليه أن تكمل آخر سنة عندي، وجاء الرفض مرة أخرى بنفس الحجة السابقة، وكنت قد بدأت أتعلق بهذه الفتاة وعلمت أنها تريد تأخير دراستها إلى أن يتم الزواج، فقمت بالاتصال بها لأول مرة وأقنعتها أن تكمل دراستها وأني سأنتظرها حتى تنهي دراستها.. ومن هنا بدأت قصة حب، أصبحنا لا أحد يستغنى عن الآخر، واتقدمت لوالدها لثالث مرة وكان رده كما هو، ولكنه في هذه المرة وعدني بأن نتحدث في أمر الزواج بعد سنة حتى تكون قاربت على الانتهاء من دراستها، ولكنه لا يعلم بأننا نتصل يوميا وأحيانا أذهب إليها في الجامعة ونقضي بعض الأوقات في المنتزهات العامة، وما يقلقني في هذا الأمر أنه لم يأخذ رأيها ولم يتحدث معها بشأن هذا الموضوع، مع العلم أن والدتها تعلم بأننا نتكلم يوميا بالتليفون وأن كلا منا لا يستغنى عن الآخر.. أريد منكم إعطائي آراءكم في هذا الأمر، هل أصارح أباها بما بيننا أم أكتمه لحين تمضي السنة؟ علما بأنه لو علم بما يحدث قد يتخذ قرارا عكسيا؛ أنا احترت، مش عارف أعمل إيه، منتظر الرد وشكرا جزيلا.. اعذروني إن كنت قد أطلت عليكم.
ahmed_soi
أخي العزيز.. أحترم كثيرا قصة حبكما، وأحترم أنك دخلت من الباب، وليس من الشباك، ولكنني عاتبة عليك أنك لم تكمل المشوار إلى النهاية، وأصبحت مثل الحرامي الذي يتسلق المواسير ليصل إلى أقرب شباك ويقفز منه إلى داخل المنزل الذي يريد أن يسرقه، فقد بدأت بداية صحيحة عندما ذهبت إلى والدها أكثر من مرة لتطلبها منه، والوالد له وجهة نظر في عملية إتمام الزواج يجب أن تحترمها، حيث إنه أعلم بمصلحة ابنته، فقد يكون يخشى أن يلهيها الزواج وتربية الأبناء عن أن تكمل دراستها، وفي هذه الحالة لن تصل إلى ما يتمناه أي أب لأبنائه، من أن يكملوا دراستهم وتعليمهم الجامعي. لذا ضع نفسك مكان هذا الشخص فهو يحب ابنته، وعليك أن تقدر وتحترم هذا الحب، وهو لم يرفضك بشكل نهائي، ولكنه أرجأ التحدث في الأمر إلى أن تنهي ابنته دراستها، وهذا ليس بعيب، وكان عليك أن تتفهم موقفه، وليس أن تعاقبه بأن تتصل بابنته وتتحدث معها دون علمه، وهذا بالتأكيد هو السرقة بعينها، فأنت تخون ثقته فيك وفي ابنته، وتضع نفسك في موقف مخاطرة كبير جدا، فلو علم بالأمر قد تخسر هذه الفتاة إلى الأبد، وعندها حتى لو أنهت دراستها فلن يوافق عليك، لأنك أهنته وأخطأت في حقه، وهذا أمر لا يجور أبدا أن تفعله. لذا وقد علمت حقيقة مشاعر الفتاة تجاهك، وهي أيضا تعرف حقيقة مشاعرك تجاهها، عليك أن تنتظرها، دون مكالمات مبالغ فيها، ودون مقابلات حتى ولو كانت في الجامعة، فعليك أن تصبر، ومن يحب شيئا ويريده عليه أن يضحّي بالكثير ليصل إليه، وليس أن يخاطر بخسارته. ويمكنك الاطمئنان عليها من وقت لآخر، بالاتصال في المناسبات أو الأعياد فقط، بحيث تتحدث معها كأنك زميل لها، ولا يتعدى الحديث بينكما الحدود المسموح بها، وبمجرد أن تنهي دراستها عندها يمكنك أن تتقدم مجددا، وأعتقد أن والدها عندها سيفرح بك كثيرا لأنك تمسكت بابنته، ولأنك لم تضرب بكلامه عرض الحائط بل احترمته، وخلال هذه الفترة يمكنك أن تحسّن من وضعك ومن دخلك المادي، بحيث تكون جاهزا لأي شيء يطلب منك فيما يختص بالزواج ومتطلباته، مع دعواتي لكما بالتوفيق والسعادة إن شاء الله.