أولاً إزيكم، وطبعاً شكر خاص لكل فريق عمل "بص وطل".. أنا مشكلتي مشكلة كبيرة أوي، ويمكن معظم الشباب ممكن يكون عندهم نفس المشكلة. أنا شاب جامعي عندي 20 سنة، وبحب بنت حالياً عندها 18 سنة، إحنا بنحب بعض من حوالي 5 سنوات، وعلى فكرة إحنا فعلاً بنحب بعض جداً، وطبيعة العلاقة بيني وبينها مبنيّة على الصراحة وعدم الكسوف أو الإحراج؛ بمعنى مثلاً: هي لو عندها العادة الشهرية ممكن تقول لي، وممكن نتكلم كمان في مواضيع الجنس.
المهم، دلوقتي الأمر وصل معانا إن إحنا بقينا بنمارس الجنس مع بعض؛ لكن أنا ماعملتش معاها حاجة تكشف الأمر، الحكاية دي اتكررت عدة مرّات.
والمشكلة اللي أنا فيها، هي الخوف من الشكّ.. أنا واثق فيها؛ بس كتير أوي باقول إن ممكن البنت ما دام عملت كده معايا قبل الزواج؛ فده ممكن يخلّيها تعمله بعد كده مع غيري.. أنا عارف إني كده ممكن أكون باشكّ فيها أو مش واثق فيها؛ لكن والله أنا خايف من الحكاية دي، خايف في يوم أكون مقصر مثلاً في حكاية الجنس بعد الزواج؛ فهي تخونني وتعمل زي ما عملت من ورا أبوها وأمها.
أنا بجد خايف، وفي نفس الوقت بحبها أوي، وعايز أي اختبار يخلّيني مطمئن من الحكاية دي؛ علشان أنا والله مش عارف حتى أركّز في حياتي.. قولوا لي أعمل إيه.. الله يرضى عليكم، ولكم جزيل الشكر.
The lion
أولاً: الله يسلمك، والحمد لله إن الموقع عجبك وأعطاك فرصة عشان تعرض وجهة نظر تخصّ التماسيح اللي لما يبتلعوا الفريسة وتدخل كلها في فمهم، تنزل دموعهم من الحشرجة بتاعة الفريسة في زورهم؛ مش عشان الفريسة صعبانة عليهم؛ برغم إنهم أكلوها من غير هنا ولا شفا إن شاء الله.
وكان المفروض بدل ما تتكلم على واحدة وثقَتْ فيك وفِضلت العشرة بينكم خمس سنوات -يعني كان عندها 13 سنة- وتقول هتعمل إيه ساعة ما تتجوزها وتقصّر معها هتخونك ولا لأ؛ بدل ده كله تسأل نفسك سؤال: هو معقول اللي زيك يتزوج واحدة غير النوع ده؛ تخونه وهو حتى مش مقصّر قبل ما يبقى مقصر؟!!
يعني كلام ربنا في القرآن بيقول {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.
يعني الطيب أحسن، واللي معاك من خمس سنين، وعارفها، وراضي بها؛ أحسن من اللي ماتعرفهاش، وهتكون كده برضه وأسوأ؛ بمعنى: إنك هتضيّع على نفسك فرصة إنك تصلّح معصية وقعت فيها أمام ربك، بأن تستر على واحدة وثَقت فيك، وهذا الستر -بالطبع- سيجعل الله يغفر لك، ويُبدّل سيئاتك حسنات، ويقيها شرّ نفسها وشر الشيطان، وتتحول لزوجة صالحة برضا ربنا عليك وعليها.
وأن الله تبارك وتعالى لن يترك عقابك لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ إذا تركتها للضياع ومزاولة الرذيلة، بعد أن أصبحَتْ بفضلك زانية تفعل الفاحشة، والله تبارك وتعالى يقول {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.
صديقي، لا تجعل للشيطان عليك سبيلاً مرتين: الأولى عندما أغراك وأنت الرجل الحكيم، القوّام على النساء، بما فضّلك الله عليها بالعقل والحكمة، وارتكبتَ ما ارتكبت باسم الحب. والثانية عندما يُغريك ألا تسترها؛ ليسترك الله في الدنيا والآخرة؛ فالستر صديقي وسيلة لإصلاح حال المستور؛ وذلك بأن يرجِعَ عن ذنبه ويتوب إلى الله.
والستر صديقي من صفات المسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسْلِمُه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كُربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" [البخاري].
وأخيراً احذر أن يكون الله أهون الناظرين إليك، وانجُ بنفسك من نفسك الأمّارة بالسوء، ومن شيطان مَرِيد يُصِرّ على أن تظلّ تحت غوايته؛ حين أفهمك -وأنت الشريك لهذه الفتاة والمحرّض لها فيما فَعَلت- أنها لا تصلح لك؛ لأنها خائنة لأهلها، وستخونك؛ مما يعني أنك أصبحت أفضل!!
صديقي، انصح ولا تفضح، واستغفر الله عن ذنبك وذنبها، وحاول بقدر الإمكان أن تتقدم لها وتسترها، وتُرضي الله تبارك وتعالى فيها وفي نفسك، ولا تنسَ أن تدعو لنفسك بهذا الدعاء من القرآن الكريم: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم}.
تصوّر صديقي، قال لربه اغفر لي؛ فغفر له.. هكذا بكل بساطة.. فلا تبخل على نفسك صديقي بسؤال ربك أن يغفر لك وأنت تنتوي التوبة، والمغفرة، والستر على من ائتمنتك ووثقت بك.
واجعلها معك تقول هذا الدعاء، وأفهمها ما شككت فيه؛ فربما تعرف أن ظُلمك لنفسك ولها كان سيكون عليك وعليها أمام ربك عظيماً، ولْيقل كل منكما: رب إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك, وارحمني، إنك أنت التواب الغفور الرحيم.