السلام عليكم.. أولا أنا باشكر الموقع الرائع وباشكر كل العاملين فيه. ثانيا أنا عندي مشكلة.. أنا عندي 22 سنة، متزوجة من شهر، ومش متجوزة عن حب؛ بابا كان شديد عليّ أوي، وكنت عايزة أخرج من البيت بأي طريقة.
وكمان ماما ضغطت عليّ جامد أوي؛ لأنه متدين ومحترم وبيحبني جدا ومبسوط ماديا؛ هو كان بيشتغل في مصر، وبعد كده سافر الخليج بعد خطوبتنا بشهرين، ونزل وأتجوزنا في نفس الأسبوع اللي نزل فيه.
وفي فترة الخطوبة أنا كنت باتحجج كتير أوي؛ علشان ماكلمهوش على النت ولا على الموبيل؛ رغم إنه كان بيتصل كتير جدا.
بس أنا ماعرفتش أحبه خالص؛ بس كان لازم أخلص من البيت وتحكمات بابا فيّ، وكلام ماما إن كل البنات اللي في سني أتجوزوا وأتخطبوا، وأنا لو سبته وعديت 25 سنة سني هيكون وحش للزواج.. والكلام بتاع الأمهات ده، وكمان أنا بنتها الوحيدة، وعايزة تفرح بيّ.. أنا الحمد لله متعلمة وهو كمان.
المشكلة إني أتجوزت وكرهت الجواز وكل حاجة؛ هو أيام الخطوبة قال لي إنه هياخدني معاه لما يسافر بعد الجواز، بس مع الأسف الكلام أتغير بعد كده.
أنا كنت عايشة مع أهلي في القاهرة، ولما أتجوزت رحت الفلاحين، والأهم إن حماتي معاها مفاتيح الغرف بتاعت الشقة، وكمان معاها كل مفاتيح الشقة، وجوزي معاه مفتاح واحد بس وبيسيبه كمان لما بنخرج، وكمان رافضة إني أسافر معاه؛ علشان المصاريف هتكون كتير عليه، قالت له: "هي تقعد معانا هنا، وتاكل وتشرب من اللي إحنا بناكل ونشرب منه"، وطبعا هو علشان مايزعلهاش قال لي: "أنا هابقى أبعت لك الزيارة بتاعت 3 شهر، بس مش هتكوني معايا على طول".
وكمان من بعد أسبوع من الجواز هو بقى ينزل كل يوم تحت عند حماتي طول اليوم، وبالليل عند أصحابه، وأنا باكون لوحدي.
حماتي بتبعت لي علشان أنزل أساعدها وبنتها الكبيرة اللي في سني بتكون نايمة أو تعبانة أو عند أقاربها، وعايزاني أنا أخدمها، وبتصحيني كل يوم من الساعة 7؛ علشان أنزل لها، وبتقول لي: "أبقي سبيه نايم وأنزلي.. ماتستنهوش يصحى علشان تنزل لي؛ علشان نشوف اللي ورانا".
وطبعا هو عاجبه كل الكلام ده، بيقول لي: "فيها إيه؟! إنتي عارفة من الأول أنك هتروحي فلاحين مش لسه في القاهرة".
وكمان بيزعق لي قدام أهله وبيكلمني وحش؛ عايز يعمل قدامهم إنه الكل في الكل، وقال لي: "أنا لما أسافر إنتي هتنزلي عند أمي، وتاكلي وتشربي تحت، وتروحي لأهلك يومين في الشهر"، أنا تعبت وزهقت من كل اللي أنا فيه، وفكرت كتير إني أسيب الدنيا كلها وأمشي.
يا ريت حد يقولي أعمل إيه في اللي أنا حطيت نفسي فيه.
A.S
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة.. وفقكِ الله وهدى لكِ زوجك وأسرته.
قال تعالى في مُحكم كتابه:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وهذا ومع شديد الأسف ما فعلتيه بنفسك، أردتي التخلص من سجن مؤقت، وقنطي من رحمة الله فسجنت نفسك في سجن أكبر وأشد قسوة، فمهما كان رأي وتفكير والديكِ الخاطئ والذي أرفضه وبشدة؛ فهو نتيجة خوف عليكِ وحب زائد دفعهما إلى ارتكاب جريمة في حقك وفي حق زوجك.
إلا أنه لا يقارن بقسوة أسرة وعائلة أخرى، لم تراع الله فيكِ، وتخيلت أنها قامت بشرائك لا أنكِ ستكونين ابنة وأختا لهم.
عزيزتي.. أنتِ في موقف لا تحسدين عليه؛ لكن بقوة إيمانك، وتطبيقك لحدود الله، ومعرفتك بحقوقك التي كفلها الله لكِ وعدم التفريط فيها، ستخرجين بإذنه تعالى من هذا المأزق.
"ماما ضغطت عليّ جامد أوي؛ لأنه متدين ومحترم، وبيحبني جدا، ومبسوط ماديا"، عذرا فلا أجد شيئا من هذه الصفات قد تحقق بعد زواجك؛ فأين التدين والاحترام وهو لا يفصل في الحقوق والواجبات بين احترامه وحبه لوالدته، وبين حقوقك كزوجة صالحة، وأين هو الحب؛ إذا كان كذب عليكِ منذ البداية وغيّر في كلامه، واستغنى عن شريكة حياته انصياعا لأوامر والدته لا لحكم الظروف، وبالنسبة للماديات فالله هو الرزاق الكريم يرزقه الرزق الحلال ويبارك له فيه.
عزيزتي.. الخطأ لا يعالج بخطأ، نعم أخطأت في حق نفسك قبل أن يخطئ والداك؛ لكن من يدري فربما زوجك شعر وتيقن من عدم حبك وتقبلك له، فتحول حبه ورغبته في القرب منك إلى النقيض تماما.
ربما أنتِ المخطأة في أسلوب معاملتك معه وردود أفعالك على تصرفاته، فكلما حاول الاقتراب كلما ابتعدتي عنه، وربما لأنه رجل شرقي؛ فيصعب بل ويستحيل عليه أن يسألك عن أسباب بُعدك، فتحول الأمر إلى عناد متبادل بينكما.
وبما أن الأم لا تبتغي في هذه الدنيا سوى سعادة ابنها، وفي نفس الوقت تغار عليه من أي إنسانه تشعر مجرد شعور أنها ستحل محلها في حبه واحتوائه ورعايته؛ لكنها وجدت أيضا بأنه لم يسعد تلك السعادة الحقيقية التي كان يرجوها، فزاد هذا الأمور سوءا، وكأنها تريد الانتقام منك لما حلّ على ولدها من ضيق.
عزيزتي.. ما زال الطريق مفتوحا أمامك، وتذكري دائما أن السعادة صعبة المنال نحصل عليها مع الجد والاجتهاد والإخلاص في العمل، لذا أرجوا منكِ أن تحاولي إيجاد نقاط التقاء بينك وبين زوجك، ولا تعامليه على أنه مذنب في حقك؛ بل على أنه إنسان أحبك وأراد الارتباط بك؛ لكنه صدم في عدم حبك له، فثأر لكرامته.
أحسني معاملته، وراعي الله في كل أقوالك وأفعالك، ولا تكثري الشكوى من والدته، أو مقارنة نفسك بها، واعتبريها في مثابة والدتك في الاحترام؛ وحتى وإن نزلتي للجلوس معها فلا أحد سيرغمك على فعل أي شيء ما دام أنت في حماية الله ثم زوجك.
تذكري وذكري زوجك بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"، لكن الرسول لم يأمرنا أن نضغط على أنفسنا ونتحمل إساءة الآخرين في سبيل إرضاء الزوج، فلك بابا مغلقا عليك يقيك شر من يسيئون معاملتك.
خطبتك على حد قولك لم تستمر إلا لشهرين وأسبوع، وهذا ومع ظروف سفر خطيبك وشعورك بالضغط والإجبار وعدم القدرة على الاختيار؛ شكّل لديك حاجزا كبيرا، وكأن زوجك هو دليل ضعفك وتحكم الآخرين فيك.
لذا فأرجوا ونحن على أبواب شهر الرحمة والمغفرة، أن تتوجهي لله بقلب خاشع ونية صادقة في إرضائه من خلال إرضاء زوجك، وبالتالي الحصول على السعادة الحقيقية، وأن تعتبري نفسك في فترة خطبة حقيقية، وتخيري الوقت المناسب للحديث، وتقربي من زوجك قدر المستطاع، تعرفي على ما يحب وما يكره، واجعليه عزيزتي لا يقدر على مغادرة منزله، ففيه الأم الحنون والزوجة الصالحة والأخت المقربة والصديقة المتفهمة.
أما إذا راعيتي الله في كل شيء ولم تجدي منه أي استجابة حقيقية، واستمر في عناده، وتعامله السيئ، وعدم تقديره لمعنى وقيمة الزوجة الصالحة؛ فأرى أن تستعيني بأحد المقربين له ليسدي له النصح، ويذكره بأنه لم يتزوجك لتخدمي أسرته، ويتلوا عليه قوله تعالى:{فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}.
أرجوا أن تطمئنينا عليك.. ووفقك الله لكل ما يحب ويرضى.