أنا مشكلتي كبيرة بالنسبة لي وصغيرة بالنسبة للآخرين، أنا بحب زميلي، ولكن هذا الحب من طرف واحد، وحاولت أعبّر عن الحب ده بتصرّفات معيّنة زي إني لمّا أعزم مجموعة أصدقائنا أميّزه هو عن غيره، وأكون أنا أول واحدة أهنّيه بعيد ميلاده. ولما راح الجيش كنت أنا أكتر واحدة باسأل عليه وأهوّن عليه مُدة الجيش، وكنت باسأل عن أهله وأحوالهم، ولكن هو بيسأل عليّ زي أي زميل أو زميلة أخرى، ولما أتعب بيكون هو آخر واحد بيسأل عليّ، بس ساعات يتصل عليّ على الموبايل ويكلّمني بالساعة، ويحكي لي لو فيه حاجة هو متضايق منها سواء في الجيش أو في البيت، وكنت باسمعه باهتمام، وباكون مبسوطة أوي أوي إن هو اختارني علشان يكلّمني عن نفسه. وبعدها سمعت من زميلة لنا إن البنات بيتكلّموا عليّ وبيقول له إن أنا بارسم عليه، سمعت الكلمتين دول وقلت مش هاكلّمه تاني؛ لأن هو مش مبيّن لي أي مشاعر من ناحيته، وكمان أنا كنت زعلانة منه عشان مش بيسأل عليّ، وكمان عمل تصرّف ضايقني وعرف إني متضايقة منه وماجاش يعتذر لي أو يراضيني. المهم.. أنا قطعت صلتي بيه تماما وكمان زادت القطيعة دي؛ لأني عرفت إنه وصل له الكلام اللي البنات قالوه عليّ؛ فقلت إني مش هاكلمه تاني عشان كرامتي، ولو هو عايزني هيكلّمني يعتذر أو يمكن يكون فيه حاجة جواه يقولها لي. وعدّت أيام.. حوالي شهرين، وفوجئت إنه بيتصل بيّ يقول لي: "مش بتسألي ليه؟ أنا عارف إن قلبك كبير وبتسامحي، وبعدين أنا وحش ومش باسأل تقومي تعملي زيي!! أنا كنت عاوز أعزمك بأوّل مرتّب قبضته إنتي وباقي المجموعة، وعموما لينا قاعدة مع بعض عشان نصفّي النفوس، بس ابقي اسألي أنا شغلي واخد كل وقتي". فقلت له ماشي، وفعلا بقيت أتصل عليه وأتطمّن عليه، وهو يتصل يكلّمني ويحكي لي عن اللي بيحصل في حياته وفي شغله لحد ما جت مكالمة جت سيرة الجواز؛ لأن أخوه كان بيحب واحدة وأمه مش موافقة وأخوه متمسّك بحبيبته، وقال لي إن أمه بتعرض على أخوه بنت عمته، بس هو مش موافق، وقال لي: "لو كنت أنا جاهز كنت أنا خطبتها". أنا نزلت عليّ الكلمة دي زي الصاعقة، وعشت بعدها أيام مش عارفة عدت عليّ إزاي؛ قلت لنفسي ما دام هو ماحسش بحاجة من ناحيتي رجع يتصل بيّ تاني ليه؛ فقلت لنفسي هو عرف إن البنات بيتكلّموا عليّ وأنا قطعت الاتصال بيه.. ليه رجع يتصل تاني؟ كان جوايا أمل إن فترة الانقطاع يكون حس فيها إنه محتاج لي عشان كده رجع يتصل، المهم أنا من ساعتها ماكلّمتوش، بس هو كان بيرن عليّ على الموبايل، وأنا كنت بارن عليه لفترة عشان مايقولش إني زعلت لما جاب سيرة بنت عمته، وبعدين قطعت وفضل هو يرن عليّ كام يوم بعدها، وبعدين قطع. أنا عايزة أفهم؟ هو كده بيحبّني ولا معجب ولا مجرد إنسانة بيرتاح معاها في الكلام، ولا هو على رأي المثل "لا بحبه ولا أقدر على بعده"؟ أرجوكم ردّوا عليّ وأفيدوني جزاكم الله كل خير.
moonface
أندهش كثيرا لقصص الحب من طرف واحد؛ فعلى الرغم مما بها من الرومانسية والرغبة في المنح على طول الخط ودائما أو على الأقل غالبا دون مقابل من الطرف الآخر؛ فإنها تظلّ في الأول والآخر ظلما شديدا للمحبّ يكون هو فيه الجاني على نفسه وليس أي شخص آخر. صديقتي..لا يوجد أي مؤشّر أيا كان على حب هذا الشخص لكِ ولا تفضيله لكِ عن أي إنسانة أخرى، وقد برهن لك على ذلك أكثر من مرة سواء بتصرّفات صريحة منه أو بسكوته عن تصرّفات وأقوال أخرى، هذه هي الحقيقة الوحيدة المؤكدة، أما عن سبب اتصاله بك بعد فترة الانقطاع التي دامت شهرين؛ فالله -عز وجل- أعلم عن سببها قد تكون هذه هي الفترة التي وصله فيها ما تقوله الفتيات عنك فرغب في التحقّق من الأمر، قد يكون افتقد اهتمامك وحرصك عليه وسؤالك الدائم عنه والذي فسّره هو في وقت من الأوقات بأنه نوع عادي من الاهتمام أو فوق العادي قليلا، لكنه لم يعِره اهتماما إلا بعدما افتقده. قد يكون أي شيء إلا أنه يحبّك ومقتنع بك ويريدك شريكة له على سُنّة الله ورسوله، لذلك لا يوجد داعٍ لأن تشغلي نفسك بمبرّره في العودة لك والاتصال بك فما يهمّك هو سؤال محدّد: هل يحبّك أم لا؟ والإجابة أنها "لا"، أو على الأقل لم يحسم أمره في هذا الموضوع. وعلى هذا الأساس؛ عليكِ أن تتعاملي معه دون توقّع مشاعر خاصة تريديها من ناحيته، ولا تطلبي منه ما لم يعدك به، ولا تنتظري منه أن يصالحك على شيء قد لا يكون أدرك أنه ضايقك من الأساس، وذلك حتى تساعدي نفسك على أن تبرأ من هذا الحب المشوّه غير واضح المعالم. فصحيح أن الحب يا صديقتي يتطلّب التضحية، لكنه أيضا يحتاج للعناية، وأن يكون متبادلا فلن تستطيعي مهما كان حبك ومهما كانت لهفتكِ عليه أن تتحمّلي أن تمنحي على طول الخط دون أن تحصلي على اهتمام وحب متبادل، فلا تحاولي أن تمنحيه المزيد على أمل أن يكون هذا دافعا ومشجّعا له أن يبادلك مثله؛ لأنه من المفترض أنه أدرك بالفعل أنه يمثّل شيئا خاصا لك، وإذا كان يريد الاستمرار فعليه أن يبرهن هو على ذلك، وكفاكِ ما نلتِه من عذاب وجرح للمشاعر، ومع الأسف ومع اعتذاري لك إهانة للكرامة. حاولي أن تقلّلي التعامل معه لأقل قدر، ولا تتصلي به مطلقا، وإذا جمعك به لقاء مع المجموعة؛ فعامليه بشكل عادي ليس به اهتمام وليس به نفور؛ فهو حتى الآن لم يخطئ في حقّك ولم يعِدْك بشيء صريح تحاسبيه عليه، وفي نفس الوقت حاولي نسيانه وفتح قلبك لسواه، وأدعو الله تعالى لك أن يوفّقك لما يحبّ ويرضى.