أنا بنت ضحكت لها الدنيا لما حبيت حبيبي والحمد لله اتجوزنا من شهر وأجمل شيء في دنيتي هو، هو كل الدنيا بالنسبة لي، وهو كمان بيحبني قوي. بس فيه مشكلة كبيرة قوي بعد ما اتجوزنا؛ لقيت مامته معاها نسخة من مفتاح الشقة، ولما طلبت منه إنه لازم تبقى لنا حياتنا الخاصة قال لي عادي لما يبقى معاها مفتاح إنت مخوّناها؟ علماً بأن قبل الجواز مامته أهانت ماما، وهو زعل على زعلها؛ بس أنا سامحت وما رضيتش أهدم حياتي عشان أنا مش هاقدر أعيش من غيره، وهو كمان مش هيقدر، وأنا متأكدة. اتناقشت معاه؛ بس هو للأسف ما قبلش المناقشة، وبيقول لي إن أنا بحب النكد، وقال لي إنه هيجيبه بس في الوقت المناسب، وإن الوضع ده مش هيستمر. ولما باجي عند أهلي بيبقى عاوزني إني أبات يوم وأرجع، وبيتضايق لو أكتر من كده؛ علماً بأنه مسافر وبينزل كل شهر، حتى بعده عني مموتني. وأنا متضايقة إني لما بحتاج أتناقش معاه ما بيتقبلش المناقشة وينهيها قبل ما أقول اللي جوايا؛ فبالتالي باتكلم مع نفسي وأقول كل اللي نفسي أقوله له. وماما كلّمته عن المفتاح؛ علماً بأن مامته هي اللي قالت لماما إنه معاها وأنا ما اشتكتش، وكنت مخبّية عليهم.. قام زِعل من ماما إنها طلبت إن المفتاح يبقى معايا أنا وهو بس. أنا تعبانة مش عارفة أعمل إيه.. خايفة أخلّف ونبقى زوجين مش متفاهمين؛ علماً بأني أغلقت تليفوني، وعندي عدم رغبة في الكلام معاه. خايفة قلبي يقسى ويبطّل يحبه، خايفة أكون رسمت له شخصية غير شخصيته، تملّي يقول لي بتتكلمي كلام شعارات، أنا بدأت أشكّ في نفسي أنا صح ولا غلط؛ بس أنا تعبانة قوي من غيره بالرغم من ده كله أنا باعاملها معاملة ترضي ربنا في غيابه وحضوره. boke الحقيقة يا عزيزتي أنك مصيبة ومخطئة في نفس الوقت، دعيني أبدأ فيما أنتِ مخطئة به، ربما لأنها المشكلة الرئيسية.. وهي مشكلة المفتاح. لقد ارتبكتِ عدة أخطاء في هذه المشكلة؛ منها جعل والدتك من يتحدث باسمك في هذا الموضوع؛ فأنت بهذا الشكل تكرسين فكرة أن من حق الأمهات التدخّل؛ فهاهي والدتك تطلب منه سحب المفتاح من والدته، وهو أمر ثقيل على نفس أي رجل؛ أن يأخذ أوامر من حماته. واعذريني.. أيضاً هو أمر يخصّ حياتك الداخلية؛ فما كان يجب أن تدخلي والدتك به علناً بهذا الشكل حتى لو كانت والدته من أخبرها؛ بل كان يجب أن تتصرفي أنتِ فيما يخصّ حياتك بينك وبين زوجك. أما الخطأ الأكبر فهو عدم صبرك على زوجك؛ فمما حكيتِه فهو لم يتجاهلك، ولم يرفض طلبك؛ بل أخبرك بأنه سينفّذ ما تطلبينه؛ ولكن في الوقت المناسب، وهو معه كل الحق في ذلك؛ فالطرف الآخر في المشكلة هو والدته، ومهما حدث ستظلّ كذلك وسيظلّ عليه ألا يعُقَها. وفي ذات الوقت هو لا يريد ظلمك.. كان عليكِ أن تقدّري المشكلة التي وقع بها، وترأفي بحاله وتساعديه؛ بل وتشعريه بأنك عامل مساعد ولستِ أحد مسبّبات المشكلة. فلتصبري عليه حتى يجد الوسيلة والوقت التي يستطيع فيه تنفيذ رغبتك وسحب المفتاح من والدته دون أن يشعرها بأنه يُخَوّنها أو يعُقَها. والأمر في النهاية أبسط من أن تفسدي حياتك لأجله؛ فالكثير -بل أغلب- المتزوجين يتركون نسخة من مفاتيحهم الشخصية لدى أسرهم، تحسّباً لحدوث شيء أو حتى ضياع المفتاح أو نسيانه داخل المنزل، وأنتِ لم تذكري أن حماتك قد استخدمت المفتاح وتطفّلت على حياتكم.. أنتِ فقط حساسة نتيجة للمشاكل التي حدثت بين والدتك وحماتك قبل الزواج؛ لذا عليكِ أن تتجاهلي ما حدث الآن، وتفكّري بأنك بدأتِ صفحة جديدة عندما تزوّجتِ، وليس عليكِ أن تذكري مواقف من الماضي فتجعليها تفسد عليكِ الحاضر بل والمستقبل. بكل صراحة وبلغة عامّية بسيطة "لا تقفي لحماتك على الواحدة رداً على ما سبق"؛ فإن كانت حماتك لا تستخدم المفتاح بالفعل في تكدير حياتك أو التطفّل عليها؛ فتجاهلي الأمر تماماً منذ الآن واتركيه لتصرّف زوجك؛ بل أخبريه بكل ودّ عندما يعود أنكِ فكّرتِ في الموضوع ورأيت أن تتركيه له ليحلّه بطريقته الخاصة في الوقت المناسب. صدقيني سيحمل لكِ زوجك هذا الجميل كثيراً؛ لأنك بهذا قد حللت الصراع الداخلي لديه بين والدته وبينك، ووقتها ستجدين منه آذاناً مصغية ليستمع لك ولطلباتك الأخرى المشروعة. أما ما أنتِ مصيبة به؛ فهو حقك بأن تزوري أسرتك؛ بل وأن تبقي لديهم في فترة سفره للعمل؛ فيجب عليكِ أن تتكلمي معه بتعقّل، دون عصبية أو تشنج أو محاولات سيطرة، ويكون ذلك بعد إنهاء موقف المفتاح؛ ولكن ليس في نفس الوقت يا عزيزتي؛ فلا تجعلي الأمر يبدو كأنه خدمة أمام خدمة. بل انتظري لفترة، ثم فاتحيه أنكِ تهابين البقاء وحدك، وأن للأسرة علينا حق، وأخبريه أنه حتى لو فعل أحد أفراد أسرتنا ما يدعو للضيق؛ فواجب علينا ألا نعقّهم، وأن من حقك أن تبقي مع أسرتك في فترة غيابه، طالما تتواجدين معه في فترة تواجده، وأنه بتحقيقه لرغبتك هذه سيُسعدك. صدقيني وقتها يا عزيزتي لن يجد زوجك بأساً من تحقيق رغبتك؛ لأنه سيشعر أن من واجبه أن يتفهم أزماتك كما تفهمتِ مشكلته. ولا تنخرطي في حالة الصمت الزوجي هذه بأن تحدّثي نفسك بدلاً من الحديث معه؛ فأنتما لاتزالان بعيدين تماماً عن أن تدخلوا بعلاقتكم هذا النفق؛ بل بادري زوجك بالحديث عن مشاعرك هذه، وأنك تحبّين الحديث معه؛ ولكن تشعرين أنه يصدّك، وأنك تحتاجين منه إلى قلب مفتوح. أخبريه هذا بدلال الزوجة المحبّة لا بتحكّم الزوجة الغاضبة.. ستجيدين فرقاً ضخماً بين ردّ فعل زوجك في الحالتين. وفي النهاية أنتما لاتزالان في بداية حياتكما، وتحتاجان فقط لمزيد من الوقت حتى تعتادا هذه الحياة، وتتغلبا على مشاكلها الطارئة. وفّقك الله.. وطمئنينا على حالك دائماً.