السلام عليكم.. بجد أنا بحب الموقع ده جدا ومتابعة كل جديد فيه.. وعشان باثق فيكم أوي حبيت أستشيركم في مشكلتي اللي مخلياني مش عارفة أبطل تفكير. أولا أنا فتاة مخطوبة لواحد بحبه وهو كمان إن شاء الله.. بس أنا من كتر المشاكل اللي باشوفها حولي بقيت باشك فيه وخايفة من الجواز، وأهم مشكلة إنه ممكن يخونني أو يتجوز عليّ.. والتانية دي بقى تعباني، اللي هي الجواز التاني؛ بقى منتشر جدا والرجالة مش بيقولوا غير إنه حقهم الشرعي.. يعني أنا لو عملت كل حاجه لجوزي ومش خلّيته عايز حاجة وجه يقول لي أنا شفت واحدة وعجبتني وعاوز أتجوزها عشان مش أعمل حاجة حرام يبقى ده حقه فعلا، وأنا لو اتكلمت أو رفضت يبقى باخالف شرع ربنا؟! أنا بجد بقيت متحيرة، وساعات بتيجي لي وساوس إن ربنا فعلا خلق الرجالة أحسن مننا وليهم حقوق أكتر مننا.. بجد خايفة يكون حرام عليّ كل التفكير ده.. يا ريت تريحوني وتردوا عليّ لأني فعلا محتارة أوي؟
Hate.frozen1
الصديقة العزيزة.. دعيني أستهل حديثي معك بقول الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} الحق سبحانه وتعالى حينما يشرّع الحكم يشرّعه مرة إيجابا ومرة إباحة، فلم يوجب ذلك الأمر على الرجل، ولكنه أباح للرجل ذلك، وهناك فرق واضح بين الإيجاب والإباحة، والزواج نفسه حتى من واحدة مباح، إذن ففيه فرق بين أن يلزمك الله أن تفعل وأن يبيح لك أن تفعل. والإباحة يا صديقتي كانت لحالات خاصة، وعلى سبيل المثال لا الحصر مرض الزوجة بالشكل الذي يعيقها عن تلبية رغبات زوجها طوال حياتها. لن أطيل في الأمر وسأدخل مباشرة في مشكلتك، وهي خوفك من أن يطلب زوجك الذي أكدتِ لي في رسالتك أنك تحبينه ويحبك، ولا أعلم ما هو سبب خوفك من أن يحدث هذا، فأنا أتعجب ممن يقدّرون البلاء قبل وقوعه! يا صديقتي.. أنتما على وفاق واتفاق ويحسن كل منكما معاملة الآخر، فلمَ الخوف؟ ولما هذه النظرة الضيقة إلى الحياة؟ فكما ترين من يتزوجون على زوجاتهم لأي سبب كان، فعلى الجانب الآخر من هم يخلصون لزوجاتهم في الحياة والممات، بل منهم من يرفضون الزواج بأخرى لو كتب الله للزوجة أن تلقى ربها قبل زوجها، حفاظا على العِشرة الطيبة وتخليدا لذكراها، فلمَ وضعتي الأمر بين يدي كفة التشاؤم فقط؟ ولم تعطين للتفاؤل مدخلا لهذه العلاقة التي لم تبدأ بعد؟! عزيزتي.. إن الحل لهذه المخاوف التي أتمنى أن تطرديها من عقلك كيلا تؤثر على حياتك المستقبلية، وتجعلي بينك وبين زوج المستقبل حوارا مفتوحا دائما، تعرفين من خلاله ما يعجبه ويفرحه وما لا يعجبه، وتكوني زوجة صالحة ولا تنسي أن الله تعالى قريب منا يعلم خانئة الصدور، فادعي دعاء دائما ادعي الله أن يجعل قلبك لا ينبض إلا بحب زوجك وهو بحبك، وكوني دائما عونه وسندا له في الخير، فإن التزم هو وأنتِ صلحت حال تلك العلاقة ولن يضيرك الله أبدا، فهو القائل {0دْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}. صديقتي.. تغلّبي على أحزانك واصبري، فأحيانا تأتي المنافع من قلب المصائب وربما يأتيك الخير الكثير وهو يرتدي ثوب المصيبة، {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.. و ربما يغلق علينا بابا ليفتح أبوابا، لذلك توكلي على الله وامتلئي ثقة في نفسك وخطيبك، وتزوّجي على بركة الله وتخلصي من تلك الوساوس، وتمنياتي لك بالحياة السعيدة.